إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي

إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

المؤلف:

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢

الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل ، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله ، والحمد لله لا شريك له ، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

في أبى جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين‌

١٠٢١ ـ قال نصر بن الصباح : ان محمد بن عيسى بن عبيد ، من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن.

علي بن محمد القتيبي ، قال : كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويميل اليه ، ويقول : ليس في أقرانه مثله.

١٠٢٢ ـ جعفر بن معروف ، قال : صرت الى محمد بن عيسى لا كتب عنه فرأيته يتقلنس بالسوداء ، فخرجت من عنده ولم أعد اليه ، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت ، وعلمت أني قد غلطت.

في أبى محمد الفضل بن شاذان رحمه‌الله

١٠٢٣ ـ سعد بن جناح الكشي ، قال : سمعت محمد بن ابراهيم الوراق السمرقندي ، يقول : خرجت الى الحج ، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير ، يقال له : بورق البوسنجاني ، قرية من قرى هراة ، وأزوره وأحدث عهدي به قال : فاتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه‌الله ، فقال بورق : كان الفضل بن بطن شديد العلة ، ويختلف في الليلة مائة مرة الى مائة وخمسين مرة.

فقال له بورق : خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي ، ورأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج وهو القنا ، ومعه عدة رأيتهم مغتمين محزونين ، فقلت لهم : ما لكم قالوا : ان أبا محمد عليه‌السلام قد حبس.

قال بورق : فحججت ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسى ، ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به ، فقلت : ما الخبر؟ قال : قد خلي عنه.

٤٠١

قال بورق : فخرجت الى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمد عليه‌السلام وأريته ذلك الكتاب ، فقلت له : جعلت فداك ان رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة قال : هذا صحيح ينبغي أن يعمل به.

فقلت له : الفضل بن شاذان شديد العلة ، ويقولون انها من دعوتك بموجدتك عليه ، لما ذكروا عنه : أنه قال أن وصي ابراهيم خير من وصي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه ، فقال : نعم رحم الله الفضل.

قال بورق : فرجعت فوجدت الفضل قد توفى في الايام التي قال أبو محمد عليه‌السلام رحم الله الفضل.

١٠٢٤ ـ ذكر أبو الحسن محمد بن اسماعيل البندقي النيسابوري : ان الفضل ابن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعى به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال فكتب تحته : الإسلام الشهادتان وما يتلوهما ، فذكر : أنه يحب أن يقف على قوله في السلف.

فقال أبو محمد : أتولى أبا بكر وأتبرأ من عمر ، فقال له : ولم تتبرأ من عمر؟ فقال : لإخراجه العباس من الشورى ، فتخلص منه بذلك.

١٠٢٥ ـ جعفر بن معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدى به ، يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما ، وحملت عنهم منذ خمسين سنة.

ومضى هشام بن الحكم رحمه‌الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه‌الله خلفه كان يرد على المخالفين.

ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى رحمه‌الله ، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم‌الله.

١٠٢٦ ـ وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة ، ومما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي ، وكتبته عن رقعته : أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم ، وخالف‌

٤٠٢

بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا ، وبها قوم يقولون أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عرف جميع لغات أهل الارض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله ، وكذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك ، ويعلم ما يضمر الانسان ، ويعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم ومنازلهم ، واذا لقى طفلين يعلم أيهما مؤمن وأيهما يكون منافقا ، وأنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم ، واذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه.

ويزعمون جعلت فداك أن الوحى لا ينقطع ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن عنده كمال العلم ولا كان عند أحد من بعد ، واذا حدث الشي‌ء في أي زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان : أوحى الله اليه واليهم.

فقال : كذبوا لعنهم الله وافتروا اثما عظيما.

وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان ، يخالفهم في هذه الاشياء وينكر عليهم أكثرها ، وقوله : شهادة أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله ، وأن الله عز وجل ، في السماء السابعة فوق العرش ، كما وصف نفسه عز وجل وأنه جسم ، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ، ليس كمثله شي‌ء وهو السميع البصير.

