إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي

إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

المؤلف:

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢

وقرابتها تحزن عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضي ولا يرونها ، فلو قلت لها فانها تقبل منك.

قال : يا ميسر دعها فانه ما يدفع عنكم الا بدعائها ، قال ، فالح على أبي عبد الله عليه‌السلام قال لها : يا حبي ما يمنعك من مصلى علي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذى كان يصلي فيه علي عليه‌السلام قال : فانصرفت.

في عمرو بن حريث‌

٧٩٢ ـ جعفر بن أحمد بن أيوب ، روى صفوان ، عن عمرو بن حريث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : دخلت عليه وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد ، فقلت له : جعلت فداك ما حولك الى هذا المنزل؟ قال : طلب النزهة ، قال ، قلت : جعلت فداك الا أقص عليك ديني الذي أدين به؟ قال : بلي يا عمرو.

قلت : اني أدين الله بشهادة أن لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان ، وحج البيت من استطاع اليه سبيلا ، والولاية لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليهما ، والولاية للحسن والحسين ، والولاية لعلي بن الحسين ، والولاية لمحمد بن علي ، ولك من بعده ، وأنتم أئمتي عليه أحيي وعليه أموت وأدين الله به.

قال : يا عمرو وهذا والله ديني ودين آبائي الذى ندين الله به في السر والعلانية فاتق الله وكف لسانك الا من خير ، ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك ، فاد شكر ما أنعم الله عليك ، ولا تكن ممن اذا أقبل طعن في عينيه وإذا أدبر طعن في قفاه ، ولا تحمل الناس علي كاهلك فانه يوشك ان حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك.

في زكريا بن سابق أيضا‌

٧٩٣ ـ جعفر وفضالة ، عن أبي الصباح ، عن زكريا بن سابق ، قال ، وصفت الائمة لأبي عبد الله عليه‌السلام حتى انتهيت الى أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال : حسبك قد ثبت‌

٣٠١

الله لسانك وهدي قلبك.

في ابراهيم المخارقى‌

٧٩٤ ـ جعفر بن أحمد ، عن نوح بن ابراهيم المخارقي ، قال ، وصفت الائمة لأبي عبد الله عليه‌السلام ، فقلت : أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا امام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت ، فقال : رحمك الله ، ثم قال : اتقوا الله اتقوا الله ، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة وعفة البطن والفرج.

في منصور بن حازم‌

٧٩٥ ـ جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن صفوان ، عن منصور بن حازم ، قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل الخلق يعرفون بالله ، قال : صدقت.

قال ، قلت : ان من عرف أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه الا برسول لمن لم يأته الوحي ، فينبغي أن يطلب الرسل فاذا لقيهم عرف أنهم الحجة ، وأن لهم الطاعة المفترضة ، فقلت للناس : أليس يعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا : بلى.

قلت : فحين مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كان الحجة ، قالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فاذا هو يخاصم به المرجى والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة الا بقيم ، ما قال فيه من شي‌ء كان حقا.

فقلت لهم : من قيم القرآن؟ فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة ، قلت : كله؟ قالوا : لا : فلم أجد أحدا ، فقالوا : انه ما كان يعرف ذلك كله الا علي عليه‌السلام ، واذا كان الشي‌ء بين القوم وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري ، وقال هذا أدري ولم ينكر عليه ، كان القول قوله.

وأشهد أن عليا عليه‌السلام كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة ، وكان حجة على‌

٣٠٢

الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه ما قال في القرآن فهو حق ، فقال رحمك الله.

فقلت : ان عليا عليه‌السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي ، وأشهد على الحسن أنه كان حجة ، وأن طاعته مفروضة ، فقال ، رحمك الله ، وقبلت رأسه وقلت ، أشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك أبوه وجده ، وأن الحجة بعد الحسن الحسين ، وكانت طاعته مفروضة ، فقال : رحمك الله وقبلت رأسه.

وقلت : أشهد على الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأن الحجة من بعده علي بن الحسين ، وكانت طاعته مفروضة ، فقال رحمك الله وقبلت رأسه.

