أحسن ، لان فيها قطع عذر الكافرين ، وإزالة شبههم.
وأما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله ، وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك مثله : جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر.
قال : فقام إليه رجل فقال : يا ابن رسول الله أفجادل رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال الصادق(ع): مهما ظننت برسول الله(ص): مهما ظننت برسول الله(ص) من شئ فلا تظن به مخالفة الله أو ليس الله تعالى قال : «وجادلهم بالتي هي أحسن» وقال : «قل يحييها الذي أنشأها أول مرة» لمن ضرب الله مثلا ، أفتظن أن رسول الله صلىاللهعليهوآله خالف ما أمره الله به ، فلم يجادل بما أمره الله ، ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به (١).
وروى أبوعمرو الكشي باسناده عن عبدالاعلى قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن الناس يعيبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس ، فقال : أمامثلك من يقع ثم يطير فنعم ، وأما من يقع ثم لا يطير ، فلا (٢).
وروى أيضا باسناده عن الطيار قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : بلغني أنك كرهت مناظرة الناس ، فقال : أما مثلك فلا يكره من إذا طار يحسن أن يقع ، وإن وقع يحسن أن يطير ، فمن كان هكذا لا نكرهه (٣).
وباسناده أيضا عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبوعبدالله عليهالسلام : ما فعل ابن الطيار؟ قال : قلت : مات ، قال : رحمه الله ، ولقاه نضرة وسرورا ، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت (٤).
وباسناده ايضا عن أبي جعفر الاحول عن ابي عبدالله عليهالسلام قال : ما فعل ابن الطيار؟ فقلت : توفي ، فقال : رحمه الله. ادخل الله عليه الرحمة والنضرة ، فانه كان يخاصم عنا أهل البيت (٥).
____________________
(١) تفسير الامام العسكرى ص ٢٤٢ و ٢٤٣.
(٢) رجال الكشى ص ٢٧١.
(٥٣) رجال الكشى ص ٢٩٨.