نهاية الدّراية في شرح الكفاية - ج ١

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني

نهاية الدّراية في شرح الكفاية - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد حسين الإصفهاني


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ياران
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-43-4
ISBN الدورة:
964-5503-39-6

الصفحات: ٤٢٦

١
٢

٣
٤

٥
٦

مقدّمة التّحقيق :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والتسليم على نبيه المصطفى ، ورسوله المجتبى ، محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعلى أهل بيته الأمناء المعصومين ، حجج الله تبارك وتعالى على العالمين.

وبعد :

فإنّ من مسلّمات القول وبديهياته ـ لدى عموم المتشرّعة ـ الايمان القطعي باعتبار الشريعة الاسلامية المباركة ـ بأحكامها المختلفة ـ ذات سعة وكمال قادرين على استيعاب مطلق الأفعال الاختيارية لبني الانسان منذ خلقه وحتى وفاته وإيداعه الثرى.

وهذه السعة والاحاطة تنبعث أساسا من اعتماد القواعد الشرعية ـ أو الأدلة الشرعية ـ التي تتلخّص بالكتاب والسنّة والاجماع والعقل كأدوات يستفرغ الأصولي جهده في استنباط الحكم الشرعي لجميع تلك الأفعال بواسطتها ، وهي مهمة شاقة تتطلّب من الفقيه احاطة بالكثير من العلوم ذات التماس المباشر بعملية الاستنباط تلك :

٧

وتكمن أهمية هذه الجهود في ترجمة الصلة الموضوعية بين الانسان والدين ، أو بالاحرى بين المخلوق وخالقه ، من خلال رسم الخط البياني الموضّح لمسيرة ذلك الإنسان وفق الارادة السماوية ومشيئتها ، وحيث تختلط من دونها الموازين ، وتتداخل أبعادها ، فينحدر من خلالها ذلك المخلوق نحو الحضيض والاضمحلال.

ولقد كان حضور المعصوم عليه السلام ـ منذ بدء الدعوة الاسلامية وحتى ابتداء الغيبة الكبرى للامام المهدي عليه السلام ـ مغنيا عن الحاجة لمثل هذه العملية الشاقة ، بيد أنّ وقوع الغيبة الكبرى فرضت الحاجة الالزامية لاعتماد الأصول الشرعية من أجل استنباط الأحكام الشرعية التي تفرزها الحاجات المتجددة للمجتمع الاسلامي مع مرور الزمان.

ولا نغالي إذا قلنا بأنّ فقهاء الشيعة قد وفقوا على مدّ هذه العصور في تجاوز هذه العقبات من خلال اعتماد الأصول التي وضعها أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، واغنوا المكتبة الاسلامية ببحوثهم ومؤلّفاتهم الثرة والغنية التي لا عدّ لها ولا احصاء.

والكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم هو ثمرة طيبة من تلك الثمار المباركة لفقهاء الطائفة الاعلام ، حيث عمد فيه مؤلّفه الشيخ الاصفهاني قدّس سرّه إلى شرح كتاب ( كفاية الأصول ) (١) للشيخ الخراساني رحمة الله عليه شرحا وافيا مزج فيه بين الفلسفة والأصول ممّا جعله من أهم الشروح الكثيرة لهذا الكتاب النفيس الذي يعد ـ بلا شك ـ من أوسع المباحث التي دارت عليها رحى الدراسات العالية الأصولية في الحوزات العلمية.

__________________

(١) صدر محققا عن مؤسستنا عام ( ٤٠٩ ه‍ ).

٨

ترجمة المؤلف :

فربما يكون التعرّض لترجمة أي علم من الاعلام البارزين من الامور التي تعد بحق من الميادين الحساسة والدقيقة التي قد يخفق الكثيرون في استيعابها وادراك جم دقائقها رغم سعيهم ومثابرتهم في تجاوز الانزلاق في هذا الامر والسقوط في ملابساته.

ومن هنا فان المرء لا يعسر عليه ان يتبين بوضوح هذه الحقائق الشاخصة من خلال مطالعته المتأنية للعديد من تلك التراجم التي ينبغي ان تكون صورة صادقة عن الشخص المترجم ، وحيث يجد ذلك التعثر دعوة صادقة لا عادة النظر وتجاوز هذا القصور ، والذي تبدو ابرز علله في الفهم الخارجي ، والدراسة السطحية لتلك الشخصيات باعتماد التراجم التي تطفح بالعبارات المكررة والعامة التي لا تلامس الابعاد الذاتية الحقيقية لتلك الشخصية محل الترجمة.

