٤٢ ـ المناقب لابن شهرآشوب : قال قال أبو جعفر عليهالسلام خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين عليهالسلام دهرا من عمره ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين عليهالسلام وشكا إليه شدة شوقه إلى والديه فقال يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض (١) ويريدون أن يطلبوا معالجا يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له أنا أعالجها لك على أن أشترط لك أني أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم.
فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة فقال أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل فقال له أبو خالد أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم فإن أنتم وفيتم وفيت لكم على أن لا يعود إليها أبدا فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم فأقبل إلى علي بن الحسين فأخبره الخبر.
فقال : إني أعلم أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ بأذن الجارية اليسرى ثم قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه فرجع مغتما كئيبا فقال له علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا يا أبا خالد ألم أقل لك إنهم يغدرون بك دعهم فإنهم سيعودون إليك فإذا لقوك فقل لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين (٢).
فعادوا إلى أبي خالد يلتمسون مداواتها فقال لهم إني لا أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين عليهالسلام فإنه لي ولكم ثقة فرضوا ووضعوا المال على
__________________
(١) في الخرائج : قد اصابها عارض من الجن.
(٢) في المصدر : [ على يدي علي بن الحسين فانه لي ولكم ثقة ( فاصيبت الجارية وعادوا إليه وقال : ما امره به فرضوا ) ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين فرجع ] والظاهر أنه مصحف لان الظاهر ان ابن شهرآشوب اخرج الحديث من رجال الكشي وألفاظه يوافق المتن.