الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، وجمعه جلابيب ، كنى به عن الصبر. لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن ، وقيل : إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر أي فليلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله ، لان الغنى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت عليهمالسلام.
٢ ـ ك : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران وغيره عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : خرج أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام بالمدينة فتصحر وأتكأ على جدار من جدرانها مفكرا ، إذ أقبل إليه رجل فقال : يا أبا جعفر على م حزنك؟ أعلى الدنيا؟ فرزق الله حاضر يشترك فيه البر والفاجر ، أم على الآخرة؟ فوعد صادق ، يحكم فيه ملك قادر قال أبوجعفر عليهالسلام : ما على هذا أحزن أما حزني على فتنة ابن الزبير فقال له الرجل : فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟ أم هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه؟ وهل رأيت أحدا استخارالله فلم يخرله؟ قال أبوجعفر عليهالسلام : فولى الرجل وقال : هو ذاك ، فقال أبوجعفر عليهالسلام : هذا هو الخضرعليهالسلام.
قال الصدوق : جاء هذا الحديث هكذا ، وقد روي في حديث آخر أن ذلك كان مع علي بن الحسين عليهالسلام (١).
٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمارقال : حدثني رجل من أصحابنا ، عن الحكم بن عتيبة قال : بينا أنا مع أبي جعفر عليهالسلام والبيت غاص بأهله ، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له ، حتى وقف على باب البيت فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت فقال أبوجعفر عليهالسلام : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال : السلام عليكم ، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام ، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر عليهالسلام ثم قال : يا ابن رسول الله أدنني منك
____________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ج ٢ ص ٥٨.
جعلني الله فداك ، فوالله إني لاحبكم واحب من يحبكم ، ووالله ما احبكم واحب من يحبكم لطمع في دنيا ، وإني لابغض عدوكم وأبرأمنه ، ووالله ما ابغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه ، والله إني لاحل حلالكم واحرم حرامكم ، وأنتظر أمركم ، فهل ترجولي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام إلي إلي حتى أقعده إلى جنبه.
ثم قال : أيها الشيخ إن أبي علي بن الحسين عليهالسلام أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي عليهالسلام : إن تمت ترد على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى علي والحسن والحسين ، وعلى علي بن الحسين ، ويثلج قلبك ، ويبرد فؤادك وتقر عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ، لو قد بلغت نفسك ههنا وأهوى بيده إلى حلقه وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك ، وتكون معنا في السنام الاعلي. قال الشيخ : قلت : كيف يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ : الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا مت أرد على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، وتقر عيني؟ ويثلج قلبي ، ويبرد فؤادي ، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ، لوقد بلغت نفسي ههنا ، وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني ، فأكون معكم في السنام الاعلى؟ ثم أقبل الشيخ ينتحب ، ينشج هاهاها حتى لصق بالارض ، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون ، لما يرون من حال الشيخ ، وأقبل أبوجعفر عليهالسلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفصها.
ثم رفع الشيخ رأسه فقال لابي جعفر عليهالسلام : يا ابن رسول الله
ناولني يدك
جعلني الله فداك ، فناوله يده فقبلها ، ووضعها على عينيه وخده ، ثم حسر عن بطنه
وصدره ، فوضع يده على بطنه وصدره ، ثم قام ، فقال : السلام عليكم ، وأقبل
أبوجعفر عليهالسلام
، ينظر في قفاه وهو مدبر ، ثم أقبل بوجهه على القوم فقال : من أحب
أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا ، فقال الحكم بن عتيبة : لم أر
مأتما قط يشبه ذلك المجلس (١).
بيان : غاص بأهله : أي ممتلئ بهم ، والوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره ، من قتل أو نهب أو سبي ، ويثلج قلبك أي يطمئن قلبك ، وتفرح فؤادك ، وتسر عينك ، والعرب تعبر عن الراحة والفرح والسرور بالبرد ، والسنام الاعلى أي أعلا درجات الجنان ، وسنام كلى شئ أعلاه ، والانتحاب رفع الصوت بالبكاء ، ونشج الباكي ينشج نشجا إذا غص بالبكاء في حلقه ، وحملاق العين باطن أجفانها الذي يسودها الكخل ، وجمعه حماليق.