وقلت : وأشهد أن علي بن الحسين لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبو جعفر ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : رحمك الله.

فقلت : أعطني رأسك أقبله ، فضحك فقلت : أصلحك الله ، وقد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه ، وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضه ، فقال : كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه ، فضحك ، ثم قال : سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا.

في خالد البجلى‌

٧٩٦ ـ جعفر بن أحمد ، عن جعفر بن بشير ، عن أبى سلمة الجمال ، قال دخل خالد البجلي على أبي عبد الله عليه‌السلام وأنا عنده ، فقال له : جعلت فداك أني أريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به ، وقد قال له قبل ذلك : اني أريد أن أسألك؟ فقال له : سلني فو الله لا تسألني عن شي‌ء الا حدثتك به على حده لا أكتمك.

قال : ان أول ما أبدأ أني أشهد أن لا إله الا الله وحده ليس إله غيره ، قال ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كذلك ربنا ليس معه إله غيره ، ثم قال وأشهد أن محمدا‌

٣٠٣

عبده ورسوله ، قال ، فقال أبو عبد الله : كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله الى خلقه.

ثم قال : وأشهد أن عليا عليه‌السلام كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما كان لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الناس قال : كذلك كان عليه‌السلام.

قال : وأشهد أنه كان للحسن بن علي بعد علي عليه‌السلام من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي صلوات الله عليهما ، فقال : كذلك كان الحسن.

قال : وأشهد أنه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن عليهم‌السلام قال : فكذلك كان الحسين ، قال : وأشهد أن علي ابن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق كما كان للحسين عليه‌السلام قال : فقال : كذلك كان علي بن الحسين.

قال : وأشهد أن محمد بن علي كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين ، قال فقال : كذلك كان محمد بن علي قال : وأشهد أنك أورثك الله ذلك كله.

قال ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : حسبك أسكت الان فقد قلت حقا ، فسكت ، فحمد الله وأثنى عليه.

ثم قال : ما بعث الله نبيا له عقب وذريّة الا أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأولهم ، وانا لحق ذريّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجرى لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا ، ونحن على منهاج نبينا عليه‌السلام لنا مثل ماله من الطاعة الواجبة.

ما روى في يوسف‌

٧٩٧ ـ جعفر بن أحمد بن الحسن ،

______________________________________________________

ما روى في يوسف

قوله رحمه‌الله جعفر بن أحمد بن الحسن‌

السند في اختيار ابن طاوس على هذه الصورة بعينها ، والذي يغلب على‌

٣٠٤

عن داود ، عن يوسف ، قال ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أصف لك ديني الذي أدين الله به ، فان أكن على حق فثبتني وان أكن على غير الحق فردني الى الحق ، قال : هات قال قلت : أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله‌

______________________________________________________

الظن عندي أن في هذا الاسناد تركا في الطبقة ، والصواب عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الذي يعرف بابن التاجر ، ويروي عنه محمد بن مسعود العياشي. وأحمد بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، يروي عنه أخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال وغيره.

وقد ذكر النجاشي أن محمد بن مسعود العياشي هو يروي عن أصحاب علي ابن الحسن بن فضال (١).

وذكر أن أحمد بن الحسن بن فضال مات سنة ستين ومائتين (٢).

وذكر أيضا أن داود الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفات الرضا عليه‌السلام (٣). وأنه روى عن أبي الحسن موسى ، وأبي الحسن الرضا عليهما‌السلام ، وهو من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام.

وبالجملة الامر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التاريخ وطبقة الاسناد في الرواية والله سبحانه أعلم.

قوله : عن داود عن يوسف‌

قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره : أني لا أعرف من داود هذا ، ثم قال : مع أني لا أعرف أيضا يوسف من هو؟.

__________________

(١) رجال النجاشى : ٢٧٠‌

(٢) رجال النجاشى : ٦٣‌

(٣) رجال النجاشى : ١١٩‌

٣٠٥

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأن عليا كان امامي ، وأن الحسن كان امامي ، وأن الحسين كان امامي ، وأن علي بن الحسين كان امامي ، وأن محمد بن علي كان امامي ، وأنت جعلت فداك على منهاج آبائك ، قال ، فقال عند ذلك مرارا رحمك الله.

