الزهد إخفاء الزهد ، الزهد يخلق الابدان ، ويحدد الآمال ، ويقرب المنية ويباعد الامنية ، من ظفر به نصب ، ومن فاته تعب ، ولا كرم كالتقوى ، ولا تجارة كالعمل الصالح ، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة ، ولا زهد كالزهد في الحرام.
الزهد كلمة بين كلمتين قال الله تعالى : « لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم » (١) فمن لم يأس على الماضي ، ولم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزهد بطرفيه ، أيها الناس الزهادة قصر الامل ، والشكر عند النعم ، والورع عند المحارم فان عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ، ولا تنسوا عند النعم شكركم ، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة ، وكتب بارزة العذر واضحة.
٢٤ ـ ين : فضالة ، عن عبدالله بن فرقد ، عن أبي كهمش ، عن عبد المؤمن الانصاري ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : استحيوا من الله حق الحياء ، فقيل : يارسول الله ومن يستحيي من الله حق الحيا؟ فقال : من استحيى من الله حق الحياء فليكتب أجله بين عينيه ، وليزهد في الدنيا وزينتها ، ويحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، ولا ينسى المقابر والبلى.
٢٥ ـ ين : النضر ، عن درست ، عن إسحاق بن عمار ، عن ميسر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لما نزلت هذه الآية « ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا » (٢) استوى رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا ثم قال : من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا ، ومن اتبع بصره مافي أيدي الناس طال همه ولم يشف غيظه ، ومن لم يعرف لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب قصر علمه ، ودنا عذابه.
٢٦ ـ ين : ابن المغيرة ، عن السكوني يرفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قيل له : ما الزهد في الدنيا؟ قال : حرامها فتنكبه.
٢٧ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي يعقوب قال : سمعت
____________________
(١) الحديد : ٢٣.
(٢) طه : ١٣١.