سرور أهل الإيمان

السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي

سرور أهل الإيمان

المؤلف:

السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-117-1
الصفحات: ١٧٤

الموقّتين ، إنّ الله وعد موسى ثلاثين ليلة فأتمّها بعشر ؛ لم (١) يعلمها موسى ولم يعلمها بنو إسرائيل ، فلمّا جاز الوقت قالوا : أغرّنا (٢) موسى؟! فعبدوا العجل. ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس ، وأنكر الناس بعضهم بعضا ، فعند ذلك توقّعوا أمر الله صباحا ومساء.

قلت : جعلت فداك ، أمّا الفاقة فقد عرفتها ، فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال : يلقى الرجل صاحبه في الحاجة بغير الوجه الذي كان يلقاه به (٣) ، ويكلّمه بغير اللسان الذي كان يكلّمه به (٤) ... والخبر بطوله (٥). (٦)

وروي (٧) عن أئمّتنا عليهم‌السلام أيضا (٨) مثل ذلك (٩).

__________________

(١) في البحار : ولم.

(٢) في البحار : غرّنا.

(٣) في البحار : فيه.

(٤) في البحار : فيه.

(٥) في البحار : طويل.

(٦) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧٠ / ح ١٦١.

ورواه الطوسي في الغيبة : ٤٢٧ / ح ٤١٥ بسنده عن الفضل بن شاذان ، عن عمر بن مسلم البجلي ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن محمّد بن بشر الهمداني عن محمّد بن الحنفيّة. ورواه بتفصيل النعماني في الغيبة : ٢٩٠ ـ ٢٩٢ / ح ٧ بسنده عن علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن عبد الرحمن ابن القاسم ، عن محمّد بن عمرو بن يونس الحنفي ، عن إبراهيم بن هراسة ، عن عليّ بن الحزوّر ، عن محمّد ابن بشر ، عن محمد بن الحنفية.

(٧) في البحار : وقد روي.

(٨) ليست في البحار.

(٩) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧٠. وانظر ما رواه القمي في تفسيره ١ : ٣١٠ ـ ٣١١ بسنده عن أبيه ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام.

٤١

وعن (١) عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن (٢) سدير ، [ قال ] (٣) : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا سدير ، الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه (٤) ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغ (٥) أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.

قلت : جعلت فداك ، هل قبل ذلك شيء؟ قال : نعم ـ وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام ، وقال ـ : ثلاث رايات : [ راية ] (٦) حسنيّة ، وراية (٧) امويّة ، وراية قيسيّة ، فبينما هم (٨) [ على ذلك إذ ] (٩) قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قطّ (١٠).

عن ابن محبوب ، يرفعه (١١) إلى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : يا جابر ، لا يظهر

__________________

(١) في البحار : وباسناده عن عثمان ...

(٢) في النسخة : « قال » بدل « عن ».

(٣) عن البحار.

(٤) قال المازندراني في شرح اصول الكافي ١٢ : ٣٦٧ الأحلاس جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبّهه به للزومه ودوامه. وقال الطريحي في مجمع البحرين ١ : ٥٥٨ والمعنى : الزموا بيوتكم لزوم الأحلاس ولا تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة.

(٥) في الكافي : بلغك.

(٦) عن البحار.

(٧) في النسخة : ورايات.

(٨) قوله : « فبينما هم » يمكن قراءتها في النسخة « قبلها ثمّ ».

(٩) عن البحار.

(١٠) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧٠ ـ ٢٧١ / ضمن الحديث ١٦١. وهو إلى قوله « ولو على رجلك » في الكافي ٨ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥ / ح ٣٨٣ بسنده عن العدّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمّد ، عن سدير.

(١١) في البحار : وبإسناده إلى ابن محبوب رفعه.

٤٢

القائم حتّى يشمل (١) أهل البلاد (٢) فتنة يطلبون منها المخرج فلا يجدونه ، ويكون (٣) قبل (٤) ذلك بين الحيرة والكوفة قتلى ، هم فيهما (٥) على سواء (٦) ، وينادي مناد من السماء (٧).

( وعن رفيد مولى ابن هبيرة ، يرفعه ) (٨) إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في خبر طويل أنّه قال : لا يكون ذلك حتّى يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة ، ولا يكون ذلك (٩) حتّى يخرج رجل (١٠) من ولد الشيخ فيسير حتّى يقتل (١١) ببطن النجف ، فو الله كأنّي [ أنظر ] (١٢) إلى رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلى حائط من حيطان النجف يوم الإثنين ، ويستشهد يوم الأربعاء (١٣).

__________________

(١) في النسخة : يشتمل.

(٢) في الغيبة للنعماني : « الشام » بدل « أهل البلاد ».

(٣) في البحار : فيكون.

(٤) ليست في البحار. وفي الغيبة للنعماني : ويكون قتل بين.

(٥) في البحار : قتلاهم فيها. وفي الغيبة للنعماني : قتلاهم على.

(٦) في البحار : على السرى. وأظنّها من تصحيفات النسخ أو الطبع وأنّ أصلها « على السواء ».

