بداية الهداية - ج ٢

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

بداية الهداية - ج ٢

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: محمّد علي الأنصاري
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: نمونه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢

بداية الهداية

الجزء الثاني

لآية الله الشيخ حر العاملي

١

كتاب الجهاد

٢

كتاب الجهاد

وهو واجب مع القدرة عليه والحاجة اليه، وبشرط البلوغ، والعقل ، والذكورية والحرية، واذن الأمام، وامره ، ويحرم مع الجائر الا لدفع الضرورة .

ولا يجوز الخروج بالسيف في زمن الغيبة (١)، ولا يجوز ان يقتل من اهل

(١) لا يخفى ان هناك مسألتين ينبغى التفكيك بينهما وهما :

الاولى مسألة الدفاع عن الاسلام والمسلمين وأعراضهم وأموالهم، وهذا مما لاخلاف في اصل وجوبه سواء كان الخوف من الكفار ام من فسقة المسلمين والمؤمنين الذين يحذون حذوهم ، ولا يشترط في ذلك حضور الامام المعصوم (ع) بخلاف الجهاد الابتدائي للدعوة الى الاسلام حيث يشترط حضوره (ع) .

الثانية - مسألة الاستجابة لمن يدعو الخلافة لنفسه دون الائمة (ع)، وهذا مما لاخلاف ايضا - في حرمته . والى هذا المعنى تشير الروايات الواردة في باب حرمة الخروج بالسيف قبل قيام القائم (عج) - كما لا يخفى على من تأملها - ففي صحيحة عيص بن القاسم قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : (عليكم بتقوى الله وحده لاشريك له ، وانظروا لانفسكم فو الله ان الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فاذا وجد رجلا هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجيء بذلك الرجل الذي هو اعلم بغنمه من الذى كان فيها ... الى أن قال: ان اتاكم آت منا فانظروا على أى شيء تخرجون ، ولا تقولوا خرج زيد ، فان زيدا كان

٣

الحرب النساء، ولا غير المكلف الا دفاعا، ومن اعطى كافرا امانا وجب عليه وعلى المسلمين الوفاء به ، ويحرم الغدر والقتال مع الغادر ، وان يقاتل في اشهر الحرم الا من لا يرى لها حرمة .

ويحرم الفرار من الزحف الا ان يزيد العدو عن الضعف، او متحرفا لقتال، او متحيزا الى فئة .

ويحرم التعرب بعد الهجرة ، وسكنى المسلم دار الحرب الا للضرورة.

ويجب الدفاع عن النفس والحريم والمؤمن وان خاف القتل، لا المال وان جاز .

ويجب قتال اهل الكتاب حتى يسلموا، او يقبلوا الجزية وشرايط الذمة او يقتلوا ، وقتال غيرهم حتى يسلموا او يقتلوا .

ويحرم المشابهة بالكفار في الملابس ونحوها ، واذا اشتبه الطفل بالبالسخ وجب ان يعتبر بالانبات .

وصل »

الجهاد ذروة سنام الاسلام ، ورابع اركان الايمان و باب من ابواب الجنان و افضل الأشياء بعد الفرائض ، وسياحة امة محمد ، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة ، وجنته الوثيقة ، فمن تركه البسه الله ثوب الذل وشمله البلاء، وما من قطرة احب الى الله عز وجل من قطرة دم في سبيل الله ، وللجنة باب يقال له : « باب

عالماً وكان صدوقا ، ولم يدعكم الى نفسه ، وانما دعاكم الى الرضا من آل محمد (ص)، ولو ظهر لوفى بما دعاكم اليه » ( الوسائل الباب ۱۳ من ابواب الجهاد الحديث (١) . فان الائمة (ع) كانوا في مقام ردع الشيعة عن الاستجابة لسائر بني هاشم الذين كانوا يدعون

الامامة لانفسهم .

٤

المجاهدين » يمضون اليه ، فاذا هو مفتوح وهم متقلدون سيوفهم ، والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم ، ومن غزا غزاة في سبيل الله من امة محمد فما اصابه قطرة من السماء، أو صداع الاكانت له شهادة يوم القيامة .

قال رسول الله : ( الخير كله في السيف وتحت ظل السيف ، ولا يقيم الناس الا السيف ، والسيوف مقاليد الجنه والنار » (١) .

