فينادي الرجل بذلك فأول من يجيبه علي بن أبيطالب عليهالسلام لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي ، المظلوم بعداوتي ، ثم يأتى هو ومن معه عدد كثير وجم غفير ، وإن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات فيقول ذلك العدد : يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون كان بنا بارا ، ولنا مكرما وفي معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا ، وبذلناها له فيقول علي عليهالسلام : فبماذا تدخلون جنة ربكم؟ فيقولون : برحمة الله الواسعة التي لا يعدمها من والاك ، والا آلك يا أخا رسول الله.
فيأتي النداء من قبل الله تعالى يا أخا رسول الله هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له فأنت ما ذا تبذل له فاني أنا الحكم ما بيني وبينه من الذنوب ، قد غفرتها له بموالاته إياك ، وما بينه وبين عبادي من الظلامات فلا بد من فصلي بينه وبينهم فيقول علي عليهالسلام يا رب أفعل ما تأمرني فيقول الله تعالى : يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله ، فيضمن لهم علي عليهالسلام ذلك ، ويقول لهم : افترحوا علي ما شئتم أعطكم عوضا من ظلاماتكم قبله.
فيقولون : يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتك على فراش محمدرسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول علي عليهالسلام : قد وهبت ذلك لكم فيقول الله عزوجل فانظروا يا عبادي الان إلى ما نلتموه من علي فداء لصاحبه من ظلاماتكم ، ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها فيكون ذلك ما يرضي الله عزوجل به خصماء اولئك المؤمنين ، ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
يقولون : يا ربنا هل بقي من جنانك شئ إذا كان هذا كله لنا فأين تحل سائر عبادك المؤمنين والانبياء والصديقين ، والشهداء والصالحين ، ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها قد جعلت لهم فيأتي النداء من قبل الله تعالى يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي اقترحتموه عليه ، قد جعله لكم فخذوه ، وانظروا فيصيرون هم وهذا المؤمن الذي عوضهم علي عليهالسلام في تلك