(٧) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧١ / ح ١٦٢.

ورواه النعماني في الغيبة : ٢٧٩ / ح ٦٥ بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن المفضل وسعدان ابن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمّد بن أحمد بن الحسن جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام.

(٨) بدلها في البحار : وبإسناده.

(٩) ليست في البحار.

(١٠) ليست في البحار.

(١١) في النسخة : « يقيل » دون إعجام الأخيرة ، والمثبت عن البحار ، والذي أراه أنّ صوابها « يقيل ».

(١٢) عن البحار.

(١٣) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧١ / ح ١٦٣.

٤٣

وعن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري (١) : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : يوبّخوننا ويكذّبوننا (٢). [ أنّا نقول : إنّ صيحتين تكونان ، يقولون : من أين تعرف المحقّة من المبطلة إذا كانتا؟ قال عليه‌السلام : فما ذا تردّون عليهم؟ قلت : ما نردّ عليهم شيئا ، قال : قولوا : يصدّق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ؛ إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٣) ] (٤).

عن ابن محبوب ، عن [ ابن ] (٥) عاصم الحافظ ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم فالهرب من الشام فإنّ القتل بها والفتنة.

قلت : إلى أيّ البلاد؟

قال : إلى مكّة ؛ فإنّها خير بلاد يهرب (٦) الناس إليها.

__________________

وانظر في أنّ السفياني يملك تسعة أشهر في الغيبة للنعماني : ٣٠٠ / ح ١ و ٣٠١ / ح ٣ و ٣٠٤ / ح ١٣ ، ١٤ ، واليقين لابن طاوس : ٤٩ و ٥٠ ، والغيبة للطوسي : ٤٦٢ / ح ٤٧٧.

(١) في النسخة : سلمة الحميري ، والمثبت عن الكافي والغيبة للنعماني.

(٢) من أوّل الحديث إلى هنا ليس في البحار.

(٣) يونس : ٣٥.

(٤) عن الكافي ٨ : ٢٠٨ / ح ٢٥٢ بسنده عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال والحجّال جميعا ، عن ثعلبة ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري ، عن الصادق عليه‌السلام. ورواه بتفاوت يسير النعماني في الغيبة : ٢٦٦ / ح ٣٢ بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري ، عن الصادق عليه‌السلام.

(٥) عن البحار. ولا أبعد أن يكون الراوي هو « عاصم الحنّاط ».

(٦) في النسخة : ويهرب.

٤٤

قلت : فالكوفة؟ قال : ( يا بؤسى للكوفة ) (١) ما ذا يلقون!! يقتل الرجال ( على الأسامي والكنى ، فالويل ) (٢) لمن كان في أطرافها ، ما ذا يمرّ عليهم من أذاهم (٣) ، ويسبى بها رجال ونساء ، وأحسنهم حالا من يعبر الفرات ومن لا يكون شاهدا بها.

قلت (٤) : ما ترى في سكنى (٥) سوادها؟ فقال بيده ـ يعني لا ـ. ثمّ قال : الخروج منها خير من المقام فيها.

قلت : كم يكون ذلك؟

قال : ساعة واحدة من نهار.

قلت : ما حال من يؤخذ منهم؟

قال : ليس عليهم بأس ، أما إنّهم سينقذهم أقوام مالهم عند أهل الكوفة يومئذ قدر ، أما لا يجوزون بهم الكوفة (٦).

وعنه عليه‌السلام قال : إذا سلم صفر سلمت السنة ـ إلى أن قال : ـ والعجب بين جمادى ورجب (٧).

__________________

(١) بدلها في البحار : الكوفة.

(٢) بدلها في البحار : إلاّ شاميّ ولكن الويل.

(٣) في البحار : أذى بهم.

(٤) في النسخة والبحار : قال. والمثبت من عندنا لأنّ الراوي هو القائل.

(٥) في البحار : سكان.

(٦) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧١ / ح ١٦٤.

(٧) لم أعثر عليه بهذا النص والنسق.

نعم ورد في الحديث « إذا سلم شهر رمضان سلمت السنة ». كما في التهذيب ٤ : ٣٣٣ / ح ١١٤ ، والإقبال

٤٥

ومن ذلك عن (١) الحسين بن أبي العلا (٢) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن رجب ، قال : ذلك شهر ذكر (٣) كانت الجاهليّة تعظّمه ، وكانوا يسمّونه شهر الله (٤) الأصمّ.

قلت : شعبان؟ قال : تتشعّب (٥) فيه الامور.

قلت : رمضان؟ قال : شهر الله ، وفيه ينادي مناد باسم (٦) صاحبكم واسم أبيه.

قلت : فشوّال؟ قال : فيه يشول أمر القوم.

قلت : فذو القعدة؟ قال : يقاعدون فيه.

قلت : فذو الحجّة؟ قال : ذلك شهر الدم.

قلت : فالمحرّم؟ قال : يحرّم فيه الحلال ويحلّل فيه الحرام.

قلت : صفر وربيع؟ قال : فيهما (٧) خزي فظيع وأمر عظيم.

قلت : جمادى؟ قال : فيها الفتح من أوّلها إلى آخرها (٨).