ومن خطب امير المؤمنين الا يوم الجمل : « ايها الناس ان الموت لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، ومن لم يمت يقتل، وان افضل الموت القتل، والذي نفسي بيده لالف ضربة بالسيف اهون علي من ميتة على فراش (۲)، وقال النبي : « فوق كل ذي بر برحتى يقتل في سبيل الله، فاذا قتل في سبيل الله فلیس فوقه بر ، وفوق كل ذي عقوق عقوق حتى يقتل احد والديه، فاذا قتل احد والديه فليس فوقه عقوق » (۳) .

ويشترط اذن الوالدين في الجهاد ما لم يجب على الولد عينا، روى انه اتى رسول الله له رجل فقال : ( اني رجل شاب نشيط واحب الجهاد ولى والدة تكره ذلك فقال النبي : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثني بالحق لانسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة » (٤) .

ويستحب ان يخلف الغازي بخير ويبلغ رسالته ، فمن بلغ رسالة غاز كان كمن اعتق رقبة ، وهو شريكه في ثواب غزوته ، ويحرم اذاه وغيبته وان يخلف بسوء .

واعلم ان الجهاد كما ورد عن الصادق الله على اربعة اوجه فجهادان فرض و جهاد سنة لا تقام الا مع الفرض ، وجهاد سنة فاما احد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصى الله عز وجل وهو من اعظم الجهاد ، ومجاهدة الذين يلونكم من

(۱) و (۲) و (۳) الوسائل الباب ١ من ابواب الجهاد الحديث ۱ و ۱۲ و ۲۱ .

(٤) الوسائل الباب ٢ من ابواب الجهاد الحديث ٢ .

٥

الكفار فرض ، واما الجهاد الذي هو سنة لا يقام الا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ، ولو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب ، وهذا هو من عذاب الامة ، وهو سنة على الامام وحده ان يأتى العدو مع الامة فيجاهدهم، واما الجهاد الذي هو سنة فكل سنه اقامها الرجل ، وجاهد في اقامتها، وبلوغها، واحيائها، فالعمل والسعي فيها من افضل الاعمال لانها احياء سنة ، وقد قال رسول الله : « من سن سنة حسنة ، فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اجورهم

ويحرم القتال مع الجائر الا ان يدهم المسلمين من يخشى منه على بيضة الاسلام ، فيقاتل عن نفسه او عن الاسلام .

والرباط ثلاثة ايام ، واكثره اربعون يوما، فاذا كان ذلك فهو جهاد ولا بأس ان يغزو الرجل عن الرجل ويأخذ منه الجعل .

ولا يجوز الخروج بالسيف قبل قيام القائم البلا، قال علي بن الحسين الان والله لا يخرج احد منا قبل خروج القائم الله الا كان مثله كمثل فرخ طائر من و کره قبل ان يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به ) (۲) وقال ابو عبد الله الله السدير : یا سدير الزم بيتك وكن حلسا من احلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فاذا بلغك ان السفياني قد خرج فارحل الينا ولو على رجلك (۳) وفي وصية النبي العلي : يا علي ان ازالة الجبال الرواسي اهون من ازالة ملك لم تنقض ايامه (٤).

ويستحب متاركة الترك والحبشة ما دام يمكن الترك .

فورد ان رسول الله قال : تاركوا الترك ما تركو كم ، فان كلبهم شدید (١) الوسائل الباب ٥ من ابواب الجهاد الحديث ١.

(۲) و (۳) الوسائل الباب ۱۳ من ابواب الجهاد الحديث ٢ و ٣ .

(٤) الوسائل الباب ۱۳ من ابواب الجهاد الحديث ٩ .

٦

و كلبهم حبيس » (١) وعنه قال : « تاركوا الحبشة ما تركوكم الخ ) (٢) .

آداب امراء السرايا»

وورد لامراء السرايا آداب كثيرة فعن ابي عبد الله اللا قال : «كان رسول الله اذا اراد ان يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ، ثم يقول : سيروا بسم الله و بالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، لا تغلوا ، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانياً ، ولا صبيا ، ولا امرأة ، ولا تقطعوا شجرا الا ان تضطروا اليها ، وايما رجل من ادنى المسلمين او افضلهم انظر الى احد من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله، فان تبعكم فاخوكم في الدين، وان ابى فابلغوه مأمنه واستعينوا بالله »(۳). وقال امير المؤمنين الثلا: «نهى رسول الله ان يلقى السم في بلاد المشركين (٤)

ويكره تبييت العدو ، ويستحب الشروع في القتال عند الزوال ، فانه ما بيت رسول الله عدوا قط ليلا ، وكان امير المؤمنين الله لا يقاتل حتى تزول الشمس ويقول : « تفتح ابواب السماء وتقبل الرحمه ، وينزل النصر، ويقول هو اقرب الى الليل ، واجدر ان يقل القتل ، ويرجع الطالب ، ويفلت المنهزم » (٥) .

