السيّد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-481-7
الصفحات: ٤٢٣
فصل الدال
دأب
دَأَبَ في العملِ ـ كمَنَعَ ـ دَأْباً ، ويُحرَّكُ ، ودُؤُوباً : جَدَّ وكَدَحَ واجتهدَ واستمرَّ ، فهو دائِبٌ ، ودَئِبٌ ، كَكِتف ..
والدَّابّة في سيرِها : مَرَّتْ فيه وبالغتْ وتَعِبَتْ.
وأَدْأَبَ الرجلُ نفسَهُ ، وأجيرَهُ ، ودابّتَهُ إِدْآباً : أجهدَهُم.
والدَّأْبُ ، كفَلْس ويُحرَّكُ : العادةُ والشأنُ ، وكلُّ ما عليه الإنسانُ من عملٍ وحالةٍ وأمرٍ. وأصلُهُ من دَأَبَ ، إذا كَدَحَ ، إِطلاقاً لاسمِ الخاصِّ على العامِّ.
ودَأَبَهُ ـ كمَنَعَهُ ـ دَأْباً ، ويُحرَّكُ : طَرَدَهُ ..
والدّابّةَ : ساقَها شديداً.
والدّائِبانِ : الليلُ والنهارُ.
ودابٌ : اسمٌ بلا همزٍ ، كما نَصَّ عليه ابنُ حجرٍ وغيرُهُ ، وغَلِطَ الفيروز اباديُّ ؛ ومنه : بكرُ بنُ دابٍ الليثيُّ ، ومحمّدُ بنُ دابٍ ؛ كذّبَهُ أبو زرعةَ وغيرُهُ ، وعيسى بنُ يزيدَ بنِ دابٍ ؛ هالِكٌ ، كلُّ ذلكَ بلا همزٍ.
وأمّا عبدُ الرحمانِ (١) الفقيهُ المعروفُ فهو ابنُ ذَاتٍ ، بالمعجمةِ والمثّناةِ ، وغَلِطَ الفيروز اباديُّ.
__________________
(١) هو أبو الطاهر عبد الرحمان بن علّك ابن ذات الساويّ الفقيه المشهور مات سنة ٤٨٤ ، « منه » ، انظر تبصير المنتبه ٢ : ٥٥٧.
وبنو دَوْأَبٍ ، كَجَوْهَر : قبيلةٌ.
ودَوْأَبٌ مثلُهُ : اسمُ فرسٍ لبني العنبرِ.
الكتاب
( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ) (١) أي جدُّ هؤلاءِ الكفرةِ واجتهادُهُم ، أو عادتُهُم أو شأنُهُم أو صنيعُهُم في تكذيبِ محمّدٍ ، كدَأْبِ آلِ فرعونَ مع موسى ، أو كدَأْبِ اللهِ في آلِ فرعونَ من جعلِهِم وقودَ النّارِ ، فهو من بابِ إضافةِ المصدرِ الى المفعولِ.
أو استمرارُهُم في النّارِ كاستمرارِ آلِ فرعونَ ، أو مشقّتُهُم وتعبُهُم ( كمشقّتهم وتعبهم ) (٢).
( تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ ) دَأَباً (٣) قُرِئَ بسكونِ الهمزةِ وفتحِها (٤) ، وهو مصدرُ دَأَبَ في العملِ ، إذا اجتهدَ فيه. ونصبُهُ على الحالِ ، أي تَزرَعونَ دائِبِينَ ، أو ذوي دَأْبٍ ، أو على أنّهُ مصدرٌ موكِّدٌ لفعلٍ هو الحالُ ، أي تَدْأَبونَ دَأَباً.
( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ ) (٥) مستمرَّينِ في سيرِهِما وإنارتِهِما وسائرِ منافعِهِما وخواصِّهِما.
الأثر
( فَرُبَ دَائِبٍ مُضَيِّعٌ ) (٦) أي ربَّ عاملٍ دائِبٍ في عملِهِ كادحٍ فيه مستمرٍّ عليه ، لكنّهُ مضيِّعٌ لما يترتّبُ عليه من الأجرِ والثّوابِ ، غيرُ محرِزٍ له ؛ لايقاعِهِ على غيرِ ما يَجِبُ وينبغي ، ممّا يُوجِبُ إحباطهُ.
دبب
دَبَ الصّبيُّ ـ كضَرَبَ ـ دَبَّاً ، ودَبِيباً : دَرَجَ في المشي رُوَيداً ..
__________________
(١) آل عمران : ١١ ، الأنفال : ٥٢ ، ٥٤.
(٢) بين القوسين ساقط من « ت » و « ش ».
(٣) يوسف : ٤٧.
(٤) انظر كتاب السّبعة : ٣٤٩ ، وحجّة القراءات : ٣٥٩.
(٥) إبراهيم : ٣٣.
(٦) نهج البلاغة ٢ : ١٦ / ١٢٥.
و ـ الشيخُ : مَشى على هِينَتِهِ ..
والقومُ إلى العدوِّ : ساروا سيراً ليّناً.
وكلُّ مشيٍ فيه تقاربُ خطوٍ فهو دَبِيبٌ ، واستعمالُهُ في الحشراتِ أكثرُ.
ومن المجاز
دَبَ فلانٌ بينَ القومِ بالنمائمِ : مَشى ..