ثم قال : هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره.

ما روى في الحسن بن زياد العطار‌

٧٩٨ ـ جعفر وفضالة ، عن أبان ، عن الحسن بن زياد العطار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ، قلت : اني أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا ، قال : فآته.

______________________________________________________

قلت : من العجب عدم معرفته بهما ، أما يوسف هذا الذي نحن في ترجمته فهو أبو أمية الكوفي يوسف بن ثابت ، الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، يروي عنه أبو اسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون وغيره ممن في طبقته ، وله كتاب معتمد عليه يرويه ثعلبة.

واذا أطلق في أسانيد الاخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام فهو منصرف اليه ، وهذا الحديث الذي رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ليس يطابق حال غيره من اليوسفين.

وأما داود الذي أورده في السند فهو الرقي ، كما هو المستبين من الطبقة فليعرف.

ما روى في الحسن بن زياد العطار

قوله : حسبانى‌

بكسر الحاء المهملة وإهمال السين الساكنة قبل الباء الموحدة والنون بعد الالف وهو الظن ، واما المصدر بمعنى الحساب فحسبان مضموم الحاء.

والمعنى : وان كنت في ظني ممن قد فرغ عن الحاجة الى العرض عليك‌

٣٠٦

قال ، قلت : فاني أشهد أن لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأقر بما جاء من عند الله ، فقال لي مثل ما قلت ، وأن عليا امام فرض الله طاعته ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا.

ثم وصفت الائمة عليهم‌السلام حتى انتهيت اليه ، فقال : ما الذي تريد؟ أتريد أني أتولاك على هذا ، فاني أتولاك على هذا.

في أبى اليسع عيسى بن السرى‌

٧٩٩ ـ جعفر بن أحمد ، عن صفوان ، عن أبي اليسع ، قال ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : حدثني عن دعائم الإسلام التي بني عليها ، ولا يسع أحدا من الناس تقصير عن شي‌ء منها ، الذي من قصر عن معرفة شي‌ء منها كبت عليه دينه ولم يقبل منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل منه عمله ، ولم يضق به ما فيه بجهل شي‌ء من الامور جهله.

قال : فقال شهادة الا إله الا الله والايمان برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والاقرار بما جاء به من عند الله ، ثم قال الزكاة والولاية شي‌ء دون شي‌ء ، فضل يعرف لمن أخذ به ،

______________________________________________________

فان من الثابت المعلوم المتيقن عندي أن ذلك المعروض هو الدين الحق الذي ما بعده الا الضلال.

في أبى اليسع عيسى بن السرى‌

أبو اليسع عيسى بن السري ثقة لا مطعن فيه ، وقد وثقه النجاشي (١) وغيره وهو من أجلاء أصحاب الصادق عليه‌السلام.

قوله (ع) شي‌ء دون شي‌ء‌

شي‌ء بالرفع على الخبرية : اما متعلق بالولاية على ما هو الاعذب الاظهر ، أو بكل من المذكورات ، أو بالمجموع بما هو المجموع.

__________________

(١) رجال النجاشى : ٢٢٧‌

٣٠٧

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عز وجل ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) وكان علي عليه‌السلام وقال الآخرون : لا بل معاوية.

وكان حسن ثم كان حسين ، وقال الآخرون هو يزيد بن معاوية لا سواء ، ثم قال أزيدك؟ قال بعض القوم : زده جعلت فداك.

قال : ثم كان علي بن الحسين ، ثم كان أبو جعفر ، وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون اليه من حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس.

حتى كان أبو جعفر عليه‌السلام ففتح لهم وبين لهم وعلمهم ، فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم ، والامر هكذا يكون ، والارض لا تصلح الا بامام ، ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية ، وأحوج ما تكون الى هذا اذا بلغت نفسك هذا المكان ، وأشار بيده الى حلقه ، وانقطعت من الدنيا تقول : لقد كنت على رأي حسن.

