إذا أحبّ عبداً ابتلاه وتعهّده بالبلاء ، كما يتعهد المريض أهله بالطرف ووكّل به ملكين فقال لهما : إسقما بدنه وضيّقا معيشته وعوّقا عليه مطلبه حتّى يدعوني فإنّي اُحبّ صوته ، فإذا دعا قال : اُكتبا لعبدي ثواب ما سألني فضاعفاه له حتّى يأتيني ، وما عندي خير له.
وإذا أبغض عبداً وكّل به ملكين فقال : أصحّا بدنه ، ووسّعا عليه في رزقه ، وسهّلا له مطلبه وأنسياه ذكري فإنّي أبغض صوته حتّى يأتيني وما عندي شيء له (١).
١١٢ ـ عن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنّه قال في مرضة له لم يبق منه إلاّ رأسه : يا فضيل إنني كثيراً ما أقول : ما على من عرّفه الله هذا الأمر لو كان على قلّة الجبل [ حتّى يأتيه الموت ، يا فضيل بن يسار ] إنّ الناس أخذوا يميناً وشمالاً وإنّا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم ،
يا فضيل : إنّ المؤمن لو أصبح له ملك ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له ، ولو أصبح وقد قطّعت أعضاؤه كان ذلك خيراً له ، إنّ الله عزّوجلّ لا يصنع بالمؤمن إلاّ ما هو خير له ،
[ يا فضيل بن يسار : لو عدل الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى عدوّه منها شربة ماء ] ،
يا فضيل : أنّه من يكن همّه همّاً واحداً كفاه الله ما أهمّه ومن كان همّه في كلّ واد لم يبال الله بأيّ واد هلك (٢).
١١٣ ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ العبد المؤمن ليطلب الإمارة والتجارة ، حتّى إذا أشرف من ذلك على ما كان يهوى بعث الله ملكاً ، وقال له : عق عبدي وصدّه عن أمر لو استمكن منه أدخله النار ، فَيُقْبل الملك فيصدّه بلطف الله فيصبح وهو يقول : لقد دهيت ومن دهاني فعل
__________________
(١) عنه في البحار : ٩٣ / ٣٧١ ح ١٣.
(٢) عنه في البحار : ٦٧ / ١٥٠ ح ١١ وعن الكافي : ٢ / ٢٤٦ ح ٥ بإسناده عن الفضيل بن يسار مع اختلاف يسير ،
وما بين المعقوفين زيادة من البحار والكافي وليس في الأصل.