وأن من قوله : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أتى بكمال الدين ، وقد بلغ عن الله عز وجل ما أمره به ، وجاهد في سبيله وعبده حتى أتاه اليقين ، وأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقام رجلا يقوم مقامه من بعده ، فعلمه من العلم الذي أوحى الله اليه ، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب. وكذلك في كل زمان لا بد من أن يكون واحد يعرف هذا ، وهو ميراث من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتوارثونه ، وليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين الا بالعلم الذي ورثوه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ينكر الوحي بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فقال : قد صدق في بعض وكذب في بعض. وفي آخر الورقة : قد فهمنا رحمك الله كلما ذكرت ، ويأبى الله عز وجل أن يرشد أحدكم وأن نرضى عنكم‌

٤٠٣

وأنتم مخالفون معطلون ، الذين لا يعرفون اماما ولا يتولون وليا ، كلما تلاقاكم الله عز وجل برحمته ، وأذن لنا في دعائكم الى الحق ، وكتبنا إليكم بذلك ، وأرسلنا إليكم رسولا : لم تصدقوه ، فاتقوا الله عباد الله ، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.

واعلموا ان الحجة قد لزمت أعناقكم ، فأقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل إن شاء الله.

وهذا الفضل بن شاذان مالنا وله ، يفسد علينا موالينا ، ويزين لهم الأباطيل ، وكلما كتبنا اليهم كتابا اعترض علينا في ذلك ، وأنا أتقدم اليه أن يكف عنا ، والا والله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الآخرة ، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي ، وأقرأهم بهذه الرقعة إن شاء الله.

١٠٢٧ ـ محمد بن الحسين بن محمد الهروي ، عن حامد بن محمد العلجردى البوسنجي ، عن الملقب بفورا ، من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه‌الله كان وجهه الى العراق الى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما.

فذكر أنه دخل أبي محمد عليه‌السلام ، فلما أراد أن يخرج : سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له ، فتناوله أبو محمد عليه‌السلام ونظر فيه ، وكان الكتاب من تصنيف الفضل وترحم عليه ، وذكر أنه قال : أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.

١٠٢٨ ـ محمد بن الحسين ، عن عدة أخبروه ، أحدهم أبو سعيد ابن محمود الهروي ، وذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري ، وذكر له : أن أبا محمد عليه‌السلام ترحم عليه ثلاثا ولاء.

قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه‌الله : أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان ، أن مولانا عليه‌السلام لعنه بسبب قوله بالجسم : فاني أخبرك أن ذلك باطل ، وانما كان مولانا عليه‌السلام أنفذ الى نيسابور وكيلا من العراق ،

٤٠٤

كان يسمى أيوب بن الناب ، يقبض حقوقه ، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض ، كرهت أن أسميهم.

فكتب هذا الوكيل : يشكو الفضل بن شاذان ، بأنه يزعم أني لست من الاصل.

ويمنع الناس من اخراج حقوقه ، وكتب هؤلاء النفر أيضا الى الاصل ، الشكاية للفضل ، ولم يكن ذكروا الجسم ولا غيره ، وذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي ، وقد قرأته بخط مولانا عليه‌السلام.

والتوقيع هذا : الفضل بن شاذان ماله ولموالي يؤذيهم ويكذبهم ، وأني لا حلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لا رمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا ولا في الآخرة.

وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومأتين قال أبو علي : والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه ، وصليت عليه.

١٠٢٩ ـ والفضل بن شاذان رحمه‌الله كان يروي عن جماعة ، منهم : محمد ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن بن محبوب ، والحسن بن علي بن فضال ، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ، ومحمد بن الحسن الواسطي ، ومحمد بن سنان ، واسماعيل بن سهل ، وعن أبيه شاذان بن الخليل ، وأبي داود المسترق ، وعمار بن المبارك ، وعثمان بن عيسى ، وفضالة بن أيوب ، وعلي بن الحكم ، وابراهيم بن عاصم ، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، والقاسم بن عروة ، وابن أبي نجران.

وقف بعض من يخالف ليونس والفضل ، وهشاما قبلهم ، في أشياء ، واستشعر في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم ، على هذه الرقعة ، فطابت نفسه وفتح عينيه ، وقال : ينكر طعننا على الفضل وهذا امامه قد أوعده وهدده ، وكذب بعض ما وصف‌

٤٠٥

ما وصف ، وقد نور الصبح لذي عينين.

