إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي

إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

المؤلف:

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢

فكيف يموتون زنادقة؟ قال ، فقال : حضرت رجلا منهم وقد احتضر ، فسمعته يقول : هو كافر ان مات موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال فقلت : هذا هو.

٨٦٣ ـ أبو صالح خلف بن حامد الكشي ، عن الحسن بن طلحة ، عن بكر ابن صالح ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما يقول الناس في هذه الاية؟ قلت : جعلت فداك وأي آية؟ قال : قول الله عز وجل ( وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ ) (١) قلت : اختلفوا فيها.

قال أبو الحسن عليه‌السلام : ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا : لا امام بعد موسى عليه‌السلام فرد الله عليهم بل يداه مبسوطتان ، واليد هو الامام في باطن الكتاب وانما عني بقولهم لا امام بعد موسى عليه‌السلام.

٨٦٤ ـ خلف ، عن الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمد بن عاصم ، قال سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : يا محمد بن عاصم ، بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت :

______________________________________________________

قوله : وقد احتضر‌

احتضر بالضم على صيغة المجهول.

قال في المغرب احتضر مات ، لان الوفاة حضرته أو ملائكة الموت ، ويقال : فلان محتضر أي قريب من الموت ، ومنه اذا احتضر الانسان وجه كما يوجه في القبر أي يستقبل به القبلة ، وان كان نحو الاستقبال في الاحتضار على خلاف نحو الاستقبال في القبر.

وقوله « قلت هذا هو » ‌يعني به ما كنت أعرف كيف يموتون زنادقة حتى حضرت رجلا منهم وقت احتضاره ، فسمعته في تلك الحالة يحلف بالكفر على حياة موسى ابن جعفر عليهما‌السلام ويقول : أنا كافر ان مات موسى بن جعفر ، فقلت هذا هو ، أي هذا حقيقة مماتهم زنادقة ومعنى قوله عليه‌السلام ويموتون زنادقة.

__________________

(١) سورة المائدة : ٦٤‌

٣٤١

نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم ، قال : لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ) (١) يعني بالآيات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة.

٨٦٥ ـ خلف ، قال : حدثني الحسن ، عن سليمان الجعفري ، قال كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام بالمدينة ، اذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (٢) ، والله أن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم.

٨٦٦ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حدثني عبدوس الكوفي ، عمن حدثه ، عن الحكم بن مسكين.

قال : وحدثني بذلك اسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام ، عن الحكم ابن عيص ، قال : دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : يا سليمان من هذا الغلام؟ فقال : ابن اختي ، فقال : هل يعرف هذا الامر؟ فقال : نعم ، فقال : الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا.

ثم قال : يا سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا فقلت : جعلت فداك وما تلك الفتنة؟ قال : انكارهم الائمة وغرضهم على ابني موسى عليه‌السلام ، قال : ينكرون موته ويزعمون أن لا امام بعده أولئك شر الخلق.

______________________________________________________

قوله (ع) : وغرضهم على ابنى موسى‌

غرضهم بفتح الغين المعجمة واسكان الراء واعجام الضاد من الغرض بمعنى شدة النزوع نحو الشي‌ء والشوق اليه والملال من غيره ، والفعل منه غرض يغرض كفرح يفرح ، وتعديته بعلى لتضمينه معنى العكوف والوقوف.

__________________

(١) سورة النساء : ١٤٠‌

(٢) سورة الاحزاب : ٦١‌

٣٤٢

٨٦٧ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير الا ما رويت لك ولكن حدثني ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال ، قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت ، قال ، قال : كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق اليه لمد الله في أجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٨٦٨ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حدثني ميمون النخاس ، عن محمد بن الفضيل ، قال قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه‌السلام؟ فقال : لعنهم الله ما أشد كذبهم أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي.

٨٦٩ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي قال : حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، عن جده عمر بن يزيد ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة.

