إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي

إختيار معرفة الرّجال - ج ٢

المؤلف:

السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢

الجزء الخامس من الاختيار من كتاب أبي عمرو

محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال

بسم الله الرّحمن الرّحيم‌

ما روى في يونس بن ظبيان‌

٦٧٢ ـ قال محمد بن مسعود : يونس بن ظبيان متهم غال ، وذكر أن عبد الله ابن محمد بن خالد الطيالسي ، قال : كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس ، يحدثنا بأحاديثه ، اذ مر علينا حديث النبي يرويه يونس بن ظبيان ، حديث العمود ، فقال : تحدثوا عني هذا الحديث لا روي لكم ، ثم رواه.

٦٧٣ ـ حدثني محمد بن قولويه القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، قال : سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن يونس بن ظبيان ، أنه قال : كنت في بعض الليالى وأنا في الطواف فاذا نداء من فوق رأسي : يا يونس اني أنا الله لا إله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ، فرفعت رأسي فاذا ج.

______________________________________________________

ما روى في يونس بن ظبيان

قوله فرفعت رأسى فاذا ج‌

« اذا » للمفاجاة ، و « ج » كناية عن جبرئيل عليه‌السلام.

٢٤١

فغضب أبو الحسن عليه‌السلام غضبا لم يملك نفسه ، ثم قال للرجل : أخرج عني لعنك الله ، ولعن من حدثك ، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم ، أشهد ما ناداه الا شيطان ، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان ، وأصحابهما الى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب ، سمعت ذلك من أبي عليه‌السلام.

قال يونس : فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتى صرع مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتا.

فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه الى الهاوية ، وألحقه بصاحبه الذي حدثه ، بيونس بن ظبيان ، ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له.

٦٧٤ ـ حدثني أحمد بن علي ، قال : حدثني أبو سعيد الادمي ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن عمار ابن أبي عنبسة ، قال : هلكت بنت لأبي الخطاب ، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها ، فقال : السلام عليك يا بنت رسول الله.

٦٧٥ ـ حدثني محمد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي محمد القاسم بن الهروي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن يونس بن ظبيان؟ فقال : رحمه‌الله وبنى له بيتا في الجنة ، كان والله مأمونا على الحديث : قال أبو عمرو الكشي ابن الهروى مجهول ، وهذا حديث غير صحيح ، مع ما قد روى في يونس بن ظبيان.

٢٤٢

ما روى في عنبسة بن مصعب‌

٦٧٦ ـ قال حمدويه : عنبسة بن مصعب ناووسي ، واقفي على أبي عبد الله عليه‌السلام ، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له : فلان بن فلان الناووس.

٦٧٧ ـ علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أشكو الى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأسر بكم ، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له الا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه أبدا.

ما روى في الحسين بن أبى العلاء‌

٦٧٨ ـ قال محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن : الحسين بن أبي العلاء الخفاف وكان أعور.

______________________________________________________

ما روى في الحسين بن ابى العلاء‌

أبو العلاء ثلاثة ، خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي.

وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي ، بفتح السين نسبة الى سلول قبيلة من هوازن ، وهذان قد ذكرهما الشيخ رحمه‌الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في باب الاسماء (١).

وأبو العلاء الخفاف بن عبد الملك الازدي ، وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الباقر عليه‌السلام في باب الكنى (٢) ، وهذا والد الحسين وعلي وعبد الحميد.

وأما خالد بن طهمان فوالد الحسين وعبد الله. والقاصرون يلبس عليهم الامر فليعلم.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١١٨‌

(٢) رجال الشيخ : ١٤١‌

٢٤٣

قال حمدويه : الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف ، وكنية خالد أبو العلاء ، أخوه عبد الله بن أبي العلاء.

______________________________________________________

قوله وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف‌

خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي الازدي ، ذكره البخارى ومسلم صاحبا صحيحي العامة واسندا عنه الحديث في صحيحيهما.