فقلت له : أما الرقعة : فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه ، ليرجع عما عسى قد أتاه من لا يكون معصوما. وأوعده ، ولم يفعل شيئا من ذلك ، بل ترحم عليه في حكاية بورق.

وقد علمت أن أبا الحسن الثاني وأبا جعفر عليهما‌السلام ابنه بعده قد أقر أحدهما وكلاهما صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وغيرهما ، ولم يرض بعد عنهما ومدحهما وأبو محمد الفضل رحمه‌الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب.

على أنه قد ذكر أن هذه الرقعة وجميع ما كتب الى ابراهيم بن عبده ، كان مخرجهما من العمري وناحيته ، والله المستعان.

وقيل : ان للفضل مائة وستين مصنفا ، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست.

في محمد بن سعيد بن كلثوم المروزى‌

١٠٣٠ ـ قال نصر بن الصباح : كان محمد بن سعيد بن كلثوم مروزيا من أجله المتكلمين بنيسابور ، وقال غيره : وهجم عبد الله بن طاهر على محمد بن سعيد بسبب خبثه ، فحاجه محمد بن سعيد ، فخلى سبيله. قال أبو عبد الله الجرجاني : ان محمد بن سعيد كان خارجيا ثم رجع الى التشيع بعد أن كان بايع على الخروج واظهار السيف.

في جعفر بن محمد بن حكيم‌

١٠٣١ ـ سمعت حمدويه بن نصير ، يقول : كنت عند الحسن بن موسى ، أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم ، اذ لقيني رجل من أهل الكوفة سماه لي حمدويه ، وفي يدي كتاب فيه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم ، فقال : هذا كتاب من؟ فقلت : كتاب الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد بن حكيم ، فقال : أما الحسن فقل فيه ما شئت ، وأما جعفر بن محمد بن حكيم فليس بشي‌ء.

٤٠٦

في ابى سمينة محمد بن على الصيرفى‌

١٠٣٢ ـ قال حمدويه ، عن بعض مشيخته : محمد بن علي رمى بالغلو.

قال نصر بن الصباح : محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة.

١٠٣٣ ـ وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، أنه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي ، قال ، فقلت له : ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال : اني لا عرف منه ما لا تعرفه.

وذكر الفضل في بعض كتبه : الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم.

في أبى عبد الله محمد بن خالد البرقى‌

١٠٣٤ ـ قال نصر بن الصباح : لم يلق البرقي أبا بصير ، بينهما القاسم بن حمزة ولا اسحاق بن عمار ، وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه.

ما روى في ريان بن الصلت الخراسانى‌

١٠٣٥ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسين ، قال : حدثني معمر ابن خلاد ، قال : سألني رجل أن أستأذن له عليه يعني الرضا عليه‌السلام وأسأله أن يكسوه قميصا ويهب له من دراهمه؟ فلما رجعت من عند الرجل : أصبت رسوله يطلبني ، فلما دخلت عليه ، قال : أين كنت؟ قلت : كنت عند فلان ، قال : يشتهي أن يدخل علي؟ فقلت : نعم جعلت فداك ، قال : سبحت ، فقال : ما لك تسبح؟ فقلت له : كنت عنده الان في هذا ، فقال : ان المؤمن موفق ثم قال : له يأتيك فاعلمه.

قال : فلما دخل عليه جلس قدامه ، وقمت أنا في ناحية ، فدعاني فقال : اجلس ، فجلست ، فسأله الدعاء؟ ففعل ، ثم دعا بقميص؟ فلما قام وضع في يده شيئا ، فنظرت فاذا هي دراهم من دراهمه.

٤٠٧

قال محمد بن مسعود ، قال علي بن الحسين عليه‌السلام : والرجل الذي سأل الدعاء والكسوة هو الريان بن الصلت ، وقال : حدثني الريان بهذا الحديث.

١٠٣٦ ـ طاهر بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن احمد ، عن علي بن شجاع ، عن محمد بن الحسن ، عن معمر بن خلاد ، قال ، قال لي الريان بن الصلت وكان الفضل بن سهل بعثه الى بعض كور خراسان ، قال : أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه‌السلام ، فاسلم عليه وأودعه ، وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه.