نعم ، واعتمادا على هذا التشخيص السليم لهذا السرد وفهم علله المضعفة نجد ان البعض من الباحثين يركز كثيرا في كتابة وصياغة اي ترجمة على ما سطّره ابناء وتلامذة وملاصقو تلك الشخصية ، ممّن عايشوا الكثير من الآنات المختلفة ، والنكات الدقيقة الخاصة التي تخفى قطعا على الكثيرين من الذين تبعد دائرة اتصالهم عن القطب محل البحث.

ومن ثم فانّنا عند محاولتنا للخوض في غمار الحديث عن واحد من الشخصيات الفذة لعلمائنا الابرار ، من الذين تركوا الكثير من الآثار الخالدة التي يزدان بها التراث الشيعي الكبير ، وهو الآية العظمى الشيخ محمّد حسين الاصفهاني رحمه الله تعالى سنحاول ان نعتمد كثيرا على ما كتبه عنه تلامذته والمقرّبون اليه ، مع بعض التصرف الذي يتناسب وموضع الحاجة والبحث.

قال عنه تلميذه الحجة الشيخ المظفر رحمه الله تعالى معرّفا اياه : هو

٩

الشيخ محمّد حسين الاصفهاني ابن الحاج محمّد حسن بن علي اكبر بن آقا بابا ابن آقا كوچك ابن الحاج محمّد إسماعيل ابن الحاج محمّد حاتم النخجواني.

واضاف رحمه الله تعالى : ولد استاذنا الشيخ قدّس سرّه في ثاني محرم الحرام سنة ١٢٩٦ في النجف الاشرف من ابوين كريمين ، وكان ابوه رحمه الله تعالى الحاج محمّد حسن من مشاهير تجار الكاظمية الاتقياء الذين يشار لهم بالانامل ، المحبين للعلم والعلماء ، فعاش في كنفه عيشة ترف ونعمة ، وخلّف له من التراث الكثير الذي انفقه كلّه في سبيل طلب العلم ، فنشأ نشأة المعتز بنفسه ، المترفّع عما في أيدي الناس ، وهذا ما زاده عزّا وإباء.

واضاف ايضا : وقد حدب والده على تربيته تربية علمية صالحة ، ومهّد له السبيل الى تحصيل العلم فظهرت معالم النبوغ الفطري على هذا الطفل الوادع حين تعلّم الخط ، فأظهر في جميع أنواعه براعة فائقة ، حتى أصبح من مشاهير الخط البارعين.

وطلب العلم رحمة الله تعالى في سن مبكرة ، وانتقل الى النجف الاشرف في اخريات العقد الثاني من عمره (١) فحضر في الاصول والفقه على علاّمة عصره المحقق الآخوند محمّد كاظم الخراساني رحمه الله تعالى واختص به وكان من

__________________

(١) نقل سماحة العلاّمة الحجة السيّد عبد العزيز الطباطبائي عن الحجة الشيخ محمّد الغروي نجل المصنف ان والده كانت له منذ طفولته رغبة شديدة في تحصيل العلم والدروس الحوزوية وكان ابوه التاجر لا يأذن له في ذلك وكان ملحا على أن يتجه لأمور التجارة ويعينه عليها في غرفته للتجارة ويسلمه الامور تدريجيا وليس له ولد غيره يقوم مقامه.

وفي احد الايام كان الجد والاب مع بعض الاصحاب في صحن الامامين الجوادين عليهما‌السلام في مدينة الكاظمية ، فتوجه الابن نحو المرقد الطاهر للامام موسى بن جعفر عليه السلام وسأل الله تبارك وتعالى بجاهه لديه ان يلين من موقف والده المعارض لرغبته وتوجهه ، يقول ولد المؤلف ان والدي ما ان اتم توسله حتى اجاب الله دعاءه وفوجئ بصوت ابيه يسأله ان كان لا زال عند رغبته الأولى في التفرغ للدراسة الحوزوية ، فلما رد الابن بالايجاب قال له : اذهب الى النجف اذن وادرس.

