تعليقة القوچاني على كفاية الأصول - ج ١

الشيخ علي القوچاني

تعليقة القوچاني على كفاية الأصول - ج ١

المؤلف:

الشيخ علي القوچاني


المحقق: محمّد رضا الدّانيالي
الموضوع : أصول الفقه
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-30-0
ISBN الدورة:
978-600-5213-29-4

الصفحات: ٥٧٠
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين

الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على أعدائهم

أعداء الدين أجمعين.

٣
٤

حياة المؤلف

٥
٦

حياة المؤلف

فقيد العلم والتقوى

آية الله المحقق الشيخ

علي القوچاني قدس‌سره

بسم الله الرحمن الرحيم

امتاز الفكر الاصولي الإمامي بالتوفّر على كلّ ما من شأنه عرض وجوده المعرفي العميق ، وانتمائه الحقيقي الأصيل ، وخطابه العقدي السليم ، ونسقه العلمي المتين ، الحاصل طرّا عبر كفاح ثقافي طويل وخطىّ محكمة متواصلة منتظمة ، بنهج حضاري ملتزم يجانب القفز العلمي الرخيص والوثب المعرفي البخس ، نهج يستوعب سؤال الآخر ومخالفته بحوار ونقاش بنّاءين قائمين على الدليل والحجّة والبرهان وسائر مؤن النقض والإبرام ، بلا أدنى أوهام أو تعصّب مقيت.

إنّ مشروع مدرسة العصمة والطهارة عليهم‌السلام عموما وفكرها الاصولي خصوصا يؤمن بالمراجعة الدائمة والإفادة من سائر الرؤى والأنساق ، على قاعدة من الإنشاء والتأسيس لا التبعية والتقليد ، الأمر الذي منحه بعدا حيويا نابضا ومائزا ابتكاريا ألقا ، مكّناه من التعامل مع المتغيّرات الزمكانية بكل رشاقة وشموخ ، فتكيّف وحفظ الهوية والأصالة المعهودين.

إنّ النضج المثير والتكامل المشهود اللذين ميّزا الفكر الاصولي الإمامي ما كانا ليكونا لو لا اعتقاد جاوز التصوّر إلى التصديق والثبوت إلى الإثبات ، اعتقاد علم ويقين واطمئنان بعدم اثنينية المصدر ، بل وحدة وعينية متحققة لذوي الفهم والإنصاف على غاية من الشفافية والوضوح ، بمعنى أنّه لا تغاير بين الإسلام الواقعي ومدرسة أهل البيت عليهم‌السلام إلاّ بالمفهوم. إنّه الحافز الأهمّ والدافع الأكبر لانطلاق حزمة النتاج الاصولي الإمامي منذ أيام الرسالة الاولى حتى عهدنا الحاضر بكلّ جدارة وسموق وسيبقى ويرقى ما دام هناك فكر يموج ومراجعة تدوم وجهود لا تعرف الكلل والملل.

٧

وصحّة المدّعى تثبت بوجود الكمّ الهائل والكيف الرصين من الآثار والمصادر الاصولية الإمامية التي رفدت المكتبة الإسلامية الثقافية بنفائسها وروائعها ، فأضفت عليها هيبة ثقافية ومنزلة حضارية متألقة. ولو لا ضيق المقام لتناولنا نتاجات كل مرحلة من مراحل تطور علم الاصول الإمامي طبق التسلسل الزمني لها.

إنّ كتاب « كفاية الاصول » للشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني ( ١٣٢٩ ه‍ ) من أجلّ وأروع نتاجات مرحلة تكامل علم الاصول الإمامي ، إنّه الأثر الخالد والسفر النفيس والغرّة الناصعة على جبين مدرسة الشيخ الأنصاري قدس‌سره ، وشامخة من شوامخ الصناعة الفكرية ؛ إذ أودع فيه المصنف قدس‌سره بدائع المباني والآراء بنهج ونسق جديد ، على غاية من الدقة والعمق والإحكام والإحاطة المذهلة.

وهذا الانجاز الاصولي المفخرة ـ بهذه الخصائص والصفات التي دان وشهد لها أقطاب الثقافة وأساطين العلم ـ هو بمثابة موسوعة ومدوّنة تخصّصية كبرى اختزل المصنف قدس‌سره عبارتها وضغط لفظها بشكل عجيب ، ففي الوقت الذي نلحظ السعة والإحاطة والاستيعاب وغزارة المادة المعرفية المودعة فيه والإشارة إلى المذاهب والآراء والأقوال بالعرض والتحليل والنفي والإثبات ، نلحظ أيضا منهج الوجازة بأرقى صورة وأبلغ معانيه مهيمنا طاغيا.

