تلخيص البيان في مجازات القرآن

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]

تلخيص البيان في مجازات القرآن

المؤلف:

أبو الحسن محمّد الرضي بن الحسن الموسوي [ السيّد الرضيّ ]


المحقق: محمد عبد الغني حسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣

كما يقال : قد أحيا البشر. ولا يقال : أنشر الله النبات ، كما يقال : أنشر الأموات.

وقوله سبحانه : ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [٢٨] وهذه استعارة. لأن الكلام الذي هو الأصوات المقطّعة ، والحروف المنظومة ، لا يجوز عليه البقاء. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أن إبراهيم عليه‌السلام جعل الكلمة التي قالها لأبيه وقومه وهى قوله : ﴿ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [ ٢٦ ، ٢٧ ] باقية فى عقبه ، بأن وصّى بها ولده ، وأمرهم أن يتواصوا بها ما تناقلتهم الأصلاب ، وتناسختهم الأدوار. وهذه الكلمة هى (١) كلمة الإخلاص والتوحيد. والله أعلم.

وقوله سبحانه : ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [٤٥] وهذا الكلام أيضا داخل فى قبيل الاستعارة. لأن مسألة الرسل الذين درجت قرونهم وخلت أزمانهم غير ممكنة. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ واسأل أصحاب من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، أو استعلم ما فى كتبهم ، وتعرّف حقائق سننهم. وذلك على مثال : ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ (٢) .

وقال بعضهم : مسألة الرسل هاهنا بمعنى المسألة عنهم ، عليهم‌السلام ، وعمّا أتوا به من شريعة ، وأقاموه من عماد سنّة. وقد يأتى فى كلامهم : اسأل كذا. أي اطلبه ، واسأل عنه.

قال سبحانه : ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣) أي مسئولا عنه.

__________________

(١) فى الأصل « وهى » والواو زائدة من الناسخ.

(٢) سورة يوسف. الآية رقم ٨٢.

(٣) سورة الإسراء. الآية رقم ٣٤.

٣٠١

وقال تعالى : ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (١) أي سئل عن قتلها ، وطلب بدمها. فكأنه تعالى قال لنبيه عليه‌السلام : واسأل عن سنن الأنبياء قبلك ، [و] (٢) شرائع الرسل الماضين أمامك ، فإنك لا تجد فيها إطلاقا لعبادة معبود إلا الله سبحانه. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.

__________________

(١) سورة التكوير. الآيتان ٨ ، ٩.

(٢) ليست الواو بالأصل ، وقد وضعناها لأن السياق يقتضيها عطفا على ما قبلها.

٣٠٢

ومن حم

وهى السورة التي يذكر فيها « الدخان »

قوله سبحانه : ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [٤] وهذه استعارة ، وقد مضى الكلام على مثلها فى بنى إسرائيل. والمراد ـ والله أعلم ـ تبيين كل أمر حكيم فى هذه الليلة ، حتى يصير كفرق الصبح فى بيانه ، أو مفرق الطريق فى اتضاحه. ومنه قولهم : فرقت الشعر. إذا خلصت بعضه من بعض ، وبيّنت مخطّ وسطه بالمدرى (١) أو بالإصبع.

وقوله سبحانه : ﴿ وَأَن لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [١٩] وهذه استعارة. والمراد بالعلوّ هاهنا : الاستكبار على الله سبحانه ، وعلى أوليائه.

ويوصف المستكبر فى كلامهم بأن يقال : قد شمخ بأنفه. وهذه الصفة مثل وصفه بالعلو. لأن الشامخ : العالي.

وقال سبحانه : ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ (٢) أي تجبّر فيها ، واستكبر على أهلها. وليس يراد بذلك العلوّ الذي هو الصعود. وإنما يراد به العلوّ الذي هو الاستكبار والعتوّ. وضدّ وصفهم المستكبر بالعلو والتطاول وصفهم المتواضع بالخشوع والتضاؤل.