ثم قال : ان من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرءون من عدوكم؟ قال : نعم ، قال ، قلت : جعلت فداك بين لنا نعرفهم فعلنا منهم قال : كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى عليه‌السلام.

______________________________________________________

أو من غرض الاناء من الماء وغيره يغرض بالكسر من باب ضرب بمعنى ملاه منه بحيث لم يبق فيه مكان لغيره أصلا ، أو بمعنى نقصه وأسقط منه شيئا مما يسعه.

قوله : فعلنا منهم‌

باهمال العين وتشديد اللام المفتوحتين أي فعلنا منهم.

٣٤٣

٨٧٠ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني محمد ابن اسماعيل ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : جاء رجل الى أخي عليه‌السلام فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال : أما أنهم يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم ، وما القائم الا بعدي بسنين.

٨٧١ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، قال : كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الاشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها ، فحملوا الى وكيلين لموسى عليه‌السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج ، والاخر كان معه ، وكان موسى عليه‌السلام في الحبس ، فاتخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا الغلات.

فلما مات موسى عليه‌السلام وانتهى الخبر اليهما أنكرا موته ، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه هو القائم فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس ، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك المال الى ورثة موسى عليه‌السلام ، واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال.

______________________________________________________

قال في القاموس : عل وتزاد في أولها لام كلمة طمع واشفاق (١).

وفي الصحاح : عل ولعل لغتان بمعنى ، يقال : علك تفعل وعلي أفعل ولعلي أفعل ، وربما قالوا : علني ولعلني. ويقال : أصله عل وانما زيدت اللام توكيدا ، ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف وفيه طمع واشفاق.

وهو حرف مثل أن وليت وكان ولكن ، الا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به فتنصب الاسم وترفع الخبر ، كما تعمل كان وأخواتها ، وبعضهم يخفض ما بعدها فيقول : عل زيد قائم (٢).

__________________

(١) القاموس : ٤ / ٢١‌

(٢) الصحاح : ٥ / ١٧٧٤‌

٣٤٤

٨٧٢ ـ محمد بن الحسن البراثي ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني محمد بن رجا الحناط ، عن محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام أنه قال : الواقفة هم حمير الشيعة ، ثم تلا هذه الاية : ان هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.

٨٧٣ ـ محمد بن الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حكى منصور عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام : أن الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة واحدة.

٨٧٤ ـ محمد بن الحسن ، قال : حدثني الفارسي يعني أبا علي ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال ، قال : سألت محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام عن هذه الاية ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) (١) قال : نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.

٨٧٥ ـ محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني ابراهيم بن عقبة ، قال : كتبت الى العسكري عليه‌السلام : جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلاتي؟ قال : نعم أقنت عليهم في صلاتك.

٨٧٦ ـ محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عمر بن فرات ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الواقفة؟ قال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة.

٨٧٧ ـ بهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن جعفر بن محمد بن يونس ، قال : جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل الا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شي‌ء.

٨٧٨ ـ ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، قال : حدثني العباس بن معروف عن الحجال ، عن ابراهيم بن أبي البلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : ذكرت‌

__________________

(١) سورة الغاشية : ٣‌

٣٤٥

الممطورة وشكهم ، فقال : يعيشون ما عاشوا على شك ، ثم يموتون زنادقة.

٨٧٩ ـ حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عقبة قال : كتبت اليه يعني أبا الحسن عليه‌السلام جعلت فداك قد عرفت بغض هذه الممطورة أفأقنت علهم في صلاتي؟ قال : نعم أقنت عليهم في صلاتك.

٨٨٠ ـ خلف بن حامد الكشي ، قال : أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيى بن المبارك ، قال : كتبت الى الرضا عليه‌السلام بمسائل فأجابني وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل ( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) (١) فقال : نزلت في الواقفة.

ووجدت الجواب كله بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين هم من كذب بآيات الله ، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا ، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت.