وهكذا مشروع اصولي كان لا بد أن يولّد الحافز الكبير والداعي القوي لانطلاق أقلام المعرفة والاختصاص في بيان أسراره وخزائنه وأفكاره عبر الشرح تارة والتعليق اخرى.

وتعدّ تعليقة آية الله المحقق الشيخ علي القوچاني ( ١٣٣٣ ه‍ ) من أقدم وأهم التعليقات على كتاب كفاية الاصول ، التعليقة التي نالت آنذاك صدى واسعا وقوبلت بوافر المديح والقبول والثناء ، واعتبرت مصدرا علميا قيّما ومرجعا هاما لمعرفة آراء الآخوند الخراساني ومبانيه ، لا سيما وأنّ مؤلف التعليقة قدس‌سره هو واحد من أبرز تلامذة الآخوند وألمعهم.

الشيخ علي القوچاني في سطور :

ولد العلاّمة الجليل آية الله الشيخ علي القوچاني سنة ١٢٨٥ ه‍ ق في قرية من قرى قوچان.

انخرط في سلك الدراسات الدينية فدرس بعض مقدماتها في مسقط رأسه ثم درس الصرف والنحو بمحضر أبيه الشيخ قاسم.

التحق بعدها بالحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة لإكمال دراساته الحوزوية في

٨

الأدب والفقه والاصول.

وبعد إكماله ما يسمى بدراسات السطوح هاجر رحمه‌الله إلى النجف الأشرف ليلتحق بحوزتها العريقة للاستفادة من اساتذتها العظام فاستقر في جوار امير المؤمنين عليه‌السلام.

وكانت النجف آنذاك تعيش عصرا من عصورها الذهبية ؛ إذ برز فيها علماء كبار جلّهم من تلامذة الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‌سره ، في طليعتهم المحقق الكبير صاحب الكفاية الآخوند الخراساني قدس‌سره ، فكان يعد مجلس درسه من أكبر دروس حوزة النجف يحضره اكثر من الف طالب ، فاختص به المترجم له لانه وجد فيه ضالته ، كما ان استاذه وجد فيه الطالب الجاد الكفوء فاهتم به اكثر من غيره فصار يعد من تلامذته المرموقين الذين يشار اليهم بالبنان وتنعقد عليهم الآمال ليصبح علما من اعلام الدين والعلم في المستقبل.

في درس الآخوند الخراساني :

لقد اخذ فقيهنا الجليل موقعا كبيرا عند استاذه الآخوند وعند عامة رجال الحوزة آنذاك اساتذة وطلابا. وكان الآخوند يتمتع بمزايا كثيرة جدا من اهمها : عذوبة البيان وحلاوة المقال ، فكان يتعرض الى المطالب المطولة المشكلة ببيان مختصر واضح في منتهى الدقة والتركيز ؛ وكان امرا صعبا ينفرد به بعض الاساتذة الكبار الذين قد جمعوا بين وضوح الفكر ودقة التعبير (١).

وحيث إنّ الآخوند يستوعب المطلب بعبارة دقيقة فلا يسمح لاحد ان يتكلم في مجلس درسه الاّ نادرا ، وكان الشيخ علي القوچاني من أولئك الذين يجيزهم الآخوند بإبداء الرأي والمناقشة.

قيل : « فقد سمعت بعض الثقاة من اهل العلم يقول : لم يتجرأ احد على الكلام والاستشكال في محاضرات الآخوند ـ مهابة له ـ الا نفر قليل من امثال : آقا ضياء العراقي ، والسيد البروجردي ، والشيخ علي القوچاني ، والشيخ عبد الله الگلپايگاني ، والسيد رضا المسجد شاهي الاصفهاني ؛ وكان الآخوند لا يعير كبير اهمية لاستشكالات غير السيد البروجردي والشيخ علي القوچاني صاحب الحاشية المطبوعة على الكفاية » (٢).

ثمّ ان الآخوند ـ مضافا الى محاضراته العامة في الفقه والاصول ـ كان يعقد مجلسا ليليا خاصا يحضره زبدة تلامذته يبحثون فيه المسائل الفقهية والاصولية المستعصية ، وكان آية الله

__________________

(١) مرگى در نور ( فارسى ) ص ١٠٧ ، نقلا عن آية الله النجفي القوچاني.

(٢) آثار الحجة ص ١٧٠.

٩

الشيخ علي القوچاني واحدا من تلك الزبدة.

