فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا وأسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جنازة بين ايدينا وقطعتم امركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً ... ) الى ان يصل قوله : ( ... ثم قام عمر ومشى معه جماعة اتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت اصواتهم ، نادت بأعلى صوتها : يا ابت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين (١).
الذي يهمني ان اؤكده هنا هو ان الزهراء سلام الله عليها هي التي خرجت لمنع القوم عن اخراج علي عليهالسلام وذلك لعظم منزلتها وعلو شأنها ، لانها بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وان ما يدل على ذلك قول عمر بن الخطاب عندما اراد ان يأتي الى باب دار فاطمة ، قال : اريد ان احرق الدار ومن فيها ، قالوا ان في الدار فاطمة قال : وان. ويحسن ان انّبه الى ان هذا الموقف قد قام على اساس التحدي ومواجهة اهل البيت الذين قال عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( الا واني مخلف فيكم الثـقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ) ، مما يدل على ان الرجل خالف كتاب الله وسنة نبيه في هذا التحدي السافر والاعتداء على بيت الزهراء سلام الله عليها. وبناءً على ذلك اشار الى هذا المضمون شاعر النيل حافظ ابراهيم بقوله :
وقـولـة لعـلـي قالها عمرُ |
|
اكـرم بسـامـعها اعظم بملقيها |
حرقت دارك لا ابقى عليك بها |
|
ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها |
__________________
(١) الامامة والسياسة / ابن قتيبة / ص ١٢ و ١٣.