والشرابُ في العروقِ ، والسقمُ في الجسدِ ، والبِلَى في الثوبِ : سَرى ..
والجدولُ : جَرى.
ودَبَّتْ عقاربُهُ علينا : مَشَتْ نمائمُهُ وكلماتُهُ المؤذيةُ.
وأَدَبَّهُ إِدْباباً : حَمَلَهُ على الدَّبِيبِ ..
وإلى أرضِهِ جدولاً : أجراهُ ..
وعلينا عقاربَهُ : جَعَلَ يَشِي بنا ويَنِمُّ ..
والبلادَ : مَلَأَها عدلاً ، فدَبَ أهلُها.
وهو « أكذبُ مَن دَبَ ودَرَجَ » يَأتي في المثلِ.
ومَدَبُ النملِ والسيلِ ، بفتحِ العينِ وكسرِها : مَجْراهُما ، فالمفتوحُ مصدرٌ ، والمكسورُ اسمٌ ، وهكذا كلُّ « مَفْعَلٍ » من ثلاثيٍّ كضَرَبَ إلاَّ ما شَذَّ كَمرْجعٍ.
وقيلَ : إنْ كانَ مضاعَفاً ـ كما نحن فيه ـ فالمصدرُ بالفتحِ والكسرِ معاً ، والاسمُ بالكسرِ لا غيرُ.
والدابَّةُ : كلُّ حيوانٍ في الأرضِ. وإخراجُ الطيرِ يَرُدُّهُ : ( وَاللهُ خَلَقَ كُلَ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ) (١). وخُصَّتْ عرفاً بما يُركَبُ. وتُطلَقُ على الذكرِ والأنثى ، وتصغيرُها : دُوَيْبَّةٌ ، وحَكى بعضُ الكوفيّينَ : دُوابَّةٌ ، وقالَ : إنّ الألفَ فيها للتصغيرِ مكانَ الياءِ.
ويقال : فَعَلتُ كذا من شُبَّ إلى دُبَ ـ بالبناءِ للمفعولِ فيهما على الحكايةِ للفعلِ ـ أي من لَدُنْ شَبَبْتُ إلى أنْ دَبَبتُ شيخاً. وقد ينوَّنانِ معرَبَينِ على إجرائِهِما مجرى الأسماءِ ، ويَأتي تمامُ الكلامِ عليهِما في المثلِ من « شَبَّ ».
__________________
(١) النور : ٤٥.
والدَّبوبُ ، كصَبور : النمّامُ ، والغارُ القعيرُ ، والسمينُ ؛ يقالُ : ناقةٌ دَبوبٌ ، إذا كانَتْ سمينةً لا تكادُ تَمشي ، إنّما تَدِبُ من سمنِها. وطعنةٌ دَبوبٌ : تَدِبُ بالدمِ.
والدَّيْبوبُ ، كطَيْفور : القوّادُ ؛ لأنّهُ يَدِبُ بينَ الرجالِ والنساءِ حتّى يَجمَعَ بينَهُم ، أو هو النمّامُ ؛ لأنّهُ يَدِبُ بعقاربِهِ.
والدِّبَّةُ ، بالكسرِ : الهيئةُ من الدِّبِيبِ.
وبالفتحِ : المّرةُ منه ، والفَرعَةُ ، وظرفُ الدهنِ ، وبطّةٌ من زجاجٍ ، والكثيبُ من الرملِ ، أو الرملةُ الحمراءُ ، أو المستويةُ من الأرضِ أو من الرملِ. الجمعُ : دِبابٌ ، كهِضاب.
وبالضمِّ : الطريقةُ ، والسجيّةُ ، والمَذهبُ ، كالدُّبِ ؛ يقالُ : رَكِبَ دُبَّهُ ، ودُبَّتَهُ ، أي أَخَذَ طريقتَهُ ، وتَقَيَّلَ سجيَّتهُ ، وذَهَبَ مَذهبَهُ.
والدَّبَبُ ، كسَبَب : العِجلُ أو أوّلُ ولادتِهِ ، والزغبُ ، أو كثرةُ الشَّعرِ ، أو كثرةُ وبرِ الوجهِ ، كالدَّبَبانِ ، كسَرَطان ، والدُّبَّةِ ، كقُبَّة ، وقد دَبِبْتَ يا رجلُ ـ كتَعِبْتَ ـ فأنتَ أَدَبُ ، وهي دَبّاءُ ، ودَبِبَةٌ ، ككَلِمَة ، ومنه : الأَدَبُ ، للجملِ الكثيرِ الوبرِ.
والدُّبُ ، بالضمِّ : حيوانٌ خبيثٌ ، وهي بهاءٍ. الجمعُ : دِبَبَةٌ ـ كقِرَدة ـ وأدْبابٌ ، كأَلبابٍ.
وأرضٌ مَدَبَّةٌ ، كمَحَلَّة : ذاتُ دِبَبَةٍ.
والدُّبُ الأكبرُ والأصغرُ : الكبرى والصغرى من بناتِ نعشٍ.
ويقالُ : ما بالدارِ دُبِّيٌ ـ كدُرِّيٍّ ويُكسَرُ ـ أي ما بها أحدٌ يَدِبُ ، ولا يُتكَلّمُ بها إلاَّ في الجحدِ.