قال : فدخلت عليه ، فقال لي مبتدئا : يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي؟ قال ، قلت : سبحان الله والله ما سألني الا أن أسألك ذلك له.

فقال لي : يا معمر ان المؤمن موفق قل له فليجي‌ء ، قال : فأمرته فدخل عليه فسلم عليه ، فدعا بثوب من ثيابه ، فلما خرج : قلت : أي شي‌ء أعطاك؟ واذا في يده ثلاثون درهما.

١٠٣٧ ـ علي بن محمد القتيبي ، قال : حدثني أبو عبد الله الشاذاني ، قال : سألت الريان بن الصلت فقلت له : أنا محرم وربما احتملت ، فاغتسل وليس معي من الثياب ما أستدفئ به الا الثياب المخاطة؟ فقال لي : سألت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه المسألة يعني أبا عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما؟ فقلت : بلى قد سالت ، قال : فما وجدت عندهم؟ قلت : لا شي‌ء.

قال الريان لابنه محمد : لو شغلوا بطلب العلم لكان خيرا لهم ، واشتغالهم بما لا يعنيهم يعني من طريق الغلو.

ثم قال لابنه : قد حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه الى القيل ، وليس عندهم ما يرشدون به الى الحق.

يا بني اذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب احرامك ، فان لم تستدفئ به فغير ثيابك المخيطة وتدثر ، فقلت : كيف أغير؟ قال : ألق ثيابك على نفسك فاجعل جلبابه من‌

٤٠٨

ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك.

في على بن مهزيار‌

١٠٣٨ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري ، قال : كان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله ، وكان من أهل هند كان قرية من قرى فارس ، ثم سكن الاهواز فأقام بها ، قال : كان اذا طلعت الشمس سجد ، وكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.

قال حمدويه بن نصير : لما مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه ولعلي بن مهزيار مصنفات كثيرة زيادة على ثلاثين كتابا.

١٠٣٩ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني على بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن علي بن مهزيار ، قال بينا أنا بالقرعاء في سنة ست وعشرين ومأتين منصرفي عن الكوفة ، وقد خرجت في آخر الليل أتوضأ أنا وأستاك ، وقد انفردت من رحلي ومن الناس ، فاذا أنا بنار في أسفل مسواكي ، يلتهب لها شعاع مثل شعاع الشمس أو غير ذلك ، فلم أفزغ منها وبقيت أتعجب ، ومسستها فلم أجد لها حرارة ، فقلت : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) (١).

فبقيت أتفكر في مثل هذا ، وأطالت النار المكث طويلا ، حتى رجعت الى أهلي ، وقد كانت السماء رشت وكان غلماني يطلبون نارا ، ومعي رجل بصري في الرحل.

فلما أقبلت قال الغلمان قد جاء أبو الحسن ومعه نار ، وقال البصري مثل ذلك ، حتى دنوت ، فلمس البصري النار فلم يجد لها حرارة ولا غلماني ، ثم طفيت بعد طول ، ثم التهبت فلبثت قليلا ثم طفيت ، ثم التهبت ثم طفيت الثالثة فلم تعد ، فنظرنا الى السواك : فاذا ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد ولا شي‌ء يدل على أنه حرق ، فأخذت السواك فخبأته.

__________________

(١) سورة يس : ٨٠‌

٤٠٩

وعدت به الى الهادي عليه‌السلام ودرست وعشرين بعد موت الجواد عليه‌السلام فيحم الغلط في السارع قابلا ، وكشفت له أسفله وباقيه مغطى وحدثته بالحديث ، فأخذ السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر اليه ، ثم قال : هذا نور ، فقلت له نور جعلت فداك؟ فقال : بميلك الى أهل هذا البيت وبطاعتك لي ولأبي ولآبائي ، أو بطاعتك لي ولآبائي أراكه الله.

١٠٤٠ ـ علي قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، مثله.

وفي كتاب لأبي جعفر عليه‌السلام اليه ببغداد : قد وصل إلي كتابك ، وقد فهمت ما ذكرت فيه ، وملأتني سرورا ، فسرك الله ، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كل كائد إن شاء الله تعالى.