٨٨١ ـ محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا اسماعيل بن عامر ، عن أبان ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور ، قال : كنت عند الصادق عليه‌السلام اذ دخل موسى عليه‌السلام فجلس ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي ، غير أن الله عز وجل يضل به قوما من شيعتنا ، فاعلم أنهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

قلت : جعلت فداك قد أرغبت قلبي عن هؤلاء قال : يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت ، وينكرون الائمة من بعده ويدعون الشيعة الى ضلالهم وفي ذلك ابطال حقوقنا وهدم دين الله ، يا بن أبي يعفور فالله ورسوله منهم بري‌ء ونحن منهم براء.

٨٨٢ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، عن سعيد العطار عن‌

__________________

(١) سورة النساء : ١٤٣‌

٣٤٦

حمزة الزيات ، قال : سمعت حمران بن أعين ، يقول ، قلت لأبي جعفر عليه‌السلام أمن شيعتكم أنا؟ قال : أي والله في الدنيا والآخرة ، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا.

قال ، قلت : جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولي عنكم بعد المعرفة؟ قال : يا حمران نعم وأنت لا تدركهم.

قال حمزة : فتناظرنا في هذا الحديث ، فكتبنا به الى الرضا عليه‌السلام نسأله عمن استثنى به أبو جعفر؟ فكتب هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

في ابن السراج وابن المكارى وعلى بن أبى حمزة‌

٨٨٣ ـ حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد ، عن أحمد ابن سليمان ، عن منصور بن العباس البغدادي ، قال : حدثنا اسماعيل بن سهل ، قال حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه ، قال : كنت عند الرضا عليه‌السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري ، فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : مضى ، قال مضى موتا؟ قال : نعم.

قال ، فقال : الى من عهد ، قال : إلي ، قال : فأنت امام مفترض طاعته من الله قال : نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه ، قال : ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي وانما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم.

قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلم به ، قال : بلي والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الاقربين ، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم اني رسول الله‌

٣٤٧

إليكم ، وكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان خدشني خدش فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة ، وأنا أقول ان خدشني هارون خدشا فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الامامة.

قال له علي : انا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله؟ فقال له أبو الحسن عليه‌السلام : فأخبرني عن الحسين بن علي عليهما‌السلام كان اماما أو كان غير امام؟ قال : كان اماما ، قال : فمن ولي أمره؟ قال : علي بن الحسين ، قال : وأين كان علي بن الحسين عليهما‌السلام؟ قال : كان محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد ، قال : خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف.

فقال له أبو الحسن عليه‌السلام : ان هذا أمكن علي بن الحسين عليهما‌السلام ان يأتي كربلا فيلي أمر أبيه ، فهو يمكن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في اسار.

قال له علي : انا روينا ان الامام لا يمضي حتى يري عقبه؟ قال : فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟ قال : لا ، قال : بلى والله لقد رويتم فيه الا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل ، قال له علي : بلى والله ان هذا لفي الحديث ، قال له ابو الحسن عليه‌السلام : ويلك كيف اجترات علي بشي‌ء تدع بعضه.

ثم قال : يا شيخ اتق الله ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالى.

______________________________________________________

في ابن السراج وابن المكارى وعلى بن أبى حمزة

قوله (ع) : فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة‌

أى ان اظهاره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوته واخباره عن الغيب انه لا يخدشه في ذلك خدش ، وليس عليه منه بأس ، كان أول ما أبدع لكم من آية النبوة ، فكذلك اظهاري لدعوة الامامة واخباري أنه لا يخدشني شي‌ء ، وليس علي فيه من هارون بأس هو ما أبدع لكم من آية الامامة ومعجزتها فليستيقن.

٣٤٨

في ابن أبى سعيد المكارى‌

٨٨٤ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا الحسن ، قال : كان ابن ابي سعيد المكاري واقفيا.

