كلام العرب القوة والنعمة ، قال : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ) (١) وقال : ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) (٢) ، أي بقوة ، وقال : ( وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) (٣) ، أي : قوّة ، ويُقال : لفلان عندي أيادي كثيرة ، أي فواضل وإحسان ، وله عندي يد بيضاء ، أي : نعمة » (٤) .
وعن محمد بن عبيدة قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قول الله عزَّ وجلَّ لابليس : ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) ، فقال عليهالسلام : « يعني بقدرتي وقوتي » (٥) .
عن سليمان بن مهران قال : سألتُ أبا عبدالله عليهالسلام عن قوله عزَّ وجلَّ : ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٦) ، فقال عليهالسلام : « يعني ملكه ، لا يملكها معه أحد ، والقبضُ من الله تبارك وتعالىٰ في موضع آخر : المنع ، والبسط منه : الاعطاء والتوسيع ، كما قال عزَّ وجل : ( وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٧) ، يعني : يعطي ويوّسع ، ويمنع ويضيِّق ، والقبض منه عزَّ وجلَّ في وجه آخر : الأخذُ ، والأخذُ في وجهٍ : القبول منه كما قال : ( وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) (٨) ، أي : يقبلها من أهلها ويثيب عليها ، قال : قلتُ : فقوله عزَّ وجلَّ : ( وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) ؟ فقال عليهالسلام اليمين اليد ،
__________________
(١) صۤ ٣٨ : ١٧ .
(٢) الذاريات ٥١ : ٤٧ .
(٣) المجادلة ٥٨ : ٢٢ .
(٤) التوحيد : ١٥٣ / ١ باب ١٣ .
(٥) التوحيد : ١٥٣ ـ ١٥٤ / ٢ باب ١٣ .
(٦) الزمر ٣٩ : ٦٧ .
(٧) البقرة ٢ : ٢٤٥ .
(٨) التوبة ٩ : ١٠٤ .