قال أبو اليسع عيسى بن السري : وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه قال : لك فما تقول كان أبو جعفر اماما حق الامام.

في المغيرة بن توبة المخزومى‌

٨٠٠ ـ جعفر بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن‌

______________________________________________________

و « دون » المضاف الى شي‌ء بمعنى غير و « فضل » اما مجرور على الصفة للمضاف اليه ، أو مرفوع على الخبر لضمير محذوف منفصل مرفوع على الابتداء والتقدير هو فضل.

والمعنى : أن الولاية أو جميع ما ذكر شي‌ء غير شي‌ء يكون من الفضائل والمزايا المعروفة لمن أخذ بها وواظب عليها من المسلمين ، فان ما ذكر هي الدعائم المبني عليها أصل بناء الإسلام بخلاف غيرها من المكملات والمتممات والزوائد والمحسنات فليفقه.

__________________

(١) سورة النساء : ٥٩‌

٣٠٨

عثمان ، عن المغيرة بن توبة المخزومي قال ، قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : قد حملت هذا الذي في أمورك ، فقال : اني حملته ما حملنيه أبي عليه‌السلام.

في الحسين بن عمر‌

٨٠١ ـ جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن عمر قال ، قلت له : ان أبي أخبرني أنه دخل على أبيك ، فقال له : اني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله ، وأنك قلت أنا امام فقال : نعم فما كان من أثم ففي عنقي.

______________________________________________________

الحسين بن عمر‌

وهو الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وهو ثقة وثّقه الشيخ وغيره ، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه غميزة أصلا ، ويدل على ذلك ما رواه الكشي رحمه الله تعالى.

وما في حواشي الخلاصة لبعض شهداء المتأخرين فيه ما يفهم منه خلاف التوثيق من باب سوء الفهم لمدلول هذه الرواية لا غير.

قوله : قال قلت له ان أبى‌

ضمير له أولا لأبي الحسن الثاني عليه‌السلام ، وثانيا لأبي الحسن الاول عليه‌السلام.

يعني قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : أن أبي عمر بن يزيد أخبرني أنه دخل على أبيك أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : اني احتج عليك عند الله الجبار بأنك أمرتني أن أترك عبد الله الافطح وأتمسك بك ، وقلت : أنا الامام بعد أبي جعفر بن محمد عليهما‌السلام.

فقال عليه‌السلام : نعم قد كان ذلك فما كان فيه من اثم ففي عنقي ، واني أيضا أحتج عليك بمثل ما احتج أبي علي أبيك ، فانك أخبرتني ان أباك موسى عليه‌السلام قد مات وأنك صاحب هذا الامر من بعده.

٣٠٩

فقال : واني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فانك أخبرتني بأن أباك قد مضى. وأنك صاحب هذا الامر من بعده فقال : نعم.

______________________________________________________

فقال عليه‌السلام : نعم كذلك هو ، فقلت له : تمسكت بك وما خرجت من مكة حتى كاد الامر من الوضوح يتبين لي ويظهر غاية التبين والظهور.

وذلك أن فلانا من أصحابك أقرأني كتابك تذكر أنت فيه ـ على صيغة الخطاب أو يذكر هو عنك على صيغة الغيبة ـ أن تركة صاحبنا أبي الحسن موسى عليه‌السلام من العلم والدين والهدى والرشاد وما يتعلق بوصاية رسول الله وامامة الخلق عندك.

فقال عليه‌السلام : صدقت أنت وصدق فلان ، فالكتاب كتابي ، والقول قولي ، أما أني والله ما فعلت في ذلك ولا أظهرت الامر حتى رأيت أني لست أجد في الدين من ذلك بدا.

ولقد قلت ما قلت ، وأظهرت ما أظهرت ، كما يقال على جدع أنفي ، كناية عن أشد السوء ومثلا يضرب لأقصى الضرر ، وذلك من جهة المخافة من نصوص الخلافة كهارون والمأمون.

ولكني خفت انتشار الضلال في هذة الامة واستحواذ الفرقة عن دين الله ، فتحملت ذلك وفعلت ما فعلت.