٤ ـ كا : محمد بن أبي عبدالله ، ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن الحسن بن العباس بن الحريش ، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : بينا أبي يطوف بالكعبة ، إذا رجل معتجر قد قيض له ، فقطع عليه اسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا ، فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال : مرحبا يا ابن رسول الله ، ثم وضع يده على رأسي وقال : بارك الله فيك ، يا أمين الله بعد آبائه ، يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني ، وإن شئت فأخبرتك وإن شئت سلني ، وإن شئت سألتك ، وإن شئت فاصدقني ، وإن شئت صدقتك ، قال : كل ذلك أشاء قال : فاياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمرلي غيره قال : إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان ، يخالف أحدهما صاحبه ، وإن الله عزوجل أبى أن يكون له علم فيه اختلاف ، قال : هذه مسألتي وقد فسرت طرفا منها ، أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف ، من يعلمه؟ قال : أما جملة العلم فعندالله جل ذكره ، وأما ما لابد للعباد منه فعند الاوصياء.
قال : ففتح الرجل عجرته ، واستوى جالسا وتهلل وجهه وقال : هذه أردت ولها أتيت زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الاوصياء فكيف يعلمونه؟ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعلمه إلا أنهم لايرون ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يرى
____________________
(١) الكافى ج ٨ ص ٧٦ والمراد بالعنزة في الحديث : عصا في رأسها حديدة ، وهى أطول من العصا ، وأقصر من الرمح.
لانه كان نبيا وهم محدثون ، وإنه كان يفد إلى الله جل جلاله ، فيسمع الوحي وهم لايسمعون فقال : صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة : أخبرني عن هذا العلم ماله لايظهر ، كما كان يظهر مع رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فضحك أبي عليهالسلام وقال : أبى الله أن يطلع على علمه إلاممتحنا للايمان به كما قضى على رسول الله أن يصبر على أذى قومه ، ولايجاهدهم إلا بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له : « اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين » (١) وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك ، لكان آمنا ، ولكنه إنما نظر في الطاعة ، وخاف الخلاف ، فلذلك كف ، فوددت أن عينيك تكون مع مهدي هذه الامة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض ، تعذب أرواح الكفرة من الاموات ، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء ، ثم أخرج سيفا ثم قال : ها! إن هذا منها.
قال : فقال أبي إي والذي اصطفى محمدا على البشر ، قال : فرد الرجل اعتجاره وقال : أنا إلياس ما سألتك عن أمرك ولي به جهالة ، غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك ، وساق الحديث بطوله إلى أن قال : ثم قام الرجل وذهب فلم أره (٢).
____________________
(١) سورة الحجر ، الاية : ٩٤.
(٢) الكافى ج ١ ص ٢٤٢ وفيه الحديث بطوله ، والحسن بن العباس بن الحريش رجل ضعيف لايلتفت إلى حديثه ، فقد ذكره الشيخ النجاشى في رجاله ص ٤٥ وقال : ضعيف جدا له كتاب انا انزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردى الحديث مضطرب الالفاظ اه وفى الخلاصة : وقال ابن الغضائري : هو أبومحمد ضعيف روى عن أبى جعفر الثانى عليهالسلام فضل انا أنزلناه كتابا مصنفا فاسد الالفاظ تشهد مخائله على انه موضوع ، وهذا الرجل لايلتفت اليه ولا يكتب حديثه.
١١
* ( باب ) *
* ( ( أزواجه وأولاده صلوات اله عليه ، وبعض أحوالهم ) ) *
* ( وأحوال امه رضياللهعنها ) *
١ ـ عم (١) شا : كان أولاده عليهالسلام سبعة منهم : أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهالسلام وكان يكنى به ، وعبدالله بن محمد امهما ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وإبراهيم وعبيدالله درجا امهما ام حكيم بنت السيد بن المغيرة الثقفية وعلي وزينب لام ولد ، وام سلمة لام ولد (٢).
بيان : درجا أي ماتا في حياته عليهالسلام.
٢ ـ عم : وقيل إن لابي جعفر عليهالسلام ابنة واحدة فقط ام سلمة ، واسمها زينب (٣).