والدُّبّاءُ ، كثُفّاء : القرعُ ، واحدتُهُ بهاءٍ ، ووزنُهُ « فُعّالٌ » من الدَّبِيبِ ؛ لأنّهُ يَدِبُ حتّى يَعلُوَ الشجرةَ السحوقَ ، وقالَ الزمخشريُّ : لامُهُ همزةٌ كالقِثّاءِ ، على اعتبارِ ظاهرِ اللفظِ (١). وهو من دَبَأَ بمعنى
__________________
(١) الفائق ١ : ٤٠٧.
هَدَأَ ؛ جُعِلَ انبساطُهُ هدوءاً ، قال : ويجوزُ أنْ يكونَ من بابِ الدَّبَى ، وهو أصغرُ الجرادِ (١). كما سيَأتي بيانُهُ هناكَ.
والدَّبْدَبُ ، كرَبْرَب : مشيُ العُجروفِ ، وهي الطويلُة الأرجلِ من النملِ.
وبهاءٍ : الجَلَبَةُ ـ وقد دَبْدَبوا ـ وصوتُ ( وقع ) (٢) الحافرِ ونحوِهِ على موضعٍ صلبٍ ، ورائبُ اللبنِ يُحلَبُ عليه ، وأخثرُ ما يكونُ منه ، كالدَّبْدَبى كقَهْقَرى ، وآلةُ لهوٍ شبهُ الطبلِ ، كالدَّبْدابِ ، كدَحْداحٍ. الجمعُ : دَبادِبُ ، ودَبادِيبُ.
والدُّبادِبُ ، كسُرادِق : الكثيرُ الصياحِ ، والضخمُ من الرجالِ.
ودَبابِ ، كقَطامِ : دعاءٌ للضبعِ ، أي دِبِّي.
وكسَحاب : جبلٌ لطيٍّ.
وبالكسرِ : موضعٌ كثيرُ الرملِ بالحجازِ.
وكصَبور : موضعٌ ببلادِ هُذَيلٍ.
والدَّبَّةُ ، كبَطَّةٍ وتُخفَّفُ : موضعٌ بمضيقِ الصفراءِ يقالُ له : دَبَّةُ المستعجِلةِ ، وموضعٌ بينَ أصافرَ وبدرٍ ، سَلَكَهُ النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسيرِهِ الى غزوة بدرٍ.
وضَبَطَهُ بعضُهُم بالضِّم.
وكرُبَّى : موضعٌ بالبصرةِ.
وكشَدّاد : موضعٌ ، وهو من أسمائِهِم أيضاً. ومنه : دَبّابُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عامرِ منِ تيمِ بنِ مُرّةَ ، ومُرّةُ بنُ دَبّابٍ البصريُّ ، تابعيٌّ ، وجماعةٌ.
وبنو الدَّبّابِ : محدِّثونَ ، كانَ جدُّهُم يَمشي بسكونٍ فقيلَ له : الدَّبّابُ ، منهم : محمّدُ بنُ محمّدٍ الدَبّابُ الزاهدُ ، وحفيدُهُ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ الدَّبّابِ الواعظُ.
والدُّبِّيُّ ، بالضمِّ كلُجِّيّ : جدُّ المباركِ بنِ نصرِ اللهِ بنِ الدُّبِّيِّ ، فقيهٌ حنفيٌّ.
ودَبَّةُ شبيبٍ ، بالفتحِ : لقبُ كتابِ
__________________
(١) الفائق ١ : ٤٠٧.
(٢) ليست في « ش ».
« نوادرُ الحكمةِ » محمّدٍ بنِ أحمدَ بنِ يحيى بنِ عمرانَ الأشعريِّ القمّيِّ ، وشبيبٌ : رجلٌ أُمّيٌّ كانَ بقُمّ ، له دَبَّةٌ ذاتُ بيوتٍ ، يَضَعُ في كلّ بيتٍ منها نوعاً من الدهنِ ، فكانَ يُعطي من كلٍّ منها ما يُطلَبُ منه من دهنٍ. فشَبّهوا ذلكَ الكتابَ بها ؛ لاشتمالِهِ على فنونٍ من العلمِ.
الكتاب
( وَاللهُ خَلَقَ كُلَ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ) (١) أي كلَّ حيوانٍ يَدِبُ على الأرضِ من ماءٍ هو جزءُ مادّتِهِ ، أو من ماءٍ مخصوصٍ هو النطفةُ ؛ تنزيلاً للغالبِ منزلةَ الكلِّ ، أو ( « مِنْ ماءٍ » صفةُ « دَابَّةٍ » لا صلة (٢) « خَلَقَ » أي كلُ دابَّةٍ متولِّدةٍ من ماءٍ فهي مخلوقةٌ له تعالى ).
( أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (٣) هي من أشراطِ الساعةٍ ، يَنشَقُّ لها الصفا فَتخرُجُ منه ، أو من المسجدِ الحرامِ ، أو من شِعبِ جِيادٍ ، أو شِعبِ أبي قُبَيسٍ ، أو الطائفِ ، ليلةَ الجمعةِ ، والناسُ سائرونَ إلى منى ، معها عصى موسى وخاتمُ سليمانَ ، فتَضرِبُ المؤمنَ بالعصى بينَ عينَيهِ ، فتَنْكُتُ نكتةً بيضاءَ ، فتَفشو تلكَ النكتةُ حتّى يُضيءَ لها وجهُهُ ، وتَكتُبُ بينَ عينَيهِ « مؤمنٌ ». وتَنكُتُ الكافرَ بالخاتَمِ في أنفِهِ ، فتَفشو النكتةُ حتّى يَسوَدَّ لها وجهُهُ ، وتَكتُبُ بينَ عينَيهِ « كافرٌ ». ورُوِيَ عن عليٍّ عليهالسلام : ( أنّها ليستْ بدابَّةٍ لها ذَنَبٌ ، ولكنْ لها لحيةٌ ) (٤) ، كأنّهُ يُشيرُ إلى أنّها رجلٌ. وعن ابنِ عبّاسٍ : « أنّها دابَّةٌ من دَوابِ الأرضِ ، لها زغبٌ وريشٌ وأربعُ قوائمَ » (٤).
( ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ
__________________
(١) النور : ٤٥.
(٢) في « ش » : « صفة » بدل : « صلة ».
(٣) النمل : ٨٢.
(٤) و (٥) مجمع البيان ٤ : ٢٣٤.
الْأَرْضِ ) (١) هي الأَرَضَةُ ، كقَصَبَة ، والأَرْضُ مصدرُ أُرِضَتِ الخشبةُ أَرْضاً ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ إذا أَكَلَتْها الأَرَضَةُ. أُضِيفَت الدابَّةُ إلى فعلِها.
( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ ) (٢) أي شرَّ مَن يَدِبُ على الأرضِ ، أو شرَّ البهائمِ ، ثم جَعَلَهُم من جنسِ البهائمِ ، ثم جَعَلَهُم شرَّها. و « الصُّمُّ الْبُكْمُ » : الذينَ لا يَسمَعونَ الحقَّ ولا ينطِقونَ به.
( ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ ) دَابَّةٍ (٣) من نَسَمَةٍ تَدِبُ على وجهِ الأرضِ ، من بني آدَم أو من غيرِهِم أيضاً ، بشؤمِ معاصيهِم.
الأثر
( دَبَ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الحَسَدُ وَالبَغْضَاء ) (٤) أي سارَ إليكم داءُ الأممِ الماضيةِ ، و « الحسدُ » بدلٌ منه أو عطفُ بيانٍ.
( وَدَبَ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِم ) (٥) يَعني الشيطانَ ، شَبَّههُ بالصبيِّ الذي يَنشَأُ في حجرِ والدَيهِ بجامعِ الملازمةِ لهما ، فيَدِبُ أوّلَ مشيِهِ ، أي يَمشي رُوَيداً ثم يَدرُجُ ، أي يَمشي مشيَ الصاعدِ في الدَّرَجَةِ ، وهو كنايةُ عن تربيتِهم له كما يُرّبي الوالدانِ الولدَ في حجورِهِما.
( أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ تَنْبَحُهَا كِلَابُ الحَوْأَبِ ) (٦) يُريدُ الجملَ الأَدَبَ ، وهو كثيرُ وبرِ الوجهِ ، أو كثيرُ الشعرِ ، ففَكَّ الإدغامَ ليُزاوِجَ « الحَوْأَبَ » ، وهو كجَوْهَر. وَمرَّ في فصلِ الحاءِ.
__________________
(١) سبأ : ١٤.
(٢) الأنفال : ٢٢.
(٣) فاطر : ٤٥.
(٤) معاني الأخبار : ٣٦٧ / ١ ، مجمع البحرين ٢ : ٥٥.
(٥) نهج البلاغة ١ : ٣٧ / ط ٦.
(٦) الفائق ١ : ٤٠٨ ، النهاية ٢ : ٩٦.
( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ دَيْبُوبٌ ) (١) كطَيْفور ، وهو القوّادُ أو النمّامُ.
( اتَّبِعُوا دُبَّةَ قُرَيْشٍ ) (٢) كقُبَّة ، أي طريقتَهُم وسيرتَهُم.
( نَهَى عَن الدُّبَّاءِ ) (٣) هو القرعُ أو الوعاءُ من يابسِهِ ، والنهيُ عن الانتباذِ فيه ؛ لأنّهُ يُسرِعُ بالشدّةِ في الشرابِ ، ويُحدِثُ فيه التغيّرَ ولا يَشعُرُ به صاحبُهُ ، فهو على خطرٍ من شربِ المحرَّمِ.
( كَيْفَ تَصْنَعُونَ بِالحُصُونِ؟ قَالُوا : نَتَّخذُ دَبَّابَاتٍ ) (٤) جمعُ دَبّابَةٍ ـ كنَسّابَةٍ ـ آلةٌ تُتّخَذُ من جلودٍ وخشبٍ ، يَدخُلُ فيها الرجالُ ، ويُقرِّبونَها من الحصنِ المحاصَرِ فَينقبُوهُ (٥) ، وهي تَقِيهِم ما يُرمَونَ به من فوق.
المثل
( دَبَ قَمْلُهُ ) (٦) يُضرَبُ للإنسانِ إذا سَمِنَ وحَسُنَتْ حالُهُ.
( أَكْذَبُ مَنْ دَبَ وَدَرَجَ ) (٧) أي الأحياءِ والأمواتِ ، فالدبيبُ للحيِّ ؛ لأنّهُ يَدِبُ على وجهِ الأرضِ ، والدُّروجُ للميتِ ، من قولِهِم : دَرَجَ ، أي ماتَ.