وقوله سبحانه : ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ [٢٩] وهذه استعارة. وقد قيل فى معناها أقوال : أحدها أن البكاء هاهنا بمعنى الحزن ، فكأنه

__________________

(١) المدرى : المشط الذي يدرى به الرأس ويمشط.

(٢) سورة القصص. الآية رقم ٤.

٣٠٣

تعالى قال : فلم تحزن عليهم السماء والأرض بعد هلاكهم وانقطاع آثارهم. وإنما عبّر سبحانه عن الحزن بالبكاء لأن البكاء يصدر عن الحزن فى أكثر الأحوال. ومن عادة العرب أن يصفوا الدّار إذا ظعن عنها سكّانها ، وفارقها قطّانها بأنها باكية عليهم ، ومتوجعة لهم. على طريق المجاز والاتساع. بمعنى ظهور علامات الخشوع والوحشة عليها ، وانقطاع أسباب النعمة والأنسة عنها.

ووجه آخر وهو أن يكون المعنى : لو كانت السموات والأرض من الجنس الذي يصح منه البكاء لم تبكيا عليهم ، ولم تتوجّعا لهم ، إذ كان الله سبحانه عليهم ساخطا ، ولهم ماقتا.

ووجه آخر ، قيل معنى ذلك : ما بكى عليهم من السموات والأرض ما يبكى على المؤمن عند وفاته ، من مواضع صلواته ، ومصاعد أعماله ، على ما ورد الخبر به. (١)

وفى ذلك وجهان آخران يخرج بهما الكلام عن طريق الاستعارة ، فأحدهما أن يكون المعنى : فما بكى عليهم أهل السماء والأرض. ونظائر ذلك فى القرآن كثيرة. والآخر أن يكون المعنى أنه لم ينتصر أحد لهم ، ولم يطلب طالب بثأرهم.

ومضى فى أشعار العرب : بكينا فلانا بأطراف الرماح ، وبمضارب الصفاح. أي طلبنا دمه ، وأدركنا ثأره.

__________________

(١) روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « ما من مؤمن إلا وله فى السماء بابان : باب ينزل منه رزقه ، وباب يدخل منه كلامه وعمله ، فإذا مات فقداه فبكيا عليه. ثم تلا قوله تعالى ﴿ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ انظر « الجامع لأحكام القرآن » ج ١٦ ص ١٤٠ وقال على وابن عباس رضى الله عنهما : إنه يبكى عليه مصلاه من الأرض ، ومصعد عمله من السماء. ( نفس المصدر السابق ) .

٣٠٤

ومن حم

ومن السورة التي يذكر فيها « الجاثية »

قوله تعالى : ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا [١٨] وهذه استعارة. لأن الشريعة فى أصل اللغة اسم للطريق المفضية إلى الماء المورود. وإنما سمّيت الأديان شرائع لأنها الطرق الموصّلة إلى موارد الثواب ، ومنافع العباد ، تشبيها بشرائع المناهل التي هى مدرجة إلى الماء ، ووصلة إلى الرّواء.

وقوله سبحانه : ﴿ هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ [٢٩] وهذه استعارة. وقد مضت الإشارة إلى نظيرها فيما تقدم. والمعنى أن الكتاب ناطق من جهة البيان ، كما يكون الناطق من جهة اللّسان. وشهادة الكتاب ببيانه ، أقوى من شهادة الإنسان بلسانه.

٣٠٥

ومن حم

وهى السورة التي يذكر فيها « الأحقاف »

قوله تعالى : ﴿ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [٤] وهذه استعارة على أحد التأويلات. وهو أن يكون معنى : ﴿ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ أي شىء يستخرج من العلم بالكشف والبحث ، والطّلب والفحص ، فتثور حقيقته ، وتظهر خبيئته ، كما تستثار الأرض بالمحافر ، فيخرج نباتها ، وتظهر نثائلها (١) . أو كما يستثار القنيص من مجاثمه ، ويستطلع من مكامنه.