وفي كتاب آخر : وقد فهمت ما ذكرت من أمر القميين ، خلصهم الله وفرج عنهم ، وسررتني بما ذكرت من ذلك ، ولم تزل تفعل ، سرك الله بالجنة ورضي عنك برضائي عنك ، وأنا أرجو من الله حسن العون والرأفه ، وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

وفي كتاب آخر بالمدينه : فاشخص الى منزلك ، صيرك الله الى خير منزل في دنياك وآخرتك.

وفي كتاب آخر : وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالاتك ، فأبشر فاني أرجو أن يدفع الله عنك ، وأسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الاحد ، فأخر ذلك الى يوم الاثنين إن شاء الله صحبك الله في سفرك وخلفك في أهلك وأدي غيبتك وسلمت بقدرته.

وكتبت اليه : أسأله التوسع علي والتحليل لما في يدي؟ فكتب : وسع الله عليك ، ولمن سألت به التوسعة في أهلك ، ولأهل بيتك ولك يا علي عندي من أكبر‌

٤١٠

التوسعة ، وأنا أسأل الله أن يصحبك بالعافية ويقدمك على العافية ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء.

وسألته الدعاء؟ فكتب إلي : وأما ما سألت من الدعاء فأنك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي ، وربما سميتك باسمك ونسبك ، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما أنت اليه ، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك ، ورضي عنك برضائي ، وبلغك أفضل نيتك ، وأنزلك الفردوس الاعلى برحمته ، انه سميع الدعاء ، حفظك الله وتولاك ودفع الشر عنك برحمته ، وكتبت بخطي.

في الحسن والحسين الاهوازيين‌

١٠٤١ ـ الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد موالي علي بن الحسين صلوات الله عليهما.

وكان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل اسحاق بن ابراهيم الحضيني وعلي ابن الريان بعد اسحاق الى الرضا عليه‌السلام ، وكان سبب معرفتهم لهذا الامر ، ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا ، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني ، وغيرهم ، حتى جرت الخدمة على أيديهم ، وصنفا الكتب الكثيرة.

ويقال : ان الحسن صنف خمسين تصنيفا ، وسعيد كان يعرف بدندان.

ما روى في الحسن بن على بن أبى حمزة البطائنى‌

١٠٤٢ ـ محمد بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني؟ فقال : كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله الى آخره ، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.

وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير ، عن بعض أشياخه أنه قال : الحسن ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء.

٤١١

في أحمد بن سابق‌

١٠٤٣ ـ نصر بن صباح ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، قال : حدثني سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : كتب أبو الحسن الرضا عليه‌السلام الى يحيى بن أبي عمران وأصحابه قال ، وقرأ يحيى بن أبي عمران الكتاب ، فاذا فيه : عافانا الله واياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الاعثم الاشج واحذروه.

قال أبو جعفر : ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج ، أو به شجة حتى كشف رأسه فاذا به شجة.

قال أبو جعفر محمد بن عبد الله : وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة ، قال : فما مضت الايام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا.

في الحسين بن قياما‌

١٠٤٤ ـ حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن بشار ، قال : استأذنت أنا والحسين بن قياما ، على الرضا عليه‌السلام في صريا فأذن لنا قال : أفرغوا من حاجتكم.

قال له الحسين : تخلو الارض من أن يكون فيها امام؟ فقال : لا ، قال ، فيكون فيها اثنان؟ قال : لا الا واحد صامت لا يتكلم.

قال ، فقد علمت أنك لست بامام ، قال : ومن أين علمت؟ قال : انه ليس لك ولد وانما هي في العقب قال ، فقال له : فو الله أنه لا تمضى الايام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي ، يحيى الحق ويمحق الباطل.

١٠٤٥ ـ أبو صالح خلف بن حماد ، قال : حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين بن الحسن ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام اني تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك قال : ذلك شر له ، قلت : ما أعجب‌

٤١٢

ما أسمع منك جعلت فداك.

قال : أعجب من ذلك ابليس ، كان في جوار الله عز وجل في القرب منه ، فأمره فأبى وتعزز فكان من الكافرين ، فأملى الله له ، والله ما عذب الله بشي‌ء أشد من الاملاء ، والله يا حسين ما عذبهم الله بشي‌ء أشد من الاملاء.