فهذا شرح متن هذه الرواية على صراح معناها ، وهو صريح في جلالة الحسين ابن عمر ، وقوة ايمانه وتمسكه بأبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، وشدة اختصاصه به عليه‌السلام وعدم قوله بالوقف أصلا.

ومحشي الخلاصة اذ لم يستطع الى نيل مغزاه سبيلا ، فحيث قال العلامة : الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ثقة (١).

توهم أنه مستدرك عليه فقال في الحاشية : ذكره الشيخ ووثقه ، ولكن في كتاب‌

__________________

(١) الخلاصة : ٤٩‌

٣١٠

فقلت له : اني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر ، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال : صدقت وصدق ، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ، ولقد قلته على مثل جدع أنفي ، ولكني خفت الضلال والفرقة.

في سعيد الاعرج‌

٨٠٢ ـ جعفر ، عن فضالة بن أيوب وغير واحد ، عن معاوية بن عمار ، عن سعيد الاعرج ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فاستاذن له رجلان ، فأذن لهما ، فقال أحدهما : أفيكم امام مفترض الطاعة؟ قال : ما أعرف ذلك فينا ، قال بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم اماما مفترض الطاعة ، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد وتسمير ، فهم عبد الله بن أبي يعفور وفلان وفلان.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه ، قال : فما ذنبي واحمر وجهه وغضب غضبا شديدا ، قال : فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا.

قال : أتعرفون الرجلين؟ قلنا : نعم هما رجلان من الزيدية ، وهما يزعمان أن سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عبد الله بن الحسين.

فقال : كذبوا عليهم لعنة الله ثلاث مرات ، لا والله ما رآه عبد الله ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه قط ، ثم قال : اللهم الا أن يكون رآه على علي بن الحسين وهو متقلده ، فان كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته علامة.

وقال : والله ان عندي لسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولامته : والله أن عندي لراية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والله أن عندي لألواح موسى عليه‌السلام وعصاه ، والله أن عندي لخاتم‌

______________________________________________________

الكشي رواية عن الحسين بن عمر تدل على خلاف التوثيق (١).

__________________

(١) الحاشية على الخلاصة للخلاصة للشهيد الثانى غير مطبوع‌

٣١١

سليمان بن داود ، والله أن عندى الطست التي كان موسى يقرب فيها القربان ، والله أن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشي‌ء الذي كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يضعه بين المسلمين والمشركين فلا يصل الى المسلمين نشابة.

ثم قال : ان الله عز وجل أوحى الى طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس درعك ملاها. فدعى طالوت جنده رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملأها أحد منهم الا داود فقال : يا داود أنك أنت تقتل جالوت فأبرز اليه فبرز اليه فقتله.

فان قائمنا إن شاء الله من اذا لبس درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يملأها ، وقد لبسها أبو جعفر فخطت عليه ، ولبستها أنا فكانت وكانت.

في على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب

عليهم السلام

٨٠٣ ـ حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا الحسين بن موسى الخشاب ، عن علي بن أسباط وغيره ، عن علي بن جعفر بن محمد ، قال ، قال لي رجل أحسبه من الواقفة : ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت : قد مات ، قال : وما يدريك بذاك؟ قلت : اقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده.

قال : ومن الناطق من بعده؟ قلت : ابنه علي ، قال : فما فعل؟ قلت له : مات ، قال : وما يدريك أنه مات؟ قلت : قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده. قال : ومن الناطق من بعده؟ قلت : أبو جعفر ابنه ، قال ، فقال له : أنت في سنك وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام.

قال ، قلت : ما أراك الا شيطانا ، قال : ثم أخذ بلحيته فرفعها الى السماء ثم قال : فما حيلتي ان كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا.

٨٠٤ ـ حدثني نصر بن الصباح البلخي ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسن بن موسى بن جعفر ، قال : كنت‌

٣١٢

عند أبي جعفر عليه‌السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس ، فقال لي الاعرابي : من هذا الفتى؟ وأشار بيده الى أبي جعفر عليه‌السلام.

قلت : هذا وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه ، وهذا حدث كيف يكون هذا.