١٠

مشاهير تلامذته ، وحيث امتدت صحبته له ثلاثة عشر عاما (١).

منزلته العلمية :

يصف منزلته العلمية تلميذه الشيخ المظفر : كان من زمرة النوابغ القلائل الذين يضنّ بهم الزمان إلاّ في الفترات المتقطعة ، ومن اولئك المجددين للمذهب الذين يبعث الله تعالى واحدا منهم في كل قرن ، ومن تلك الشخصيات اللامعة في تاريخ قرون علمي الفقه والأصول (٢).

ولقد كان المصنف قدّس سرّه محط اكبار العظماء في عصره كما يظهر من كلمة آية الله السيد حسن الصدر في اجازته له المثبتة في آخر مقدمة التحقيق ، فقد جاء فيها : الشيخ الفقيه العلاّمة المجتهد حجة الاسلام الشيخ محمّد حسين الاصفهاني الغروي الفوز بفضيلة الشركة في النظم في سلسلة اهل العصمة فكتب إلى في طلب ذلك فزاد الله جل جلاله في شرفه ، فأجزته بكل طرقي في الرواية ... وقد حررت لك هذه الاجازة يوم الاربعاء ثامن عشر شعبان يوم ورود كتابك الشريف فأسرعت في الكتابة امتثالا لامرك الشريف رجاء الفوز بدعائك.

واحتل المصنف قدّس سرّه مكانة مرموقة ومنزلة عظيمة « فكان نابغة الدهر وفيلسوف الزمن وفقيه الأمة » كما جاء في وصفه على لسان تلميذه الشيخ

__________________

(١) كما ان شيخنا المترجم رحمه الله تعالى كان قد حضر فترة من الزمن دروس الفلسفة عند العلاّمة الشيخ محمّد باقر الاصطهباناتي رحمه الله تعالى ، والذي كان يعد من كبار الفلاسفة في عصره.

(٢) لقد كان الشيخ الاصفهاني يمتلك باعا طويلا ، واحاطة واسعة في علم الأصول مكنته من التعامل مع كثير من المصطلحات والمباحث العسرة بسهولة ويسر ، حتى روي عنه انه شرع في آخر دورة له في الأصول في شوال عام ( ١٣٤٤ ه‍ ) وانهاها في عام ( ١٣٥٩ ه‍ ) قبل وفاته بسنتين ، فكانت اطول دوراته ، وحيث حقق بها الكثير من المباحث الغامضة مع كتابته لجملة من الرسائل المختلفة التي يندر التعرض لها كرسالة اخذ الاجرة على الواجبات وغيرها.

١١

محمّد علي الغروي الاردوبادي (١).

ولو قدّر لهذا النابغة العظيم ان يمد في عمره إلى حيث تثنى له الوسادة ، ويتربّع على كرسي الرئاسة العامة لقلب اسلوب البحث في الفقه والأصول رأسا على عقب ، وتغير مجرى تأريخهما بما يعجز عن تصويره البيان ، ولعلم الناس ان في الثريا منالا للنوابغ تقرّبه البشر إلى حيث يحسون ويلمسون.

فلسفته :

تظهر براعة الشيخ الاصفهاني رحمه الله تعالى في العلوم الفلسفية من خلال مطالعة آرائه وابحاثه المختلفة ، ولا غرو في ذلك ، فقد أخذ هذه العلوم على الفيلسوف الشهير الميرزا محمّد باقر الاصطهباناتي رحمه الله تعالى ، والذي كان يعد من كبار الفلاسفة والحكماء العارفين.

قال عن ذلك الشيخ المظفر رحمه الله تعالى : لقد استبطن كل دقائق الفلسفة ، ودقق في كل مستبطناتها ، وله في كل مسألة رأي محكم ، وفي كل بحث تنقيح رائع ، وتظهر آراؤه وتحقيقاته الفلسفية على جميع آثاره وابحاثه حتى في ارجوزته مع مدح النبي المختار وآله الاطهار عليهم جميعا الصلاة والسلام ، والتي يقول فيها :

لقد تجلى مبدئ المبادي

من مصدر الوجود والايجاد

من أمره الماضي على الاشياء

أو علمه الفعلي والقضائي

__________________

(١) لقد بانت براعة الشيخ الاصفهاني رحمه الله تعالى في علميّ الفقه والأصول في حياة استاذه الآخوند الخراساني ، وفي اثناء حضور درسه ، حتى روي انه كتب اكثر هذه الحاشية ( نهاية الدراية ) آنذاك.

