الاخرى : تأنيث الآخر ، أي الدار الاخرى غير الدنيا أو الاخيرة « بكل ذلك » « متعلق بـ « ـيصلح » وهو حال أي يصلح الله بكل من الليل والنهار وسائر الامور المذكورة « شأنهم » هو بالهمز وقد يخفف : الامر والحال ، أي امورهم بحسب العاجل والآجل « ويبلو أخباهم » قال الزمخشري في قوله تعالى « ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم » (١) أي ما يحكى عنكم وما يخبر به من أعمالكم لنعلم حسنها من قبيحها ، لان الخبر على حسب المخبر عنه إن حسنا فحسن وإن قبيحا فقبيح « انتهى » ومعنى « يبلو » يختبر أي يعاملهم معاملة المختبر.
« وينظر كيف هم في أوقات طاعته » أي كيف يصنعون في الاوقات التي وقتها لطاعتهم هل يطيعون أو يعصون « ومنازل فروضه » أي أوقات فروض الله تعالى التي فرضها على العباد ، فالمراد المنازل التي ينزل فيها الفروض ، أو منازل المكلف وهي منسوبة إلى الفروض لحصول الفرض عندها ، أو هو من إضافة المشبه به إلى المشبه كلجين الماء تشبيها للفروض بالمنازل التي ينزلها المسافر ، حيث إن المسافر في سفره ينتظر المنزل قبل وصوله إليه ويتشوق له ، وإذا وصل إليه يفرح به ويفعل فيه ما ينبغي أن يفعل ويأنس به ، فينبغي للمكلف أن يكون بالنسبة إلى ما فرض الله عليه كذلك ، وعلى التقادير من قبيل ذكر الخاص بعد العام للاهتمام ، إذا الطاعة أعم من الفرض بمعانيه. ويحتمل أن يراد بأوقات الطاعة العبادات الموقتة ، وبمنازل الفروض غير الموقتة ، أو بالعكس ، والاحكام : أعم منهمالشمولها للخمسة ، وإن كان شمولها للمباح لايخلو من تكلف ، بأن يقال : ينظر كيف هم فيه هل يعتقدونه مباحا أم يبتدعون تحريمه أو غيرذلك ، مع أنه يمكن جعل المباحات طاعات بالنيات كما سيأتي بيانه في محله. والمراد بمواقع الاحكام الامور التي تتعلق بها وهي أفعال المكلفين ، أو الازمنة والاحوال التي تعرض فيها « ليجزي الذين أساؤوا » متعلق بما قبله من الافعال الثلاثة ، أي إنما فعل تلك الامور ليجزي الذين أساؤوا أي عملوا السيئة « بما عملوا » أي بعقاب ما عملوا ، أو بمثل ما عملوا ، أو بسببه « ويجزي
____________________
(١) محمد : ٣١.