معاني القرآن - ج ٢

أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء

معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٥

وقوله : (سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) [٢٦] معناه : بل هم عباد مكرمون. ولو كانت : بل عبادا مكرمين مردودة على الولد أي لم نتّخذهم ولدا ولكن اتخذناهم عبادا مكرمين (قالَ صَواباً).

وقوله : (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [٣٠] فتقت السماء بالقطر والأرض بالنبت (وقال (١)) (كانَتا رَتْقاً) ولم يقل : رتقين (وهو) كما قال (ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً).

وقوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) خفض ولو كانت (٢) : حيّا كان صوابا أي جعلنا كلّ شىء حيّا من الماء.

وقوله : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) [٣٢] ولو (٣) قيل : محفوظا يذهب بالتأنيث إلى السّماء وبالتذكير إلى السقف كما قال (أَمَنَةً نُعاساً) تغشى) و (يَغْشى) وقيل (سَقْفاً) وهى سموات لأنها سقف على الأرض كالسّقف على البيت. ومعنى قوله (مَحْفُوظاً) : حفظت (مِنَ الشَّياطِينِ) (٤) بالنجوم.

وقوله : (وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) فآياتها قمرها وشمسها ونجومها. قد قرأ مجاهد (وهم عن آيتها معرضون) فوحّد (وجعل (٥)) السماء بما فيها آية وكل صواب.

وقال (٦) : (فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [٣٣] لغير الآدميّين للشمس والقمر (٧) والليل والنهار ، وذلك أن السّباحة من أفعال الآدميين فقيلت بالنون ؛ كما قيل : (وَالشَّمْسَ (٨) وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) لأنّ السجود من أفعال الآدميّين. ويقال : إن الفلك موج مكفوف (٩) يجرين فيه.

__________________

(١) ا : «فقال».

(٢) ا : «نصب».

(٣) الجواب محذوف أي لكان صوابا مثلا.

(٤) فى ا تأخير ما بين القوسين عما بعده.

(٥) ا : «فجعل».

(٦) ش ، ب : «قوله».

(٧) سقط فى ا.

(٨) الآية ٤ سورة يوسف.

(٩) كأن المراد أنه محفوظ من التسفل.

٢٠١

وقوله (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) [٣٤] دخلت (١) الفاء فى الجزاء وهو (إن) وفى جوابه ؛ لأن الجزاء متّصل بقرآن قبله. فأدخلت فيه ألف الاستفهام على الفاء من الجزاء. ودخلت الفاء فى قوله (فهم) لأنه جواب للجزاء. ولو حذفت الفاء من قوله (فهم) كان صوابا من وجهين أحدهما أن تريد الفاء فتضمرها ، لأنها لا تغيّر (هم) عن رفعها فهناك يصلح الإضمار. والوجه الآخر أن يراد تقديم (هم) إلى الفاء فكأنّه ١١٦ ب قيل : أفهم الخالدون إن متّ.

وقوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [٣٥] ولو نوّنت فى (ذائقة) ونصبت (الموت) كان صوابا. وأكثر ما تختار العرب التنوين والنصب فى المستقبل. فإذا كان معناه ماضيا لم يكادوا يقولون إلّا بالاضافة. فأمّا المستقبل فقولك : أنا صائم يوم الخميس إذا كان خميسا مستقبلا. فإن أخبرت عن صوم يوم خميس ماض قلت : أنا صائم يوم الخميس فهذا وجه العمل. ويختارون أيضا التنوين. إذا كان مع الجحد. من ذلك قولهم : ما هو بتارك حقّه ، وهو غير تارك حقه ، لا يكادون يتركون التنوين. وتركه كثير جائز وينشدون قول أبى الأسود :

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا (٢)

فمن حذف النون ونصب قال : النيّة التنوين مع الجحد ، ولكنى أسقطت النون للساكن الذي لقيها وأعملت معناها. ومن خفض أضاف.

وقوله : (أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) [٣٦] يريد : يعيب آلهتكم. وكذلك قوله : سمعنا (٣) فثى

__________________

(١) ش : «ودخلت».

(٢) كان أبو الأسود تزوج امرأة فلم ير فيها ما يرضيه فقال شعرا لذويها منه هذا البيت يذكر فى شعره أن خال امرأ لم يبله فخانه وأفشى سره فما جزاؤه أليس. جزاؤه الصوم والهجران فقالوا : نعم فقال : تلك صاحبتكم وهى طالق. وانظر الأغانى ١٢ / ٣١٠ من طبعة الدار.

