الوجه.
وقيل : إثابة المؤمن بنية أمر خير متفق عليه بين الامة ورواه الخاصة والعامة روى مسلم باسناده عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من طلب الشهادة صادقا اعطيها ولو لم تصبه ، وباسناد آخر عنه صلىاللهعليهوآله قال : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ، قال الماذري : وفيهما دلالة على أن من نوى شيئا من أعمال البر ولم يفعله لعذر كان بمنزلة من عمله ، وعلى استحباب طلب الشهادة ، ونية الخير. وقد صرح بذلك جماعة من علمائهم حتى قال الآبي : لو لم ينوه كان حاله حال المنافق لايفعل الخير ولاينويه.
٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن أحمد بن يونس ، عن أبي هاشم قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا ، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلا قوله تعالى : « قل كل يعمل على شاكلته » (١). على نيته (٢).
بيان : كأن الاستشهاد بالآية مبني على ماحققنا سابقا أن المدار في الاعمال على النية التابعة للحالة التي اتصفت النفس بها من العقائد والاخلاق الحسنة والسيئة فاذا كانت النفس على العقائد الثابتة والاخلاق الحسنة الراسخة التي لايتخلف عنها الاعمال الصالحة الكاملة لو بقي في الدنيا أبدا فبتلك الشاكلة والحالة استحق الخلود في الجنة ، وإذا كانت على العقائد الباطلة والاخلاق الردية التي علم الله تعالى أنه لو بقي في الدنيا أبدا لعصى الله تعالى دائما ، فبتلك الشاكلة استحق الخلود في النار ، لا بالاعمال التي لم يعملها ، فلا يرد أنه ينافي الاخبار الواردة في أنه إذا أراد السيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، مع أنه يمكن حمله على ما إذا لم تصر
____________________
(١) أسرى ص ٨٤.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٨٥.