الغزوة كانت بعد
غزوة بني قريظة .
ثمّ كانت غزوة ذات الرقاع بعد غزوة
بني النضير بشهرين. قال البخاري : إنّها كانت بعد خيبر ، لقي بها جمعاً من غطفان ،
ولم يكن بينهما حرب ، وقد خاف الناس بعضهم بعضاً حتّى صلّى رسول الله صلاة الخوف
ثمّ انصرف بالناس .
وقيل : إنمّا سمّيت ذات الرقاع لاَنّه
جبل فيه بقع حُمرةٍ وسوادٍ وبياضٍ فسمّي ذات الرقاع .
وقيل : إنّما سمّيت بذلك لاَنّ أقدامهم
نقبت فيها ، فكانوا يلفون على أرجلهم الخرق .
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم
على شفير واد نزل أصحابه على الغدوة الاُخرى من الوادي ، فهم كذلك إذ أقبل سيل ، فحال
بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين يقال له : غورث ، فقال لقومه : أنا أقتل
لكم محمّداً. فأخذ سيفه ونحا نحوه وقال : من ينجيك منّي يا محمّد؟
قال : «ويلك ، ينجيني ربّي».
فسقط على ظهره ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سيفه وجلس على صدره ثمّ قال : «من
ينجيك منّي يا غورث؟».
قال : جودك وكرمك يا محمّد. فتركه ، فقام
وهو يقول : والله لأنت أكرم
__________________