بل انه وبعد وفاة استاذه رحمه الله تعالى استقل بالتدريس فتوافد على درسه الكثير من فضلاء عصره فانهى عدة دورات في الفقه واصوله.

١٢

رقيقة المشيئة الفعلية

أو الحقيقة المحمدية

أو هو نفس النفس الرحماني

بصورة بديعة المعاني

شعره وأدبه :

لقد تحدث معاصروا الشيخ محمّد حسين الاصفهاني رحمه الله تعالى عن الموهبة التي منّ الله تعالى عليه بها من حس مرهف ، وملكة قوية ، وقدرة بينة على خوض غمار الادبين العربي والفارسي بشكل ملفت للانظار.

قال عنه الخاقاني في معجم شعراء الغري : والغريب ان من يشاهد هذه الشخصية لا يحسب انها وقفت على اسرار الادب الفارسي والعربي كأديب تخصص بهما ، وان القطع الشعرية التي كان ينشدها بالفارسية ـ والتي يصغي لها أعلام الأدب ـ كانت مثار الاعجاب ، خاصة وانها تصدر من شخص تجرد عن المجتمع بقابلياته وورعه ، واتصل به عن طريق تفهيمه وتوجيهه.

وصلاته بالادب العربي لا تقلّ عن سابقه ، فقد ابقى لنا آثارا دلّت على تمكنه من هذه الصناعة التي لا يتقنها إلا ابناؤها ممّن مارسوها. انتهى.

ثم اورد بعض ذلك نماذج من اشعاره تلك نورد قسما منها :

فمن قوله في مولد الرسول الاكرم محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :

أشرق كالشمس بغير حاجب

من مشرق الوجود نور الواجب

أو من سماء عالم الاسماء

نور المحمدية البيضاء

وقوله في وصف القرآن الكريم :

دلائل الاعجاز في آياته

بذاته مصدّق لذاته

يزداد في مرّ الدهور نورا

وزاده خفاؤه ظهورا

وفيه من جواهر الاسرار

ما لا تمسه يد الافكار

١٣

وقوله في الامام علي عليه السلام :

عيد الغدير اعظم الاعياد

كم فيه لله من الأيادي

أكمل فيه دينه المبينا

ثمّ ارتضى الاسلام فيه دينا

بنعمة وهي أتمّ نعمه

منا على الناس به الائمة

بنعمة الإمرة والولاية

أقام للدين الحنيف راية (١)

وفاته :

ابتلي الشيخ الاصفهاني رحمه الله تعالى في أواخر حياته بمرض ألمّ به ، واستمر يعاني منه لمدة عام توفي في آخره في فجر اليوم الخامس من شهر ذي الحجة عام ( ١٣٦١ ه‍ ) بعد حياة كريمة أمضاها في خدمة هذا الدين الحنيف واعلاء شأنه ، جزاه الله تعالى عن الاسلام واهله خير الجزاء واجزل العطاء ، واسكنه فسيح جنانه انه نعم المولى ونعم النصير.

مؤلّفاته :

خلّف الشيخ محمّد حسين الاصفهاني رحمه الله تعالى جملة متعددة من الكتب القيمة الدالة على علو شأنه وعظم منزلته العلمية ، لا سيما اذا عرفنا بان معاصريه وتلامذته ينقلون عنه انه كان ذو قلم سيال ، دقيق الكلمة ، رصين العبارة لم يعرف عنه انه كتب كتابا فاتخذ مسودات له يراجعها ويعيد ترتيبها ونظمها وتشذيبها ، بل كان ما يخرج منه من المؤلّفات المختلفة يكون تاما ونهائيا وجاهزا ، وتلك نعمة لا حدود لها.

والحق يقال : ان العمر لو امتد به لأغنى المكتبة الاسلامية بالكثير من

__________________

(١) شعراء الغري ٨ : ١٨٦ ـ ١٨٩.

