والغريب
أنَّ بعض الذين عدّوا الاحتفال بمولده صلىاللهعليهوآلهوسلم بدعة ، إنّما فعلوا ذلك لأن الاحتفال ترافقه بعض الأعمال المُبتدعة ، من قبيل قول ( ابن الحاج ) : « ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أنَّ ذلك من أكبر العبادات ، وإظهار الشعائر ، ما يفعلونه في شهر ربيع الأول في يوم المولد ، وقد احتوىٰ علىٰ بدع ومحرّمات جمة »
.
ومع
أننا نستنكر كل عمل محرم يأتي به أحد في هذه الاحتفالات فإنَّ الاقتران بين الأفعال المحرمة وبين الاحتفال بمولده صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يلغي أصل العمل ، ولا يؤدي إلىٰ تحريمه بالضرورة ، إذ إنَّ القول بذلك يستلزم بطلان الكثير من أُصول العبادات المسلّمة فيما لو اقترنت بفعل محرم .. مع أنَّ الصحيح أنْ يقال إنَّ الفعل الفلاني محرّم لا يجوز الاتيان به ، بل يلزم المعاقبة عليه مع القدرة ، لا أن يلغي أصل العمل .
إنّ
حبَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أصل من أصول الاسلام
ليس لأحدٍ إنكاره ، ولهذا فمن حق المسلم المؤمن أن يُعبّر عن حبه للرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بأي صورة كانت شريطة أنْ لا تتعارض مع الشريعة .
ولا
شك أنَّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل صورة من صور التكريم والتعظيم والاحترام لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتدارس فيه الناس سيرته العطرة ويستخلصون الدروس العظيمة والنافعة .
وإلىٰ
جانب أهمية وضرورة حبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد وفاته
وتجسيد ذلك الحب في السلوك والعمل من خلال الالتزام بالتعاليم الإسلامية ، فقد أكّد الرسول الأكرم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ حب أهل بيته علیهمالسلام
__________________