__________________

١ : ٣١ و ٣٢ بعدة أسانيد ، وغيرهما.

وورد « العجب بين جمادى ورجب » ، كما في رجال النجاشي : ١٢ عن الصادق عليه‌السلام. وهو عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في معاني الأخبار : ٤٠٦ / ح ٨١ ، ومختصر بصائر الدرجات : ١٩٨ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧٤ / في إخباره عليه‌السلام بالمنايا والبلايا ، وشرح النهج ٦ : ١٣٥ ، وغيرها.

(١) في البحار : وبإسناده عن الحسين.

(٢) في النسخة : على.

(٣) ليست في البحار.

(٤) في البحار : يسمّونه الشهر الأصم.

(٥) في البحار : تشعبت.

(٦) في البحار : « ينادى باسم » بدل « ينادي مناد باسم ».

(٧) في البحار : فيها.

(٨) عنه في البحار ٥٢ : ٢٧٢ / ح ١٦٥.

٤٦

وعن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ، عن أحدهما ، قال : إذا رأيتم نارا كهيئة الهودة (١) تطلع ثلاثة أيّام أو سبعة أيّام ـ بالشك من الراوي ـ فتوقّعوا فرج آل محمّد إنّ الله عزيز حكيم (٢).

وعنه ، عن (٣) أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم ، فيسمع ما بين المشرق والمغرب ، فلا يبقى راقد إلاّ قام ، ولا قائم إلاّ قعد ، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه من ذلك الصوت ، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين (٤).

وعن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : خروج الثلاثة ـ السفياني والخراساني واليماني ـ [ في سنة واحدة ] (٥) ، في شهر

__________________

(١) كتب في هامش النسخة : الهودة بالتحريك السنام ، والجمع هود ، صحاح.

وفي الغيبة للنعماني : الهرديّ. وفي إعلام الورى : الهرد.

(٢) الحديث بأدنى تفاوت في إعلام الورى ٢ : ٢٨٣ عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما.

وكأنّ « العلاء بن رزين » ساقط من سند نسختنا ، فإنّ رواية « الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما » وردت في موارد عديدة.

ورواه النعماني في صدر حديث طويل في الغيبة : ٢٥٣ / ح ١٣ بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن الباقر عليه‌السلام.

(٣) في النسخة : « وعنه وعن ». والصواب ما أثبتناه ، كما سيأتي في سند الطوسي في الغيبة.

(٤) رواه الطوسي في الغيبة : ٤٥٤ / ح ٤٦٢ بسنده عن الفضل بن شاذان ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، قال : ينادي ...

ورواه النعماني في بدايات الحديث الطويل الآنف الذكر : ٢٥٣ / ح ١٣ بسنده عن أبي بصير عن الباقر عليه‌السلام. وأورده المتقي الهندي في البرهان : ١٠٩ / ح ٢١ عن الباقر عليه‌السلام.

(٥) عن جميع مصادر التخريج.

٤٧

واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا ، يقبلون الناس (١) من كلّ وجه كالنار في الحلق (٢) ، ليس فيها (٣) راية أهدى من راية اليماني ؛ هي راية هدى تدعو إلى صاحبكم (٤).

وعنه عليه‌السلام بالطريق المذكور ، قال : يقوم القائم في وتر من السنين : تسع وثلاث وخمس وإحدى (٥).

__________________

(١) في الغيبة للنعماني : « فيكون البأس » بدل « يقبلون الناس ». وما في النسخة على لغة « أكلوني البراغيث ».

(٢) في الغيبة للنعماني : « ويل لمن ناداهم » بدل « كالنار في الحلق ». وما في النسخة معناه أنّهم يأتون متوقدين من كل جانب كالنار في الحلق. والراجح عندي أنّها مصحفة عن « كالنار في الحرق ».

(٣) في الغيبة للنعماني : « وليس في الرايات » بدل « ليس فيها ».

(٤) رواه النعماني في أواخر الحديث الطويل الآنف الذكر : ٢٥٦ / ح ١٣ بسنده عن أبي بصير عن الباقر عليه‌السلام.

ورواه الطوسي في الغيبة : ٤٤٦ ـ ٤٤٧ / ح ٤٤٣ عن الفضل بن شاذان ، عن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمّد الأزدي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : خروج الثلاثة ـ الخراساني والسفياني واليماني ـ في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ؛ يهدي إلى الحق. ورواه في مختصر إثبات الرجعة : ٢١٦ / ح ١٧ في مجلة تراثنا العدد ١٥ وفي أوّل سنده محمّد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة. ورواه بنصّ غيبة الطوسي المفيد في الإرشاد ٢ : ٣٧٥ عن سيف بن عميرة عن بكر بن محمّد عن الصادق عليه‌السلام ، وعنه في كشف الغمّة ٢ : ٤٦٠ ـ ٤٦١ ، وهو في إعلام الورى ٢ : ٢٨٤ ، والخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٣ / ضمن الحديث ٦٣.

(٥) منتخب الأنوار المضيئة : ٦٤ عن أحمد بن محمّد الإيادي بسنده إلى الصادق عليه‌السلام ، بتفاوت يسير.