١٤

المؤلّفات القيمة ، ولا سيّما في علم الأصول ، ولكن المنية عاجلته وانطفأ ذلك السراج الوهّاج المبارك بعد سني متواصلة من الكتابة والبحث والتأليف.

ومن مؤلّفاته التي تم حصرها وتعدادها :

١ ـ تعليقة على كتاب المكاسب للشيخ الانصاري رحمه الله تعالى ( طبع في طهران ).

٢ ـ تعليقة على رسالة القطع للشيخ الانصاري ايضا.

٣ ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد ( مطبوع ).

٤ ـ ورسالة في العدالة ( مطبوع ).

٥ ـ رسالة في موضوع العلم.

٦ ـ رسالة في الطهارة.

٧ ـ رسالة في صلاة الجماعة ( مطبوع ).

٨ ـ رسالة في صلاة المسافر ( مطبوع ).

٩ ـ حاشية على كتاب الكفاية والموسومة بنهاية الدراية ، وهو الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم.

١٠ ـ رسالة في الصحيح والاعم.

١١ ـ رسالة في الطلب والارادة.

١٢ ـ رسالة في أخذ الاجرة على الواجبات.

١٣ ـ منظومة في الاعتكاف.

١٤ ـ منظومة في الصوم.

١٥ ـ منظومة تحفة الحكيم ، في الفلسفة العالية ( مطبوع ).

١٦ ـ رسالتان في المشتق.

١٧ ـ رسالة في تحقيق الحق والحكم ( مطبوع ).

١٨ ـ الانوار القدسية ، وهي اراجيز في مدح ورثاء أهل البيت عليهم

١٥

السلام ( طبع لاكثر من مرة ).

١٩ ـ ديوان شعر باللغة الفارسية وهو مختص بمدح ورثاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته المعصومين عليهم‌السلام.

٢٠ ـ رسالة في الحروف.

٢١ ـ رسالة في قواعد التجاوز والفراغ واصالة الصحة واليد.

٢٢ ـ رسالة في تقسيم الوضع إلى الشخصي والنوعي.

٢٣ ـ رسالة في اطلاق الامر.

وغير ذلك فراجع التراجم الخاصة به والمفصلة لهذا الموضوع.

١٦

منهجية التحقيق :

اعتمدنا في تحقيقنا لهذا السفر الأصولي المهم على جملة من النسخ الحجرية والحروفية المهمة ، وهي :

أ ـ النسخة المطبوعة على الحجر بتاريخ ١٣٤٣ ه‍ ، وهي بخط محمود علي شمس الكتّاب ، والتي رمزنا لها بالحرف « ن » ، وهي نسخة نفيسة تمكن أهميتها بكونها مزدانة بتصحيحات المصنّف قدّس سرّه وحواشيه عليها ، وبضمنها قصاصات بقلمه الشريف اضيفت في مواضعها.

ب ـ النسخة المطبوعة عام ١٣٤٤ ه‍ بالتصوير على الأولى ورمز لها بحرف « ق ».

ج ـ النسخة الحروفية المطبوعة عام ١٣٧٩ ه‍ في المطبعة العلمية قم وهي على ما ذكر في مقدمتها مقابلة ومصححة على نسخة مصححة على نسخة مقابلة على نسخة المصنف رحمه الله ورمز لها بحرف « ط ».

هذا وقد بذلنا غاية جهدنا في تنفيذ المراحل التحقيقية المختلفة لهذا الكتاب.

ثم إنّنا أضفنا ما وجدناه ضروريا لضبط النص بين معقوفين ، دون الاشارة إلى ذلك لمعلوميته.

ونحن إذ نقدّم هذا الكتاب الجليل إلى القارئ الكريم معتذرين عمّا رافقته من فترة تأخير قهرية مبعثها :

حرصنا على إخراج الكتاب بالشكل الذي يتناسب وأهميته العلمية الكبيرة والحاجة إليه.

وتفضّل سماحة حجة الاسلام الشيخ محمّد الغروي نجل المصنف قدّس سرّه مشكورا بالنسخة الأولى والتي تقدّم التعريف بها بعد أن كنّا قد انهينا

١٧

المراحل التحقيقية وأغلب المراحل الفنية ، فأعدنا مراجعة عملنا عليها من الأول. فله شكرنا ودعائنا.