(٣) الآية ٦٠ سورة الأنبياء.

٢٠٢

يذكرهم يقال له إبراهيم) أي يعيبهم. وأنت قائل للرجل : لئن ذكرتنى لتند منّ وأنت تريد : بسوء قال عنترة :

لا تذكرى مهرى وما أطعمته

فيكون جلدك مثل جلد الأشهب (١)

أي لا تعيبينى بأثرة مهرى فجعل الذكر عيبا.

وقوله : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) [٣٧] وعلى عجل (٢) كأنك قلت : بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة.

وقوله : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ) [٣٨](مَتى) فى موضع نصب ، لأنّك لو أظهرت جوابها رأيته منصوبا فقلت : الوعد يوم كذا وكذا (ولو (٣)) جعلت (متى) فى موضع رفع كما تقول : متى الميعاد؟ فيقول : يوم الخميس ويوم الخميس. وقال الله (مَوْعِدُكُمْ (٤) يَوْمُ الزِّينَةِ) فلو نصبت (٥) كان صوابا. فإذا جعلت الميعاد فى نكرة من الأيّام والليالى والشهور والسنين رفعت فلقت : ميعادك يوم أو يومان ، وليلة وليلتان كما قال الله (غُدُوُّها) (٦) (شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) والعرب تقول : إنما البرد شهران وإنما الصيف شهران. ولو جاء (٧) نصبا كان صوابا. وإنّما اختاروا الرفع لأنك أبهمت الشهرين فصارا جميعا كأنهما وقت للصّيف. وإنما اختاروا النصب فى المعرفة لأنها حين معلوم مسند إلى الذي بعده ، فحسنت الصّفة ، كما أنك تقول : عبد الله دون من الرجال ، وعبد الله دونك فتنصب. ومثله اجتمع الجيشان فالمسلمون جانب والكفّار

__________________

(١) كانت لعنترة زوجة لا تزال تلومه فى فرس كان يؤثره ويطعمه ألبان إبله فقال فيها هذا الشعر. ورواية ديوانه : «الأجرب» فى مكان «الأشهب». والأشهب من الشهبة وهى بياض يصدعه سواد ، وقد يكون من الجرب. يريد أنك إن دمت على هذا نفرت منك وكان جلدك كجلد الأجرب فلا أقربك.

(٢) يريد أنه يقال فى اللغة ما فى الآية وهذا أيضا. ولا يريد أن هذا قراءة.

(٣) : «فلو».

(٤) الآية ٥٩ سورة طه.

(٥) ا : «نصب».

(٦) الآية ١٢ سورة سبا.

(٧) ا : «كان».

٢٠٣

جانب. فإذا أضفت نصبت فقلت : المسلمون جانب صاحبهم ، والكفّار جانب صاحبهم فإذا (١) لم تضف الجانب صيرتهم هم كالجانب لا أنهم فيه فقس على ذا (٢)

وقوله : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) [٣٩].

وقوله : (فَمَنْ يَنْصُرُنِي (٣) مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ) : فمن يمنعنى. ذلك معناه ـ والله أعلم ـ فى عامّة القرآن.

وقوله : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) [٤٢]. مهموزة (ولو (٤)) تركت ١١٧ ا همز مثله فى غير القرآن قلت : يكلوكم بواو ساكنة أو يكلاكم بألف ساكنة ؛ مثل يخشاكم : ومن جعلها واوا ساكنة قال كلان بالألف تترك منها النّبرة (٥). ومن قال : يكلاكم قال : كليت مثل قضيت. وهى من لغة قريش. وكلّ حسن ، إلا أنهم يقولون فى الوجهين مكلوّة بغير همز ، ومكلوّ بغير همز أكثر ممّا يقولون مكلّية. ولو قيل مكلىّ فى قول الذين يقولون كليت كان صوابا. وسمعت بعض العرب ينشد قول الفرزدق :

وما خاصم الأقوام من ذى خصومة

كورها ، مشنىّ إليها حليلها (٦)

فبنى على شنيت بترك النبرة. وقوله (مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) يريد : من أمر الرحمن ، فحذف الأمر وهو يراد كما قال فى موضع آخر (فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) يريد : من يمنعنى من عذاب الله. وأظهر المعنى فى موضع آخر فقال (فَمَنْ يَنْصُرُنا (٧) مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا).