حدثني حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : رواه علي بن عمر الزيات ، عن ابن ابي سعيد المكاري ، قال ، دخل علي الرضا عليه‌السلام فقال له : فتحت بابك وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا ، قال ، فقال : ليس علي من هارون بأس ، وقال له : أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ، ويلك أما علمت أن الله تعالى أوحى الى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى عليه‌السلام فمريم من عيسى وعيسى من مريم ، وأنا من أبي وأبي مني.

قال ، فقال له : أسألك عن مسألة؟ فقال له : ما أخالك تسمع مني ولست من‌

______________________________________________________

في ابن أبى سعيد المكارى

قوله (ع) : ان الله تعالى أوحى الى مريم‌

يعني عليه‌السلام : ان الله سبحانه أوحى الى عمران اني واهب لك ولدا ذكرا ، فولدت له مريم وولدت عيسى ، فهو سبحانه عنى بالذكر مريم من حيث أنها ولدت عيسى ، فمريم من عيسى وعيسى من مريم كأنهما شي‌ء واحد ونفس واحدة لا فرق بينهما ، فكذلك أنا من أبي وأبي مني كأننا شي‌ء واحد ونفس واحدة لا فرق بيننا فليعلم.

قوله (ع) : ما أخا لك تسمع منى‌

ما أخا لك تفعل كذا أي لا أظنك تفعله وكسر الهمزة فيه أفصح وأشهر.

قال في القاموس : خال الشي‌ء خيلولة ظنه وتقول في مستقبلة : اخال بكسر الهمزة وتفتح في لغية (١).

__________________

(١) القاموس : ٣ / ٣٧٢‌

٣٤٩

غنمي ، سل ، قال : فقال له رجل حضرته الوفاة فقال : ما ملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس بحر.

فقال : ويلك أما تقرأ هذا الاية ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (١) » فما ملك الرجل قبل الستة الاشهر فهو قديم ، وما ملك بعد الستة الاشهر فليس بقديم.

قال ، فقام فخرج من عنده فنزل به من الفقر والبلاء ما الله به عليم.

٨٨٥ ـ ابراهيم بن محمد بن العباس ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا ، قال : دخل ابن المكاري على الرضا عليه‌السلام فقال له : أبلغ الله بك من قدرك أن تدعي ما أدعي أبوك.

قال ، فقال له : ما لك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت أن الله جل وعلا أوحى الى عمران اني واهب لك ذكرا ، فوهب له مريم ، فوهب لمريم عيسى فعيسى من مريم ، وذكر مثله ، وذكر فيه : أنا وأبي شي‌ء واحد.

في زياد بن مروان القندى‌

٨٨٦ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : زياد ، هو أحد‌

______________________________________________________

قوله : وذكر مثله‌

أي وذكر الراوي مثل ما في رواية علي بن عمر الزيات السابقة بعينه وهو عيسى من مريم وأنا من أبي وأبي مني ، ثم ذكر فيه زيادة وزاد فيه شيئا وهو أنا وأبي شي‌ء واحد (٢).

__________________

(١) سورة يس : ٣٩‌

(٢) الى هنا تم التعليقة على كتاب رجال الكشى وبه تم تحقيقنا وتصحيحنا والتعليقة عليها على يد الفقير السيد مهدى الرجائى عفى عنه في أول يوم من ذي الحجة سنة ألف وأربعمائة واثنان.

٣٥٠

أركان الوقف.

وقال أبو الحسن حمدويه : هو زياد بن مروان القندي بغدادي.

٨٨٧ ـ حدثني حمدويه عن محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن مهران ، عن محمد بن اسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال : كنت مع زياد القندى حاجا ، ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة وبمكة وفي الطواف.

ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر ، فقلت له : غمني ابطائك فأي شي‌ء كانت الحال؟ قال لي : ما زلت بالابطح مع أبي الحسن يعني أبا ابراهيم وعلي ابنه عليهما‌السلام عن يمينه ، فقال : يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي فان كانت لك حاجة فأنزلها به وأقبل قوله ، فانه لا يقول على الله الا الحق.