ولا يجوز أن يقتل من اهل الحرب المرأة ، ولا المقعد ، ولا الاعمى ، ولا الشيخ الفاني ، ولا المجنون ، ولا الولدان الا ان يقاتلوا ، ولا تؤخذ منهم الجزية ،

(١) الوسائل الباب ١٤ من ابواب الجهاد الحديث . وفى الوسائل : كلبهم خبيس وفي نسخة حنيس ، وخبيس فعيل بمعنى فاعل مأخوذ من الخباسة وهو اخذ الشيء مغالبة ، والحنيس كذلك مأخوذ من جنس بمعنى لزم وسط المعركة شجاعة .

(۲) الوسائل الباب ١٤ من ابواب الجهاد الحديث ٣ .

(۳) الوسائل الباب ١٥ من ابواب الجهاد الحديث ٢ .

(٤) الوسائل الباب ١٦ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(٥) الوسائل الباب ۱۷ من ابواب الجهاد الحديث ٢ .

٧

ويجوز اعطاء الامان ، ووجوب الوفاء ، وان كان المعطى له من المسلمين ولو عبداً ، و كذا من دخل بشبهة الأمان ، عن السكوني عن ابي عبد الله الله قال : « قلت له ما معنى قول النبي الله يسعى بذمتهم ادناهم ؟ قال : لو ان جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل فقال : اعطوني الامان حتى القى صاحبكم واناظره فأعطاه ادناهم الامان، وجب على افضلهم الوفاء به (۱) .

و من كان له فئة من اهل البغى كاصحاب صفين وجب ان يتبع مديرهم ويجهز على جريحهم ، ويقتل اسيرهم، ومن لم يكن له فئة كاصحاب الجمل لم يفعل ذلك بهم ، وعن أبي جعفر الا قال : ( لولا ان عليا السار في اهل حربه بالكف عن السبى ، والغنيمة ، للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما ، ثم قال : والله لسيرته كانت خيرا لكم مما طلعت عليه الشمس ) (٢) .

ويسقط جهاد البغاة والمشركين مع قلة الأعوان من المسلمين ، فعن الهيثم بن عبد الله الرماني قال : « سألت علي بن موسى الرضا الام فقلت له: يا بن رسول الله اخبرني عن علی بن بن ابي طالب الا لم لم يجاهد اعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله الله ثم جاهد في ايام ولايته ؟ فقال : لانه اقتدى برسول الله في ترك جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة تسعة عشر شهرا وذلك لقلة اعوانه عليهم، وكذلك علي اللا ترك مجاهدة اعدائه لقلة اعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله له مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا، فكذلك لم تبطل امامة على الله مع تركه للجهاد خمسا وعشرين سنة، اذ كانت العلة المانعة لهما واحدة ) (۳) .

(١) الوسائل الباب ۲۰ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(۲) الوسائل الباب ٢٥ من ابواب الجهاد الحديث ٨ .

(۳) الوسائل الباب ۳۰ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

٨

ويكره طلب المبارزة فعن ابي عبد الله الله قال : « دعا رجل بعض بني هاشم الى البراز فابي ان يبارزه ، فقال له امير المؤمنين اللا ما منعك ان تبارزه؟ فقال كان فارس العرب وخشيت ان يغلبني، فقال له امير المؤمنين اللا : فانه بغى عليك ولو بارزته لغلبته ، ولو بغى جبل على جبل لهد الباغي ) (۱) وقال ابو عبد الله الله : « ان الحسين [ الحسن ] بن على الله دعا رجلا الى المبارزة ، فعلم به امیر المؤمنين البلا فقال : لئن عدت الى مثل هذا لا عاقبنك ، ولئن دعاك احد الى مثلها فلم تجبه لا عاقبنك ، اما علمت انه بغى » (۲).

ويستحب الرفق بالاسير واطعامه ، وسقيه ، وان كان كافرا يراد قتله من الغد واطعامه على من اسره ، وان كان في السجن فيطعم من بيت المال ، فعن على الله قال : « اطعام الاسير والاحسان اليه حق واجب وان قتلته من الغد » (۳)

ويستحب امساك اهل الحق عن الحرب حتى يبدأهم به اهل البغي .

ويحرم سكني المسلم دار الحرب الا لضرورة ، فورد قال النبي : ( ألا اني برىء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب ) (٤) .