قيل : « باستثناء هذين الوقتين ، فقد كان الآخوند يعقد في منزله كل ليلة وبعد الفراغ من درسه في مسجد الطوسي مجلسا خاصا يحضره ابرز تلامذته يتذاكرون فيه المسائل الفقهية والاصولية المشكلة ، فكانوا يأتون بالكتب المختلفة يتفحصونها ويبحثون فيها ويقضون الساعات في حضرته بالبحث والنقاش ورفع الاشكالات والاستفادة من معين الاستاذ. ونحن نذكر بعض افاضل المشاركين في ذلك المجلس الخاص للآخوند : الشيخ مهدي المازندراني ، الشيخ علي القوچاني ، و ... » (١).

نعم ، لقد كان القوچاني رحمه‌الله ـ مضافا الى مقامه العلمي السامي ومهارته الفائقة في التدريس ـ حائزا على مكانة رفيعة عند استاذه ، إذ كان متضلعا في الامور الاجتماعية وصاحب نظرة ثاقبة ورؤية قوية بحيث كان استاذه الآخوند يستشيره في الكثير من القضايا والمسائل.

آراء العلماء في المترجم له :

يتمتّع الشيخ علي القوچاني قدس‌سره بمكانة رفيعة ومنزلة خاصّة عند الفقهاء والعلماء ، وترجم له غالب المهتمين بتلك المرحلة ، فقد قال فيه آغا بزرگ :

« كان أحد أعلام أهل الفضل ورجال التحقيق والمعرفة الاجلاء ، لازم درس الشيخ محمد كاظم الخراساني سنينا طويلة حتى عد من افاضل تلامذته وكبارهم ، وصار مقرر بحثه في حياته لجمع كبير من تلاميذ استاذه ، ولما توفي شيخنا الخراساني في سنة ١٣٢٩ ه‍ صار المترجم له مرجعا لتدريس الخارج من بعده ، والتف حوله المحصلون والنابهون من اهل العلم ، وكان يحضر درسه اكثر من مائة ، وكان على جانب كبير من سعة العلم وغزارة المادة ودقة النظر وصواب الرأي والتحقيق والتدقيق ، كما اعترف به معاصروه وكبار المتخرجين عليه » (٢).

ولجودة بيانه الرفيعة مضافا إلى الفهم الدقيق للمطالب العلمية فإنّه كان من نوادر الذين يقومون بتقرير درس الآخوند رحمه‌الله بحضور جمع من طلابه للاستفادة من محضره الشريف وحل مشاكلهم العلمية التي كانوا لا يتمكنون من حلها عن طريق مراجعة الآخوند.

اضف الى ذلك ان صاحب الذريعة يذكره دائما ـ اينما حل ذكره ـ بالاحترام والاكرام (٣).

ثمّ ان المحقق القوچاني كان ذا مكانة سامية عند العلماء الكبار والمراجع من امثال السيد

__________________

(١) مرگى در نور ص ١٠٣.

(٢) نقباء البشر ج ٤ ص ١٥٠٣.

(٣) نقباء البشر ج ٣ ص ١٥٠٣ ؛ الذريعة ج ١٤ ص ٣٤ ؛ وج ٤ ص ٣٨٠.

١٠

البروجردي ، والسيد أبي الحسن الاصفهاني ، والسيد محمد الكوه كمري ، فان هؤلاء الاعاظم قد ذكروه في مناسبات شتى بالاجلال والتكريم وكانوا يقولون بانه لو امتد به العمر لم تصل المرجعية الى غيره (١).

تلامذته :

ذكرنا أنّ للمترجم له مجلس درس في حياة استاذه واصبح من بعده من الباحثين الكبار ـ بل من اشهرهم ـ في علم الاصول وفي مدرسة الآخوند وعلى منهج مدرسة الآخوند وآرائه ، فحضر عنده تلامذة كثيرون ، ولا بد من البحث والتتبع في كتب التراجم للوصول الى فهرست اسمائهم ، ونحن ذاكرون هنا ثلة منهم ، مرجئين استقصاءهم الكامل الى حين آخر :

١ ـ الشيخ ابو الحسن المشكيني.

غالب استفادته العلمية كانت بمحضر الشيخ القوچاني ، فحاشيته على الكفاية مشهورة ، وقد ذكر في هذه الحاشية كثيرا من آراء استاذه القوچاني من دون ان يذكر اسمه الصريح ، ويتضح هذا جليا من نهاية الطبعة القديمة لحاشية المشكيني وأنّ المراد من « الاستاذ » هو القوچاني ؛ ولا نعلم سبب اختفاء هذا المطلب في نهاية الطبعات التالية منه.