قلت : هذا وصي علي بن موسى ، وعلي وصي موسى بن جعفر ، وموسى وصي جعفر بن محمد ، وجعفر وصي محمد بن علي ، ومحمد وصي علي بن الحسين ، وعلي وصي الحسين ، والحسين وصي الحسن ، والحسن وصي علي بن أبي طالب ، وعلي وصي رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ).

قال : ودنى الطبيب ليقطع له العرق ، فقام علي بن جعفر ، فقال : يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك ، قال ، قلت : يهنئك ، هذا عم أبيه ، قال ، فقطع له العرق ، ثم أراد أبو جعفر عليه‌السلام النهوض فقام علي بن جعفر عليهما‌السلام فسوى له نعليه حتى لبسهما.

في على بن يقطين واخوته‌

٨٠٥ ـ قال أبو عمرو : علي بن يقطين مولى بني أسد ، وكان قبل يبيع الابزار وهي التوابل ، ومات في زمن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، وأبو الحسن محبوس سنة ثمانين ومائة ، وبقي أبو الحسن عليه‌السلام في الحبس أربع سنين ، وكان حبسه هارون.

٨٠٦ ـ حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا العبيدي ، عن زياد القندي ، عن علي بن يقطين ، أن أبا الحسن عليه‌السلام قد ضمن له الجنة.

٨٠٧ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : ان علي بن يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له فقال : في أمر الآخرة ، قلت : نعم ، قال : فوضع يده على صدره ، ثم قال : ضمنت‌

٣١٣

لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا.

٨٠٨ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال خرجت عاما من الاعوام ومعي مال كثير لأبي ابراهيم عليه‌السلام ، وأودعني علي بن يقطين رسالة سأله الدعاء ، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال اليه ، قلت : جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له ، فقال : للآخرة؟ قلت : نعم ، قال : فوضع يده على صدره ثم قال : ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار.

٨٠٩ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، وجبريل بن أحمد قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني يعقوب بن يقطين ، قال سمعت أبا الحسن الخراساني عليه‌السلام يقول : أما أن علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض ، يعني أبا الحسن عليه‌السلام.

٨١٠ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير.

وحدثني حمدويه وابراهيم ، قالوا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن درست ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال كنت عند أبي ابراهيم عليه‌السلام اذا أقبل علي بن يقطين ، فالتفت أبو الحسن عليه‌السلام الى أصحابه ، فقال : من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلينظر الى هذا المقبل فقال له رجل من القوم : هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة.

٨١١ ـ حمدويه ، قال : حدثنا محمد بن عيسى.

ومحمد بن مسعود ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن عبيد الله ابن عبد الله ، عن درست ، عن الكاهلي ، قال كنت عند أبي ابراهيم عليه‌السلام اذ أقبل علي ابن يقطين ، وذكر مثله سواء.

٨١٢ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد بن‌

٣١٤

عيسى ، قال سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : قربوا مني صاحب الذؤابتين ، وكان عليا ، فقرب منه ، فضمه اليه ودعا له بخير.

٨١٣ ـ قال محمد بن قولويه : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثنا محمد بن اسماعيل ، عن محمد بن عمرو بن سعيد ، عن داود الرقي قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام يوم النحر ، فقال مبتدئا : ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف الا علي بن يقطين ، فانه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت.

٨١٤ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين ، عن علي بن يقطين ، قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية.

٨١٥ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال ، قال العبيدي قال يونس : انهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا.

٨١٦ ـ حدثني حمدويه ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال ، قال أبو الحسن عليه‌السلام : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

٨١٧ ـ محمد بن اسماعيل ، عن اسماعيل بن مرار ، عن بعض أصحابنا ، أنه لما قدم أبو ابراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام العراق ، قال علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه ، فقال. يا علي ان الله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه ، وأنت منهم يا علي.

٨١٨ ـ محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع ، عن الحسين بن عبد الرحيم ، قال ، قال أبو الحسن عليه‌السلام لعلي بن يقطين : اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي : جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي.