قال ابن ابي سعيد : فمكثنا ما شاء الله حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث فكتب زياد الى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام يسأله عن ظهور هذا الامر الحديث أو الاستتار.

فكتب اليه أبو الحسن عليه‌السلام : أظهر فلا بأس عليك منهم.

فظهر زياد فلما حدث الحديث قلت له : يا أبا الفضل أي شي‌ء يعدل بهذا الامر فقال لي : ليس هذا أوان الكلام فيه ، قال ، فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد كل ذلك يقول لي مثل ذلك ، الى ان قال لي آخر كلامه : ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها.

٨٨٨ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال حدثني محمد ابن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن ، قال ، مات أبو الحسن عليه‌السلام وليس عنده من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار.

٣٥١

في بكر بن محمد بن جناح‌

٨٨٩ ـ قال حمدويه عن بعض أشياخه : أن بكر بن جناح ، واقفي.

في أحمد بن الحسن الميثمى‌

٨٩٠ ـ قال حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، قال : أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا.

في على بن وهبان‌

٨٩١ ـ قال حمدويه : حدثني الحسن بن موسى ، قال : علي بن وهبان كان واقفيا.

في أحمد بن الحارث الانماطى‌

٨٩٢ ـ حمدويه ، قال ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : أحمد بن الحارث الانماطي كان واقفيا.

في منصور بن يونس بزرج‌

٨٩٣ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني محمد بن أصبغ ، عن ابراهيم ، عن عثمان بن القاسم ، قال ، قال لي منصور بزرج قال لي أبو الحسن عليه‌السلام ودخلت عليه يوما : يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ قلت : لا ، قال : قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعدي ، فادخل عليه فهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا قال : فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك.

قال الحسن بن موسى. ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها وكان منصور أدرك أبا عبد الله عليه‌السلام.

في الحسن بن محمد بن سماعه والحسن بن سماعة بن مهران‌

٨٩٤ ـ حدثني حمدويه ، ذكره عن الحسن بن موسى ، قال : كان ابن سماعة‌

٣٥٢

واقفيا ، وذكر : أن محمد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران ، له ابن يقال له : الحسن بن سماعة واقفي.

في على بن خطاب وابراهيم بن شعيب‌

٨٩٥ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا علي ابن خطاب ، وكان واقفيا ، قال : كنت في الموقف يوم عرفه فجاء أبو الحسن الرضا عليه‌السلام ومعه بعض بني عمه ، فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني عطش شديد.

قال ، فقال الرضا عليه‌السلام لغلام له شيئا لم أعرفه ، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب وصب الفضلة على رأسه من الحر ، ثم قال : املاء فملاء المشربة.

ثم قال : اذهب فأسق ذلك الشيخ قال ، فجأني بالماء ، فقال لي : أنت موعوك قلت : نعم ، قال : اشرب فشربت قال ، فذهبت والله الحمى ، فقال لي يزيد بن اسحاق : ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر؟ قال : يا أخي دعنا.

قال له يزيد : فحدثت بحديث ابراهيم بن شعيب ، وكان واقفيا مثله ، قال : كنت في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى جنبي انسان ضخم آدم ، فقلت له : ممن الرجل؟ فقال : مولى لبني هاشم ، قلت : فمن أعلم بني هاشم؟ قال : الرضا عليه‌السلام قلت : فما باله لا يجي‌ء عنه كما يجي‌ء عن آبائه.

قال ، فقال لي : ما أدري ما تقول ، ونهض وتركني فلم ألبث الا يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه إلي ، فقرأته فاذا خط ليس بجيد ، فاذا فيه : يا ابراهيم انك نجل من آبائك ، وأن لك من الولد كذا وكذا ، من الذكور فلان وفلان حتى عدهم بأسمائهم ، ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن.