وعن حماد المسندري قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمد ا : انی ادخل بلاد الشرك ، وان من عندنا يقولون : ان مت ثم حشرت معهم ، قال : فقال لي : يا حماد اذا كنت ثم تذكر امرنا وتدعو اليه ؟ قال : قلت : نعم، قال: فاذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر امرنا وتدعو اليه ؟ قال : قلت : لا ، فقال لي : انك ان تمت ثم تحشر امة وحدك ، ويسعى نورك بين يديك » (٥) .

والجيش اذا غزى وغنم ثم لحقه جيش آخر ، شاركوهم في الغنيمة .

(۱) و (۲) الوسائل الباب ۳۱ من ابواب الجهاد الحديث ٢ .

(۳) الوسائل الباب ۳۲ من ابواب الجهاد الحديث ٣ .

(٤) و (٥) الوسائل الباب ٣٦ من ابواب الجهاد الحديث ٤ ٦٩ ..

٩

والعسكر اذا قاتل في السفينة كان للفارس سهمان وللراجل سهم ، وكذا اذا تقدم الرجالة فقاتلوا وغنموا دون الفرسان .

و كان علي الله يعجل في قسمة المال على مستحقيه .

فعن هلال بن مسلم عن جده قال : « شهدت علي بن ابي طالب الا اتى بمال عند المساء فقال : اقسموا هذا المال فقالوا : قد امسينا يا امير المؤمنين فاخره الى غد ، فقال لهم : تتقبلون انني اعيش الى غد ؟ قال : وماذا بايدينا ؟ قال: فلا تأخروه حتى تقسموه ، قال : فأتى بشمع فقسموا ذلك المال من غنائمهم » (١) .

و عن بكر بن عيسى قال : كان علي الله يقول : « يا اهل الكوفة ان خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي وغلامي فانا خائن » ، و كانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة من ينبع ، وكان يطعم الناس الخل واللحم ، ويأكل من الثريد بالزيت ، ويجللها بالتمر العجوة ، وكان ذلك طعامه ، وزعموا انه كان يقسم ما في بيت المال فلا تأتي الجمعة وفي بيت المال شيء ، ويأمر ببيت المال في كل عشية خميس فينضح بالماء ثم يصلي فيه ركعتين الخ ) (٢) .

وعن مسلم البجلي قال : اعطى علي الله الناس في عام واحد ثلاثة اعطيه ، ثم قدم عليه خراج اصفهان فقال: يا ايها الناس اغدوا فخذوا فوالله ما انا لكم بخازن ثم امر ببيت المال فكنس ونضح وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : «يا دنيا غري غيري ثم خرج فاذا هو بحبال على باب المسجد فقال : ( ما هذه الحبال ؟ فقيل جيء بها من ارض کسری ، فقال : اقسموها بين المسلمين الخ ) (۳) .

وكان علي الا لا يفضل في العطاء، ويقسم بالسوية ، فروى ان طائفة من اصحاب امير المؤمنين لها مشوا اليه عند فرق الناس عنه وفرار كثير منهم الى معاوية طلبا لما في ايديه من الدنيا ، فقالوا : يا امير المؤمنين اعط هذه الأموال ، وفضل هؤلاء

(۱) و (۲) و (۳) الوسائل الباب ٤٠ من ابواب الجهاد الحديث ١ وه و ٦.

١٠

الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف عليه من الناس فراره الى معاوية فقال لهم امير المؤمنين : « اتأمروني ان اطلب النصر بالجور ، ولا والله لا افعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم ، والله لو كان مالهم لي لواسيت بينهم ، وكيف وانما هو اموالهم الخ » (۱) .

(١) الوسائل الباب ۳۹ من ابواب الجهاد الحديث ٦ .

