همزة ( أَنْتُمْ ) فلا خلاف عنه فى المد لأنه يصير كالسماء والماء ، ومن سهل فله المد والقصر من حيث كونه حرف مد قبل همز مغير فيصير للكلام فائدة ويكون قد تبع فى ذلك ابن شريح ، ومن قال بقوله. وقيل أراد بذى البدل « ورشا » لأن الهمزة فى ( ها أَنْتُمْ ) لا يبدلها ألفا إلا ورش فى أحد وجهيه يعنى أن عنه المد والقصر فى حال كونه مخففا بالبدل والتسهيل إذا أبدل مد وإذا سهل قصر وليس تحت هذا التأويل فائدة. وتعسفه ظاهر والله أعلم. وبالجملة فأكثر ما ذكر فى وجهى كونها مبدلة من همزة أو هاء تنبيه تمحل وتعسف لا طائل تحته ولا فائدة فيه ولا حاجة لتقدير كونها مبدلة أو غير مبدلة ، ولو لا ما صح عندنا عن أبى عمرو أنه نص على إبدال الهاء من الهمزة لم نصر إليه ولم نجعله محتملا عن أحد من أئمة القراءة لأن البدل مسموع فى كلمات فلا ينقاس ولم يسمع ذلك فى همزة الاستفهام ولم يجيء فى نحو : اتضرب زيدا : هتضرب ، وما أنشدوه على ذلك من البيت المتقدم فيمكن أن يكون هاء تنبيه وقصرت كما تقدم ثم يكون الفصل بين الهاء المبدلة من همزة الاستفهام وهمزة ( أَنْتُمْ ) لا يناسب لأنه إنما فصل التوجيه لاستثقال اجتماع الهمزتين وقد زال هنا بابدال الأولى هاء ألا ترى أنهم حذفوا الهمزة فى نحو أريقه وأصله أاريقه لاجتماع الهمزتين فلما أبدلوها هاء لم يحذفوها بل قالوا أهريقه فلم يبق إلا أن يقال أجرى البدل فى الفصل مجرى المبدل وفيه ما فيه. ونحن لا نمنع احتماله وإنما نمنع قولهم إن الهاء لا تكون فى مذهب ورش وقنبل إلا مبدلة من همزة لا غير لأنه قد صح عنهما إثبات الألف بينهما وليس من مذهبهما الفصل فى الهمزتين المجتمعتين فكيف هنا وكذلك نمنع احتمال الوجهين عن كل من القراء فإنه مصادم للأصول ومخالف للاداء والذى يحتمل أن يقال فى ذلك إن قصد ذكره أن الهاء لا يجوز أن تكون فى مذهب ابن عامر والكوفيين ويعقوب والبزى إلا للتنبيه ونمنع كونها مبدلة فى مذهب هشام البتة لأنه قد