وسائر التأويلات فى الآية تخرج الكلام عن حيّز الاستعارة. مثل تأويلهم ذلك على معنى خاصة (٢) من علم. أي بقية من علم ، وما يجرى هذا المجرى.

وأنشد أبو عبيدة للراعى (٣) فى صفة ناقة :

و ذات أثارة أكلت عليها

نباتا فى أكمته قفارا

__________________

(١) النثائل : جمع نثيلة ونثالة وهى التراب المستخرج من الحفر.

(٢) الخاصة : البقية من الشيء. انظر « القرطبي « ج ١٦ ص ١٨٢.

(٣) هو الراعي النميري حصين بن معاوية. ولقب بهذا اللقب لأنه كان يصف راعى الإبل فى شعره وكان معاصرا للشاعر جرير فى العصر الأموى ودخل معه فى مهاجاة لأنه اتهمه بالميل إلى الفرزدق. والبيت فى « مقاييس اللغة » لأحمد بن فارس ج ١ ص ٥٦ بتحقيق الأستاذ عبد السلام محمد هارون. وقد ورد فى المقاييس هكذا :

وذات أثارة أكلت عليها

نباتا فى أكمته تؤاما

وقد رواه القرطبي فى « الجامع » ج ١٦ ص ١٨٢ كما. رواه الشريف هنا.

٣٠٦

أي ذات بقية من شحم رعت عليها هذا النبات المذكور. وقوله قفارا أي خاليا من الناس ، ليس به راعية غيرها ، فهو أهنأ لها ، وأرفق بها.

وقال صاحب « الغريب (١) المصنف » : يقال سمنت الناقة على أثارة ، أي على سمن متقدم قد كان قبل ذلك.

__________________

(١) هو أبو عبيد القاسم بن سلام ، اشتغل بالحديث والفقه واللغة والأدب وهو صاحب كتاب « غريب الحديث » وكتاب « غريب المصنف » المشار إليه هنا بالتعريف. وقد اشتغل فى تأليفه أربعين عاما. وتوفى سنة ٢٢٣ ه‍ . وأخباره فى « وفيات الأعيان » و « الفهرست » و « طبقات الأدباء » و « تاريخ آداب اللغة العربية » وهناك « الغريب المصنف » أيضا لأبى عمرو إسحاق بن مرار الشيباني ، كما فى « كشف الظنون » والمقصود هنا كتاب أبى عبيد ، كما فى « المجازات النبوية » للمؤلف ص ٢٢٠.

٣٠٧

ومن السورة

التي يذكر فيها « محمد » صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قوله سبحانه : ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا [٤] وهذه استعارة. والمراد بالأوزار هاهنا الأثقال ، وهى آلة الحرب وعتادها ، من الدروع ، والمغافر ، والرماح ، والمناصل وما يجرى هذا المجرى ، لأن جميع ذلك ثقل على حامله ، وشاقّ (١) على مستعمله.

وعلى هذا قول الأعشى.

و أعددت للحرب أوزارها

رماحا طوالا وخيلا ذكورا (٢)

و من نسج داود موضونة

تساق مع الحي عيرا فعيرا

والمراد بذلك فى الظاهر : الحرب ، وفى المعنى : أهل الحرب ، لأنهم الذين يصحّ وصفهم بحمل الأثقال ووضعها ، ولبس الأسلحة ونزعها.

وقوله سبحانه : ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ [٢١] . وهذه استعارة ، لأن العزم لا يوصف بحقيقته إلا الإنسان المميز الذي يوطّن النفس على فعل الأمر قبل وقته ، عقدا بالمشيئة على فعله. فيصح أن يسمّى عازما عليه ،

__________________

(١) فى الأصل « وساق » بالسين المهملة. وهو تحريف.