وقال شيخنا أبو العباس النجاشي رحمه‌الله في كتابه : قال البخاري : روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب ، سمع منه وكيع ، ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج : أبو العلاء الخفاف له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر ـ يعني به مولانا الباقر عليه‌السلام ـ كان من العامة (١).

قلت : رام رحمه الله تعالى بذلك أنه كان من رجال الحديث عند العامة ، لا أنه كان عامي المذهب ، كما توهمه الحسن بن داود رحمه الله تعالى (٢) ، وقلده في التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر (٣) ، كيف؟ وعلماء العامة قد ضعفوه ، وتركوا أحاديثه للتشيع ، مع اعترافهم بجلالته.

قال أبو عبد الله الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال : خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف ، عن أنس وعدة ، وعنه الفريابي وأحمد بن يونس ، صدوق شيعي ، وضعفه ابن معين لذلك.

ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري فلا تكن من الغافلين.

قوله رحمه الله تعالى : أخوه عبد الله بن أبى العلاء‌

وأما الحسين بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي الخفاف ، فأخواه على‌

__________________

(١) رجال النجاشى : ١١٦‌

(٢) رجال ابن داود : ٤٥١‌

(٣) منهج المقال للسيد ميرزا : ١٣٠‌

٢٤٤

أبو أيوب ابراهيم بن عيسى الخزاز‌

٦٧٩ ـ قال محمد بن مسعود : عن علي بن الحسن ، أبو أيوب كوفي ، اسمه ابراهيم بن عيسى ، ثقة.

على بن ميمون الصائغ‌

٦٨٠ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن الحسن ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن ميمون الصائغ ، قال : دخلت عليه يعني أبا عبد الله عليه‌السلام ليلة ، فقلت اني أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادك عليهم‌السلام فادع الله أن يثبتني فقال : رحمك الله رحمك الله.

______________________________________________________

وعبد الحميد وهم ثلاثتهم ابنا ابي العلاء الخفاف ابن عبد الملك.

قال النجاشي : الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الاعور مولى بني أسد ، ذكر ذلك ابن عقده ، وعثمان بن حاتم ، وقال أحمد بن الحسين ـ رحمه الله تعالى ـ هو مولى بني عامر ، وأخواه علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد الله عليه‌السلام وكان الحسين أوجههم له كتب (١).

وقال في ترجمة أخيه : عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي ثقة روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام له كتاب (٢).

والسيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في البشرى ذكر تزكية الحسين.

وحكاه عنه الحسن بن داود في كتابه وقال : فيه نظر عندي لتهافت الاقوال فيه (٣).

ونحن قد حققنا حق المقال هناك في المعلقات على الاستبصار وفي حواشي الفقيه فيلتقن.

__________________

(١) رجال النجاشى : ٤٢‌

(٢) رجال النجاشى : ١٨٥‌

(٣) رجال ابن داود : ١٢٠‌

٢٤٥

سعيدة مولاة جعفر (ع)

٦٨١ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : حدثني محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، ذكر أن سعيدة مولاة جعفر عليه‌السلام كانت من أهل الفضل ، كانت تعلم كلما سمعت من أبي عبد الله عليه‌السلام ، وأنه كان عندها وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأن جعفرا قال لها : أسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة.

وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه‌السلام ، لم تكن ترى في المسجد الا مسلمة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خارجة الى مكة ، أو قادمة من مكة.

وذكر أنه كان آخر قولها : قد رضينا الثواب وآمنا العقاب.

عاصم بن حميد الحناط‌

٦٨٢ ـ عاصم بن حميد الحناط مولى بني حنيفة ، مات بالكوفة.

على بن السرى الكرخى‌

٦٨٣ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن عيسى.

وحمدويه ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا القاسم الصيقل ، رفع الحديث الى أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال ، كنا جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا فقال بعضنا : ذلك ضعيف ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام ان كان لا يقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا.