٣١٥

قال ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : الثلاث اللواتي أضمنهن لك : أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل ، ولا فاقة ، ولا سجن حبس ، قال ، فقال علي : وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال ، فقال : تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته ، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.

٨١٩ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : روى بكر بن محمد الاشعري ، ان أبا الحسن الاول عليه‌السلام قال : اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة ، فوهبه لي ، ان علي ابن يقطين بذل ماله ومودته ، فكان لذلك منا مستوجبا.

ويقال : ان علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف درهم ، وأن أبا الحسن عليه‌السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة ، منهم أبو الحسن الثاني ، فكتب الى علي ابن يقطين : اني قد صيرت مهورهن إليك.

قال محمد بن عيسى : فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين رحمه‌الله وجه الى جواريه حتى حمل حباءهن ممن باعه ، فوجه اليه بما فرض عليه من مهورهن وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة ، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة.

حدثني حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا أبو جعفر ، عن الحسن بن علي وذكر مثله.

______________________________________________________

على بن يقطين واخوته

قوله ، جواريه حتى حمل‌

الضمير في جواريه وباعه لعلي بن يقطين ، وحمل على صيغة المجهول ، وحباء ككتاب بكسر الحاء المهملة قبل الباء الموحدة العطاء وهو اسم لا مصدر قاله القاموس (١).

__________________

(١) القاموس : ٤ / ٣١٥‌

٣١٦

٨٢٠ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثنا محمد ابن عيسى ، قال : زعم الحسين بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث مائة ملب ، أو مأتين وخمسين ملبيا ، وان لم يكن يفوته من يحج عنه.

______________________________________________________

وفي نسخة « حبايتهن » والحباية والحباوة أيضا بالكسر العطاء والعطية قاله الفائق والاساس وكذلك الحبوة مثلثة والحبية بالكسر اسم من الاحتباء.

والمعنى : وجه أي أرسل علي بن يقطين الى جواريه ، فحمل اليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتى حباهن وحبايتهن ، أي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين اياهن واشتراهن هو منه.

فوجه علي بن يقطين الى أبي الحسن موسى عليه‌السلام بما فرض عليه وصير اليه من مهور أزواج بنيه ، وزاد على ذلك ثلاثة آلاف دينار للوليمة ، فبلغ المجموع ثلاثة عشر الف دينار.

وكان ذلك المبلغ ـ وهو في عصرنا هذا ألفا تومان تقريبا ـ أحد ما قد أرسله اليه عليه‌السلام في دفعة واحدة ، حفه الله تعالى بفضله وخصه برحمته.

قوله : وان لم يكن يفوته من يحج عنه‌

يعني : كان يستنيب من يحج عنه مندوبا في كل سنة : ولا يفوته ذلك أصلا ، ومع ذلك كان يستنيب كل سنة لمجرد التلبية عنه ، وقد أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبي عنه ، أو مائتان وخمسون ملبيا عنه ، وكان يعطي الكاهلي وعبد الرحمن ابن الحجاج وغيرهما من أمثالهما من الدراهم للحج عنه كل سنة عشرة آلاف ، ويعطي الملبي عنه عشرين الفا.

وقال شيخنا الشهيد في الدروس : تجوز الاستنابة في الحج ندبا للحي ، وفيه فضل كثير ، فقد أحصى في عام واحد خمسمائة وخمسون رجلا يحجون عن علي ابن يقطين صاحب الكاظم عليه‌السلام أقلهم بتسعمائة دينار وأكثرهم عشرة آلاف (١).

كأنه يعني عشرة آلاف درهم.

__________________

(١) الدروس : ٨٧‌

٣١٧

وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج ، مثل الكاهلي ، وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما ، ويعطي أدناهم ألف درهم ، وسمعت من يحكى في أدناهم خمسمائة درهم ، وكان أمره بالدخول في أعمالهم.

فقال : ان كنت لا بد فاعلا فانظر كيف يكون لأصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بحبايتهم في العلانية ، ويرد عليهم في السر ، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني عليه‌السلام : ادع لعلي بن يقطين ، فقال : قد كفي علي بن يقطين.