(٢) فى « الجامع لأحكام القرآن » للقرطبى ج ١٦ ص ٢٢٩ ، روى البيتان هكذا :

وأعددت للحرب أوزارها

رماحا طوالا وخيلا ذكورا

ومن نسج داود يحدى بها

على أثر الحي عيرا فعيرا

وفى الديوان ص ٩٩ ، روى البيتان كما فى رواية الشريف الرضى هنا.

٣٠٨

وإنما قال تعالى : ﴿ عَزَمَ الْأَمْرُ مجازا. أي قويت العزائم على فعله ، فصار كالعازم فى نفسه.

وقال بعضهم : معنى عزم الأمر ، أي جدّ الأمر ، ومنه قول النابغة الذبياني (١) .

حياك ود فأنا لا يحلّ لنا

لهو النساء لأن الدين قد عزما

أي استحكم وجدّ ، وقوى واشتدّ.

وقوله سبحانه : ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [٢٤] وهذه استعارة. والمراد : أم قلوبهم كالأبواب المقفلة ، لا تنفتح لوعظ واعظ ، ولا يلج فيها عذل عاذل. وفى لغة العرب أن يقول القائل إذا وصف نفسه بضيق الصدر ، وتشعّب الفكر : قلبى مقفل ، وصدرى ضيّق. وإذا وصف غيره بضد هذه الصفات : قال انفتح قلبه ، وانفسح صدره.

وقد يجوز أيضا أن يكون المعنى أن (٢) ....

__________________

(١) انظر القصيدة فى شعر النابغة بديوان « فحول الشعراء » المطبوع فى بيروت سنة ١٣٥٢ ه‍ ص ٩٣. ومطلع القصيدة :

بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما

واحتلت الشرع فالأجزاع من أضما

(٢) هنا قدر ورقتين ضائعتين من الأصل ، من الآية ٢٤ من سورة محمد إلى الآية ١٥ من سورة ق.

٣٠٩

ومن السورة التي يذكر فيها « ق »

[﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ] [١٦] .... وأراد سبحانه أنه يعلم غيب الإنسان ووساوس إضماره ، ونجىّ أسراره. فكأنه باستبطانه ذلك منه أقرب إليه من وريده. لأن العالم بخفايا قلبه ، أقرب إليه من عروقه وعصبه.

وليس القرب هاهنا من جهة المسافة والمساحة ، ولكن من جهة العلم والإحاطة.

وقوله تعالى : ﴿ جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ، ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ [١٩] وهذه استعارة. والمراد بسكرة الموت هاهنا : الكرب الذي يتغشى المحتضر عند الموت ، فيفقد له تمييزه ، ويفارق معه معقوله. فشبّه تعالى ذلك بالسّكرة من الشراب ، إلا أن تلك السّكرة منعمة ، وهذه السّكرة مؤلمة.

وقوله تعالى : ﴿ بِالْحَقِّ يحتمل معنيين : أحدهما أن يكون جاءت بالحق من أمر الآخرة ، حتى عرفه الإنسان اضطرارا ، ورآه جهارا. والآخر أن يكون المراد ﴿ بِالْحَقِّ هاهنا أي بالموت الذي هو الحق.

وقوله سبحانه : ﴿ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [٢٢] . وهذه استعارة والمراد بها ما يراه الإنسان عند زوال التكليف عنه من أعلام السّاعة ، وأشراط القيامة ، فتزول عنه اعتراضات الشكوك ، ومشتبهات الأمور ، يصدّق بما كذّب ، ويقرّ بما جحد ، ويكون كأنه قد نفذ (١) بصره بعد وقوف ،

__________________

(١) فى الأصل « نفد » بالدال المهملة وهو تحريف فاحش من النساخ لأنه ليس القصد نفاد البصر وضياعه ، بل القصد نفوذه وحدته.

٣١٠

وأحدّ بعد كلال ونبوّ. فهذا معنى قوله سبحانه : ﴿ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ .

وقوله تعالى : ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [٣٠] . وهذه استعارة. لأن الخطاب للنار والجواب منها فى الحقيقة لا يصحان. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أنها فيما ظهر من امتلائها ، وبان من اغتصاصها بأهلها ، بمنزلة الناطقة بأنه لا مزيد فيها ، ولا سعة عندها. وذلك كقول الشاعر : (١)

امتلأ الحوض وقال قطنى

مهلا رويدا قد ملأت بطني

ولم يكن هناك قول من الحوض على الحقيقة ، ولكن المعنى أن ما ظهر من امتلائه فى تلك الحال جار مجرى القول منه ، فأقام تعالى الأمر المدرك بالعين ، مقام القول المسموع بالأذن.

وقيل : المعنى أنا نقول لخزنة جهنم هذا القول ، ويكون الجواب منهم على حدّ الخطاب. ويكون ذلك من قبيل : ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ (٢) فى إسقاط المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. وذلك كقولهم : يا خيل الله اركبي. والمراد يا رجال الله اركبي.

وعلى القول الأول يكون مخرج هذا القول لجهنم على طريق التقرير لاستخراج الجواب بظاهر الحال ، لا على طريق الاستفهام والاستعلام. إذ كان الله سبحانه قد علم امتلاءها قبل أن يظهر ذلك فيها. وإنما قال سبحانه هذا الكلام ليعلم الخلائق صحة وعده ، إذ يقول تعالى : ﴿ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٣) . والوجه

__________________

(١) لم أهتد إلى اسم قائل هذا الرجز. وفى « الجامع لأحكام القرآن » ج ١٧ ص ١٨ لم ينسبه لقائله. بل قال : إنه لشاعر.

(٢) سورة يوسف : الآية رقم ٨٢.

(٣) سورة هود. الآية رقم ١١٩.

٣١١

[ فى قوله (١) ] تعالى فى الحكاية عن جهنم : ﴿ هَلْ مِن مَّزِيدٍ بمعنى لا من مزيد فىّ. وليس ذلك على طريق طلب الزيادة ، وهذا معروف فى الكلام. ومثله قوله عليه‌السلام : ( وهل ترك (٢) عقيل لنا من دار ؟ ) أي ما ترك لنا دارا.

وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [٣٧] وهذه استعارة. وقد مضى نظير لها فيما تقدم. والمعنى أنه بالغ فى الإصغاء إلى الذكرى ، وأشهدها قلبه ، فكان كالملقى إليها سمعه ، دنوّا من سماعها ، وميلا إلى قائلها.

والمراد بقوله تعالى : ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ [٣٧] أي عقل ولبّ. [ و] (٣) يعبّر عنهما بالقلب ، لأنهما يكونان بالقلب. أو يكون المعنى : لمن كان به قلب ينتفع به. لأن من القلوب ما لا ينتفع به ، إذا كان مائلا إلى الغىّ ، ومنصرفا عن الرّشد.

__________________

(١) مطموسة فى الأصل.

(٢) قاله عليه‌السلام حين فتح مكة. فقد مضى الزبير بن العوام برايته حتى ركزها عند قبة رسول الله ، وكان معه أم سلمة وميمونة رضى الله عنهما ، وقيل : يا رسول الله ! أ لا تنزل منزلك من الشعب ؟ فقال : وهل ترك لنا عقيل منزلا ؟ وكان عقيل بن أبى طالب قد باع منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومنزل إخوته. والرجال والنساء بمكة. فقيل : يا رسول الله ! فانزل فى بعض بيوت مكة فى غير منازلك ، فقال ! : لا أدخل البيوت ! فلم يزل مضطربا بالحجون لم يدخل بيتا ، وكان يأتى المسجد من الحجون لكل صلاة. انظر الخبر فى « إمتاع الأسماع » للمقريزى المؤرخ ، ج ١ ص ٣٨١.

