عسكر بن سعد بالحسين عليهالسلام واصحابه يصفوا لهم وارشدوهم بالسهام والنبال واشتد عليهم القتال ، ولم يزالوا يقتلوا من اهل الحسين عليهالسلام واحداً بعد واحد حتى اتوا على ما ينيف على خمسين منهم ، فعند ذلك صاح الحسين عليهالسلام اما من ذاب يذب عن حريم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره الذي كان خرج الى الحسين اولاً من جهة ابن زياد قد خرج من عسكر عمر بن سعد راكباً على فرسه وقال : يابن رسول الله انا كنت اول من خرج عليك عيناً ولم اظن ان الامر يصل الى هذه الحال وانا الان من حزبك وانصارك أقاتل بين يديك حتى اقتل ارجو بذلك شفاعة جدك ، ثم قاتل بين يديه حتى قتل. فلما فنى اصحاب الحسين عليهالسلام وقتلوا جميعهم عن آخرهم ؛ اخوته وبنو عمه ، وبقي وحده بمفرده حمل عليهم حملة منكرة قتل فيها كثيراً من الرجال والابطال ورجع سالماً الى موقفه عند الحريم ، ثم حمل عليهم حملة اخرى وأراد الكر راجعاً الى موقفه فحال الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله بينه وبين الحريم والمرجع اليهم في جماعة من ابطالهم وشجعانهم واحدقوا به ، ثم جماعة منهم تبادروا الى الحريم والاطفال يريدون سلبهم فصاح الحسين عليهالسلام : ويحكم يا شيعة الشيطان كفوا سفهاءكم عن التعرض للنساء والاطفال فانهم لم يقاتلوا ، فقال الشمر لعنه الله : كفوا عنهم واقصدوا الرجل بنفسه .. (١)
لقد بادرت تلك الزمرة الخائنة بالقضاء على الحسين عليهالسلام كان الشمر اشدَّ القوم تطوعاً لقتال الحسين عليهالسلام ، وحتى ابن سعد كان
__________________
(١) الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي ص ١٧٧ ـ ١٧٩.