روى السيد على بن احمد الشيرازى شارح الصحيفة الكاملة في الحديث المسلسل بالاباء عن رسول الله (ص) انه قال : « ان عليا ممسوس في ذات الله » . قال في الاساس: رجل ممسوس أي مجنون » شبهه (ص) في تشدده وتصلبه في الامور الالهية وعدم ملاحظة للوم لائم ، أو رعاية جانب بالمجنون الذى لا يبالي بما يقال فيه من لوم أو مذمة ، ولذلك ينسبه اعداؤه الى عدم معرفته بتدبير الحروب ، واستمالة قلوب الرجال حتى فارقه كثير من اصحابه ، والتحقوا بمعاوية وهو (ع) لا يلتفت الى شيء من ذلك في التصميم على ايثار الحق والعدل والعمل بهما ولو كره الكافرون . حكى الشعبى قال: دخلت الكوفة وانا غلام في غلمان فاذا أنا بعلى (ع) قائما على صرتين من ذهب وفضة فقسمهما بين الناس حتى لم يبق شيء ، ثم انصرف ولم يحمل الى بيته قليلا ولا كثيرا ، فرجعت الى أبي فقلت : لقد رأيت اليوم خير الناس او احمق الناس ! قال : من هو ؟ قلت : على بن ابی طالب (ع) رأيته يصنع كذا فقصصت عليه ، فبكى وقال : يا بنى بل رأيت خير الناس . وقال ابن ابی الحديد : «كان (ع) شديد السياسة خشنا في ذات الله ، لم يراقب ابن عمه ـ يريد عبد الله ابن عباس - في عمل كان ولاه اياه ، ولا راقب أخاه عقيلا في كلام جبهه به ، واحرق قوما بالنار ، وقطع جماعة ، وصلب آخرين ، ولم يبلغ كل سايس في الدنيا في قتله وبطشه وانتقامه مبلغ العشر مما فعل في حروبه بیده و اعوانه » انتهى .

ويحتمل أن يكون وجه التشبيه بالممسوس ما كان يعتريه (ع) من الغشية والهزة لخشية الله عند اشتغال سره بملاحظة جلال الله، ومراقبة عظمة الله سبحانه كما تضمنه حديث أبي الدرداء الذي حكى فيه شدة عبادته حتى قال : فاتيته فاذا هو كالخشبة ملقاة فحركته فلم يتحرك فاتيت منزله مبادراً أنعاه فقالت فاطمة (ع) : ما كان من شأنه ؟ فاخبرتها فقالت : هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله تعالى . (القمي (قده) .

١١

ومن كان معه افراس في الغزو لم يسهم الا لفرسين منها ، والمشرك اذا اسلم في دار الحرب ، حرم قتله وسبى ولده الصغار ، وملك ماله الذي ينقل لا غير.

ويجوز قتال المحارب ، واللص ، والدفاع عن النفس ، والحريم ، والمال وان قل ، وان خاف القتل .

ويستحب ترك الدفاع عن المال ، فمن قتل دون عياله ودون ماله فهو شهيد وقيل لابي جعفر الا : اللص يدخل في بيتي يريد نفسي ومالي ؟ قال : « اقتله فاشهد الله ومن سمع ان دمه في عنقي » (١) .

وعن علي الا أنه اتاه رجل فقال : يا امير المؤمنين ان لصا دخل على أمراتي فسرق حليها فقال : ( اما انه لو دخل على ابن صفية لما رضى بذلك حتى يعمه بالسيف » (٢) .

وعن الحسين بن ابي العلا قال : سألت ابا عبد الله اللا عن الرجل يقاتل دون ماله ؟ فقال: قال رسول الله : « من قتل دون ماله فهو بمنزلة الشهيد فقلت أيقاتل أفضل او لا يقاتل ؟ فقال : اما انا فلو كنت لم اقاتل وتركته » (۳) .

في أحكام الجزية ]

والجزية لا تؤخذ الا من اهل الكتاب وهم : اليهود والنصارى والمجوس خاصة. والمجوس كان لهم نبي فقتلوه و كتاب احرقوه اتاهم نبيهم بكتابهم في اثني عشر الف جلد ثور، وكان يقال له : «جاماسب ، وسئل ابو عبد الله اللا عن المجوس أكان لهم نبي ؟ فقال : نعم اما بلغك كتاب رسول الله إلى أهل مكة « أسلموا والا نا بذتكم بحرب » ، فكتبوا الى النبي ل » أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الاوثان » فكتب اليهم النبي : ( اني لست اخذ الجزية الا من اهل الكتاب »

(۱) و (۲) و (٣) الوسائل الباب ٤٦ من ابواب الجهاد الحديث ٦ و ا و ١٠ .

١٢

فكتبوا اليه يريدون بذلك تكذيبه : « زعمت انك لا تأخذ الجزية الا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزية من مجوس هجر ؟ فكتب اليهم رسول الله : «ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه ، وكتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهم في أثني عشر الف جلد ثور » (١) .

ويجوز شراء المؤمنين مما يسبيه اهل الضلال من المشركين، او يسرقونه من أولادهم ، وان صار خصياً .

ويجوز نكاح الأماء من سبيهم .

وينبغي اخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب .

ويجوز مخادعة اهل الحرب ، فمن الفاظ رسول الله (الحرب خدعة» (۲) وعن عدي بن حاتم وكان مع علي الله في غزوته ان عليا اللا قال يوم التقى هو ومعاوية بصفين فرفع بها صوته يسمع اصحابه : ( والله لا قتلن معاوية واصحابه ثم قال في آخر قوله إنشاء الله، وخفض بها صوته الخ ) (۳) .

ويستحب في عدد السرايا ان يكون أربعمائة ، والعساكر أربعة آلاف ، ولا يهزم جيش عشرة آلاف من قلة . وسأل الحجاج شهر بن حوشب عن خروج النبي الى مشاهده فقال : شهد رسول الله الله بدرا في ثلاثمائة وثلاثة عشر، وشهد احدا في ستمائة ، وشهد الخندق في تسعمائة ، فقال عمن أخذت ؟ قال : عن جعفر ابن محمد الله فقال : ضل والله من سلك غير سبيله (٤) .

ويستحب الدعاء بالمأثور قبل القتال ، وقول ( حسبنا الله ونعم الوكيل » .

(١) الوسائل الباب ٤٩ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(۲) و (۳) الوسائل الباب ٥٣ من ابواب الجهاد الحديث ١ و ٢ .

(٤) الوسائل الباب ٥٤ من ابواب الجهاد الحديث ٣ .

١٣

في شعار المسلمين في الحرب »

ويستحب اتخاذ المسلمين شعارا ، وكان شعار المسلمين يوم بدر « يا منصور امت »، ويوم احد « يا نصر الله اقترب ، ويوم بني النضير « يا روح القدس ارح » ويوم الاحزاب ( حم لا يبصرون » ، ويوم تبوك ( يا احد يا صمد » ، ويوم خيبر يوم القموص « يا علي انهم من عل » الى غير ذلك (١) .

في ارتباط الخيل وتعلم الرمي ]

ويستحب ارتباط الخيل، فان الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيمة.

ويستحب تعلم الرمي بالسهام ، فان الرمي سهم من سهام الاسلام، وعن النبي في قول الله عز وجل (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل » قال : « الرمي » (٢)، وعنه البلاد في حديث قال : كل لهو المؤمن باطل الا في ثلث في تأديبه الفرس ، ورميه عن قوسه ، وملاعبته امرأته ، فانهن حق الا ان الله عزوجل يدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة : عامل الخشبة، والمقوى به في سبيل الله، والرامي به في سبيل الله » (۳) .

وجوب معونة الضعيف ]

ويجب معونة الضعيف والخائف من لص، أو سبع ونحوهما ، قال رسول الله : « من سمع رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجبه فليس بمسلم » (٤) وعنه : عونك الضعيف من افضل الصدقة » (٥) .

(١) الوسائل الباب ٥٦ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(۲) الوسائل الباب ٥٨ من ابواب الجهاد الحديث ٢ ، الانفال : ٦٠ .

(۳) الوسائل الباب ٥٨ من ابواب الجهاد الحديث ٣ .

(٤) و (٥) الوسائل الباب ٥٩ من ابواب الجهاد الحديث ١ و ٢ .

١٤

ويستحب رد عادية الماء والنار عن المسلمين عينا لتجب له الجنة .

استحباب اتخاذ الرايات ]

ويستحب اتخاذ الرايات فعن جعفر بن محمد عن ابيه قال : اول من قاتل ابراهيم الله حين اسرت الروم لوطا فنفر ابراهيم اللا حتى استنقذة من ايديهم، الى أن قال - واول من اتخذ الرايات ابراهيم الله عليها « لا اله الا الله » (١) .

ويجب تقديم كفاية العيال الواجبي النفقة على الانفاق في الجهاد، ويجوز الاستنابة فيه واخذ الجعل عليه .

في حرمة التشبه باعداء الدين ]

ولا يجوز مضاهاة اعداء الله في المطاعم والملابس، فعن الصادق عن ابيه عن آبائه قال : أوحى الله الى نبي من الانبياء ان قل لقومك : « لا تلبسوا لباس اعدائي، ولا تطعموا مطاعم اعدائي، ولا تشاكلوا بما شاكل اعدائي فتكونوا أعدائي كما هم اعدائي » (٢) .

واذا اشتبه المسلم بالكافر في القتلى وجب ان يوارى من كان كميش الذكر أي من كان ذكره صغيراً فورد : « لا يكون ذلك الا في كرام الناس » (۳).