(٣) ليست بالأصل ، والسياق يقتضيها.

٣١٢

ومن السورة التي يذكر فيها « الذاريات »

قوله سبحانه فى صفة حجارة القذف : ﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [٣٤] وهذه استعارة. والمسوّمة : المعلمة. وأصل ذلك مستعمل فى تسويم الخيل للحرب. أي تعليمها بعلامات تتميز بها من خيل العدو. شبّهت هذه الحجارة بها لأنها معلّمة بعلامات تدلّ على مكروه المصابين ، وضرر المعاقبين ، كما كانت الخيل المسوّمة تدل على ذلك فى لقاء الأعداء. وإرسال هذه للعراك كإرسال تلك للهلاك.

وقيل : إن التسويم فى تلك الحجارة هو أن تجعل نكتة سوداء فى الحجر الأبيض ، أو نكتة بيضاء فى الحجر الأسود.

وقيل : كان عليها أمثال الطوابيع والخواتيم. وقد تكلمنا على نظير هذه الاستعارة فى « هود » .

والمراد بقوله تعالى : ﴿ عِندَ رَبِّكَ أي خلقها سبحانه كذلك من غير أن يفعلها فاعل ، أو يجعلها جاعل. فلأجل هذه الحال وجب أن يجعل لها تعالى هذا الاختصاص بقوله : ﴿ عِندَ رَبِّكَ . وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك أنها مسوّمة فى سلطان الله تعالى وملكوته. وفى موضع العقاب المعدّ للمذنبين من خلقه.

وقوله تعالى : ﴿ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [٣٩] وهذه استعارة.

وقد قيل : إن المراد بها أنه أعرض بجنوده الذين هم كالركن له ، والحجارة

٣١٣

دونه. وقد يسمّى أعوان المرء وأنصاره أركانه واعتماده (١) ، إذ كان بهم يصول ، وإليهم يؤول.

وقيل أيضا معنى ذلك فتولّى (٢) وسلطانه ، فإن ذلك كالركن له والمانع منه. ونظيره قوله سبحانه حاكيا عن لوط عليه‌السلام : ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (٣) أي إلى عزّ دافع ، وسلطان قامع.

وقوله سبحانه : ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ [٤١] وهذه استعارة. ومعنى العقيم هاهنا التي لا تحمل القطار ، ولا تلقح الأشجار ، ولا تعود بخير ، ولا تنكشف عن عواقب نفع. فهى كالمرأة التي لا يرجى ولدها ، ولا ينمى عددها.

__________________

(١) هكذا بالأصل. ولعلها « وأعماده » .

(٢) بياض بالأصل.

(٣) سورة هود. الآية رقم ٨٠.

٣١٤

ومن السورة التي يذكر فيها « الطّور »

قوله تعالى : ﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا ، أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [٣٢] وهذه استعارة. أي كانوا حكماء عقلاء كما يدّعون ، فكيف تحملهم أحلامهم وعقولهم على أن يرموا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسّحر والجنون ، وقد علموا بعده عنهما ، ومباينته لهما ؟

وهذا القول منهم سفه (١) وكذب ، وهاتان الصفتان منافيتان لأوصاف الحلماء ، ومذاهب الحكماء.

ومخرج قوله سبحانه : ﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا مخرج التبكيت لهم ، والإزراء عليهم. ونظير هذا الكلام قوله سبحانه حاكيا عن قوم شعيب عليه‌السلام : ﴿ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا (٢) أي دينك وما جئت به من شريعتك التي فيها الصلوات وغيرها من العبادات ، تحملك على أمرنا بترك ما يعبد آباؤنا (٣) . وقد مضى الكلام على ذلك فى موضعه.

وقوله سبحانه : ﴿ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ [٤٩] وقرئ : (٤) ﴿ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ بكسر الهمزة. وهذه استعارة على القراءتين جميعا.

__________________

(١) فى الأصل « صفة » بالصاد. وهو تحريف بالغ.

