وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عبيدالله فربما يكون وليه وأنت لاتعلم (١).
٨ ـ ل ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ربيع بن محمد المسلى عن عبدالاعلى ، عن نوف قال : بت ليلة عند أميرالمؤمنين عليهالسلام فكان يصلي الليل كله ، ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن ، قال فمر بي بعد هدوء من الليل ، فقال : يانوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت : بل رامق أرمقك ببصري يا أميرالمؤمنين قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الاخرة اولئك الذين اتخذوا الارض بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا ، والقرآن دثارا ، والدعاء شعارا ، وقرضوا من الدنيا تقريضا ، على منهاج عيسى بن مريم عليهالسلام.
إن الله عزوجل أوحى إلى عيسى بن مريم عليهالسلام قل للملاء من بني إسرائيل لايدخلون بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأكف نقية ، وقل لهم اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ، ولاحد من خلقي قبله مظلمة يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة ، وهو الطبل فان نبي الله عليهالسلام خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال : إنها الساعة التي لايرد فيها دعوة إلا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة (٢).
بيان : في القاموس هد أكمنع هدءا وهدوءا سكن وأتانا بعد هدء من الليل وهدء وهدأة وهدئ ومهدأ وهدوء أي حين هدء الليل والرجل ، وفي النهاية فيه إياكم والسمر بعد هدأة الرجل ، الهدأة والهدء السكون عن الحركات أي بعد ما يسكن الناس عن المشي والاختلاف في الطرق « اتخذوا الارض بساطا » أي يجلسون على الارض من غير بساط « وترابها فراشا » أي ينامون على التراب من غير فراش « وماءها طيبا » أي يتطيبون بالماء من غير استعمال طيب لعدم
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٩٨.
(٢) الخصال ج ١ ص ١٦٤.