أو معناهُ : أكذبُ الصغارِ والكبارِ ؛ من دَبَ الصبيُّ ، ودَرَجَ الشيخُ ، إذا مَشَيا على هَينَةٍ ؛ لضعفِهِما.
( هُوَ يَدِبُ الضَّرّاءَ ) (٨) يَأتي في « ضري ».
( هُوَ يَدِبُ مَعَ القُرَادِ ) (٩) يَأتي في
__________________
(١) غريب الحديث للهرويّ ٢ : ١٨١ ، غريب الحديث لابن الجوزيّ ١ : ٣١٩.
(٢) الفائق ١ : ٤٠٩ ، النهاية ٢ : ٩٦.
(٣) الموطّأ ٢ : ٨٤٣ / ٥ و ٦ ، النهاية ٢ : ٩٦.
(٤) النهاية ٢ : ٩٦.
(٥) كذا في النسخ ولعل الصواب : فينقبونه.
(٦) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٨ / ١٤٠٣.
(٧) مجمع الأمثال ٢ : ١٦٧ / ٣١٩٨.
(٨) المستقصى ٢ : ٤٠٠ / ١٤٩٠ ، وفيه : هو يَدِبُّ له الضرّاء.
(٩) مجمع الأمثال ٢ : ٣٩٦ / ٤٥٥٧.
« قرد ».
( أَلْوَطُ مِنْ دُبٍ ) (١) هو رجلٌ من العربِ كانَ متجاهراً بذلكَ.
( أَدَبُ مِنْ قَرَنْبَى ) (٢) هي دُوَيْبَّةٌ شبهُ الخنفساءِ ؛ قالَ الأخطلُ :
يَدِبُ عَلَى
أَحْشَائِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ |
|
دبيتَ
القَرَنْبَى بَاتَ يَعْلُو نَقاً سَهلا (٣) |
دجب
الدَّجوبُ ، بالجيمِ كعَمود : وعاءٌ للمرأةِ في السفرِ ، تَضَعُ فيه الطعامَ وغيرَهُ ، أو هو الغِرارةُ أو جُوالِقٌ صغيرٌ.
دجحب
الدِّجْحابُ ، بجيمٍ قبلَ الحاءِ المهملَةِ كسِرْداب : النشزُ من الأرضِ ، كالدُّجْحُبانِ ، بالضمِّ.
دحب
دَحَبَهُ كدَفَعَهُ زنةً ومعنىً ..
والجاريةَ دَحْباً ، ودُحاباً ، كسُؤال : باشرَها.
ودُحَيْبَةُ ، كجُهَيْنَةَ : اسمُ امرأةٍ.
والدُّحَبَةُ ، كهُمَزَة : الغنمُ الكثيرةُ.
دحقب
دَحْقَبْتُهُ : دَفَعتُهُ من خلفِهِ بعنفٍ.
دخب
الدَّخْدَبَةُ ، بالخاءِ المعجَمةِ كثَعْلَبَةَ وحِصْرِمَة : الجاريةُ الكِنازُ ، وهي الممتلِئةُ اللحمِ ، الصلبةُ.
ددب
الدَّيْدَبُ ، كزَيْنَبَ : حمارُ الوحشِ ،
__________________
(١) مجمع الأمثال ٢ : ٢٥٤ / ٣٧٣١.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٣ / ١٤٤٤.
(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٧٣.
والربيئةُ ، كالدَّيْدَبانِ كطَيْلَسان ، معرَّبُ : « دِيْدَهْ بانَ » بالكسرِ ؛ قالَ : (١)
أَقَامُوا
الدَّيْدَبَانَ عَلَى يَفَاعٍ |
|
وَقَالُوا لَا
تَنَمْ لِلدَّيْدَبَانِ |
والدَّيْدَبونُ ، كحَيْزَبون : الدأْبُ والدَّيدنُ ، واللهو. وذِكرُ الجوهريِّ له في النونِ وهمٌ.
درب
الدَّرْبُ ، كفَلْس : الطريقُ ، وبابُ السكّةِ ، والمدخلُ الضيّقُ ، وكلُّ مدخلٍ بينَ جبلَينِ. الجمعُ : دُروبٌ ، كفُلوس ، ومنه : دُروبُ الرومِ ، وهي مضايقٌ يدخل منها إليه ؛ قالَ امرؤُ القيسِ :
بَكَى صَاحِبِي
لَمّا رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ |
|
وَأَيْقَنَ
أَنَّا لَاحِقَانِ بِقَيْصَرَا (٢) |
وأَدْرَبَ القومُ إِدْراباً : دَخَلوا أرضَ العدوِّ من بلادِ الرومِ.
دَرِبَ بالشيءِ دَرَباً ، كتَعِبَ تَعَباً : ضَرِيَ به واعتادَهُ ومَرَنَ عليه ، فهو دَرِبٌ ، ودارِبٌ ، والاسمُ : الدُّرْبَةُ ، بالضمِّ. ودَرَّبْتُهُ به وعليه وفيه تَدْرِيباً ، فَتَدرَّبَ ، ومنه : الداربُ ، للحاذِقِ في صناعتِهِ ..
وهو دَرِبٌ بالشيءِ : عالمٌ به.
وامرأةٌ دارِبَةٌ : عاقلةٌ ماهرةٌ في عملِها.
وعقابٌ دارِبٌ على الصيدِ ، ودَرِبَةٌ ، ككَلِمَة : ضاربةٌ به.