« فصل »

في جهاد النفس »

يجب جهاد الانسان نفسه بمنعها عن المحرمات، وجبرها على الواجبات

(١) الوسائل الباب ٦٢ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(۲) الوسائل الباب ٦٤ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

(۳) الوسائل الباب ٦٥ من ابواب الجهاد الحديث ١ .

١٥

خصوصاً القيام بفروض الجوارح ، والحقوق الواجبة المؤمنين ، وتحصيل العلم واليقين، والتوكل على الله والرجاء له ، والخوف منه، وحسن الظن به ، وطاعة الله وترك معصيته ، و ملازمة الورع والعفة، و ايثار رضا الله، وتدبر العاقبة والانصاف والعدل واصلاح النفس، واجتناب الذنب واللذات المحرمة ، وتحقير الذنوب ، وكفران النعمة .

ويجب اجتناب الكبائر ، وهي كثيرة ، بل جميع الذنوب كبائر ، وليس فيها صغائر الا بالنسبة ، ومن اكبر الكبائر : الشرك بالله ، والياس من روح الله ، والامن من مكر الله ، والعقوق ، والقتل ، والقذف ، والرياء ، والزناء ، والسحر ، ومنع الزكاة ، وشهادة الزور، والسرقة ، وشرب الخمر ، والقمار، واللواطة ، والكذب ، والاسراف ، وحبس الحقوق ، والاشتغال بالملاهي ، والاصرار على الذنب .

وتجب التوبة من جميع الذنوب .

ويحرم طلب الرياسة الدنيوية ، واختيار واختتال] (۱) الدنيا بالدين .

ويجب تسكين الغضب عن فعل الحرام ، والحسد حرام دون الغبطة .

ولا يجوز التعصب على الباطل ، ولا التكبر ، والتجبر واحتقار اهل الحق ، ولا حب الدنيا المحرمة ، والحرص عليها ، ولا اسائة الخلق ، والفحش ، والبذاء وايذاء الناس ، ولا البغي ، ولا الظلم ، ويجب التوبة منه .

ويشترط فيها رد المظالم الى أهلها ، فان عجز استغفر لهم .

ومن أضل الناس وجب عليه التوبة ، ويشترط فيها ردهم الى الحق .

ولا يجوز الرضا بالظلم ، ولا الاعانة عليه .

ويجب الاعتراف الله بالذنوب ، والندم والعزم على ترك العود، والاستغفار منها والاخلاص في التوبة واداء الحقوق الفائتة وتجديد التوبة كلما نقضها . ويصح في

(۱) ختله يختله اذا خدعه وراوغه و اختتال الدنيا بالدين هو طلب الدنيا بعمل الآخرة .

١٦

آخر العمران يتوب من الفسق والكفر .

ويجب محاسبة النفس كل يوم ، وتدارك ما فات وزيادة التحفظ عند زيادة العمر ، خصوصا بعد الاربعين .

وصل »

في فضل جهاد النفس

قد ورد أن النبي صلى الله عليه وآله بعث سرية فلما رجعوا قال: «مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل : يا رسول الله ما الجهاد الاكبر ؟ قال : جهاد النفس (۱) وعنه ان افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه (۲) وفي وصيته لعلي عليهما وآلهما السلام : « يا علي افضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد » (۳) .

في الصفات الحميدة

وروي عن علي بن الحسين رواية طويلة في ذكر ما ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة والمندوبة فعليك بمطالعتها ، والعمل بما فيها ، فانها جمعت من المحاسن مالا لا يحصى .

ويستحب ملازمة الصفات الحميدة قال رسول الله العلي الا : « يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ، ثم قال: اللهم أعنه .

اما الأولى فالصدق لا يخرجن من فيك كذبة ابدا .

والثانية الورع لا تجرين على خيانة أبدا .

والثالثة الخوف من الله تعالى كانك تراه .

(۱) و (۲) و (۳) الوسائل الباب ١ من ابواب جهاد النفس الحديث ۱ و ۱۰ و ۷ .

١٧

والرابعة كثرة البكاء من خشية الله ، يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنة .

والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك .

والسادسة الاخذ بسنتي في صلواتي ، وصيامي ، وصدقتي ، اما الصلاة فالخمسون ركعة ، واما الصوم فثلاثة ايام في كل شهر خميس في اوله، واربعاء في وسطه ، وخميس في آخره ، واما الصدقة فجهدك حتى يقال : اسرفت ولم تسرف وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الزوال وعليك بقراءة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في الصلاة وتقليبهما ، عليك بالسواك عند كل صلاة وضوء] ، عليك بمحاسن الاخلاق فاركبها ، عليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها ، فان لم تفعل فلا تلومن الا نفسك » (١) .

