القمر وتكون في البطء مساوية لكرة الثوابت وتكون الكواكب المركوزة فيما يقارن القطبين مركوزة في هذه الكرة السفلية ، إذ لايبعد وجود كرتين مختلفتين بالصغر والكبر مع كونهما متشابهتين في الحركة ، وعلى هذا التقدير لا يمتنع أن تكون هذه المصابيح مركوزة في السماء الدنيا ، فثبت أن مذهب الفلاسفة في هذا الباب ضعيف (١) « انتهى ».
وأقول : جملة القول في ذلك أن الحكماء أثبتوا أفلاكا تسعة ، لانهم وجدوا أولا لجميع الكواكب حركة سريعة من المشرق إلى المغرب ، وهي التي بها يتحقق طلوعها وغروبها ، وبها يتحقق الليل والنهار ، وهي المسماة بالحركة اليومية وبالحركة الاولى وبحركة الكل ، فأثبتوا لها فلكا واحدا يشتمل على الجميع (٢) ، ثم وجدوا لكل [ واحد ] من الكواكب السبعة المعروفة بالسيارة
____________________
(١) مفاتيح الغيب : ج ٨ ، ص ٢٤٦.
(٢) الهيويون الاقدمون لاسيما شيعة بطلميوس كانوا يزعمون ان العالم الجسمانى كرات متداخلة مركزها الارض التى استوعب ثلاثة ارباع سطحها الماء ، وفوقها كرة الهواء ، وفوقها كرة النار ، ثم فلك القمر ، ثم عطارد ، ثم الزهرة ، ثم الشمس ، ثم المريخ ، ثم المشترى ثم زحل ثم فلك الثوابت ثم فلك الافلاك وهو غير م؟ ناه قطرا فلا يمكن تحديد سطحه المحدب بحد ولا يقاس بمقياس وكانوا يعدون الشمس والقمر من السيارات ويزعمون انها منحصرة في السبعة المذكورة وان لا حركة للثوابت سوى حركة غريبة بطيئة جدا وان الفلك جسم كروى بسيط شفاف لا يقبل الخرق والالتئام والتغير والفساد وان الكواكب اكر مركوزة في الافلاك إلى غير ذلك. وقد اختلفوا في عدد الافلاك حتى ادعى بعض المتأخرين وحدة الفلك الكلى وآخر أنهى الافلاك الجزئية إلى الثمانين! وكان لارهاط من الفلاسفة الاقدمين آراء اخرى احسنها راى فيثاغورس وكان يرى ان للارص؟ حركتين وان الحركة اليومية هي حركتها الوضعية كما ثبت في الهيئة الحديثة ونسب إلى بعض اتباعه القول بمركزية الشمس.
ثم ان فلاسفة الاسلام ارتضوا الفرضية البطلميوسية وبنوا عليها وشددوا مبانيها فاصبحت نظرية مرضية بل اصلا مسلما لا يختلف فيه ، ثم نزل جم غفير من علماء الاسلام ما ورد في لسان الشرع من لفظة « السماوات » على الافلاك السبعة « والكرسى » على الثامن و « العرش » على التاسع ، ومنهم من قال ان السماوات فوق الافلاك ، وقد تكلفوا لتطبيق الظواهر الشرعية