قال : وكانت بنت تلقب بالجعفرية ، قال فخط على اسمها ، فلما قرأت الكتاب قال لي : هاته قلت : دعه قال : لا ، أمرت أن آخذه منك ، قال فدفعته اليه ، قال الحسن : وأجدهما ماتا على شكهما.

٣٥٣

٨٩٦ ـ نصر بن الصباح ، قال : حدثني اسحاق بن محمد ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن أحمد بن محمد بن مطر ، وزكريا اللؤلؤي ، قالا ، قال ابراهيم بن شعيب : كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى جانبي رجل من أهل المدينة ، فحادثته مليا ، وسألني من أين أنا؟ فأخبرته أني رجل من أهل العراق قلت له : ممن أنت؟ قال : مولى لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، فقلت له : لي إليك حاجة قال : وما هي؟ قلت : توصل لي اليه رقعة ، قال : نعم اذا شئت.

فخرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه : بسم الله الرحمن الرحيم أن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين ، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي ، قال : ثم ختمت الكتاب ودفعته اليه.

فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم ، ففضضته وقرأته فاذا أسفل من الكتاب بخط ردي : بسم الله الرحمن الرحيم يا ابراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا وأن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة ، غير أنه زاد اسما لا نعرفها.

قال : فقال له بعض أهل المجلس : أعلم أنه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فأبحث عنها.

في ابراهيم واسماعيل ابنى أبى سمال‌

٨٩٧ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : حدثني أحمد بن محمد البزّاز ، قال : لقيني مرة ابراهيم بن أبي سمال قال ، فقال لي : يا أبا حفص ما قولك؟ قال ، قلت : قولي الذي تعرف ، قال ، فقال : يا أبا جعفر أنه ليأتي علي تارة ما أشك في حياة أبي الحسن عليه‌السلام وتارة علي وقت ما أشك في مضيه ولئن كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم.

قال الحسن : فمات على شكه.

٨٩٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن أسيد ، قال : لما كان‌

٣٥٤

من أمر أبي الحسن عليه‌السلام ما كان ، قال ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد ابنه ، قال : فاختلفا اليه زمانا ، فلما خرج أبو السرايا ، خرج أحمد بن أبي الحسن عليه‌السلام معه فأتينا ابراهيم واسماعيل فقلنا لهما أن هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟ قال : فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه ، وقالا : أبو الحسن حي نثبت على الوقف.

قال أبو الحسن : وأحسب هذا يعني اسماعيل مات على شكه.

٨٩٩ ـ حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى.

ومحمد بن مسعود ، قالا : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثنا صفوان ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال صفوان : أدخلت على ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال ، فسلما عليه فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن؟ فخبرهما بأنه قد توفى ، قالا : فأوصى؟ قال : نعم ، قالا : إليك؟ قال : نعم ، قالا : وصية مفردة؟ قال : نعم.

قالا : فان الناس قد اختلفوا علينا ، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن ان كان حيا فانه امامنا ، وان كان مات فوصيه الذي أوصى اليه امامنا ، فما حال من كان هذا مؤمن هو؟ قال : قد جاءكم أنه من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية ، قالا : وهو كافر؟ قال : فلم يكفره ، قالا : فما حاله؟ قال : أتريدون أن أضلكم.

قالا : فبأي شي‌ء تستدل على أهل الارض؟ قال : كان جعفر عليه‌السلام يقول : تأتي الى المدينة فتقول الى من أوصى فلان؟ فيقولون : الى فلان ، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل حيثما دار دار الامر ، قالا : والسلاح من يعرفه.

ثم قالا : جعلنا الله فداك فأخبرنا بشي‌ء نستدل به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن عليه‌السلام يريد أن يسأله عن شي‌ء فيبتدء به. ويأتي أبا عبد الله عليه‌السلام فيبتدء قبل أن يسأله ، قال : فهكذا كنتم تطلبون من جعفر عليه‌السلام وأبي الحسن عليه‌السلام.