٣ ـ شا : ولم يعتقد في أحد من ولد أبي وجعفر عليهالسلام الامامة إلا في أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهالسلام خاصة ، وكان أخوه عبدالله رضياللهعنه يشار إليه بالفضل والصلاح وروي أنه دخل على بعض بني امية فأراد قتله ، فقال له عبدالله رحمة الله عليه : لا تقتلني أكن لله عليك عونا واتركني أكن لك على الله عونا ، يريد بذلك أنه ممن يشفع إلى الله ، فيشفعه ، فلم يقبل ذلك منه ، فقال له الاموي : لست هناك ، وسقاه السم فقتله (٤).
____________________
(١) اعلام الورى ص ٢٦٥.
(٢) الارشاد ص ٢٨٨.
(٣) اعلام الورى ص ٢٦٥.
(٤) الارشاد ص ٢٨٨.
٤ ـ كشف : كان له ثلاثة من الذكور ، وبنت واحدة ، وأسماء أولاده : جعفر وهو الصادق ، وعبدالله ، وإبراهيم ، وام سلمة ، وقيل : كان أولاده أكثر من ذلك (١).
٥ ـ قب : أولاده عليهالسلام سبعة : جعفر الامام ، وكان يكنى به ، وعبدالله الافطح من ام فروة بنت القاسم ، وعبيدالله ، وإبراهيم ، من ام حكيم ، وعلي ، وام سلمة ، وزينب من ام ولد ، ويقال زينب لام ولد اخرى ، ويقال : له ابنة واحدة ، وهي ام سلمة ، درجوا كلهم إلا أولاد الصادق عليهالسلام (٢).
٦ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : ذكر عند الرضا عليهالسلام القاسم بن محمد خال أبيه ، وسعيد بن المسيب ، فقال : كانا على هذا الامر ، وقال : خطب أبي إلى القاسم بن محمد يعني أبا جعفر عليهالسلام فقال القاسم لابي جعفر عليهالسلام : إنما كان ينبغي لك أن تذهب إلى أبيك حتى يزوجك (٣).
٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن أحمد ، عن صالح ابن مزيد ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كانت امي قاعدة عند جدار ، فتصدع الجدار ، وسمعنا هدة شديدة ، فقالت بيدها : لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط ، فبقي معلقا في الجو حتى جازته ، فتصدق أبي عنها بمائة دينار ، قال أبوالصباح : وذكر أبوعبدالله عليهالسلام جدته ام أبيه يوما فقال : كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها (٤).
٨ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن أبي الجارود قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام وهو جالس على
____________________
(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٢٢.
(٢) المناقب ج ٣ ص ٣٤٠.
(٣) قرب الاسناد ص ٢١٠.
(٤) الكافى ج ١ ص ٤٦٩.
متاع فجعلت ألمس المتاع بيدي فقال : هذا الذي تلمسه بيدك أرمني له : وما أنت والارمني؟ فقال : هذا متاع جاءت به ام علي امرأة له فلما كان من قابل دخلت عليه فجعلت ألمس ما تحتي فقال : كأنك تريد أن تنظر ما تحتك؟ فقلت : لا ولكن الاعمى يعبث ، فقال لي : إن ذلك المتاع كان لام علي ، وكانت ترى رأي الخوارج ، فأدرتها ليلة إلى الصبح أن ترجع على رأيها ، وتتولى المؤمنين صلوات الله عليه ، فامتنعت علي فلما أصبحت طلقتها (١).
٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان ، عن داود بن فرقد ، عن عبدالاعلى قال : رأيت ام فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة ، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى ، فقال لها رجل ممن يطوف يا امة الله أخطأت السنة فقالت : إنا لاغنياء عن علمك (٢).
أقول : روى أبوالفرج الاصفهاني في المقاتل (٣) باسناده عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال : دخل عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين على رجل من بني امية ، فأردا قتله فقال له عبدالله : لاتقتلني أكن لله عليك عينا ولك على الله عونا فقال : لست هناك ، وتركه ساعة ثم سقاه سما في شراب سقاه إياه فقتله.
____________________
(١) نفس المصدر ج ٦ ص ٤٧٧.
(٢) المصدر السابق ج ٤ ص ٤٢٨.
(٣) مقاتل الطالبيين ص ١٥٩ وشرح شافية أبى فراس ص ١٥٥.