وروي بألفاظ متقاربة جدا ، حيث رواه الطوسي في الغيبة : ٤٥٣ / ح ٤٦٠ عن الفضل عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام.

ورواه النعماني في الغيبة : ٢٦٢ / ح ٢٢ بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير ، عن الباقر عليه‌السلام.

٤٨

وعن عبد الله بن جبلة ، عن أبي عمّار ، يرفعه إلى الحسن بن عليّ عليهما‌السلام أنّه قال : لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتّى يتبرّأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ، وحتّى يبصق (١) بعضكم في وجه (٢) بعض ، وحتّى يشهد بعضكم بالكفر على بعض.

قلت (٣) : ما في ذلك من خير!!

قال : الخير كلّه في ذلك ، عند ذلك يقوم قائمنا ( فيدفع ذلك كلّه ) (٤). (٥)

وعن (٦) إسماعيل بن مهران ، عن يوسف (٧) بن عميرة ، عن أبي بكر (٨) الحضرمي ،

__________________

ورواه المفيد في الإرشاد ٢ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩ عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام ، وعنه في كشف الغمّة ٢ : ٤٦٢.

وهو في إعلام الورى ٢ : ٢٨٦ ، والعدد القوية : ٧٦ / ح ١٢٨ ، والخرائج والجرائح ٣ : ١١٦١ / ضمن ح ٦٣ ، وروضة الواعظين : ٢٦٣ ، كلّهم عن الصادق عليه‌السلام.

(١) في منتخب الأنوار المضيئة : « ويتفل » بدل « وحتى يبصق ».

(٢) في منتخب الأنوار المضيئة : وجوه.

(٣) في منتخب الأنوار المضيئة : قيل.

(٤) ليست في منتخب الأنوار المضيئة.

(٥) منتخب الأنوار المضيئة : ٥٧.

ورواه الطوسي في الغيبة : ٤٣٧ ـ ٤٣٨ / ح ٤٢٩ عن الفضل بن شاذان ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي عمّار ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام يقول ...

ورواه النعماني في الغيبة : ٢٠٥ ـ ٢٠٦ / ح ٩ عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد بن الحسن ابن حازم ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن جبلة ، عن مسكين الرحال ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسين [ وفي الطبعة القديمة : الحسن ] بن علي عليهما‌السلام يقول ...

وهو في الخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٣ / ح ٥٩.

(٦) في البحار : وبإسناده عن.

(٧) ليست في البحار.

(٨) « أبي بكر » ليست في البحار.

٤٩

قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كيف نصنع إذا خرج السفياني؟ قال : تغيّب الرجال وجوهها منه ، وليس على العيال بأس ، فإذا ظهر على الأكوار الخمس (١) ـ يعني كور الشام ـ فانفروا إلى صاحبكم (٢).

وعن محمّد بن إسحاق (٣) يرفعه إلى الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني ، لأنّي بطرق السماء أعلم من العلماء ، ولأنّي بطرق (٤) الأرض أعلم من العلماء ، أنا يعسوب [ الدين ، أنا يعسوب ] (٥) المؤمنين ( والمال يعسوب الظلمة ، أنا غاية السابقين ) (٦) وإمام المتقين وديّان الناس يوم الدين ، أنا قسيم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض [ والميزان ] (٧) ، وصاحب الأعراف ، فليس منّا إمام إلاّ وهو عارف بجميع أهل ولايته ؛ فذلك (٨) قول الله عزّ وجل : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٩).

ألا أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، تشغر برجلها فتنة شرقيّة ، وتطأ في خطامها بعد موت وحياة (١٠) ، وتشبّ نار بالحطب الجزل من غربيّ الأرض ، رافعة

__________________

(١) في النسخة : « الأخبار الخمسة ».

(٢) بحار الأنوار ٥٢ : ٢٧٢ / ح ١٦٦.

وانظر الغيبة للنعماني : ٣٠٠ ـ ٣٠١ / ح ٣ ، وأمالي الطوسي : ٦٦١ / المجلس ٣٥ ـ ح ١٥.

(٣) في البحار : وبإسناده عن إسحاق.

(٤) في البحار : « وبطرق » بدل « ولأنّي بطرق ».

(٥) عن البحار.

(٦) ليست في البحار.

(٧) عن البحار.

(٨) في البحار : وذلك.

(٩) الرعد : ٧.

(١٠) في البحار : بعد موتها وحياتها.

٥٠

ذيلها ، تدعو يا ويلها ، مكتوب (١) لرجله (٢) ومثلها ، فإذا استدار الفلك ، قلتم : مات أو هلك ، بأيّ واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ( ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (٣).

ولذلك آيات وعلامات : أوّلهنّ إحصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الروايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وكشف الهيكل ، وخفق رايات حول المسجد الأكبر ، ويستهرئ (٤) القاتل والمقتول في النار ، وقتل سريع ، وموت ذريع (٥) ، وقتل النفس الزكيّة بظهر الكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام ، وقتل الأسقع (٦) صبرا في بيعة الأصنام.