والدُّرْبَةُ ، كغُرْفَةٍ : سنامُ الثورِ الهجينِ ، والجرأةُ على الحربِ وقتَ الفرارِ ، فهو مُدَرِّبٌ كمُحَدِّث ، وكلُّ أمرٍ ، كالدُّرابَةِ ، بالضمِّ ، ومنه : في العفوِ دُرْبَةٌ ، أي جرأةٌ على معاودةِ الذنبِ.
ودَرَّبَ الرجل تدريباً : صبر في الحرب وقت الفرار ، فهو مُدَرِّب
__________________
(١) لعلي بن جبلة الملقب بالعَلَّوك كما في الأغاني ٢٠ : ٣٧.
(٢) معجم البلدان ٢ : ٤٤٧.
ـ كمحدِّث ـ لا غير (١).
والمُدرَّب ، كمعظَّم : الرجل قد درَّبتْه الشدائد وجرّب الأُمور ، والأسد ..
ومن الإبلِ : ما دُرِّبَ على الركوبِ والمشيِ في الدُّروبِ ، وهي بهاءٍ.
وجملٌ وناقةٌ دَروبٌ ودَرَبوتٌ ، كصَبور ورَهَبوت : ذَلولٌ.
ودَرْبَيْتُ الشيءَ : ألقيتُهُ ، موضعُهُ الهمزةُ لا هنا كما توهّمَهُ الفيروز اباديُّ ؛ لأنّ ياءَهُ مبدَلةٌ من الهمزةِ ، وليستْ للإلحاقِ كما في « جَعْبَيْتُ » و « سَلْقَيْتُ » ؛ إذ لم يُسمَعْ دَرَّبْتُةُ بمعنى دَرْبَيْتُهُ ، كما سُمِعَ جَعَبْتُهُ وسَلَقْتُهُ بمعنى جَعْبَيْتُهُ وسَلْقَيْتُهُ.
والدَّرْبانُ ، كغَضْبانَ : الحاجبُ ، فارسيّةٌ. الجمعُ : دَرابِنَةٌ ، كفَراعنةٍ.
والدَّرْبانِيَّةُ : نوعٌ من البقرِ رقاقُ الجلودِ والأظلافِ ، ذاتُ أَسنَّةٍ.
والدُّرُبُ ، كعُتُلّ : ضربٌ من السمكِ أصفرُ.
ودَرْبُ ، كفَلْس : موضعٌ بنهاوندَ ، وقريةٌ باليمن.
وكسَكْرَى : موضعٌ بالعراقِ.
دَرْبُ الزعفرانيِ (٢) : ببغدادَ.
ودارابُ ، كساباط : سبطُ أردشيرَ مَلِكِ الفرسِ.
وعمرُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍ الدَّرْبِيُ ، كعَبْدِيّ ، وأبو طاهرٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الدُّرَيْبِيُ ، كزُبَيْرِيّ : محدِّثانِ.
الأثر
( لَا تَزَالُونَ تَهْزِموُنَ الرُّومَ ، فَإذَا صَارُوا إِلَى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ ) (٣) هو الصبرُ للحربِ عندَ الفرارِ ، وهو « تَفْعِيلٌ » من الدُّروبِ ، وهي المضايقُ ، كالتبويبِ من الأبوابِ ، أي إذا صاروا إليها وَقَفَتِ الحربُ ؛ لضيقِ المسالكِ.
__________________
(١) في القاموس واللسان : مُدرَّب بفتح الراء لا غير.
(٢) في معجم البلدان : درب الزعفران.
(٣) الفائق ١ : ٤٢٢ ، النهاية ٢ : ١١١.
( وَأَدْرَبْنَا ) (١) دَخَلنا الدربَ ، وهو المضيقُ من مضايقِ الرومِ.
المثل
( دَرِّبِ البَهْمَ بِالرَّمِّ ) (٢) أي عوِّدْها ومرِّنْها على الرَّمِّ ، وهو الرعيُ ؛ لتعتادَهُ.
يُضرَبُ في تأديبِ الرجلِ ولدَهُ وخادمَهُ.
دردب
دَرْدَبَ الشيءَ وبه : دَرِبَ به ، أي اعتادَهُ وضَرِيَ به ..
والرجلُ : ذَلَّ وخَضَعَ ، وعَدا عَدْوَ الخائفِ من شيءٍ يَلحَقُهُ ، فهو يَعدو ويلتفتُ.
وامرأةٌ دَرْدَبٌ ، كسَبْسَب : تتردّدُ بالليلِ.
والدَّرْدابُ : صوتُ الطبلِ.
والدَّرْدَبِيُ : الطبّالُ.
المثل
( دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّهُ الثِّقَافُ ) (٣) أي خَضَعَ وذَلَّ. والثِّقافُ ككِتاب : خشبةٌ تُسوّى بها الرماحُ. يُضرَبُ لمَن يمتنعُ من أمرٍ ثمّ يَذِلُّ وينقادُ رغماً عليه.
( دَرْدَبَهُ دَرْدَبَةَ العَلُوقِ ) (٤) هي كصَبور ، الناقةُ تَرأَمُ ولدَها ولا تَدِرُّ عليه ، ودَرْدَبَتُها : رَأمُها وعطفُها. يُضرَبُ لمَن يُظهِرُ الشفقةَ ولا يَسمَحُ بشيءٍ.
