تصدقت على أعرابي فشكره الله لك ، فرد إليك عمامتك ، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
بيان : الزوبعة بفتح الزاء والباء ريح تثير غبارا فير تفع في السمآء كأنه عمود.
٢٥ ـ يج : روي عن محمد بن اورمة (١) عن الحسين المكاري قال : دخلت على أبي جعفر ببغداد وهو على ماكان من أمره ، فقلت في نفسي : هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبدا ، وما أعرف مطعمه؟ (٢) قال : فأطرق رأسه ثم رفعه وقد اصفر لونه فقال : يا حسين خبز شعير ، وملح جريش في حرم رسول الله أحب إلي مما تراني فيها (٣)
____________________
(١) قال ابن داود الحلى : محمد بن اورمة بضم الهمزة وسكون الواو قبل الراء المضمومة أبوجعفر القمى لم يرو عنهم قال الشيخ في رجاله انه ضعيف روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان وهو ثقة ، وقال في الفهرست في رواياته تخليط.
وقال النجاشى : غمز القميون عليه ورموه بالغلو حتى دس عليه من يفتك به فوجده يصلى من أول الليل إلى آخره فتوقفوا عنه وحكى جماعة من شيوخ القميين عن ابن الوليد انه قال : محمد بن اورمة طعن عليه بالغلو فكل ماكان ما في كتبه مما وجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فقل به وما تفرد به فلا تعتمده.
ونقل عن أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائرى : اتهمه القميون بالغلو وحديثه نقى لا فساد فيه ، ولم أرشيئا ينسب اليه تضطرب فيه النفس الا أوراقا في تفسير الباطن وأظنها موضوعة عليه ، ورأيت كتابا خرج عن أبى الحسن عليهالسلام إلى القميين في براعته مما قذف به.
اقول : وفى هذا الباب أخرج المصنف قدسسره رواية عن الخرائج عن ابن اورمة فيها مدح له كما سيأتى تحت الرقم ٢٦ فيه أنه دعا له أبوجعفر الجواد عليهالسلام وقال : تقبل الله منك ورضى عنك وجعلك معنا في الدنيا والاخرة.
(٢) أى ما أكثر طيب مطعمه وخيره وحسنه. وفى بعض النسخ « وأنا أعرف مطعمه » أى انه لا يرجع إلى وطنه والحال أن مطعمه بالطيب والدعة والسعة التى أعرفها وأراها.
(٣) مختار الخرائج والجرائح ص ٢٠٨.