في محمد بن الفرات‌

١٠٤٦ ـ وجدت بخط جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال : حدثني بعض أصحابنا ، عن محمد بن فرات ، قال : كان يغلو في القول وكان يشرب الخمر ، فبعث اليه الرضا عليه‌السلام خمرة وتمرا ، فقال محمد : انما بعث بالخمرة لا صلي عليها وحثني عليها ، والتمر : نهاني عن الانبذة.

قال نصر بن صباح : محمد بن فرات كان بغداديا.

١٠٤٧ ـ حدثني الحسين بن الحسن القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني العبيدي ، عن يونس ، قال ، قال لي أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : يا يونس أما ترى الى محمد بن الفرات وما يكذب علي؟ فقلت : أبعده الله وأسحقه وأشقاه ، فقال : قد فعل الله ذلك به ، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا ، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فان الله بري‌ء منه.

١٠٤٨ ـ قال سعد : وحدثني ابن العبيدي قال : حدثني أخي جعفر بن عيسى وعلي بن اسماعيل الميثمي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال : آذاني محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر الحديد ، آذاني لعنه الله أذى ما آذى أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام بمثله ، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات ، والله ما من أحد يكذب علينا الا ويذيقه الله حر الحديد.

قال محمد بن عيسى : فأخبراني وغيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات الا قليلا حتى قتله ابراهيم بن شكلة أخبث قتلة ، وكان محمد بن فرات يدعي أنه باب وأنه نبى‌

٤١٣

وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله.

ما روى في أصحاب موسى بن جعفر وعلى بن موسى

صلوات الله عليهما‌

١٠٤٩ ـ منهم حنان بن سدير : سمعت حمدويه ، ذكر عن أشياخه : ان حنان ابن سدير واقفي ، أدرك أبا عبد الله عليه‌السلام ولم يدرك أبا جعفر عليه‌السلام وكان يرتضى به سدرا.

ثم كرام بن عمرو عبد الكريم : حمدويه ، قال : سمعت أشياخي يقولون : ان كراما هو عبد الكريم بن عمرو واقفي.

ثم درست بن أبي منصور : حمدويه ، قال : حدثني بعض أشياخي ، قال : درست بن أبي منصور واسطي واقفي.

ثم أحمد بن فضل الخزاعي : حمدويه ، قال : ذكرت بعض أشياخي : أن أحمد بن الفضل الخزاعي واقفي.

ثم عبد الله بن عثمان الحناط : حمدويه ، قال : سمعت الحسن بن موسى يقول : عبد الله بن عثمان واقفي.

تسمية الفقهاء من أصحاب أبى ابراهيم وأبى الحسن الرضا

عليهما السلام

١٠٥٠ ـ أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم : وهم ستة نفر آخر دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، منهم يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى بياع السابري ، ومحمد بن أبي عمير ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر.

٤١٤

وقال بعضهم : مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وفضالة بن أيوب ، وقال بعضهم ، مكان ابن فضال عثمان بن عيسى ، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى.

ما روى في أحمد بن اسحاق القمى وكان صالحا وأيوب بن نوح‌

١٠٥١ ـ قال : حدثنا محمد بن علي بن القاسم القمي ، قال : حدثني أحمد بن الحسين القمي الابي أبو علي ، قال : كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الابي أبو علي الى الدار كتابا ذكر فيه قصة أحمد بن اسحاق القمي وصحبته ، وأنه يريد الحج واحتاج الى ألف دينار ، فان رأى سيدي أن يأمر باقراضه اياه ويسترجع منه في البلد اذا انصر فنا فافعل.

فوقع عليه‌السلام هي له مناصلة ، واذا رجع فله عندنا سواها ، وكان أحمد لضعفه لا يطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة وفي هذه من الدلالة.

١٠٥٢ ـ جعفر بن معروف الكشي ، قال : كتب أبو عبد الله البلخي إلي يذكر عن الحسين بن روح القمي ، أن أحمد بن اسحاق كتب اليه يستأذنه في الحج : فأذن له ، وبعث اليه بثوب ، فقال أحمد بن اسحاق : نعى إلي نفسي ، فانصرف من الحج فمات بحلوان.