قال أبو جعفر العبيدي ، قال الحسن بن علي بن يقطين ، أظن الرجل على ابن السري الكرخي.

٢٤٦

ما روى في أبى ناب الدغشى الحسن بن عطية

وأخويه على ومالك ابنى عطية‌

٦٨٤ ـ قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسن ، عن أبي ناب الدغشي قال : هو الحسن بن عطية ، وعلي بن عطية ، ومالك بن عطية أخوة كوفيون ، وليسوا بالاحمسية ، فان في الحديث مالك الاحمسي ، والاحمس بطن من بجيلة.

ما روى في بنى رباط‌

٦٨٥ ـ قال نصر بن الصباح. كانوا اربعة اخوة الحسن والحسين وعلي ويونس ، كلهم أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ولهم أولاد كثير من حملة الحديث.

______________________________________________________

ما روى في بنى رباط

قوله : كانوا اربعة اخوة‌

صريح هذا الكلام أن علي بن رباط أخو يونس والحسن والحسين ، وانهم أربعتهم ابناء رباط ، وكلهم أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام.

وذكر النجاشي فيهم اسحاق وعبد الله ابني رباط (١).

والشيخ رحمه‌الله في كتاب الرجال أورد في أصحاب الصادق عليه‌السلام عبد الله بن رباط وعلي بن رباط ، وكذلك الحسن بن رباط والحسين بن رباط ويونس بن رباط (٢).

وذكر في أصحاب ابي الحسن الرضا عليه‌السلام علي بن الحسن بن رباط (٣).

__________________

(١) رجال النجاشى : ٣٧ في الحسن.

(٢) رجال الشيخ على ترتيب الاسماء : ٢٢٥ و ٢٦٥ و ١٦٧ و ٣٣٧ وليس فيه على والحسين ابنا رباط.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٤ والموجود فيه على بن رباط.

٢٤٧

في المنخل بن جميل الكوفى بياع الجوارى‌

٦٨٦ ـ قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسن ، عن المنخل بن جميل فقال : هو لا شي‌ء ، متهم بالغلو.

______________________________________________________

وسيأتي أيضا في كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في أصحاب الرضا عليه‌السلام.

فاذن من المنصرح ان علي بن رباط من أصحاب الصادق عليه‌السلام هو عم علي ابن الحسن بن رباط من أصحاب الرضا عليه‌السلام.

وفي المتحذلقين في علم الرجال من أهل هذا العصر من التبس عليه الامر التباسا ثخينا ، واشتبه عليه الحق اشتباها متراكما ، فحسب أن علي بن رباط وعلي ابن الحسن بن رباط واحد ، متشبثا بأن الشيخ في الفهرست ذكر علي بن الحسن بن الرباط ، ثم أخيرا في ايراد الاستناد عنه قال. عن علي بن رباط فعلم الاتحاد (١).

قلت : ما أوهن هذا المتشبث وما أسخفه ، فان الاختصار أخيرا على نسبته الى رباط وهو جده ، ليس يستلزم الاتحاد بين على بن رباط وابن أخيه على بن الحسن بن رباط أصلا ، بل انما مقتضاه أن على بن رباط المذكور أخيرا في ذكر الطريق اليه هو علي بن الحسن بن رباط المذكور أولا في العنوان.

على أن في عامة نسخ الفهرست التي وقعت إلي اثبات الحسن في البين أخيرا أيضا كما في العنوان أولا ، وربما كان في بعض النسخ عنه بالضمير أخيرا ، فلا تكونن من الخالطين.

في المنخل بن جميل الكوفى‌

المنخل ـ بالنون والخاء المعجمة المشددة المفتوحتين بين الميم واللام ـ ابن جميل الاسدي الكوفي بياع الجواري ، روى عن الصادق والكاظم عليهما‌السلام.

قال النجاشي : انه ضعيف فاسد الرواية (٢).

