الهمزة ، ألا ترى أن الأصل عند العرب فى اسم الفاعل من جاء جائى فقلبوا الهمزة الثانية ياء محضة لانكسار ما قبلها. ثم إن الزمخشرى خالف النحاة فى ذلك واختار تسهيلها بين بين عملا بقول من حققها كذلك من أئمة القراء فقال فى الكشاف من سورة التوبة عند ذكر أئمة. فإن قلت كيف لفظ أئمة؟ ( قلت ) همزة بعدها همزة بين بين أى بين مخرج الهمزة والياء قال وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين قال وأما التصريح بالياء فليس بقراءة ولا يجوز أن تكون ومن صرح به فهو لاحن محرف ( قلت ) وهذا مبالغة منه والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعنى التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته فى الرواية كما ذكرناه عمن تقدم ولكل وجه فى العربية سائغ قبوله والله تعالى أعلم. واختلفوا فى ادخال الألف فصلا بين الهمزتين من هذه الكلمة من حقق منهم ومن سهل. فقرأ أبو جعفر بادخال الألف بينهما على أصله فى باب الهمزتين من كلمة هذا مع تسهيله الثانية وافقه ورش من طريق الأصبهاني على ذلك فى الثانى من القصص وفى السجدة نص على ذلك الأصبهاني فى كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه. وانفرد النهروانى عن هبة الله عنه من طريق أبى على العطار بالفصل فى الأنبياء فخالف سائر الرواة عنه وانفرد أيضا ابن مهران عن هبة الله عنه فلم يدخل الفا بين الهمزتين بموضع فخالف فيه سائر المؤلفين والله أعلم. واختلف عن هشام فروى عنه المد من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلوانى أبو العز وقطع به للحلوانى جمهور العراقيين كابن سوار وابن شيطا وابن فارس وغيرهم وقطع به لهشام من طرقه الحافظ أبو العلاء وفى التيسير من قراءته على أبى الفتح يعنى من غير طريق ابن عبدان وأما من طريق ابن عبدان فلم يقرأ عليه إلا بالقصر كما صرح بذلك فى جامع البيان وهذا من جملة ما وقع له فيه خلط طريق بطريق. وفى التجريد من قراءته على عبد الباقى يعنى من طريق الجمال عن الحلوانى وفى المبهج سوى بينه وبين