قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بحار الأنوار [ ج ٥٧ ]

بحار الأنوار

بحار الأنوار [ ج ٥٧ ]

الاجزاء

تحمیل

بحار الأنوار [ ج ٥٧ ]

185/385
*

موج البحر أي تهييجه. « فمخضته مخض السقاء » المخض : تحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبده ، عصفها بالفضاء أي عصفا شديدا لان العصف بالفضاء يكون أشد لعدم المانع ، والساجي : الساكن ، والمائر : المتحرك ، يقال : مار الشي ، مورا أي تحرك ، وجاء ، وذهب ، وبه فسر قوله تعالى « يوم تمور السماء مورا (١) » وقال الضحاك : أي تموج موجا. والعباب بالضم : معظم الماء وكثرته و ارتفاعه ، وعب عبابه أي ارتفع ، وعب النبت إذا طال. وركام الماء بالضم : ما تراكم منه واجتمع بعضه فوق بعضه.

« فرفعه في هواء منفتق » أي رفع الله ذلك الزبد بأن جعل بعضه دخانا في هواء مفتوق مفتوح بخلق ما خلق سابقا ، أو برفع ذلك الدخان « وفي جو منفهق » والانفهاق : الاتساع والانفتاح. قال ابن ميثم : إن القرآن الكريم نطق بأن السماء تكونت من الدخان ، وكلامه عليه‌السلام ناطق بأنها تكونت من الزبد ، وما ورد في الخبر أن ذلك الزبد هو الذي تكونت منه الارض ، فلا بد من بيان وجه الجمع بين هذه الاشارات ، فنقول : وجه الجمع بين كلامه عليه‌السلام وبين لفظ القرآن الكريم ما ذكره الباقر عليه‌السلام وهو قوله « فخرج من ذلك الموج والزبد دخان ساطع من وسطه من غير نار » فخلق منه السماء ، ولا شك أن القرآن الكريم لا يريد بلفظ الدخان حقيقته ، لان ذلك إنما يكون عن النار ، واتفق المفسرون على أن هذا الدخان لم يكن عن نار بل عن تنفس الماء وتبخيره بسبب تموجه ، فهو إذا استعارة للبخار الصاعد من الماء ، وإذا كان كذلك فنقول : إن كلامه عليه‌السلام مطابق للفظ القرآن الكريم ، وذلك أن الزبد بخار يتصاعد على وجه الماء عن حرارة حركته إلا أنه مادامت الكثافة غالبة عليه وهو باق على وجه الماء لم ينفصل فإنه يخص باسم الزبد وما لطف وغلب عليه الاجزاء الهوائية فانفصل خص باسم البخار وإذا كان الزبد بخارا والبخار هو المراد بالدخان في القرآن الكريم كان مقصده

____________________

(١) الطور : ٩