قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام الورى بأعلام الهدى [ ج ١ ]

إعلام الورى بأعلام الهدى [ ج ١ ]

37/555
*

من بحار اصول الدين وفروعه جواهرها ودررها ، فإنّ كلّ فاضل وإن بعد في الفضل مداه ، وبلغ من كلّ علم أقصاه ، إذا لم يتشرّف بتقبيل تراب الحضرة العالية الاِِصفهبذية العلائية ، أدام الله لها العلو والعلا والسمو والسنا والقدرة والبهاء ولم ينسب إلى جملة خدمها ، ولم يحسب في زمرة حشمها ، فهو ناقص عن حيّز الكمال ، عادل عن الحقيقة إلى المحال.

لاَنــها الـغايةُ القُصوى التي عجزتْ

عنْ أنْ تـــؤمٍّل ادراكاً لهم الـهممُ

ما يـستـحقُّ ملوكُ الـدهـر مـرتبةً

إلا لصـاحـبهـا مِـنْ فـوقـِها قدَمُ

فـرأيهُ إنْ دَجـا لـيلُ الشكوكِ هُدى

وظلُّه إنْ خـطــا صرفُ الردى حَرمُ

فــلـو عداالـكرمُ الموصوفُ راحتهُ

عن انْ يُجاورهـا لم يـكرمِ الـكـرمُ

جلالة الملك أدنى درجاته ، وحماية الدين أقلّ أدواته ، وإكرام ذوي الفضل من الاَنام واصطناع الكرام والاِِنعام على الخاصّ والعامّ أشهر صفاته ، فالآمال منوطة به ، والهمم مصروفة إليه ، والثناء والحمد والشكر بأجمعها موقوفة عليه ، واستقلّ بما عجزت الملوك عن حمل أعبائه ، وقام بما قعد الدّهر عن معاناة عنائه ، (بهمةّ عليّة) (١) ، وعزيمة (٢) علانية ، (٣) وعقيدة علويّة ، فردّ سمل الدين جديداً ، وأعاد ذميم الاَيام حميداً ، بحق أوضحه ، وباطل فضحه ، وهدى أعاده ، وضلالٍ أباده :

فلا انـتـزعَ الله العدي حـدَ بأسهِ

ولا انتزعَ الله الهدي عـزِّ نـصرِهِ

واحـسـنَ عنْ حـبِ الـنبي وآلهِ

ورعى سوام الدينِ تــوفيرُ شكرهِ

فـمـا يـدركُ المداحُ ادنى حقوقِهِ

باغراقِ مـنظـومِ الكلامِ ونـثـرهِ

__________________

(١) لم ترد في نسخة «ط».

(٢) في نسخة «ط» : بعزمة.

(٣) في نسخة «ط» زيادة : عزيزة علوية.