__________________

(١) منهج المقال : ٢٢٩‌

(٢) رجال النجاشى : ٣٣٠‌

٢٤٨

أبو عبيدة زياد الحذاء‌

٦٨٧ ـ حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب ، قال : أخبرني عبد الله بن حمدويه قال : حدثنى محمد بن عيسى ، عن بشير ، عن الارقط ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال لما دفن أبو عبيدة الحذاء ، قال ، قال : انطلق بنا حتى نصلي على أبي عبيدة.

قال : فانطلقنا فلما انتهينا الى قبره لم يزد على أن دعا له ، فقال : اللهم برد على أبي عبيدة ، اللهم نور له قبره ، اللهم ألحقه بنبيه ، ولم يصل عليه ، فقلت له : هل على الميت صلاة بعد الدفن؟ قال : لا ، انما هو الدعاء له.

٦٨٨ ـ حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثني جعفر بن بشير ، عن داود بن سرحان ، قال ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام لي في كفن أبي عبيدة الحذاء : انما الحنوط الكافور ، ولكن اذهب فاصنع كما صنع الناس.

في بشير النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام‌

٦٨٩ ـ طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن زيد الشحام ، قال رآني أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا أصلي فأرسل إلي ودعاني ، فقال لي : من أين أنت؟ قلت : من مواليك ، قال : فأي موالي؟ قلت : من الكوفة ، فقال : من تعرف من الكوفة ، قال ، قلت : بشير النبال وشجرة.

______________________________________________________

وقال أحمد بن الحسين الغضائري : الغلاة أضافوا اليه أحاديث كثيرة منكرة فكان متهما بالغلو.

في بشير النبال وشجرة أخوه‌

بشير النبال على الاضافة لا على التوصيف ، فان النبال هو أبو أراكه جد بشير وشجرة لا بشير ، وآل النبال كلهم ثقاة أجلاء ، وبشير أوجههم وأعرفهم.

٢٤٩

قال : وكيف صنيعتهما؟ فقال : ما أحسن صنيعتهما إلي ، قال : خير المسلمين من وصل وأعان ونفع ، ما بت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه.

ثم قال : أي شي‌ء معكم من النفقة؟ قلت : عندي مائتا درهم ، قال : أرنيها‌

______________________________________________________

والعلامة ومن قلده من المتأخرين عن ذلك من الذاهلين ، فلذلك في الخلاصة كان في بشير النبال من المتوقفين (١).

أي في تعديله واستصحاح حديثه لا في مدحه واستقامة عقيدته ، والتمسك في في أحكام الحلال والحرام بروايته اذا تكن معارضة برواية على خلافها صحيحة.

لأنه لم يظفر في ترجمة بشير النبال بالنص عليه بالتوثيق لأحد من الاصحاب ولم يكن يستشعر أنه من آل النبال أبي أراكه المنصوص عليهم بالثقة والجلالة ، وهم بشير وشجرة ابنا ميمون والحسن بن شجرة وأخوه علي بن شجرة وغيرهم ، وأبو أراكه البجلي الهمداني الكوفي الكندي من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

قال النجاشي رحمه الله تعالى : علي بن شجرة بن ميمون بن أبي أراكه النبال مولى كنده ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وأخوه الحسن بن شجرة روى ، وهم كلهم ثقات وجوه جلة (٢).

والشيخ رحمه الله تعالى ذكرانهم بيت الثقة والجلالة ، وذكر بشر النبال بكسر الموحدة واسكان المعجمة واسقاط المثناة من تحت ، وقال : أبوه ميمون هو أبو اراكه لا ابن أبي اراكه.

قال في كتاب الرجال في باب الباء من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : بشر ابن ميمون الوابشي الهمداني النبال الكوفي ، وأخوه شجرة ، وهما ابنا ابي أراكه واسمه ميمون مولى بني وابش وهو ميمون بن سنجار.

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥‌

(٢) رجال النجاشى : ٢١١‌

٢٥٠

فأتيته بها فزادني فيها ثلاثين درهما ودينارين ، ثم قال : تعشّ عندي! فجئت فتعشيت عنده.

