فصل :
وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من المدينة متوّجّهاً إلى الحجّ في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي القعدة ، وأذّن في الناس بالحجّ ، فتجهّز الناس للخروج معه ، وحضر المدينة من ضواحيها ومن جوانبها خلق كثير ، فلمّا انتهى إلى ذي الحليفة ولدت هناك أسماء بنت عميس محمّد بن أبي بكر ، فأقام تلك الليلة من أجلها ، وأحرم من ذي الحليفة ، وأحرم الناس معه ، وكان قارناً للحجّ بسياق الهدي ساق معه ستّاً وستّين بدنة.
وحجّ علي عليهالسلام من اليمن وساق معه أربعاً وثلاثين بدنة ، وخرج بمن معه من العسكر الذي صحبه إلى اليمن ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران ، فلمّا قارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين عليهالسلام من طريق اليمن فتقدّم الجيش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسرّ رسول الله بذلك وقال له : «بم أهللت يا عليّ؟».
فقال : «يا رسول الله إنّك لم تكتب إليّ بإهلالك ، فعقدت نيّتي بنيّتك وقلت : اللهمّ إهلالاً كإهلال نبيّك».
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأنت شريكي في حجّي ومناسكي وهديي ، فأقم على إحرامك وعد على جيشك وعجّل بهم إليّ حتّى نجتمع
____________
=
وباختلاف يسير في مسند الطيالسي : ١٦ ، سنن أبي داود ٣ : ٣٠١ | ٣٥٨٢ ، أخبار القضاة ١ : ٨٤ ، مسند أبي يعلى ١ : ٢٥٢ | ٢٩٣ و ٢٦٨ | ٣١٦ و ٣٢٣ | ٤٠١ ، حلية الأولياء ٤ : ٣٨١ ، ذخائر العقبى : ٨٣. ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ٣٦٠ | ١.