وخروج السفياني براية حمراء ، أميرها رجل من [ بني ] (٧) كلب ، واثني عشر ألف عنان من خيل السفياني ، يتوجّه إلى مكّة والمدينة ، أميرها أحد (٨) بني أميّة يقال له خزيمة ؛ أطمس العين الشمال ، على عينه ظفرة غليظة ، يتمثل بالرجال ، لا تردّ له راية حتّى ينزل المدينة ، ( فيخرج رجالا ونساء من آل محمّد فيجمعهم ـ من

__________________

(١) ليست في البحار ، ولا العياشي ولا مختصر البصائر.

(٢) في البحار : لرحله. والذي في تفسير العياشي « دخلة أو حولها ». ورواه عنه الحويزي في نور الثقلين ٣ : ١٣٩ « دجلة أو حولها » وهو الأوفق. وفي مختصر البصائر. : « بذحلة أو مثلها ».

(٣) الإسراء : ٦.

(٤) في البحار : « تهتزّ » بدل « ويستهرئ ».

(٥) في النسخة : « صريع » بدل « ذريع ».

(٦) غير واضحة النقط في المتن ، وشرحها الناسخ في الهامش بالفاء ، فقال : « السفعة بالضمّ : سواد مشرب حمرة ، والرجل أسفع. ص ».

(٧) عن البحار.

(٨) في البحار : « رجل من » بدل « أحد ».

٥١

كان (١) في المدينة ) (٢) ـ بدار (٣) يقال لها دار ابن (٤) الحسن الأموي ، ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمّد وقد اجتمع إليه الناس (٥) من الشيعة ، يعود إلى مكّة وأميرها (٦) رجل من غطفان ، إذا توسّطوا (٧) القاع الأبيض خسف بهم ، فلا (٨) ينجو إلاّ رجل يحوّل الله وجهه إلى قفاه لينذرهم ويكون (٩) آية لمن خلفهم ، ويومئذ تأويل هذه الآية : ( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) (١٠).

ويبعث السفياني (١١) مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة ، ينزلون (١٢) الروحاء والفاروق (١٣) ، فيسير منها ستّون ألفا حتّى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه‌السلام بالنخيلة ، فيهجمون عليهم (١٤) يوم الزينة ، وأمير الناس جبّار عنيد يقال له :

__________________

(١) كذا في النسخة ، والظاهر أنّ صوابها : « فيجمعهم في مكان في المدينة ».

(٢) ليست في البحار.

(٣) في البحار : في دار.

(٤) في البحار : أبي. وكذلك في مختصر البصائر.

(٥) في البحار : ناس.

(٦) في البحار : « أميرها » بسقوط الواو.

(٧) في البحار : توسط.

(٨) في النسخة : ولا.

(٩) في النسخة : ويكونوا.

(١٠) سبأ : ٥١.

(١١) ليست في البحار.

(١٢) في البحار : وينزلون.

(١٣) في البحار : « والفارق » ، وستأتي في البحار في هذه الرواية « بالفاروق ». والأقرب للصواب أنّها « الفاروث ». قال ياقوت في معجم البلدان ٤ : ٢٢٩ قرية كبيرة ذات سوق على شاطئ دجلة بين واسط والمذار ، أهلها كلّهم روافض ، وربّما نسبوا إلى الغلوّ. والروحاء : قرية من قرى بغداد. معجم البلدان ٣ : ٧٦.

(١٤) في البحار : إليهم.

٥٢

الكاهن الساحر ، فيخرج من مدينة الزوراء إليهم [ أمير في ] (١) خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتّى يحتمي (٢) الناس [ من ] (٣) الفرات ثلاثة أيّام من الدماء ونتن الأجساد ، ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكشف عنهنّ (٤) كفّ ولا قناع حتّى يوضعن في المحامل ويذهب بهنّ إلى الثوية وهي الغريّان (٥).

ثمّ يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتّى يقدموا دمشق ، لا يصدّهم عنها صادّ ، وهي إرم ذات العماد.

وتقبل رايات من شرق (٦) الأرض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رءوس القنا (٧) بخاتم السيّد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمّد يظهر (٨) بالمشرق ، وتوجد (٩) ريحها في المغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها بشهر ، حتّى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم.

فبيناهم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنّهما فرسا

__________________

(١) بدلها في النسخة : « أو ». وفي مختصر البصائر : « في ». والمثبت عن البحار.

(٢) في البحار : تحمي.

(٣) عن البحار.

(٤) في البحار : عنها.

(٥) في البحار : الغري.

(٦) في البحار : شرقي.

(٧) في البحار : القناة.

(٨) في البحار : تظهر.

(٩) في النسخة : « ومن يوجد ». وفي مختصر البصائر : « من آل محمّد يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب » وهي الأجود. والمثبت عن البحار.

٥٣

رهان ؛ شعث غبر جرد ، أصحاب (١) نواطي وأقداح ، إذا يضرب أحدهم برجله قاطن (٢) ، فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا ، اللهمّ فإنّا التائبون ، وهم الأبدال ـ الذين وصفهم الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (٣) ـ ونظراؤهم من آل محمّد.

ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام ، فيكون أوّل النصارى إجابة ، فيهدم بيعته ويدقّ صليبه ، ويخرج (٤) بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجتمع (٥) الناس جميعا في الأرض كلّها بالفاروق ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف ، يقتل بعضهم بعضا ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ( فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) (٦) بالسيف.

وينادي مناد في [ شهر ] (٧) رمضان من ناحية المشرق عند الفجر : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي [ مناد ] (٨) من قبل المغرب (٩) بعد ما يغيب الشفق : يا أهل الباطل [ اجتمعوا ] (١٠) ، ومن الغد عند الظهر تتلوّن الشمس [ و ] (١١) تصفرّ فتصير سوداء

__________________

(١) في البحار : أصلاب. وفي مختصر البصائر : « أصحاب بواكي وقوارح ».

(٢) في البحار : « إذا نظرت أحدهم برجله باطنه ». وكلا العبارتين كما ترى. وفي مختصر البصائر : « إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول لا خير ». ولعلّ ما في النسخة مصحّف عن « قطّب ».

(٣) البقرة : ٢٢٢.

(٤) في البحار : فيخرج.

(٥) في البحار : مجمع.

(٦) الأنبياء : ١٥.

(٧) عن البحار.

(٨) عن البحار.

(٩) في نسخة بدل من نسختنا : المشرق.

(١٠) عن البحار.

(١١) عن البحار.

٥٤

مظلمة ، ويوم الثالث يفرّق الله ما (١) بين الحقّ والباطل ، وتخرج دابّة الأرض ، ويقبل الروم إلى قرية (٢) ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم [ مع ] (٣) كلبهم ، منهم رجل يقال له : تمليخا ، وآخر : خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم (٤).

وعن محمّد بن عمير ، يرفعه إلى أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : من الأمور أمور محتومة وامور موقوفة ، والسفيانيّ من الأمور المحتومة الذي لا بدّ منه (٥).

وعن إسماعيل بن مهران ، يرفعه إلى عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كأنّي بالسفياني أو (٦) بصاحب جيش السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فينادي مناديه : من جاء برأس رجل من شيعة عليّ فله ألف درهم ،

__________________

(١) « ما » ليست في البحار.

(٢) ليست في البحار. وفي مختصر البصائر : قرية بساحل.

(٣) عن البحار.

(٤) عنه في بحار الأنوار ٥٢ : ٢٧٢ ـ ٢٧٥ / ح ١٦٧.

الحديث من جملة حديث طويل في مختصر البصائر : ٤٦٣ ـ ٤٧٥ / ح ١٤ نقله من كتاب فيه خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وعليه خط السيد ابن طاوس ما صورته : « هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه‌السلام ، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة ، لأنّه عليه‌السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة ، وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، وبعض ما فيه عن غيرهما ، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام تسمّى المخزون ، وهي : ... ».

وانظر بعض الحديث في تفسير العياشي ٢ : ٣٠٥ / ح ٢٢ بسنده عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه‌السلام.

(٥) روى مثله النعماني في الغيبة : ٣٠١ / ح ٦ بسنده عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي ، عن عثمان بن سعيد الطويل ، عن أحمد بن سليم ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل بن يسار ، عن الباقر عليه‌السلام. وروى أيضا مثله في ٣٠٠ / ح ٢ بسنده عن معلى بن خنيس عن الصادق عليه‌السلام.

(٦) في النسخة : أي. والمثبت عن الغيبة للطوسي.

٥٥

فيثب الجار على جاره فيقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه (١) ويأخذ ألف درهم. [ أما ] (٢) إنّ غمّازيكم يومئذ لا يكونون إلاّ أولاد بغايا (٣) ، فكأنّي أنظر إلى صاحب البرقع. قلت : وما (٤) صاحب البرقع؟ قال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيخونكم (٥) ، فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا ، ألا إنّه لا يكون إلاّ ابن بغيّ (٦).

الثانية : وهي تشتمل على ذكر شيء ممّا يكون في أيّامه عليه‌السلام.

هداية (٧) : اعلم أنّه لا بدّ من ظهور الإمام القائم محمّد بن الحسن عليه‌السلام ، وحكمه بين الأنام ، وإظهاره لدين الملك العلاّم ، وانتقامه لله من الكفرة العظام (٨) ، وهذا أمر لا بدّ منه ولا غناء عنه ، لثبوته عقلا ونقلا.

أمّا أوّلا فنقول : كلّما صدق قوله جلّ وعزّ : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٩) صدق ظهور القائم محمّد بن

__________________

(١) في النسخة : « هذا منهم فيضرب أعناقهم فيضرب عنقه ».

(٢) عن الغيبة للطوسي.

(٣) في النسخة : « بغي » والمثبت عن الغيبة للطوسي ، والنص فيه « أما إنّ إمارتكم يومئذ لا تكون إلاّ لأولاد البغايا ». ونص نسختنا أجود.

(٤) في الغيبة للطوسي : « ومن » بدل « وما ».

(٥) في الغيبة للطوسي : فيحوشكم.