(٢) سورة هود. الآية رقم ٨٧.

(٣) كرر الناسخ هذه العبارة من قوله : أي دينك إلى قوله ما يعبد آباؤنا.

(٤) قرأ السبعة : وإدبار بكسر الهمزة على أنها مصدر للفعل أدبر. وقرأ سالم بن أبى الجعد ويعقوب وسلام وأيوب : وأدبار بالفتح. انظر القرطبي ج ١٧ ص ٨٠.

٣١٥

فمن قرأ بفتح الهمزة كان معناه : وأعقاب النجوم. أي أواخرها إذا انصرفت. كما يقال : جاء فلان فى أعقاب القوم. أي فى أواخرهم. وتلك صفة تخصّ الحيوان المتصرف الذي يوصف بالمجيء والذّهاب ، والإقبال والإدبار. ولكنها استعملت فى النجوم على طريق الاتساع. فأمّا قراءة من قرأ : ﴿ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ بالكسر فمعناه قريب من المعنى الأول. فكأنه سبحانه وصفها بالإدبار بعد الإقبال. والمراد بذلك الأفول بعد الطلوع ، والهبوط بعد الصعود.

٣١٦

ومن السورة التي يذكر فيها « النّجم »

قوله سبحانه : ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ [١١] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ أن ما اعتقده القلب من صحة ذلك المنظر الذي نظره ، والأمر الذي باشره لم يكن عن تخيّل وتوهّم ، بل عن يقين وتأمّل. فلم يكن بمنزلة الكاذب من طريق تعمّد الكذب ، ولا من طريق الشكوك والشّبه.

وقوله سبحانه : ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ [١٧] وهذه استعارة. وهى قريبة المعنى من الاستعارة الأولى. والمراد بذلك ـ والله أعلم ـ أن البصر لم يمل عن جهة المبصر (١) إلى غيره ميلا يدخل عليه به الاشتباه ، حتى يشكّ فيما رآه. ولا طغى ، أي لم يجاوز المبصر ويرتفع عنه ، فيكون مخطئا لإدراكه ، ومتجاوزا لمحاذاته.

فكأن تلخيص المعنى أن البصر لم يقصر عن المرئىّ فيقع دونه ، ولم يزد (٢) عليه فيقع وراءه ، بل وافق موضعه ، ولم يجاوز موقعه. وأصل الطغيان طلب العلو والارتفاع ، من طريق الظلم والعدوان ، وهو فى صفة البصر خارج (٣) على المجاز والاتساع.

__________________

(١) فى الأصل « البصر » وهو تحريف من الناسخ.

(٢) فى الأصل « ولم يرد » بالراء المهملة ، وهو تحريف.

(٣) أي سائر على طريق المجاز والاتساع فى التعبير.

٣١٧

ومن السورة التي يذكر فيها « انشقاق القمر »

قوله تعالى : ﴿ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ،  وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ [ ١١ ، ١٢ ] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ بتفتيح أبواب السماء تسهيل سبل الأمطار حتى لا يحبسها حابس ، ولا يلفتها لافت. ومفهوم ذلك إزالة العوائق عن مجارى العيون من السماء ، حتى تصير بمنزلة حبيس فتح عنه باب ، أو معقول أطلق عنه عقال. وقوله تعالى : ﴿ فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ أي اختلط ماء الأمطار المنهمرة ، بماء العيون المتفجرة ، فالتقى ماءاهما على ما قدره الله سبحانه ، من غير زيادة ولا نقصان. وهذا من أفصح الكلام ، وأوقع العبارات عن هذه الحال.

وقوله سبحانه : ﴿ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ [٢٥] ولفظ إلقاء الذّكر هاهنا مستعار : والمراد به أن القرآن لعظم شأنه ، وصعوبة أدائه ، كالعبء الثقيل الذي يشقّ على من حمّله ، وألقى عليه ثقله.