يقول المشكيني في نهاية حاشيته :

« كل ما حكي في هذا الكتاب عن الاستاذ رحمه‌الله فهو محكي عن المحقق المدقق نادرة دهره العلامة الشيخ علي القوچاني رحمه‌الله شفاها من مجلس درسه الشريف لا عن حاشيته المتداولة ».

٢ ـ آية الله العظمى السيد محمد الكوه كمري.

٣ ـ آية الله العظمى السيد محمد تقي الخوانساري.

٤ ـ آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي.

٥ ـ آية الله الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء ، كان من العلماء والفقهاء والادباء البارزين من آل كاشف الغطاء ، فقد تتلمذ في الفقه والاصول على عدة من الاساطين كان من جملتهم الشيخ علي القوچاني (٢).

مؤلفاته :

__________________

(١) يقول سماحة آية الله الشيخ عبد الرضا الروحاني ـ سبط المترجم له ـ : « لقد أكد لي السيد البروجردي في لقاء لي معه على هذا الموضوع بالخصوص ».

(٢) ماضي النجف وحاضرها ج ٣ ص ١٩١.

١١

ان المترجم له وان كان مشاركا في غالب العلوم الاسلامية إلاّ انه اشتهر في علم الاصول والفقه ، وكان مجلس درسه في الاصول والفقه مجمعا للعلماء والفضلاء ، وله مؤلفات في الفلسفة وغيرها لا نعلم مصيرها ، فقد بيعت مصنفاته في ضمن مكتبته بعد وفاته واشترى قسما منها بعض تلامذته ومعاصريه ، ولم يصلنا من تأليفاته الا حاشيته القيّمة المعروفة على كفاية الاصول التي هي اول حاشية دوّنت على الكفاية ، تحت اشراف استاذه الكبير وتوجيه منه ، فلقيت في زمانها نجاحا كبيرا حتى ان من كان يحاول التعرف على آراء الآخوند يرجع اليها كمصدر علمي قيّم يمكن الاعتماد عليه.

اسرته :

للمترجم له زوجتان :

الاولى : فاطمة بنت المرحوم الحاج محمد جواد الخياط الحائري ، من اخيار كربلاء المقدسة ؛ وخلّف منها بنتا واحدة هي والدة العالم الجليل آية الله الشيخ عبد الرضا الروحاني.

والثانية : العلوية بنت المرحوم حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد اللواساني ، التي رزق منها بنتا واحدة ايضا وتوفيت البنت في شبابها.

وفاته :

كان المتعارف في النجف آنذاك اغتنام فرصة العطلة في شهر رمضان لزيارة مرقد العسكريين عليهما‌السلام والمساهمة في احياء مراسيم الشهر في تلك البلدة التي تشكو من قلة الزائرين ، وكان شيخنا المترجم له ممن اغتنم الفرصة وتحرك مع عائلته واقربائه الى مدينة سامراء ، لكن الاجل عاجله على اثر انتشار الوباء في العراق الذي ذهب ضحيته الآلاف من الناس ، فقضى نحبه صابرا محتسبا وذلك في شهر الصيام من سنة ١٣٣٣ ه‍ ودفن في صحن الكاظمين عليهما‌السلام في المقبرة الخاصة بالسادة الحيدرية. وبذلك فقد العلم رمزا من رموزه وفقدت الحوزة علما من اعلامها واستاذا كبيرا كانت الآمال منعقدة عليه في المستقبل ، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

١٢

كلمة التحقيق

١٣
١٤

كلمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

وبعد فالكتاب الذي بين يديك هو أقدم حاشية دونت على كتاب كفاية الاصول للآخوند الخراساني رحمه‌الله وكان المحقق القوچاني رحمه‌الله من زبدة تلامذة الآخوند ومن مقرري بحثه ومن اصحاب سره العلمي ، وكانت بيده كل المباني العلمية للآخوند الفقهية والاصولية منها ، اضف الى انه كان استاذ الشيخ المشكيني رحمه‌الله ـ صاحب الحاشية المعروفة على الكفاية ـ ومقدما عليه عند الآخوند رحمه‌الله ، وعليه لا يخفى على المراجع اهمية الكتاب واهمية مؤلفه.