كلمة المحقق :
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وله الحمد
الحمدلله رب العالمين ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد : فقد رغب الي سيادة الناشر الكريم الشريف الاستاذ الفاضل السيد اسماعيل كتابجي مدير المكتبة والمطبعة الاسلامية بطهران وفقه الله وكان في عونه أن أسهم معه في إخراج بعض اجزاء بحار الانوار التي ينوي إخراجها بما يتناسب وطبيعة العصر الحاضر ، وذوق القارئ الكريم.
و « بحارالانوار » موسوعة جليلة غنية عن البيان والتعريف ، لشهرتها وذيوع اسمها ، فهي بحق دائرة معارف إسلامية ، ضمت في أجزائها البالغة ستة وعشرين جزءا جميع ما يحتاجه الانسان في معاشه ومعاده ، في دينه ودنياه ، في اتصاله بالخالق وسلوكه مع المخلوقين.
ولما رأيت رغبته الملحة أجبته بالرغم من كثرة أشغالي وشعق بالي ، مبتغيا رضى الله سبحانه بتشجيعه ومساندته ، خدمة للدين وطمعا بثواب رب العالمين « ولكل امرئ ما نوى ».
وأود أن أبسط للقارئ الكريم بعض النقاط التي اعترضتني فغيرت كثيرا في منهجي العملي الذي كنت ارتضيته لنفسي في مثل هذا المضمار ، وعملت عليه في تحقيق بعض الكتب ، سواء ما طبع منها أو التي في طريقها إلى عالم النشر.
١ ـ ان وجود النسخ المخطوطة لاصل مطبوع لدى الباحث مما يعينه في التأكد من صحة النص عند تحقيقه خصوصا إذا كانت متعددة موفورة ، وهذا أمر يقدره الباحثون ، ولما لم نظفر بنسخة الاصل خط يد المؤلف قدسسره ولم يتيسر لنا إلا نسخة واحدة مخطوطة لخزانة كتب التستريين في النجف الاشرف اعتمدنا على النسخة المشهورة بالكمباني وهي أصح النسخ المطبوعة حيث تصدى لتصحيحها ومقابلتها وعرضها على النسخ المخطوطة المتعددة جماعة من أعاظم علماء وقته من الماهرين في الادب والحديث المتتبعين للكتب بعناية تامة ، ومنهم الفاضل الخبير والعالم النحرير السيد محمد خليل الموسوي الاصفهاني جزاه الله عن الاسلام خير الجزاء.
٢ ـ المصادر المنقول عنها لو توفرت وكانت مصححة ، لكانت أكبر عون في المراجعة والتحقيق ولكن هلم الخطب في هذه المصادر ، فهي الاخرى بين مفقود أو بحكمه لندرته. وما تيسر منها فغالبها من مطبوعات ايران قديما ، يوم كانت وسائل النشر بدائية ، فهي مطبوعة على الحجر طباعة رديئة غير مصححة وجلها لا يخلو من الاغلاط الفاحشة الفظيعة ولما لم يكن بعد من مراجعتها فقد راجعتها مضطرا وما حيلة المضطر إلا ركوبها.
٣ ـ التزمت بعد المراجعة إلى المصادر بتعيين محل النص من المصدر وربما أشرت إلى وجود التفاوت فيما لوكان ، وربما ذكرته وهو في بعض المواضع التي رأيت إثباتها لازما ، أما ماعدا ذلك فقد رأيت من الخير أن لا اضيع الوقت باثبات جميع ذلك في الهامش ، كما هو شأن بعض محدثي المحققين ممن يسودون هامش الكتاب باثبات جميع ذلك ، ظنا منهم انهم يحسنون صنعا ، وليس الامر فيما أعتقد كذلك إذ ليس فيه كبير فائدة تعود على القارئ ، بعد امكان الاستعاضة عنه بتعيين محل النص من المصدر والاشارة إلى وجود التفاوت ، نعم لا ينكر ان اثبات بعض نقاط التفاوت له أهمية ، ولكن لاجميعها كما التزمنا بذلك.
٤ ـ إن طبيعة العمل في إخراج مثل هذه الموسوعة يستدعي إعطاء المحقق اكبر فرصة ممكنة للبحث والتنقيب وهذا مما لم يسمح به الوقت ، ولم يفسح به إلحاح الناشر ورغبته في سرعة الانجاز لذلك أعترف باني لم اوف المراد حقه كما أرغب وهذا عذري للقارئ الكريم.