(٦) رواه الطوسي في الغيبة : ٤٥٠ / ح ٤٥٣ بسنده عن الفضل بن شاذان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن الصادق عليه‌السلام.

(٧) كتب في هامش النسخة : « في هذه الهداية إشارة إلى دليل وجوب إمامة الإمام القائم عليه‌السلام بالقاطع من البيان ».

(٨) كذا في النسخة : ولعلّها مصحفة عن « الطغام ».

(٩) القصص : ٥.

٥٦

الحسن عليه‌السلام وحكمه بين الأنام ، لكن المقدّم حقّ فالتالي مثله.

بيان الملازمة : إنّ المسلمين افترقوا فرقتين : فرقة قالوا : إنّ نصب الإمام بالاختيار ، وفرقة قالوا : [ إنّ ] (١) نصب الإمام بجعل الله الواحد القهّار ، وكلّ من قال بالثاني حصر الإمامة في الاثني عشر إماما آخرهم القائم محمّد بن الحسن عليه‌السلام ، فلو قال قائل بخلاف ذلك لزم خرق الإجماع وهو محال.

وقد وقع الإجماع أيضا على أنّ المراد بهذه الآية إمام آخر الزمان ، والله تعالى قد نصّ في هذه الآية على أنّ الإمام ـ الذي يكون في آخر الزمان المستضعف في الأرض ـ بجعل الملك الديّان ، و[ ما ] (٢) الإمام في آخر الزمان بجعل الله جلّ وعزّ إلاّ القائم المنتظر محمّد بن الحسن عليه‌السلام كما بيّنّاه ، فتعيّن لذلك كما ادّعيناه ، فقد ظهرت الملازمة. وكذا صحّ (٣) المقدّم ـ للزومه وثبوته عند الخصم ـ فيصدق التالي ، فيثبت ظهوره عليه‌السلام وحكمه بين الأنام ، وذلك هو المطلوب.

وأمّا ثانيا (٤) : فكثير ، فقد ذكرنا بعض ذلك في نقله (٥) هذا الكتاب فاستغنينا عن ذكره هنا ، إذ في ذلك غنية لأولي الألباب. وإذا ثبت ما قلناه وتعيّن ما ادّعيناه ، فلنذكر شيئا من أحواله وبعض ما يأتي به من أفعاله.

فمن ذلك ما صحّ [ لي ] (٦) روايته عن (٧) أحمد بن محمّد الإيادي ، يرفعه إلى

__________________

(١) من عندنا.

(٢) من عندنا.

(٣) في النسخة : صحّة.

(٤) يعني به الدليل النقلي.

(٥) كذا في النسخة. ولعلّ الصواب : « مقدمة ».

(٦) عن منتخب الأنوار المضيئة.

(٧) في البحار : وبإسناده عن أحمد ....

٥٧

أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لو خرج القائم بعد أن أنكره كثير من [ الناس ] (١) يرجع إليهم شابّا ، فلا يثبت عليه إلاّ كلّ مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل (٢).

وعنه عليه‌السلام أنّه قال : ما ينكرون أن يمدّ الله لصاحب هذا (٣) الأمر في العمر كما مدّ لنوح عليه‌السلام ، وإنّ لصاحب الزمان عليه‌السلام لشبها من موسى ورجوعه من غيبته (٤).

وأنا أقول : وكيف يسوغ لعاقل أن ينكر هذا وقد وقع ذلك فيما تقدّم (٥) لمن هو دون هذا الإمام القائم المنتظر عليه‌السلام.

وقد روى لي بالطريق المذكور يرفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : إنّ يوسف عليه‌السلام لمّا

__________________

(١) عن البحار.

(٢) عنه في البحار ٥٢ : ٣٨٥ / ح ١٩٦. وهو في منتخب الأنوار المضيئة : ٣٢٩.

ورواه بأدنى تفاوت الطوسي في الغيبة : ٤٢٠ / ح ٣٩٨ عن أبي علي محمّد بن همام ، عن الحسن بن علي العاقولي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام.

والنعماني في الغيبة : ١٨٨ / ح ٤٣ عن علي بن الحسين المسعودي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن حسان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن الصادق عليه‌السلام. ورواه بنفس السند والمتن أيضا في : ٢١١ / ح ٢٠.

(٣) ليست في منتخب الأنوار المضيئة.

(٤) منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣٠ ، وفيه « ورجوعه من غيبته بشرخ الشباب » ، وبناء على هذه الزيادة أعني « بشرخ الشباب » أبدل المحقّق « موسى » بـ « يونس » لما تقدم في الحديث رقم ٥ من قول الباقر عليه‌السلام : « أما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السنّ ». لكنّ الظاهر أنّ المراد من رواية المتن تشبيه غيبته ورجوع الناس عنه عليه‌السلام بغيبة موسى عليه‌السلام ورجوع الناس عنه.

وفي أمالي الطوسي : ٤٢١ / الحديثان ٣٩٩ و ٤٠٠ بعد أن روى الحديث السابق ، قال : وروي في خبر آخر أنّ في صاحب الزمان عليه‌السلام شبها من يونس رجوعه من غيبته بشرخ الشباب. وقد روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : ما تنكرون أن يمدّ الله لصاحب هذا الأمر في العمر كما مدّ لنوح عليه‌السلام في العمر.

