القمر : « فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ » (١).
الواقعة : « أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ » (٢).
الجن : « وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً » إلى قوله تعالى « وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً » (٣).
تفسير : « وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً » قال البيضاوي خروج الثمار بقدرة الله ومشيته ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سببا في إخراجها ومادة لها كالنطفة للحيوان بأن أجرى عادته بإفاضة صورها وكيفياتها على المادة الممزوجة منهما أو أبدع في الماء قوة فاعلة وفي الأرض قوة قابلة تتولد من اجتماعهما أنواع الثمار وهو قادر على أن يوجد الأشياء كلها بلا أسباب ومواد كما أبدع نفوس الأسباب والمواد ولكن له في إنشائها مدرجا من حال إلى حال صنعا وحكما يجدد فيها لأولي الأبصار عبرا وسكونا إلى عظم قدرته ليس في إيجادها دفعة ومن الأولى للابتداء سواء أريد بالسماء السحاب فإن ما علاك سماء أو الفلك فإن المطر يبتدئ من السماء إلى السحاب ومنه إلى الأرض على ما دلت عليه الظواهر أو من أسباب سماوية تثير الأجزاء الرطبة من أعماق الأرض إلى جو الهواء فتنعقد سحابا ماطرا (٤).
« إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » قيل إنما جمع السماوات وأفرد الأرض لأن السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة بخلاف الأرضين « بِما يَنْفَعُ النَّاسَ » أي ينفعهم أو بالذي ينفعهم « وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ » من الأولى
__________________
(١) القمر : ١١.
(٢) الواقعة : ٦٨ ـ ٧٠.
(٣) الجن : ٨ ـ ١٦.
(٤) أنوار التنزيل : ج ١ ، ص ٤٦.