قال : فلما كان من القابلة لم أذهب اليه ، فأرسل إلي فدعاني من عنده ، فقال : ما لك لم تأتني البارحة قد شفقت علي؟ فقلت : لم يجئني رسولك ، قال : فأنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيما في هذه البلدة ، أي شي‌ء تشتهي من الطعام؟ قلت : اللبن ، قال ، فاشترى من أجلي شاة لبونا.

قال ، فقلت له : علمني دعاء ، قال : اكتب ـ بسم الله الرحمن الرحيم ، يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل عثرة ، يا من يعطي الكثير بالقليل ، ويا من أعطى من سأله ، تحننا منه ورحمة ، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وأهل بيته ، وأعطني بمسألتي اياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، فانه غير منقوص لما أعطيت وزدني من سعة فضلك يا كريم.

______________________________________________________

وقال : في باب الشين شجرة أخو بشير النبال باثبات الياء بين الشين والراء على فعيل.

وفي باب الباء من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : بشر بن ميمون الوابشي النبال كوفي.

وقال في باب الشين : شجرة بن ميمون بن أبي أراكه الوابشي مولاهم الكوفي.

وقال في باب الكنى من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام : أبو اراكة البجلي كوفي (١).

قلت : ما قاله الشيخ لعله هو المستبين.

قوله (ع) : فانه غير منقوص لما أعطيت‌

اللام اما مفتوحة للتأكيد وضمير فانه للشأن ، والمعنى : لعطاؤك عطاء غير منقوص.

__________________

(١) رجال الشيخ على ترتيب : ١٠٨ و ١٢٥ و ١٥٦ و ٢١٨ و ٦٣.

٢٥١

ثم رفع يديه ، فقال : يا ذا المن والطول يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود ارحم شيبتي من النار ، ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها الا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا.

في عمر أخي عذافر‌

٦٩٠ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني الحسين بن إشكيب ، عن ابن أورمة ، عن القاسم بن محمد ، عن حبيب الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول وذكر أبا الخطاب ، فقال : اتقوا الكذابين ، قال ، وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : اني أرسلت مع عمر أخي عذافر لأم فروة بمتعة لها عندكم ، فزعم أني استودعته علما.

في سكبن النخعى‌

٦٩١ ـ محمد بن مسعود قال : كتب إلي الفضل بن شاذان ، يذكر عن ابن أبي عمير ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، قال ، حججت وسكين النخعي ، فتعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيب ، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد الى السماء ، فلما قدم المدينة دنا من أبي اسحاق فصلى الى جانبه ، فقال جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسائل؟ قال : اذهب فاكتبها وأرسل بها إلي.

فكتب جعلت فداك رجل دخله الخوف من الله عز وجل حتى ترك النساء والطعام الطيب ، ولا يقدر أن يرفع رأسه الى السماء ، وأما الثياب فشك فيها.

فكتب : أما قولك في ترك النساء : فقد علمت ما كان لرسول الله من النساء ، وأما قولك في ترك الطعام الطيب : فقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأكل اللحم والعسل ، وأما قولك أنه دخله الخوف حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه الى السماء : فليكثر من تلاوة هذه الآيات : الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار.

______________________________________________________

أو مكسورة للتعليل والضمير لخير الدنيا والآخرة ، أي أنه غير منقوص في خزائنك بسبب كثرة عطيتك.

٢٥٢

في عروة القتات‌

٦٩٢ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل الكناسي ، قال ، قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : أي شي‌ء بلغني عنكم؟ قلت : ما هو؟ قال : بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة ، قال ، قلت : نعم جعلت فداك ذاك رجل يقال له عروة القتات ، وهو رجل له حظ من عقل ، يجتمع عنده فيتكلم ويتسائل ثم يرد ذلك إليكم ، قال : لا بأس.