وقال أبو الحسن عليه‌السلام : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.

وزعم ابن أخي الكاهلى أن أبا الحسن عليه‌السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة.

فزعم ابن اخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات ، مسبغين في ذلك ، حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.

وقال أبو الحسن عليه‌السلام ان لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم‌

______________________________________________________

قوله : مسبغين‌

بالباء الموحدة بين السين المهملة والغين المعجمة على صيغة الفاعل من الاسباغ بمعني الاكمال والتوفير.

وفي بعض النسخ : بالتاء المثناة من فوق مكان الباء الموحدة والنون بعد الغين من الاستغناء و « حتى » اما انها بمدخولها الى جيرانه متعلقة بقوله « لم يزل يجري عليهم » واما ان حتى مات اي الكاهلي او علي بن يقطين متعلقة بذلك.

ثم أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه بيان للمسبغين أو المستغنين في ذلك المجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات فليعلم.

٣١٨

دعوة أبي عبد الله عليه‌السلام علي بن يقطين وما ولد ، قال ، فقال : ليس حيث يذهب أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة ، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.

٨٢١ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب ، قال أخبرنا بكر بن صالح الرازى ، عن اسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة ، عن اسماعيل بن سلام ، وفلان بن حميد ، قالا ، بعث إلينا علي بن يقطين ، فقال : اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق ، ودفع إلينا مالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب الى أبي الحسن موسى عليه‌السلام ولا يعلم بكما أحد.

قالا : فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق حتى اذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل ، فبينا نحن‌

______________________________________________________

قوله رحمه‌الله : دعوة أبى عبد الله (ع) على بن يقطين وما ولد‌

يعني : كان أبو عبد الله قد جرى على لسانه في دعوته علي بن يقطين وما ولد أي من ولده ، فقال للراوي : انه ليس الامر حيث تذهب بوهمك ، اني قد قصدته بالدعوة ، بل انما ذلك من حيث كان في صلبه علي بن يقطين ، وليس يستضر المؤمن من حيث كينونته في صلب الكافر.

هذا من طريق أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في عامة النسخ.

ومن طريق أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : قلت له : اني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله عليه‌السلام على يقطين وما ولد.

فقال يا أبا أحمد [ أبا الحسن ] ليس حيث تذهب انما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجي‌ء المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا (١).

__________________

(١) أصول الكافى : ٢ / ١١‌

٣١٩

كذلك اذا راكب قد أقبل ومعه شاكري.

فلما قرب منا فاذا هو أبو الحسن موسى عليه‌السلام فقمنا اليه وسلمنا عليه ودفعنا اليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها ، فقال : هذه جوابات كتبكم.

قال ، قلنا : ان زادنا قد فنى ، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتزودنا زادا؟ فقال : هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد اليه فقلبه بيده ، فقال : هذا يبلغكما الى الكوفة ، وأما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد رأيتماه ، اني صليت معهم الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم الظهر ، انصرفا في حفظ الله.

٨٢٢ ـ حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني يحيى بن محمد ، عن سيبويه الرازي ، عن بكر بن صالح ، بأسناده مثله.

علي وخزيمة ويعقوب وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسن عليه‌السلام.

٨٢٣ ـ طاهر بن عيسى ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي ، قال : سمعت اسماعيل بن موسى عمي ، قال ، رأيت العبد الصالح عليه‌السلام على الصفا ، يقول : الهى في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين.

______________________________________________________

قوله : ومعه شاكرى‌

الشاكري الركابي والشاطر والاجير والمستخدم ، أو الناقة السمينة الممتلى صرعها من اللبن ، وكل دابة سمينة فهي شاكري.

قوله (ع) : فقد رأيتماه‌

يعني عليه‌السلام : انكما حيث رأيتماني فكأنما قد رأيتما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انصرفا في حفظ الله لا يشعرن بكما أحد من المخالفين ، واني قد صليت معهما الفجر وأنا أريد أن أصلي معهما الظهر ، كيلا يطلع أحد منهم على ذلك.

٣٢٠