أحمد بن اسحاق بن سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد عليه‌السلام ، وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به.

١٠٥٣ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي محمد الرازي ، قال : كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا : الغائب العليل ثقة ، وأيوب بن نوح ، وابراهيم بن محمد الهمداني ، وأحمد بن حمزة ، وأحمد ابن اسحاق ثقات جميعا.

في محمد بن الحسن الواسطى‌

١٠٥٤ ـ حدثني علي بن محمد القتيبي ، قال الفضل بن شاذان : محمد بن‌

٤١٥

الحسن كان كريما على أبي جعفر عليه‌السلام ، وأن أبا الحسن عليه‌السلام أنفذ نفقته في مرضه وأكفنه وأقام مأتمه عند موته.

في أبى جعفر البصرى‌

١٠٥٥ ـ حدثني علي بن محمد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان قال : حدثني أبو جعفر البصري ، وكان ثقة فاضلا صالحا.

في نوح بن صالح البغدادى‌

١٠٥٦ ـ سأل أبو عبد الله الشاذاني : أبا محمد الفضل بن شاذان ، قال : انا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب ، فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد ، فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس الا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم ، فنتدافع بصلاة المغرب الى صلاة العتمة.

فقال : لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم ، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات ، وتقرءوا في كل ركعة الحمد وسورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم امامهم. وتقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده بقدر ما يتأتي لكم معهم ، وفي السجود كمثل ذلك ، وتسلموا معهم ، وقد تمت صلاتكم لأنفسكم ، وليكن الامام عندكم والحائط بمنزل واحدة ، فاذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات.

فقال : يا أبا محمد أفليس يجوز اذا فعلت ما ذكرت؟ قال : نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعله؟ قال : نعم كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم ، فشكوت ذلك الى فقيه هناك يقال له ، نوح بن شعيب ، فأمرني بمثل الذي أمرتكم به.

فقلت هل يقول هذا غيرك؟ قال : نعم ، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا ، فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا.

٤١٦

فقال نوح بن شعيب : يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم ، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ : كقول نوح بن شعيب ، فعندها طابت نفسي وفعلته.

في أحمد بن حماد المروزى‌

١٠٥٧ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد ابن حماد المروزي ، قال : كتب أبو جعفر عليه‌السلام الى أبي في فصل من كتابه فكأن قد في يوم أو غد : ثم وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ، أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد ، ولكن من هوى هوى صاحبه ، فان بدينه فهو معه وان كان نائيا عنه ، وأما الآخرة فهي دار القرار.

وقال المحمودي : وكتب إلي الماضي عليه‌السلام بعد وفاة أبي : قد مضى أبوك رضي‌الله‌عنه وعنك وهو عندنا على حالة محمودة ولن تبعد من تلك الحال.

١٠٥٨ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني المحمودي ، أنه دخل على ابن أبي داود وهو في مجلسه وحوله أصحابه ، فقال لهم ابن أبي داود : يا هؤلاء ما تقولون في شي‌ء قاله الخليفة البارحة؟ فقالوا : وما ذلك؟ قال : قال الخليفة ما ترى العلائية تصنع ان أخرجنا اليهم أبا جعفر عليه‌السلام سكران ينشى مضمخا بالخلوق ، قالوا : اذا تبطل حجتهم ويبطل مقالهم.

قلت : ان العلائية يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم ، وليس يلزمهم هذا الذي جرى ، فقال : ومن أين قلت؟ قلت : انهم يقولون لا بد في كل زمان وعلى كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه وبين خلقه.

قلت : فان كان في زمان الحجة من هو مثله ، أو فوقه في النسب والشرف كان أدل الدلائل على الحجة ، لصلة السلطان من بين أهله وولوعه به ، قال : فعرض‌

٤١٧

ابن أبي داود هذا الكلام على الخليفة ، فقال : ليس الى هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر.

وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه ، سمعت الفضل بن شاذان يقول : التقيت مع أحمد بن حماد المتشيع ، وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره ، فقال : أما والله لو تغرغرت عداوته لما صرت عنه ، فقال الفضل : هكذا والله قال لي كما ذكر.