في الحسين بن المنذر‌

٦٩٣ ـ حمدويه قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن المنذر ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام جالسا‌

______________________________________________________

في عروة القتات‌

القتات بفتح القاف والتاء والمثناة من فوق المشددة على فعال ، وأصل معناه في اللغة النمام من القت بمعني النم ، أو الذي يستمع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون نمها أو لم ينمها ، أو الذي يجمع العلم أو المال قليلا قليلا.

وعروة القتات وفي كتاب الحسن بن داود : عروة بن القتات حسن الذكر ممدوح الحال (١).

وما قيل : ألا حمدان المذكوران في الطريق مجهولان ، ساقط على ما أدريناك سالفا غير مرة واحدة.

قوله : يجتمع عنده‌

يجتمع على ما لم يسم فاعله ، أى يجتمع الناس عنده ، أو نجتمع بنون المتكلم مع الغير أي نجتمع نحن معشر شيعة الكوفة عنده.

__________________

(١) رجال ابن داود : ٢٣٤ وحذف المصحح الابن من البين.

٢٥٣

فقال لي معتب : خفف عن أبي عبد الله عليه‌السلام : فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : دعه فانه من قراح الشيعة.

في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه‌

٦٩٤ ـ حمدويه ، قال : سمعت أشياخي يذكرون : أن حمادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي ، وحماد يلقب بالناب ، وكلهم فاضلون خيار ثقات.

حماد بن عثمان مولى عني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة.

في القاسم بن عروة‌

٦٩٥ ـ مولى أبي أيوب الخوزي ، وزير أبي جعفر المنصور.

في أبى مسروق وابنه الهيثم‌

٦٩٦ ـ حمدويه ، قال : لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم ، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير ، كلاهما فاضلان.

في عنبسة بن بجاد العابد‌

٦٩٧ ـ حمدويه ، قال : قال : سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيرا فاضلا.

في ذريح المحاربى‌

٦٩٨ ـ روى أبو سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا العبيدي ، قال : حدثنا يونس ابن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى ، وجعفر بن بشير جميعا ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما ترك الله الارض بغير امام قط منذ قبض آدم عليه‌السلام يهتدى‌

______________________________________________________

في الحسين بن المنذر

قوله عليه‌السلام : من قراح الشيعة‌

بالقاف والراء واهمال الحاء أخيرا ، أي من خالصتهم وخلصهم.

٢٥٤

به الى الله تبارك وتعالى ، وهو الحجة على العباد ، من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله تعالى.

٦٩٩ ـ روي عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن جبلة الكناني ، عن ذريح المحاربي قال ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام بالمدينة : ما تقول في أحاديث جابر؟ قال : تلقاني بمكة قال : فلقيته بمكة ، فقال : تلقاني بمنى ، قال : فلقيته بمنى فقال لي : ما تصنع بأحاديث جابر! أله عن أحاديث جابر فانها اذا وقعت الى السفلة أذاعوها. قال عبد الله بن جبلة : فاحتسبت ذريحا سفلة.

٧٠٠ ـ حدثني خلف بن حماد ، قال : حدثني أبو سعيد ، قال : حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة ، عن داود الرقي ، قال ، قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من أمرك شي‌ء الا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال لي : وما هو؟ قال سمعته يقول : سابعنا قائمنا ان شاء الله ، قال : صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه‌السلام ،

______________________________________________________

في ذريح المحاربى

قوله : فاحتسبت ذريحا سفلة‌

بل ظاهر سياق الكلام أن ذريحا ليس من السفلة ، وأنه عليه‌السلام انما نهاه وألهاه عن أحاديث جابر ، لئلا تقع الى السفلة الجهلة فيذيعوها ، وهي صعبة المسلك عسرة المأخذ ، لا تحتملها المدارك القاصرة والاذهان الضيقة.

قوله عليه‌السلام : سابعنا قائمنا إن شاء الله‌

لعل المروم بقول أبي جعفر عليه‌السلام سابعنا سابع من بعده من الائمة الاثنى عشر الطاهرين.

