الهمدانى فى غايته وتبعهما فى ذلك أبو القاسم الهذلى فى كامله وزاد مرتبة سابعة وهى افراط وقدرها ست ألفات انفرد بذلك عن ورش وعزا ذلك إلى ابن نفيس وابن سفيان وابن غلبون والحداد يعنى إسماعيل بن عمرو وقد وهم عليهم فى ذلك ولم يذكر القصر فيه البتة عن أحد من القراء. واتفق هو وأبو معشر الطبرى على ذلك وظاهر عبارتهما أنه لا يجوز قصر المنفصل البتة وأنه عندهما كالمتصل فى التيسير والله أعلم. وزاد أبو الأهوازى مرتبة ثامنة دون القصر وهى البتر عن الحلوانى والهاشمى كلاهما عن القواس عن ابن كثير فى جميع ما كان من كلمتين قال : والبتر هو حذف الألف والواو والياء من سائرهن. قال واستثنى الحلوانى عن القواس الألف ومدها مدا وسطا فى ثلاث كلمات لا غير قوله تعالى ( يا آدَمُ ) حيث كان و ( يا أُخْتَ هارُونَ ) و ( يا أَيُّهَا ). حيث كان وباقى الباب بالبتر ( قلت ) استثناء الحلوانى هذه الكلم ليس لكونها منفصلة وإنما كان الحلوانى يتوهم أنها من المتصل من حيث إنها اتصلت رسما فمثل فى جامعه المتصل بالسماء ، وماء ، ونداء. و ( يا أُخْتَ ). و ( يا أَيُّهَا ). و ( يا آدَمُ ) قال الدانى وقد غلط فى ذلك ( قلت ) وليس البتر مما انفرد به الأهوازى فقط حكاه الحافظ أبو عمرو الدانى من رواية القواس عن الخزاعى عن الهاشمى عنه وعن الحلوانى ومن رواية قنبل عن ابن شنبوذ عنه ثم قال الدانى وهكذا مكروه قبيح لا عمل عليه ولا يؤخذ به إذ هو لحن لا يجوز بوجه ولا تحل القراءة به. قال : ولعلهم أرادوا حذف الزيادة لحرف المد وإسقاطها فعبروا عن ذلك بحذف حرف المد وإسقاطه مجازا ( قلت ) ومما يدل على أنهم أرادوا حذف الزيادة كما قال الدانى قول الحلوانى فيما رواه الاهوازى عنه عن القواس حيث استثنى الكلم الثلاث ومدها مدا وسطا كما قدمنا والله أعلم ؛ وها أنا أذكر كلا من هذه المراتب على التعيين ومذاهب أهل الأداء فيها لكل من أئمة القراء ورواتهم منبها على الأولى من ذلك ثم أذكر النصوص ليأخذ المتقن بما هو أقرب. ويرجع عن التقليد إلى الأصوب. والله المستعان