درعب
ادْرَعَبَّتِ الإبلُ ، كاضْمَحَلَّتْ : مَضَتْ على وجهِها ، أو ذَهَبَتْ جادّةً.
دعب
دَعَبَ ، كمَنَعَ وتَعِبَ : مَزَحَ ولَعِبَ ، والاسمُ : الدُّعابَةُ ، بالضمِّ.
وداعَبَهُ : مازحَهُ.
__________________
(١) مسند أحمد ٥ : ٧٣ ، النهاية ٢ : ١١١.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٩ / ١٤١١.
(٣) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٤ / ١٣٨٣.
(٤) مجمع الأمثال ١ : ٢٦٨ / ١٤٠٧.
وتَداعَبَ القومُ : تمازحوا.
والدَّعِيبُ ، كالنَّحِيبِ : الدُّعابَةُ ، عن السيرافيِ (١).
وهو رجلٌ دَعِبٌ ـ ككَتِفٍ ـ وداعِبٌ ، ودَعّابَةٌ ، كعَلاّمَة.
وأَدْعَبَ إِدْعاباً : تكلّمَ بما يُستملَحُ.
ورجلٌ أَدْعَبُ ـ كأَصْهَبَ ـ بيّنُ الدُّعابَةِ : أحمقُ.
ومن المجاز
ماءٌ داعِبٌ : يستنُّ في جريِهِ.
وريحٌ داعِبَةٌ ، ودُعْبِيَّةٌ ، كزُرْبِيَّة : تَذهَبُ بكلِّ شيءٍ ، وهي مياهٌ ورياحٌ دَواعِبُ.
والدُّعابَةُ ، كسُلافَة : الحماقةُ ، واسمٌ لما يُستملَحُ من المزاحِ ، ونملةٌ سوداءُ.
والدُّعْبُبُ ، كقُعْدُد : الدُّعابَةُ ، والداعِبُ ، والجيّدُ الغناءِ ، والغلامُ التارُّ البضُّ ، وثمرُ نبتٍ ، وقالَ السيرافيُّ : هو عنبُ الثعلبِ (٢).
والدُّعْبوبُ ، بالضمِّ : ضربٌ من النملِ أسودُ ، وحبّةٌ سوداءُ تُؤكَلُ ، الواحدةُ بهاءٍ ، أو هي أصلُ بقلةٍ تُقشَرُ فُتؤكَلُ ، والنشيطُ من الخيلِ ، أو مطلقاً ، والضعيفُ الذي يُهزَأُ منه ، والمخنَّثُ ، والقصيرُ الدميمُ ، والطريقُ السهلُ الواضحُ ، والفرسُ الطويلُ ، والليلةُ المظلِمةُ.
ودَعَبَهُ دَعْباً ، كمَنَعَهُ : دَفَعَهُ ..
والجاريةَ : نَكَحَها.
وتَدَعَّبَ عليه : تدلّلَ.
الأثر
( كَانَ فِيهِ دُعَابَةٌ ) (٣) هي عبارةٌ عمّا كانَ عليه من البشاشةِ والطلاقةِ ، وسجاحةِ الخلقِ ولينِ الجانبِ ، والمزاحِ الذي لا يَخْرُجُ عن قانونِ الشريعةِ ، كما قالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنِّي لأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلاَّ
__________________
(١) المنقول في اللسان عن السيرافي : الدُّعْبُبُ بمعنى الدعابة.
(٢) عنه في اللسان « دعب ».
(٣) الفائق ١ : ٤٢٥ ، النهاية ٢ : ١١٨.
حَقًّا ) (١).
( هَلاَّ بِكْراً تُدَاعِبُها ) (٢) تمازحُها وتلاعبُها. ونصب « بِكْراً » بفعلٍ مضمَرٍ ، أي هلاّ تزوّجْتَ بكراً.
دعتب
دَعْتَبٌ ، كجَعْفَر : موضعٌ.
دعرب
الدَّعْرَبَةُ : الغرامُ ، والشراسةُ ، وصعوبةُ الخُلُقِ.
دلب
الدُّلْبُ ، كقُفْل : شجرُ العَيثامِ ، وهو الصِّنارُ ، معرَّبُ « چِنارَ » ، واحدتُهُ بهاءٍ. وهي شجرةٌ بيضاءُ تطولُ جدّاً ، وتتّخذُ النصارى منها النواقيسَ.
وبهاءٍ : السَّوادُ ، ومنه : الدُّلْبُ ، لطائفةٍ من السودانِ ، كأنّهُ جمعُ أَدْلَبَ ، كسودٍ جمعُ أسودَ.
والدالِبُ ، كضارِبٍ : جمرةٌ تتّقدُ ولا تُطفَأُ.
والدَّوْلابُ ، بالفتحِ ، ويُضَّمُ ، والفتحُ أفصحُ ، والضمُّ أشهرُ : هذا الذي يُستقى به كالناعورةِ ، والفرقُ بينَهُما أنّ الدولابَ يُديرُهُ الماءُ ، والناعورةُ تُديرُها الدابّةُ.
وهو فارسيُّ معرَّبٌ ، أو عربيٌّ اتّفقتْ فيه اللغتانِ.
وبالضمِّ لا غيرُ : موضعٌ قربَ الأهوازِ ، وآخر باليمنِ قريبٌ من البحرِ ، غربيَّ زَبِيد.
