كنز لهما » (١) فقال والله : ماكان ذهبا ولا فضة ، ولكنه كان لوح من ذهب ، مكتوب عليه أربعة أحرف : أنا الله لا إله إلا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر علم أنه لا يصيبه إلا ماقدر عليه.
وأروي من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب ، وإذا اشتهى وإذا غضب ، حرم الله جسده على النار.
وسألت العالم عليهالسلام عن أزهد الناس قال : الذي لايطلب المعدوم حتى ينفد الموجود.
٢٠ ـ مص : قال الصادق عليهالسلام : الزهد مفتاح باب الآخرة ، والبراءة من النار ، وهو تركك كل شئ يشغلك عن الله ، عن غير تأسف على فوتها ، ولا إعجاب في تركها ، ولا انتظار فرج منها ، ولا طلب محمدة عليها ، ولا عوض منها ، بل ترى فوتها راحة ، وكونها آفة ، وتكون أبدا هاربا من الآفة ، معتصما بالراحة والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا ، والذل على العز ، والجهد على الراحة والجوع على الشبع ، وعاقبة الآجل على محبة العاجل ، والذكر على الغفلة ويكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، ألا ترى كيف أحب ما أبغضه الله ، وأي خطاء أشد جرما من هذا.
وقال بعض أهل البيت عليهمالسلام : لو كانت الدنيا بأجمعها لقمة في فم طفل لرجمناه ، فكيف حال من نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها ، والحرص عليها والدنيا دار لو أحسنت إلى ساكنها لرحمتك وأحسنت وداعك.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما خلق الله الدنيا أمرها بطاعته ، فأطاعت ربها فقال لها : خالفي من طلبك ، ووافقي من خالفك ، فهي على ماعهد إليها الله ، وطبعها عليه (٢).
____________________
(١) الكهف : ٨٢.
(٢) مصباح الشريعة ص ٢٢ و ٢٣.