وأخيرا فإنّا لا يسعنا إلاّ أن نتوجّه بالشكر الجزيل لجميع الجهود التي ساهمت في انجاز هذا العمل ، ونخصّ بالذكر منهم حجج الاسلام الشيخ رمضان علي العزيزي ، والشيخ سامي الخفاجي ، اذ قاما بتقويم نص الجزءين الأول والثاني ، فلله درّهما وعليه أجرهما.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

مؤسسة آل البيت ( ع ) لاحياء للتراث

١٨

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وسيد رسله محمد صلّى الله عليه وآله وعترته الطيبين الطاهرين.

موضوع العلم

١ ـ قوله [ قدس سره ] : ( موضوع كل علم ـ وهو الذي يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ؛ أي بلا واسطة في العروض ـ ... الخ ) (١).

تعريف الموضوع بذلك ، وتفسير العرض الذاتي بما فسّره ـ مدّ ظله ـ هو المعروف المنقول عن أهالي فن المعقول ، فإنه المناسب لمحمولات قضايا العلم ، دون العرض الذاتي المنتزع عن مقام الذات ، فإن التخصيص به بلا موجب ـ كما هو واضح ـ مع أنهم صرحوا أيضا : بأن العارض للشيء بواسطة أمر أخصّ أو أعمّ ـ داخليا كان ، أو خارجيا ـ عرض غريب ، والأخص والأعم واسطة في العروض.

فيشكل حينئذ : بأن أغلب محمولات العلوم عارضة لأنواع موضوعاتها ؛

__________________

(١) الكفاية : ٧ / ٣ ـ تحقيق مؤسستنا ـ.

١٩

فتكون أعراضا غريبة لها ، كما أنّ جلّ مباحث هذا العلم يبحث فيها عما يعرض لأمر أعمّ من موضوع هذا العلم ، كما لا يخفى.

وقد ذهب القوم في التفصّي عن هذه العويصة يمينا وشمالا ، ولم يأت أحد منهم بما يشفي العليل ، ويروي الغليل.

وأجود ما افيد في دفع الاشكال ما أفاده بعض الأكابر (١) في جملة من كتبه ، وهو : أن الأعراض الذاتية للأنواع وما بمنزلتها ربما تكون أعراضا ذاتية للأجناس وما بحكمها ، وربما لا تكون ، بل تكون غريبة عنها.

__________________

(١) صدر المحققين في الأسفار ١ : ٣٣.

هو المولى صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي القوامي المشهور على لسان الناس بـ ( الملا صدرا ) ، وعلى لسان تلامذة مدرسته ـ ( صدر المتألّهين ) و ( صدر المحققين ).

وهو من عظماء الفلاسفة الإلهيين الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون وهو المدرس الأوّل لمدرسة الفلسفة الإلهية في القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الإسلامية الإمامية ، والوارث الأخير للفلسفة اليونانية والإسلامية والشارح لهما والكاشف عن أسرارهما ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه لا سيما ( الأسفار ) الذي هو قمة في كتب الفلسفة قديمها وحديثها.

وقد نقل السيد المحسن العاملي (رحمه الله) في أعيانه أنه سمع المحقق الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني ( ١٢٩٦ ه‍ ـ ١٣٦٦ ه‍ ) ـ صاحب كتابنا هذا ـ يقول : ( لو أعلم أحدا يفهم أسرار كتاب الأسفار لشددت إليه الرحال للتلمذة عليه وإن كان في أقصى الديار ).

وكأنه يريد أن يفتخر أنه وحده بلغ درجة فهم أسراره ، أو أنه بلغ درجة من المعرفة أدرك فيها عجزه عن اكتناه مقاصده العالية.

ولد صدر الدين (رحمه الله) في شيراز ، ولم تعلم سنة ولادته.

وانتقل إلى أصفهان ، وحضر على الشيخ بهاء الدين العاملي (رحمه الله) ، وانقطع إلى درس فيلسوف عصره السيد الداماد (رحمه الله) ، وانتقل إلى قم ، له مصنفات كثيرة.

وقد توفي سنة ( ١٠٥٠ ه‍ ) في طريقه للحج في البصرة ، ودفن فيها.

( أعيان الشيعة ٩ : ٣٢١. ) بتصرف.

٢٠