تفاوت المتصل وفى اتفاق هشام وابن ذكوان وورش من طريقيه على مد المنفصل وكلاهما صحيح والله أعلم. وقال أبو الطاهر إسماعيل بن خلف فى العنوان إن ابن كثير وقالون وأبا عمرو يترك الزيادة فى المنفصل ويمد المتصل زيادة مشبعة وإن الباقون بالمد المشبع بالضربين وأطولهم مدا ورش وحمزة وكذا ذكر فى الاكتفاء وكذا نص شيخه عبد الجبار الطرسوسى فى المجتبى فهذا ما حضرنى من نصوصهم ولا يخفى ما فيها من الاختلاف الشديد فى تفاوت المراتب وأنه ما من مرتبة ذكرت لشخص من القراء إلا وذكر له ما يليها وكل ذلك يدل على شدة قرب كل مرتبة مما يليها وإن مثل هذا التفاوت لا يكاد ينضبط. والمنضبط من ذلك غالبا هو القصر المحض والمد المشبع من غير إفراط عرفا. والتوسط بين ذلك. وهذه المراتب تجرى فى المنفصل ويجرى منها فى المتصل الاثنان الأخيران وهما الإشباع والتوسط يستوى فى معرفة ذلك أكثر الناس ويشترك فى ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته ويبين الأداء كيفيته ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذى استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا وهو الذى اعتمده الإمام أبو بكر بن مجاهد وأبو القاسم الطرسوسى وصاحبه أبو الطاهر ابن خلف وبه كان يأخذ الإمام أبو القاسم الشاطبى. ولذلك لم يذكر فى قصيدته فى الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة فى الأداء وبه أيضا كان يأخذ الأستاذ أبو الجود غياث بن فارس وهو اختيار الأستاذ المحقق أبى عبد الله محمد بن القصاع الدمشقى وقال هذا الذى ينبغى أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره ( قلت ) وهو الذى أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه فآخذ فى المنفصل بالقصر المحض لابن كثير وأبى جعفر من غير خلاف عنهما عملا بالنصوص الصريحة والروايات الصحيحة ولقالون بالخلاف من طريقيه وكذلك ليعقوب من روايتيه جمعا بين الطرق ولأبى عمرو إذا أدغم الإدغام الكبير عملا بنصوص من تقدم وأجرى الخلاف عنه مع الإظهار لثبوته نصا وأداء