إما لظهورهما في أنهما صلاة النهار فكأنه قال وأقم الصلاة طرفي النهار مع المعروفة من صلاة النهار أو لأنهما مذكوران على التبع للطرف الآخر لأنهما بعد الزوال فهما أقرب إليه وقيل صلاة طرفي النهار الغداة والظهر والعصر وصلاة الزلف المغرب والعشاء قال الحسن قال رسول الله صلىاللهعليهوآله المغرب والعشاء زلفتا الليل. وقيل أراد بطرفي النهار صلاة الفجر وصلاة العصر (١).
وقيل على تقدير كون المراد بقوله « وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ » أقم صلوات ليقرب بها إلى الله عز وجل في بعض الليل يحتمل أن يكون إشارة إلى صلاة الليل المشهورة وحينئذ ينبغي إدخال العشاءين في صلاة طرفي النهار.
أقول على الوجه الآخر أيضا يحتمل أن يكون المراد صلاة الليل بأن يكون المراد بالزلف الساعات القريبة من الصبح.
« إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ » قال الطبرسي قيل معناه أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها بأن تكون اللام للعهد عن ابن عباس وأكثر المفسرين وقد مر في باب فضل الصلاة خبر الثمالي (٢) وهو يدل على ذلك.
__________________
وقد كان (ص) يصلى هاتين الصلاتين بمكة جهارا حتى آذوه ، فصلاهما في بيته ، فأنزل الله في آخر سورة الإسراء « لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً » فصلى في دار الارقم ، والمؤمنون يقتدون بصلاته متابعة له وأسوة به.
ثم مضى برهة من الزمان ونزلت سورة يونس ثم نزلت سورة هود حتى بلغت هذه الآية المبحوث عنها « أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ » فصلى رسول الله فريضة صلاة الغداة ـ طرف النهار الأول ـ ركعتين ، وصلاة المغرب ـ طرف النهار الثاني ـ ثلاث ركعات ، وصلاة العشاء بعدها بقليل ركعتين ، تمامها سبع ركعات. كل هذه فريضة عليه لظاهر الخطاب والمؤمنون يقتدون به أسوة ، ولا يذهب عليك أن صلاة المغرب عند ذلك صارت صلاة وسطى لتوسطه بين صلاة الصبح والعشاء.
(١) مجمع البيان ج ٥ ص ٢٠٠.
(٢) راجع ص ٢٢٠ فيما سبق تحت الرقم ٤١.