(٥) الكلام إلى هنا في منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣٠.

٥٨

ملك مصر أصاب العزيز وامرأته فقر وضرّ ، فقامت له في بعض الطرق ، فوقف عليها وقال : من أنت؟ فأخبرته ، فقال : ما (١) ذهب بحسنك وغيّر صوتك؟ قالت : الضرّ والجوع وذلّ المعصية ، فأمر لها بخمسة آلاف (٢) درهم ، وقال [ لها ] (٣) : توسّعوا وأنفقوا ، فإذا ذهب (٤) فائتوني ، فلم يلبثوا (٥) إلاّ أيّاما يسيرة حتّى مات زوجها ، فجاءت فأخبرته ، فتزوّجها فلمّا باشرها وجدها بكرا (٦).

فهذه زليخا امرأة يوسف عليه‌السلام ردّ الله عليها شبابها ، وعاد عليها حسن الجمال (٧) ، ورجعت بعد الميل إلى الاعتدال ، فكيف يمنع (٨) بقاء الشباب لرجل جعله الله تعالى لطفا في حقّ بريّته ، وجعل طول تعميره سببا لحفظ خليقته (٩).

وقد ورد في طريقه (١٠) ، عن أبي عبيدة المعمّر بن المثنّى البصري التميسي ، قال : كان في غطفان حكماء شهرتهم [ بها ] (١١) العرب ، كان منهم نصر بن دهمان ، [ وكان ] (١٢)

__________________

(١) في النسخة : « من » ، والمثبت عن منتخب الأنوار المضيئة.

(٢) في منتخب الأنوار المضيئة : بخمسين ألف.

(٣) عن منتخب الأنوار المضيئة.

(٤) في منتخب الأنوار المضيئة : نفدت.

(٥) في منتخب الأنوار المضيئة : « فما لبث » بدل « فلم يلبثوا ».

(٦) منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣٠.

وانظر قصص الأنبياء للراوندي : ١٣٦ ـ ١٣٧ / الأحاديث ١٤٠ ـ ١٤٣ ، وتفسير القمي ١ : ٣٥٧.

(٧) في منتخب الأنوار المضيئة : الحال.

(٨) في منتخب الأنوار المضيئة : يمتنع.

(٩) هذه التعليقة بعينها في منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣١.

(١٠) في منتخب الأنوار المضيئة : « من طريق العامة » بدل « في طريقه ».

(١١) عن منتخب الأنوار المضيئة.

(١٢) عن منتخب الأنوار المضيئة.

٥٩

من سادة غطفان وقادتها ، فخرف حتّى تلف ، وجاءه الكبر وعاش تسعين ومائة ، ثمّ اعتدل بعد ذلك شابّا واسودّ شعره ، فلا يعرف في العرب أعجوبة مثلها (١).

وإذا جاز أن يردّ الله على مثل هذا الشخص ـ وليس بحجّة ـ شبابه وقوّته بعد مائة وتسعين [ سنة ] (٢) حتّى يعتدل ويرجع إلى صورته أيّام شبابه وقوّته ، فما المانع أن يعمّر الله عزّ وجلّ المهدي عليه‌السلام ويبقي شبابه وهو حجّة على خلقه وواسطة بينه وبين عباده ، فيخرج إليهم شابّا قويّ الذراعين معتدل المنكبين ( لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً ) (٣) كما مدّ في عمر نوح والخضر وإلياس وأصحاب الكهف وأبقى عليهم شبابهم وقوّتهم ، فيسعد من سعد باتّباعه وولايته ، ويشقى من شقي بتركه وعدم القول بإمامته (٤).

( ومن ذلك بالطريق (٥) المذكور ، يرفعه إلى سماعة ) (٦) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كأنّي بالقائم على ذي طوى قائما على رجليه خائفا يترقّب على سنّة (٧) موسى حتّى يأتي المقام فيدعو (٨). (٩)

__________________

(١) منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣١.

ورواه بتفاوت يسير عن أبي عبيدة معمر بن المثنى البصريّ ، الشيخ الطوسي في الغيبة : ٤٢١ / ح ٤٠٢.

وانظر إعلام الورى ٢ : ٣٠٧ ، وكمال الدين : ٥٥٥ ـ ٥٥٦ ، والمعمّرون والوصايا لأبي حاتم السجستاني : ٨١.

(٢) عن منتخب الأنوار المضيئة.

(٣) الأنفال : ٤٤.

(٤) هذه التعليقة ببعض التفاوت في منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣٢.

(٥) في منتخب الأنوار المضيئة : وبالطريق المذكور.

(٦) في البحار : وبإسناده إلى سماعة.

(٧) في البحار : « حافيا يرتقب بسنة » بدل « خائفا يترقّب على سنّة ».

(٨) في البحار : فيدعو فيه.

(٩) عنه في بحار الأنوار ٥٢ : ٣٨٥ / ضمن الحديث ١٩٦. وهو في منتخب الأنوار المضيئة : ٣٣٢.

٦٠