قال له ابراهيم : جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي‌

٣٥٥

الحسن عليهما‌السلام ، وهم اليوم مختلفون ، قال : ما كانوا مجتمعين عليه ، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في اسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا ، فيقولون هذا أجود ، قالوا : اسماعيل لم يكن أدخله في الوصية؟ فقال : قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان اماما.

فقال له اسماعيل بن أبي سمال : وهو الله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا ، واستقصى يمينه ، ما يسرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس ، أو قال الدنيا بما فيها ، وقد أخبرناك بحالنا ، فقال له ابراهيم : قد أخبرناك بحالنا ، فما حال من كان هكذا؟ مسلم هو؟ قال : أمسك ، فسكت.

في سليمان بن جعفر الجعفرى‌

٩٠٠ ـ الحسن بن علي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، قال ، قال العبد الصالح عليه‌السلام لسليمان بن جعفر : يا سليمان ولدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : نعم ، قال وولدك علي عليه‌السلام مرتين؟ قال : نعم ، قال : وأنت لجعفر رحمه الله تعالى؟ قال : نعم ، قال : ولو لا الذي أنت عليه ما انتفعت بهذا.

في يحيى بن أبى القاسم أبى بصير ويحيى بن القاسم الحذاء‌

٩٠١ ـ حمدويه ، ذكره عن بعض أشياخه : يحيى بن القاسم الحذاء الازدي واقفي.

وجدت في بعض روايات الواقفة : علي اسماعيل بن يزيد ، قال : شهدنا محمد بن عمران الباقري ، في منزل علي بن أبي حمزة ، وعنده أبو بصير.

قال محمد بن عمران : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : منا ثمانية محدثون سابعهم القائم ، فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه ، وقال : سمعته من أبي جعفر عليه‌السلام منذ أربعين سنة ، فقال له أبو بصير : سمعته من أبي جعفر عليه‌السلام واني كنت خماسيا جاء بهذا قال : أسكت يا صبي ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ، يعني القائم عليه‌السلام

٣٥٦

ولم يقل ابني هذا.

٩٠٢ ـ حدثني علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ، ومحمد بن يونس ، قالا : حدثنا الحسن ابن قياما الصيرفي ، قال : حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وسألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه ، قلت : فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب ، عن أبي بصير : ان أبا عبد الله عليه‌السلام قال : ان جاءكم من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ فقال : كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه ، انما قال ان جاءكم عن صاحب هذا الامر.

٩٠٣ ـ حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي ، قال : حدثنا عبد الله بن حمدويه البيهقي ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن اسماعيل بن عباد البصري ، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي ، قال خرجت من المدينه فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق ، اذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق فقلت لبعض من كان معي : من هذا؟ فقال : هذا ابن الرضا عليه‌السلام.

قال ، فقصدت قصده ، فلما رآني أريده وقف لي ، فانتهيت اليه لا سلم عليه فمد يده إلي فسلمت عليه وقبلتها : فقال : من أنت؟ قلت : بعض مواليك جعلت فداك أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء ، فقال لي : أما أن عمك كان ملتويا على الرضا عليه‌السلام قال ، قلت : جعلت فداك رجع عن ذلك ، فقال ان كان رجع فلا بأس.

واسم عمه يحيى بن القاسم الحذاء.

وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد.

قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي بصير هذا هل كان متهما بالغلو فقال : أما الغلو فلا ، ولكن كان مخلطا.

٣٥٧

في زرعة بن محمد الحضرمى‌

٩٠٤ ـ أبو عمرو قال : سمعت حمدويه ، قال : زرعة بن محمد الحضرمي ، واقفي.

حدثني علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الواسطي ، ومحمد بن يونس ، قالا : حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه عليهم‌السلام.