وأما كلام أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فمغزاه : أنه ولو كان المراد سابع الاثنى عشر المعصومين صلوات الله عليهم ، فانما سبيل قوله عليه‌السلام قائمنا إن شاء الله سبيل‌

٢٥٥

فازددت والله شكا ، ثم قال يا داود بن أبي خالد : أما والله لو لا أن موسى قال للعالم ستجدني ان شاء الله صابرا ما سأله عن شي‌ء ، وكذلك أبو جعفر عليه‌السلام لو لا أن قال إن شاء الله لكان كما قال ، قال : فقطعت عليه.

في مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب‌

٧٠١ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب ، قال ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : انظر ما اصبت فعد به على اخوانك ، فان الله عز وجل يقول ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (١) قال مفضل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال ، وقد قلت : وقد ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى ، قال : لو لم تكن كنت.

٧٠٢ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني العمركي عن محمد بن علي وغيره عن ابن أبي عمير ، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخل علي أبو عبد الله عليه‌السلام وقد امرت أن اخرج لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم‌

______________________________________________________

قول موسى على نبينا وعليه السلام ( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً ) (٢) فليفقه.

في مفضل بن مزيد

قوله عليه‌السلام : فعد به‌

من العائدة وهي العارفة والمعروف لا من العود.

قوله عليه‌السلام : لو لم تكن كنت‌

أي لو لم تكن في مكانك الذي أنت فيه من هؤلاء ، ولا ناظرا في ديوانهم ، لكنت من السعداء الاخيار ، وكما يرتضيه الاولياء الابرار ، فلا نقيصة فيك الا من جهة هذه المنقصة.

__________________

(١) سورة هود : ١١٤‌

(٢) سورة الكهف : ٦٩‌

٢٥٦

الا وهو على رأسي وأنا مستخلي ، فوثبت اليه ، فسألني عما أمر لهم ، فناولته الكتاب ، قال : ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئا فقلت : هذا الذي خرج إلينا.

ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك ، فان الله جل وعلا يقول ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (١)

في على بن حماد الازدى‌

٧٠٣ ـ محمد بن مسعود قال : علي بن حماد متهم ، وهو الذي يروي كتاب الاظلة.

سليمان الديلمى‌

٧٠٤ ـ محمد بن مسعود ، قال، قال علي بن محمد : سليمان الديلمي من الغلاة الكبار.

تسمية الفقهاء من أصحاب أبى عبد الله (ع)

٧٠٥ ـ أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه ، من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم ، ستة نفر : جميل بن دراج. وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد بن عيسى ، وحماد ابن عثمان ، وأبان بن عثمان.

قالوا : وزعم أبو اسحاق الفقيه يعنى ثعلبة بن ميمون : أن أفقه هؤلاء جميل ابن دراج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام.

في سورة بن كليب‌

٧٠٦ ـ محمد بن مسعود ، قال : حدثني الحسين بن إشكيب ، عن عبد الرحمن‌

______________________________________________________

في سليمان الديلمى

قوله : قال على بن محمد‌

هو علي بن محمد فيروزان المقيم بكش ، وقد سلف ذكره مرارا.

__________________

(١) سورة هود : ١١٤‌

٢٥٧

ابن حماد ، عن محمد بن اسماعيل الميثمي ، عن حذيفة بن منصور ، عن سورة بن كليب ، قال ، قال لي زيد بن علي : يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرونه؟ قال : فقلت له : على الخبير سقطت ، قال ، فقال : هات.

فقلت له : كنا نأتي أخاك محمد بن علي عليه‌السلام نسأله ، فيقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال الله جل وعز في كتابه ، حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن آتيناه فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه. حتى أتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا كما قال أبوه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال تعالى ، فتبسم وقال أما والله ان قلت هذا فان كتب علي عليه‌السلام عنده.

في المعلى بن خنيس‌

٧٠٧ ـ حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : حدثني اسماعيل بن جابر ، قال : كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام مجاورا بمكة ، فقال لي : يا اسماعيل أخرج حتى تأتي مرا أو عسفان ،

______________________________________________________

في المعلى بن خنيس

قوله عليه‌السلام : حتى تأتى مرا وعسفان‌

في المغرب : المر بالفتح الذي يعمل به في الطين ، وبطن مر موضع من مكة على مرحلة.