١٠٥٩ ـ علي بن محمد القتيبي ، عن الزفري بكر بن زفر الفارسي ، عن الحسن بن الحسين ، أنه قال : استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر فكتبت رقعة إلي أبي الحسن عليه‌السلام وشكوت فيها أحمد بن حماد ، فوقع فيها خوفه بالله ، ففعلت ولم ينفع ، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أني قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع ، فوقع : اذا لم يحل فيه التخويف بالله فكيف تخوفه بأنفسنا.

١٠٦٠ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو علي المحمودي ، قال : حدثني أبي ، قال ، قلت لأبي الهذيل العلاف : اني أتيتك سائلا ، فقال أبو الهذيل : سل فاسأل الله العصمة والتوفيق ، فقال أبي : أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان من الله لك الا بعمل تستحقه به؟ قال أبو الهذيل : نعم ، قال : فما معني دعائي ، أعمل وآخذ.

قال له أبو الهذيل : هات مسائلك ، فقال له شيخي أخبرني عن قول الله عز وجل ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (١) قال أبو الهذيل قد أكمل لنا الدين ، فقال شيخي : فخبرني ان سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في قول الصحابة ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟ فقال : هات.

فقال شيخي : خبرني عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفوا الامة ، فمنهم من وصل الى بعض حاجته ومنهم من قارب حسب الامكان منه ، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة‌

__________________

(١) سورة المائدة : ٣‌

٤١٨

فيقيم عليه الحد في الدنيا ويطهره منه في الآخرة ، ولنعلم ما يقول في أن الدين قد أكمل لك؟ فقال : هيهات خرج آخرها في الامامة.

ما روى في على بن أسباط الكوفى‌

١٠٦١ ـ كان علي بن أسباط فطحيا ، ولعلي بن مهزيار اليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير ، قالوا : فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه ،

في محمد بن الوليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقة ومحمد بن سالم بن عبد الحميد‌

١٠٦٢ ـ قال أبو عمرو : هؤلاء كلهم فطحية ، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول ، وبعضهم أدرك الرضا عليه‌السلام ، وكلهم كوفيون.

في مروك بن عبيد‌

١٠٦٣ ـ قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسن عن مروك بن عبيد ابن سالم بن أبي حفصة؟ فقال : ثقة شيخ صدوق.

في محمد بن ابراهيم الحضينى الاهوازى‌

١٠٦٤ ـ ابن مسعود ، قال : حدثني حمدان بن أحمد القلانسي ، قال : حدثني معاوية بن حكيم ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حمدان الحضيني قال ، قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ان أخي مات ، فقال لي : رحم الله أخاك ، فانه كان من خصيص شيعتي.

قال محمد بن مسعود : حمدان بن أحمد من الخصيص؟ قال الخاصة الخاصة.

في محمد بن اسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة بن بزيع‌

١٠٦٥ ـ قال حمدويه ، عن أشياخه أن محمد بن اسماعيل بن بزيع وأحمد‌

٤١٩

ابن حمزة بن بزيع ، كانا في عداد الوزراء ، وكان علي بن النعمان أوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل.

١٠٦٦ ـ وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القمي بخطه ، حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، قال : كنت بعيد فقال لي محمد بن علي بن بلال : قربنا الى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره.

فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة والقبر أمامه ، ثم قال : أخبرني صاحب هذا القبر ، يعني محمد بن اسماعيل بن بزيع ، أنه سمع أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع الاكبر.

ومحمد بن اسماعيل أدرك موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

قال نصر بن الصباح : محمد بن اسماعيل روى عن ابن بكير.

ما روى في محمد بن عبد الجبار ومحمد بن

أبى خنيس وابن فضال‌

رووا جميعا عن ابن بكير.

في الحسن بن على بن فضال الكوفى‌

١٠٦٧ ـ حدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله القمي ، عن علي بن الريان ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين ، قال : كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال فالتفت إلي والى محمد بن الهيثم التميمي ، فقال لنا : ألا أبشركما فقلنا له : وما ذاك.

قال : حضرت الحسن بن علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن الجهم ، فسمعته يقول له : يا أبا محمد تشهد ، فتشهد‌

٤٢٠