وقد طبع المجلد الاول منه بالطبعة الحجرية عام ١٣٤١ هجري قمري ويشمل مباحث الالفاظ كلها ، ثم طبع المجلد الثاني (١) منه في عام ١٣٤٢ وقد شمل قسما من القطع ، وكان آخر ما علقه في القطع هو تعليقه على موضوع التجري ، وهذا المقدار هو تقريبا ثماني عشرة صفحة فقط من مجموع ١٤١ صفحة للمجلد الثاني ، وقد اكمل الناشر المقدار الناقص منه ـ الى آخر الاجتهاد والتقليد ـ من كتاب محش آخر قيل هو الشيخ محمد آقازاده نجل الآخوند رحمه‌الله.

ونحن نسير على نفس المنهج فنقدمه في مجلدين يشمل الاول مباحث الالفاظ ، ويشمل الثاني القسم المطبوع حجريا من القطع ونكمله بالمخطوط الموجود من المحقق القوچاني قدس‌سره المحتوي لما تبقّى من مباحث القطع تقريبا (٢) الى آخر الاستصحاب في مبحث تعارض القرعة مع الاستصحاب ؛ ولا يحتوي المخطوط مباحث تعارض الادلة ولا الاجتهاد والتقليد. والمخطوط هذا ليس تعليقا على الكفاية ( الا في موارد من أوله ) بل هو انشاء منه قدس‌سره رأسا لا تعليقا.

ثم انا استقصينا الامر فلم نعثر الا على طبعة واحدة حجرية من هذه الحاشية مع ما بها من

__________________

(١) بعد ذلك طبع المجلدان في مجلد واحد عدة مرات بالتصوير عن الطبعة الحجرية الاولى.

(٢) اذ الصفحات الاولى من المخطوط مفقودة ؛ وكذلك هناك عدة صفحات اخرى بيضاء او مفقودة من ثنايا الكتاب اشرنا اليها في محالّها.

١٥

نواقص ، فهناك سقطات وعدم وضوح في مواضع كثيرة منها بسبب الطباعة الرديئة ؛ وقد تفحصنا عدة نسخ مصورة عن الحجرية في سنين مختلفة فكانت جميعها مشتملة على تلك السقطات وعدم الوضوح ، مما يكون دليلا على ان السقطات كلها من اصل واحد ومن الطبعة الحجرية الاولى ولا طبعة حجرية غيرها ؛ أضف الى ذلك ان النسخة الخطية مفقودة ؛ وعليه فالطبعة الحجرية هي المصدر الوحيد للكتاب. وهناك موارد قليلة استبدل ناسخ الحجرية كلمة او عبارة بكلمة او عبارة اخرى وكتب في آخرها : « نسخة ».

ولقد بذلنا الجهد قدر الامكان على استيضاح وقراءة تلك العبارات والكلمات غير الواضحة فوفقنا في جلها ولم نوفق في موارد معدودة منها وذلك للتلف الذي اصاب الاصل الحجري فيما نعتقد. وقد اجرينا مقابلة دقيقة للكتاب لتقليل الاخطاء ، ولا نعلم مدى توفيقنا في هذا الامر.

وبعد المقابلة قمنا بتقطيع النص وترقيمه حسب القواعد المتبعة في الترقيم ؛ وقد وضعنا معقوفتين ـ هكذاـ في اماكن كثيرة من الكتاب لتدلان على ان تغييرا ما ـ من اضافة او تبديل كلمة باخرى ـ قد طرأ على تلك الكلمة او العبارة المتوسطة بين المعقوفتين لضرورة يقتضيها السياق ، يدل على الاصلية منها جدول الاستبدال الملحق بالكتاب اضافة الى الاشارة في اسفل الصفحة لكل مورد من المعقوفتين قد حصل فيه تغيير عن الاصلية فقط ولم نشر الى ما اقترحناه من اضافة كلمة او حرف ونحوه واكتفينا بادراجه في المتن بين معقوفتين والتنبيه عليه في جدول الاستبدال.

ثم احببنا التفرقة بين ما عنونه المؤلف من كلام الكفاية وبين ما اكملناه من عبارة الكفاية ايضا فجعلنا ما عنونه المؤلف بخط غامق وعادي وجعلنا ما اكملناه من عبارة الكفاية بخط مائل وصغير الحجم. بعد ذلك قمنا باستخراج الآيات الشريفة والروايات والمأثورات والاشعار وجميع الاقوال والآراء تقريبا ، الا موارد نادرة لم نعثر على عناوينها في مظانها مع ما بذلناه من الجهد غير القليل.

واخيرا واتماما للفائدة ألحقنا بالجزء الثاني فهارس فنية للجزءين من الكتاب على أمل ان تكون مفيدة ان شاء الله.

شوال ١٤٢٧ ه‍

محمد رضا الدانيالي

١٦

١٧
١٨

١٩
٢٠