حقير ، آه من قلة
الزاد ، وطول الطريق ، وبعد السفر ، وعظيم المورد ، وخشونة المضجع ! ).
هذا امير المؤمنين علي عليهالسلام يبكي تارة من قلة الزاد وتارة يبكي
لفقد الاحبة كما هو واضح من خطبته الشريفة. الى ان يصل قوله :
( ايها الناس اني قد بثثت لكم المواعظ
التي وعظ بها الانبياء اممهم ، وأديت لكم ما ادت الاوصياء الى من بعدهم ، وأدبتكم
بسوطي فلم تستقيموا. وحدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا ، لله انتم أتتوقعون اماماً
غيري ، يطأ بكم الطريق ويرشدكم السبيل؟ الا انه قد ادبر من الدنيا ما كان مقبلاً ،
واقبل منها ما كان مدبراً ، وازمع الترحال عباد الله الاخيار وباعوا قليلاً من
الدنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى ، ما ضر اخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم
بصفين الا يكونوا اليوم احياء يسيغون الغصص ويشربون الرنق؟ قد والله لقوا الله
فوفاهم اجورهم ، واحلهم دار الأمن بعد خوفهم ، اين اخواني الذين ركبوا الطريق ، ومضوا
على الحق؟ أين عمار وأين ابن التيهان ، واين ذو الشهادتين؟ اين نظراؤهم من اخوانهم
الذين تعاقدوا على المنية؟ وابرد برؤوسهم الى الفجرة؟ ثم ضرب بيده الشريفة على
لحيته الكريمة ، فأطال البكاء. ثم قال عليهالسلام
:
( اوه على اخواني الذين تلوا القرآن
فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، احيوا السنة ، واماتوا البدعة ، دُعوا للجهاد
فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه .. ثم نادى باعلى صوته : الجهاد الجهاد عباد
الله ، الا واني معسكر في يومي هذا ، فمن اراد الرواح الى الله فليخرج ).
لقد استشهد الامام علي بن ابي طالب عليهالسلام والصلاة بين شفتيه ،