الفصل الثانى متشابه القرآن
أولا ـ القاضى وتفسير القرآن
كتب القاضى عبد الجبار إلى جانب كتابيه « تنزيه القرآن عن المطاعن » و « متشابه القرآن » تفسيرا كاملا للقرآن يقع فى مائة مجلد أسماه « المحيط » ذكره الحاكم الجشمى والقاضى أبو بكر بن العربى (١) ؛ إلا أن ابن العربى يزعم أن القاضى أخذ تفسيره هذا من تفسير كبير لأبى الحسن الأشعرى ، يقع فى خمسمائة مجلدا احتال عليه الصاحب ابن عباد فأحرقه فى خزانة دار الخليفة ببغداد : قال ابن العربى : « وانتدب أبو الحسن ـ الأشعرى ـ إلى كتاب الله فشرحه فى خمسمائة مجلد ، وسماه بالمختزن ، فمنه أخذ الناس كتبهم ، ومنه أخذ عبد الجبار الهمذانى كتابه فى تفسير القرآن الذى أسماه « المحيط » فى مائة سفر ، قرأته فى خزانة المدرسة النظامية بمدينة السلام ».
ويقول ابن العربى فى اتهام الصاحب بإحراق تفسير الأشعرى : « وانتدب له الصاحب ابن عباد ، فبذل عشرة آلاف دينار للخازن فى دار الخليفة ، فألقى النار فى الخزانة واحترقت الكتب ، وكانت تلك نسخة واحدة لم يكن غيرها
__________________
(١) انظر شرح عيون المسائل : ١ / ١٣٠. العواصم والقواصم مخطوطة دار الكتب رقم ٢٢٠٣١ ب ورقة ٢٦.