وفي النهاية الاثيرية (١) : قد تكرر ذكر مر الظهران في الحديث وهو واد بين مكة وعسفان واسم القرية المضافة اليه.

مر بفتح الميم وتشديد الراء ، وفيه : بطن مر ومر الظهران هما بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب مكة.

وفي القاموس : عسفان كعثمان موضع من مكة على مرحلتين (٢).

__________________

(١) نهاية ابن الاثير : ٤ / ٣١٨‌

(٢) القاموس : ٣ / ١٧٥‌

٢٥٨

فسل هل حدث بالمدينة حدث ، قال : فخرجت حتى أتيت مرا فلم ألق أحدا ، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني أحد.

فارتحلت من عسفان فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان ، فقلت لهم : هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا لا ، الا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى ابن خنيس.

قال : فانصرفت الى أبي عبد الله عليه‌السلام فلما رآني قال لي : يا اسماعيل قتل المعلى بن خنيس؟ فقلت : نعم ، قال ، فقال : أما والله لقد دخل الجنة.

٧٠٨ ـ عن ابن أبي نجران ، عن حماد الناب ، عن المسمعي ، قال : لما أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله ، فقال له معلى أخرجني الى الناس فان لي دينا كثيرا وما لا حتى أشهد بذلك؟ فأخرجه الى السوق فلما اجتمع الناس.

قال : يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس من عرفني فقد عرفني ، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد قال : فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله.

قال : فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه‌السلام خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي ، واسماعيل ابنه خلفه ، فقال : يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي قال : ما أنا قتلته ولا أخذت مالك ، قال : والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي قال : ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي ، فقال باذنك أو بغير اذنك؟ قال : بغير اذني ، قال يا اسماعيل شأنك به قال : فخرج اسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه.

قال حماد : وأخبرني المسمعي عن معتب ، قال : فلم يزل أبو عبد الله عليه‌السلام ليلته ساجدا وقائما قال ، فسمعته في آخر الليل وهو ساجد ينادي.

اللهم أني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة ، قال : فو الله ما رفع رأسه‌

٢٥٩

من سجوده حتى سمعنا الصائحة ، فقالوا : مات داود بن علي فقال أبو عبد الله عليه‌السلام اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله اليه ملكا ، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته.

٧٠٩ ـ ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي المعلم ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن حفص الابيض التمار ، قال دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ايام طلب المعلى بن خنيس رحمه‌الله ، فقال لي يا حفص اني أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد.

______________________________________________________

قوله عليه‌السلام : فضرب الله رأسه بمرزبة‌

المرزبة بالراء بعد الميم ثم الزاي قبل الباء الموحدة على اسم الآلة بالتخفيف وقيل : بالتشديد.

قال ابن الاثير في النهاية : في حديث أبي جهل : فاذا رجل أسود يضربه بمرزبة فيغيب في الارض ، المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد ، وفي حديث الملك : وبيده مرزبة ، وتقال لها الارزبة أيضا بالهمزة والتشديد (١).

وفي المغرب المرزبة الميتدة ، وعن الكسائي تشديد الباء.

وفي القاموس : الارزبة والمرزبة مشددتان ، أو الاولى فقط عصية من حديد (٢)

قوله : عن حفص الابيض‌

حفص الابيض التمار الكوفي معروف في كتب الرجال. ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام (٣) ، وفي الاخبار من طريق أبي جعفر الكليني ومن طريق أبي عمرو الكشي ما يعلم منه شدة اختصاصه به عليه‌السلام.

__________________

(١) نهاية ابن الاثير : ٢ / ٢١٩‌

(٢) القاموس : ١ / ٧٣‌

(٣) رجال الشيخ : ١٧٦‌

٢٦٠