وعن ابي عبد الله الا قال : ( ينبغي للمؤمن ان يكون فيه ثماني خصال: وقور عند الهزاهز ، صبور عند البلاء ، شكور عند الرخاء ، قانعاً بما رزقه الله ، لا يظلم الاعداء ، ولا يتحامل للاصدقاء ، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة ، ان العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل أمير جنوده ، والرفق أخوه ، والبر [اللين] والده » (۲) .

وعنه الا قال: كان علي بن الحسين لا يقول : ( ان المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه ، وحلمه ، وصبره وحسن خلقه » (۳).

وفي الموسوي: يا هشام كان أمير المؤمنين الله يقول : ما عبدالله بشيء أفضل من العقل ، وماتم عقل امريء حتى يكون فيه خصال شتى الكفر والشرمنه مأمونان والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، نصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل احب اليه مع الله من العزمع غيره ، والتواضع احب اليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير

(۱) و (۲) و (۳) الوسائل الباب ٤ من ابواب جهاد النفس الحديث ٢ و ٩ و ٢٤.

١٨

المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيراً منه ، وانه شرهم في نفسه ، وهو تمام الأمر » (١).

وعن علي بن الحسين الله قال : « المؤمن ينصت ليسلم ، وينطق ليغنم ، لا يحدث امانته الاصدقاء ، ولا يكتم شهادته من البعداء ، ولا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، ان زكى خاف ما يقولون ، ويستغفر الله لما لا يعلمون ، لا يغره قول من جهله ، ويخاف احصاء ما عمله » (۲) .

في التفكر

ويستحب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل ، فان افضل العبادة ادمان التفكر في الله وفي قدرته . وتفكر ساعة خير من قيام ليلة ، وكان اكثر عبادة ابي ذر رحمه الله . التفكر والاعتبار .

والتفكر أن يمر بالخربة او بالدار فيقول : أين ساكنوك ؟ ! أين بانوك مالك لا تتكلمين ؟ ! (۳) .

في مكارم الاخلاق

ويستحب التخلق بمكارم الاخلاق وفي النبوي : ثلاث من مكارم الاخلاق في الدنيا والآخرة : ان تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم عمن جهل عليك » (٤) .

وعن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله البلا قال : « انا لنحب من كان عاقلاً فهماً

(۱) اصول الکافی ج ۱ ص ۱۸ كتاب العلم والجهل الحديث ١٢ .

(۲) الوسائل الباب ٤ من ابواب جهاد النفس الحديث ١٢ .

(۳) راجع هذا وما قبله الوسائل الباب ٥ من ابواب جهاد النفس .

(٤) اصول الكافي ج ۲ ص ۱۰۷ باب العفو مع اختلاف يسير في الالفاظ .

١٩

فقيها حليماً مداريا صبوراً ، صدوقاً ، وفياً ، ان الله عز وجل خص الانبياء بمكارم الاخلاق ، فمن كانت فية فليحمد الله على ذلك ، ومن لم تكن فية فليتضرع الى الله عز وجل وليسأله اياها قال : قلت : جعلت فداك وما هن ؟ قال : هن الورع، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحلم ، والحياء ، والسخاء، والشجاعة ، والغيرة، والبر، وصدق الحديث ، وأداء الامانة ) (١) .

في اليقين

ويجب اليقين بالله في الرزق ، والعمر ، والنفع ، والضر، فوردكان امير المؤمنين الله يقول : « لا يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطيه ، وان ما أخطاه لم يكن ليصيبه ، وان الضار النافع هو الله عزوجل (٢) وعن ابي عبد الله الله قال : « من صحة يقين المرء المسلم ان لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على مالم يؤته الله، فان الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، ولو أن احدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقة كما يدركه الموت ثم قال: إن الله عز وجل بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط » (۳) .

في العقل

ويجب طاعة العقل ، ومخالفة الجهل ، فان العقل هو الحجة الباطنة الله تعالى والعقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معان كثيرة ، وفي الاحاديث يطلق على ثلثة معان: احدها قوة ادراك الخير والشر، والتمييز بينهما، ومعرفة اسباب الامور ، ونحو ذلك وهذا هو مناط التكليف . وثانيها حالة وملكة تدعو الى اختيار الخير ،

(١) الوسائل الباب ٦ من ابواب جهاد النفس الحديث ١ .

(۲) و (۳) الوسائل الباب ٧ من ابواب جهاد النفس الحديث ١ وه .

٢٠