وختاما فلا يفوتني التنويه بجهود فضيلة العلامة الاخ السيد محمد رضا الخرسان سلمه الله ومشاركته في انجاز العمل وأرجولي وله من الله العون والتوفيق وهو ولي ذلك انه سميع مجيب.
|
محمد مهدى السيد حسن الخرسان النجف الاشرف ١٨ محرم الحرام ١٣٨٥ هـ |
|
إلى هنا انتهى الجزء السادس والاربعون من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة النفيسة ، وهو الجزء الاول من المجلد الحادي عشر يحتوي على تاريخ الامامين الهامين : مولانا علي بن الحسين السجاد ، ومحمد بن علي الباقر عليهما الصلاة والسلام. ولقد بذلنا الجهد في تصحيحه ومقابلته ، وبالغنا في تحقيقه ورعايته ، والله المن على توفيقه لذلك ، وهو الموفق والمعين. محمد الباقر البهبودى جمادى الاولى ١٣٨٥ |
|
(فهرس)
ما في هذا الجزء من الابواب
عناوين الابواب |
رقم الصفحة |
* ( أبواب ) *
( تاريخ سيد الساجدين ، وامام الزاهدين ، على
ابن الحسين زين العابدين ، صلوات الله عليه
وعلى آبائه الطاهرين وأولاده المنتجبين
١ ـ باب أسمائه وعللها ، ونقش خاتمه ، وتاريخ ولادته وأحوال أمه ، وبعض مناقبه ، وجمل أحواله عليهالسلام ١٦ـ٢
٢ ـ باب النصوص على الخصوص على امامته والوصية اليه ، وأنه دفع اليه الكتب والسلاح ، غيرها ، وفيه بعض الدلائل والنكت.............................................................................. ٢٠ـ١٧
٣ ـ باب معجزاته ومعالى اموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه..................... ٤٩ـ٢٠
٤ ـ باب استجابة دعائه عليهالسلام.................................................. ٥٤ـ٥٠
٥ ـ باب مكارم أخلاقه وعلمه ، واقرار المخالف والمؤالف بفضله وحسن خلقه وخلقه وصوته وعبادته صلوات الله وسلامه عليه............................................................................. ١٠٨ـ٥٤
٦ ـ باب حزنه وبكائه على شهادة أبيه صلوات الله عليهما...................... ١١٠ـ١٠٨
عناوين الابواب |
رقم الصفحة |
٧ ـ باب ماجرى بينه عليهالسلام وبين محمد ابن الحنفية وسائر أقربائه وعشائره........ ١١٤ـ١١١
٨ ـ باب أحوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم ، وما جرى بينه عليهالسلام وبينهم ، وأحوال أصحابه وخدمه ومواليه ومداحيه صلوات الله عليه.................................................................... ١٤٤ـ١١٥
٩ ـ باب نوادر أخباره صلوات الله عليه....................................... ١٤٧ـ١٤٥
١٠ ـ باب وفاته عليهالسلام...................................................... ١٥٤ـ١٤٧
١١ ـ باب أحوال أولاده وأزواجه صلوات الله عليه............................ ٢٠٩ـ١٥٥
* ( أبواب ) *
تاريخ أبى جعفر محمد بن على بن الحسين
باقر علم النبيين صلوات الله عليه وعلى
آبائه الطاهرين وأولاده المعصومين ،
ومناقبه ، وفضائله ومعجزاته وسائر أحواله
١ ـ باب تاريخ ولادته ، ووفاته عليهالسلام........................................ ٢٢٠ـ٢١٢
٢ ـ باب أسمائه عليهالسلام ، وعللها ، ونقش خواتيمه وحليته صلوات الله عليه......... ٢٢٣ـ٢٢١
٣ ـ باب مناقبه صلوات الله عليه وفيه أخبار جابر بن عبدالله الانصارى رضياللهعنه..... ٢٢٨ـ٢٢٣