وكذلك قال تعالى : ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (١) . وكذلك قول القائل :( ألقيت على فلان سؤالا ، وألقيت عليه حسابا) أي سألته عما يستكدّ له هاجسه ، ويستعمل به خاطره.

وقوله سبحانه : ﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ [٤٦] وهذه استعارة. لأن المرارة لا يوصف بها إلا المذوقات والمتطعمات ، ولكنّ الساعة لما كانت مكروهة عند مستحقّى العقاب ، حسن وصفها بما يوصف به الشيء المكروه المذاق.

ومن عادة من يلاقى ما يكرهه ، ويرى ما لا يحبّه ، أن يحدث ذلك تهيّجا فى وجهه ، يدل

__________________

(١) سورة المزمل. الآية رقم ٥.

٣١٨

على نفور جأشه ، وشدة استيحاشه ، فكذلك هؤلاء إذا شاهدوا أمارات العذاب ، ونوازل العقاب ، ظهر فى وجوههم ما يستدل به على فظاعة الحال عندهم ، وبلوغ مكروهها من قلوبهم ، فكانوا كلائك (١) المضغة المقرة ، (٢) وذائق الكأس الصّبرة ، فى فرط التقطيب ، وشدة التهيج. وشاهد ذلك قوله سبحانه : ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (٣) .

__________________

(١) اللائك : اسم فاعل من لاك يلوك أي مضغ.

(٢) المقرة على وزن فرحة : المرة الطعم يقال : مقر الشيء مقرا إذا صار مرا

(٣) سورة المؤمنون. الآية رقم ١٠٤.

٣١٩

ومن السورة التي يذكر فيها « الرحمن » سبحانه

قوله تعالى : ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [٦] وهذه استعارة : والنجم هاهنا ما نجم من النبات. أي طلع وظهر. والمراد بسجود النبات والشجر ـ والله أعلم ـ ما يظهر عليها من آثار صنعة الصانع الحكيم ، والمقدّر العليم ، بالتنقل من حال الاطلاع ، إلى حال الإيناع ، ومن حال الإيراق إلى حال الإثمار ، غير ممتنعة على المصرّف ، ولا آبية على المدبّر.

وقوله سبحانه : ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [٧] ولفظ الميزان هاهنا مستعار ، على أحد التأويلين. وهو أن يكون معناه العدل الذي تستقيم (١) به الأمور ، ويعتدل عليه الجمهور. وشاهد ذلك قوله تعالى : ﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (٢) أي بالعدل فى الأمور.

وروى عن مجاهد (٣) أنه قال : القسطاس : العدل بالرومية. ويقال : قسطاس ، وقسطاس. بالضم والكسر ، كقرطاس وقرطاس.

وقوله تعالى : ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ [١٩] ، [٢٠] وهذه استعارة. والمراد بها أنه سبحانه أرسل البحرين طاميين ، وأمارهما مائعين ،

__________________

(١) فى الأصل « يستقيم » وهو تحريف.

(٢) سورة الإسراء. الآية رقم ٣٥.

(٣) هو من المفسرين الأولين للقرآن الكريم ، والمشهور أنه أول من دون فى التفسير ، وتفسيره غير موجود ، ولعل الموجود هو تفسير ابن عباس رواه مجاهد. وذكر ابن عطية فى « مقدمته » أن صدر المفسرين والمؤيد فيهم هو على بن أبى طالب رضى الله عنه ، ويتلوه عبد الله بن عباس ، ويتلوه مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما ويذكر ابن عطية أن مجاهدا قرأ على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية. وذكر جورجى زيدان أن مجاهدا توفى سنة ١٠٤ ه‍ . انظر « تاريخ آداب اللغة العربية » ج ١ ص ٢٠٥ ، و « مقدمتان فى علوم القرآن » بتحقيق المستشرق أرثر جفرى ، ونشر مكتبة الخانجى.

٣٢٠