فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلا وعندها ماء وطين وذلك قول الله عز وجل « فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ » يعني عصاه « فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ».
ثم قال الصادق عليهالسلام والله ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت « فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ » (١).
٣٦ ـ الخصال : عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الحميد العطار عن محمد بن راشد البرمكي عن عمر بن سهل الأسدي عن سهيل بن غزوان البصري قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن امرأة من الجن كان يقال لها عفراء وكانت تنتاب (٢) النبي صلىاللهعليهوآله فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها وإنها فقدها النبي صلىاللهعليهوآله فسأل عنها جبرئيل فقال إنها زارت أختا لها تحبها في الله.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز وجل للمتحابين والمتزاورين في الله ثم قال يا عفراء أي شيء رأيت قالت رأيت عجائب كثيرة قال فأعجب ما رأيت قالت رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء وهو يقول إلهي إذا بررت قسمك وأدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا خلصتني منها وحشرتني معهم.
فقلت يا حارث ما هذه الأسماء التي تدعو بها قال لي رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة فعلمت أنهم أكرم الخلق على الله عز وجل فأنا أسأله بحقهم فقال النبي صلىاللهعليهوآله والله لو أقسم أهل الأرض بهذه
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٦ عيون أخبار الرضا. ١٤٦. والآية في سبأ : ٢٤.
(٢) في نسخة : [ يأتي ] وكذلك في الخصال المطبوع.