قلت : فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي ، عن سماعة ابن مهران ، ان أبا عبد الله عليه‌السلام قال : ان ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما حسد يوسف عليه‌السلام ويغيب كما غاب يونس وذكر ثلاثة أخر.

قال : كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة ، انما قال : صاحب هذا الامر يعني القائم عليه‌السلام فيه شبه من خمسة أنبياء ، ولم يقل ابني.

في جعفر بن خلف‌

٩٠٥ ـ جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن خلف ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا ، وقد أراني الله ابني هذا خلفا ، وأشار اليه ، دلالة على خصوصيته.

في محمد بن بشير‌

وهو نادر طريف من اعتقاده في موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

٩٠٦ ـ قال أبو عمرو : قالوا : ان محمد بن بشير لما مضى أبو الحسن عليه‌السلام ووقف عليه الواقفة ، جاء محمد بن بشير ، وكان صاحب شعبذة ومخاريق معروفا بذلك ، فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر عليه‌السلام ، وأن موسى عليه‌السلام هو‌

٣٥٨

كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا ، يتراءى لأهل النور بالنور ، ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالانسانية والبشرية اللحمانية ، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه. وهو قائم بينهم موجود كما كان ، غير أنهم محجوبون عنه وعن ادراكه كالذي كانوا يدركونه.

وكان محمد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد ، وله أصحاب قالوا بان موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس وأنه غاب واستتر وهو القائم المهدي وأنه في وقت غيبته استخلف على الامة محمد بن بشير ، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه وجميع ما تحتاج اليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم ، وفوض اليه جميع أمره وأقامه مقام نفسه ، فمحمد بن بشير الامام بعده.

٩٠٧ ـ حدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، أنه سمع محمد ابن بشير ، يقول : الظاهر من الانسان آدم ، والباطن أزلي ، وقال انه كان يقول بالاثنين ، وأن هشام بن سالم ناظره عليه فأقرّ به ولم ينكره.

وأن محمد بن بشير لما مات أوصى الى ابنه سميع بن محمد ، فهو الامام ومن أوصى اليه سميع فهو امام مفترض الطاعة على الامة الى وقت خروج موسى ابن جعفر عليه‌السلام وظهوره ، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك مما يتقربون به الى الله تعالى ، فالفرض عليه أداؤه الى أوصياء محمد بن بشير الى قيام القائم.

وزعموا أن علي بن موسى عليه‌السلام وكل من ادعى الامامة من ولده وولد موسى عليه‌السلام فمبطلون كاذبون غير طيبي الولادة ، فنفوهم عن أنسابهم وكفروهم لدعواهم الامامة ، وكفروا القائلين بامامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم.

وزعموا أن الفرض عليهم من الله تعالى اقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض ، وقالوا باباحة المحارم والفروج‌

٣٥٩

والغلمان ، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً ) (١) وقالوا بالتناسخ.

والائمة عندهم واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن الى قرن ، والمواسات بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك ، وكلما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده ، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة ، وهم أيضا قالوا بالحلال.

وزعموا أن كل من انتسب الى محمد فهم بيوت وظروف ، وأن محمدا هو رب حل في كل من انتسب اليه ، وأنه لم يلد ولم يولد ، وأنه محتجب في هذه الحجب.

وزعمت هذه الفرقة والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب الى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب ، وأنهم الذي قال الله تعالى فيهم : انهم يهود ونصارى ، في قوله ( وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) (٢).

محمد ، في مذهب الخطابية ، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان كاذبون فيما ادعوا من النسب ، اذ كان محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد ولا يستولد ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى عليه‌السلام ، وكان يقول في موسى بالربوبية ، ويدعى لنفسه أنه نبي.

وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه‌السلام في ثياب حرير وقد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة انسان وكان يطويها فاذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.

__________________

(١) سورة الشورى : ٥٠‌

(٢) سورة المائدة : ١٨‌

٣٦٠