٤ ـ باب النصوص على امامة محمد بن على الباقر صلوات الله عليه والوصية اليه... ٢٣٣ـ٢٢٩
عناوين الابواب |
رقم الصفحة |
٥ ـ باب معجزاته ومعالى اموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه................. ٢٨٦ـ٢٣٣
٦ ـ باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه وعلمه وفضله واقرار المخالف والمؤالف بجلالته صلوات الله عليه ٣٠٥ـ٢٨٦
٧ ـ باب خروجه عليهالسلام إلى الشام وما ظهر فيه من المعجزات.................... ٣٢٠ـ٣٠٦
٨ ـ باب احوال أصحابه وأهل زمانه من الخلفاء وغيرهم وما جرى بينه عليهالسلام وبينهم ٣٤٦ـ٣٢٠
٩ ـ باب مناظراته عليهالسلام مع المخالفين ، ويظهر منه أحوال كثير من أهل زمانه..... ٣٥٩ـ٣٤٧
١٠ ـ باب نوادر أخباره صلوات الله عليه..................................... ٣٦٤ـ٣٦٠
١١ ـ باب أزواجه وأولاده صلوات اله عليه ، وبعض أحوالهم وأحوال امه رضياللهعنها.. ٣٦٧ـ٣٦٥
*(رموز الكتاب)*
ب : لقرب الاسناد. |
ع : للعلل الشرائع. |
لد : للبلدين الامين. |
بشا : لبشارة المصطفى. |
عا : لدعائم الاسلام. |
لي : لامالى الصدوق. |
تم : لفلاح السائل. |
عد : للعقائد. |
م : لتفسير الامام العسكري (ع) |
ثو : لثواب الاعمال. |
عدة : للعدة. |
ما : لامالى الطوسى. |
ج : للاحتجاج. |
عم : لاعلام الورى |
محص : للتمحيص. |
جا : لمجالس المفيد. |
عين : للعيون والمحاسن. |
مد : للعمدة. |
جش : لفهرست النجاشي. |
غر : للغرر والدرر. |
مص : لمصباح الشريعة. |
جع : لجامع الاخبار. |
غط : لغيبة الشيخ. |
مصبا : للمصباحين. |
جم : لجماع الاسبوع. |
غو : لغوالي اللئالي. |
مع : لمعاني الاخبار. |
جنة : للجنة. |
ف : لتحف العقول. |
مكا : لمكارم الاخلاق. |
حة : لفرحة الغرى. |
فتح : لفتح الابواب. |
مل : لكامل الزيارة. |
ختص : لكتاب الاختصاص. |
فر : لتفسير فرات بن إبراهيم. |
منها : للمنهاج. |
خص : لمنتخب البصائر. |
فس : لتفسير علي بن إبراهيم. |
مهج : لمهج الدعوات. |
د : للعدد. |
فض : لكتاب الروضة. |
ن : لعيون أخبار الرضا (ع). |
سر : للسرائر. |
ق : للكتاب العتيق الغروى. |
نيه : لتنبيه الخاطر. |
سن : للمحاسن. |
قب : لمناقب ابن شهر آشوب |
نجم : لكتاب النجوم. |
شا : للارشاد. |
قبس : لقبس المصباح. |
نص : للكافية. |
شف : لكشف اليقين. |
قضا : لقضاء الحقوق. |
نهج : لنهج البلاغة. |
شى : لتفسير العياشي. |
قل : لاقبال الاعمال. |
نى : لغيبة النعماني. |
ص : لقصص الانبياء. |
قية : للدروع. |
هد : للهداية. |
صا : للاستبصار. |
ك : لاكمال الدين. |
يب : للتهذيب. |
صبا : لمصباح الزائر. |
كا : للكافي. |
يج : للخرائج. |
صح : لصحيفة الرضا (ع). |
كش : لرجال الكشي. |
يد : للتوحيد. |
ضا : لفقه الرضا (ع). |
كشف : لكشف الغمة. |
ير : لبصائر الدرجات. |
ضوء : لضوء الشهاب. |
كف : لمصباح الكفعمى. |
يف : للطرائف. |
ضه : لروضة الواعظين. |
كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل الايات الظاهرة معاً. |
يل : للفضائل. |
ط : للصراط المستقيم. |
ل : للخصال. |
ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه والنوادر. |
طا : لامان الاخطار. |
|
يه : لمن لايحضره الفقيه. |
طب : لطب الائمة. |
|
|