قالون كما ظن من لا اطلاع له على الروايات ومشهور الطرق والقراءات فقد رواه عن نافع أيضا أبو بكر بن أبى أويس وابن أبى الزناد وكردم وابن جبير عن اسماعيل عن نافع وابن ذكوان وابن سعدان عن المسيبى عنه. وانفرد به الحنبلى عن هبة الله عن أصحابه فى رواية ابن وردان واختلف فى توجيه الهمز فقيل وجهه ضمة اللام قبلها فهمزت لمجاورة الضم كما همزت فى : سؤق ويؤقن وهى لغة لبعض العرب كقول الشاعر :
أحب المؤقدين إلىّ موسى
ذكره أبو على فى الحجة وغيره. وقيل الأصل فى الواو الهمز وأبدلت لسكونه بعد همز مضموم واوا كأوتى فلما حذفت الهمزة الاولى بعد النقل زال اجتماع الهمزتين فرجعت تلك الهمزة. قال الحافظ أبو عمرو الدانى فى كتاب التمهيد له : قد كان بعض المنتحلين لمذهب القراء يقول بأنه لاوجه لقراءة قالون بحيله وجهل العلة وذلك أن أولى وزنها فعلى لأنها تأنيث أول كما أن أخر تأنيث أخرى هذا فى قول من لم يهمز الواو فمعناها على هذا المتقدمة لأن أول الشيء متقدمه. فأما فى قول قالون فهى عندى مشتقة من وأل. أى لجا. ويقال نجا. فالمعنى أنها نجت بالسبق لغيرها فهذا وجه بين من اللغة والقياس وإن كان غيره أبين فليس سبيل ذلك أن يدفع ويطلق عليه الخطأ لأن الأئمة إنما تأخذ بالاثبت عندها فى الأثر دون القياس إذا كانت القراءة سنة. فالاصل فيها على قوله وءلى بواو مضمومة بعدها همزة ساكنة فابدلت الواو همزة لانضمامها كما أبدلت فى : أقتت وهى من الوقت فاجتمعت همزتان الثانية ساكنة. والعرب لا تجمع بينهما على هذا الوجه فابدلت الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها كما أبدلت فى ( يُؤْمِنَ ) و ( يُؤْتِي ) وشبههما ثم أدخلت الألف واللام للتعريف فقيل الاولى بلام ساكنة بعدها همزة مضمومة بعدها واو ساكنة فلما أتى التنوين قبل اللام فى قوله ( عاداً ) التقى ساكنان فألقيت حينئذ حركة الهمزة على اللام وحركتها بها لئلا يلتقى ساكنان.