دلعب
الدِّلَعْبُ ، كهِزَبْر : الضخمُ من الجمالِ.
__________________
(١) مكارم الأخلاق ٢ : ٥٨ / ٤٢ ، بحار الأنوار ١٦ : ١١٦ / ٤.
(٢) الفائق ١ : ٤٢٥ ، النهاية ٢ : ١١٨ ومجمع البحرين ٢ : ٥٦ وفي الجميع : فهلاَّ.
دنب
الدِّنَّبُ ـ كقِنَّبٍ ـ وبهاءٍ : القصيرُ ، كدِنّابَةٍ ، كصِنّارَة. وذِكرُهُ في كتابِ العينِ في بابِ « ذنب » بالمعجمةِ تصحيفٌ.
وذَكَرَ أبو عبيدٍ في غريبِ المصنّفِ : أنّه الدِّنِبَّةُ ، بتخفيفِ النونِ وتشديدِ الموحّدَةِ ، كجِبِلَّة ، وقالَ : هكذا المسموعُ لا غيرُ.
وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الأزجيُ الدُّنْبانيُ ، كعُثْمانِيّ : محدِّثٌ.
دنحب
الدَّنْحَبَةُ ، بالحاءِ المهملَةِ كثَعْلَبَة : الخيانةُ ؛ قالَ في الجمهرةِ : وليسَ بثبتٍ (١).
دوب
دابَ في عملِهِ ( دَوْباً ) (٢) ، كقالَ : لغةٌ في « دَأَبَ » مهموزِ العينِ.
ودوبانُ ، كطوفان : قريةٌ بالشامِ ، منها : محمّدُ بنُ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ الدوبانيُ ، محدِّثٌ ، كَتَبَ عنه السلفيُّ.
دهب
الدَّهْبُ ، كفَلْس : الجيشُ المنفَلُّ المنهزِمُ.
دهلب
الدَّهْلَبُ ، كعَقْرَب : الثقيلُ.
وبلا لامٍ : اسمُ شاعرٍ.
فصل الذال
ذأب
الذِّئْبُ ، كعِهْن : سَبُعٌ معروفٌ ، وأصلُهُ الهمزُ ، ويُترَكُ تخفيفاً ، وبهما قُرِئَ في
__________________
(١) جمهرة اللغة ٢ : ١١١٤.
(٢) ليست في « ت » و « ج ».
السبعِ (١). والأُنثى بهاءٍ ، أو يُطلَقُ على الذكرِ والأُنثى. الجمعُ : أَذْؤُبٌ ، وذِئابٌ ، بهمزةٍ ودونَها ، وذُؤْبانٌ.
وأَذْأَبَتِ الأرضُ ، كأَخْصَبَتْ : ظَهَرَتْ فيها الذِّئابُ ، وأرضٌ مَذْأَبَةٌ ، كمَرْحَلَة : كثيرتُها.
وذُئِبَ الرجلُ ، بالبناءِ للمجهولِ : أفزعتْهُ الذِئابُ ، ووَقَعَ الذِّئْبُ في غنمِهِ ، فهو مَذْؤوبٌ.
وذَئِبَ ـ كتَعِبَ وكَرُمَ ـ وأَذْأَبَ ، كأَذْنَبَ : فَزَعَ من الذِّئابِ.
ومن المجاز
ذَؤُبَ الرجلُ ذَآبَةً ، كضَخُمَ ضَخامَةً : خَبُثَ كالذِئْبِ.
وذَأَبَ ، كمَنَعَ : أسرعَ في السيرِ.
وذَأَبْتُهُ : شَتَمتُهُ وحَقَرتُهُ وطَرَدتُهُ وأخفتُهُ ..
والشيءَ : جَمَعتُهُ ..
والإبلَ : سُقتُها.
وذُؤْبانُ العربِ : صعاليكُهُم وشطّارُهُم.
وأَكَلَهُم الذِّئْبُ ، أي السنةُ ، وأَكَلَتْهُم سنةٌ ذِئْبٌ ، على الوصفِ.
وتَذَأَّبَتِ الريحُ وتَذاءَبَتْ ، كتَقَرَّبَتْ وتَقارَبَتْ : اضطربَ هبوبُها ، فجاءَتْ من هنا ومن هنا ، فعلَ الذِّئْبِ ، إذا حُذِرَ من وجهٍ جاءَ من وجهٍ آخرَ ..
والجِنُّ الرجلَ ، فزّعتْهُ ..
والرجلُ للناقةِ ، إذا ظَأَرَها ، فَتَشَبَّه بالذِّئْبِ ؛ لتَهابَهُ فَتكونَ أرأمَ عليه.
والذِّئْبَةُ : داءٌ يَأخُذُ الدابّةَ في حلقِها.
وقد ذُئِبَتْ ـ بالبناءِ للمجهولِ ـ فهي مَذْؤوبَةٌ ، وما بينَ حدبتَي السرجِ والقتبِ من الفرجةِ. الجمعُ : ذِئَبٌ. كعِنَب ؛ تقولُ : هذا سرجٌ واسعُ الذِّئْبَةِ ، ورحالٌ واسعةٌ الذِّئَبِ.
وذَأَبْتُ الرحلَ ، كمَنَعْتُهُ : جعلتُ له
__________________
(١) انظر كتاب السبعة : ٣٤٦ ، وحجة القراءات ٣٥٧.