__________________

(١) ا : «وإذا».

(٢) ا : «هذا».

(٣) الآية ٦٣ سورة هود.

(٤) ا : «فلو»

(٥) النبرة : الهمزة.

(٦) الورهاء : الحمقاء. والشنآن : البغض. كانت النوار امرأة الفرزدق كرهته وأرادت فراقه فخاصمته عند ابن الزبير فقال قصيدة فى هذا المعنى. وانظر الديوان ٦٠٦.

(٧) الآية ٢٩ سورة غافر.

٢٠٤

وقوله : (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) [٤٣] يعنى الآلهة لا تمنع أنفسها (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) يعنى الكفار يعنى يجارون (وهى (١) منّا لا تجار) ألا ترى أن العرب تقول (كان لنا (٢) جارا) ومعناه يجيرك ويمنعك فقال (يُصْحَبُونَ) بالإجارة (٣).

وقوله : (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ) [٤٥] ترفع (الصمّ) لأن الفعل لهم. وقد قرأ أبو عبد الرحمن (٤) السّلمىّ (ولا تسمع الصم الدعاء) ، نصب (الصم) بوقوع الفعل عليه.

وقوله : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ) [٤٧] القسط من صفة الموازين وإن كان موحّدا. وهو بمنزلة قولك للقوم : أنتم رضا وعدل. وكذلك الحقّ إذا كان من صفة واحد أو اثنين أو أكثر من ذلك كان واحدا.

وقوله : (لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) وفى (٥) يوم القيامة.

وقوله : عزوجل (أَتَيْنا بِها) ذهب إلى الحبّة ، ولو كان أتينا به (كان (٦) صوابا) لتذكير المثقال. ولو رفع المثقال كما قال (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ (٧) فَنَظِرَةٌ) كان صوابا ، وقرأ مجاهد (آتينا بها) بمدّ الألف يريد : جازينا بها على فاعلنا. وهو وجه حسن : وقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً) [٤٨] هو من صفة الفرقان ومعناه ـ والله أعلم ـ آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء وذكرا ، فدخلت الواو كما قال (إِنَّا زَيَّنَّا (٨) السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَحِفْظاً) جعلنا ذلك ، وكذلك (وَضِياءً وَذِكْراً) آتينا ذلك.

__________________

(١) سقط فى ا.

(٢) ا : «أنالك جار».

(٣) ا : «للاجارة».

(٤) هى قراءة ابن عامر. وقد وافقه الحسن.

(٥) يريد أن اللام بمعنى فى.

(٦) أخر فى ا عن «لتذكير المثقال».

(٧) الآية ٢٨٠ سورة البقرة وقد قرأ بالرفع نافع وأبو جعفر. وقرأ الباقون بالنصب.

(٨) يريد أن الضياء من صفة الفرقان وإن عطف عليه بالواو. وفى ا بعد قوله : ضياء : «هو من صفة الفرقان.

وهو كقولك : آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء وذكرا». والآيتان ٦ و ٧ من سورة الصافات.

٢٠٥

وقوله : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) [٥٠] المبارك رفع من صفة الذكر. ولو كان نصبا على قولك : أنزلناه مباركا كان صوابا.

وقوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) [٥١] هداه ، إذ كان فى السّرب (١) حتّى بلّغه الله ما بلّغه.

ومثله (وَلَوْ شِئْنا (٢) لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) : رشدها.

وقوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) [٥٧] كانوا أرادوا الخروج إلى عيدلهم ، فاعتلّ عليهم إبراهيم ، فتخلّف (فَقالَ (٣)) إِنِّي سَقِيمٌ ، فلمّا مضوا كسر آلهتهم إلّا أكبرها ، فلمّا رجعوا قال قائل منهم : أنا سمعت إبراهيم يقول : وتالله لأكيدنّ أصنامكم. وهو قوله (سَمِعْنا فَتًى (٤) يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) : يذكرهم بالعيب (والشتم (٥)) وبما قال من الكيد.

وقوله : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) [٥٨] قرأها يحيى (٦) بن وثاب (جذاذا) وقراءة الناس بعد ١١٧ ب (جُذاذاً) بالضم. فمن قال (جُذاذاً) فرفع الجيم فهو واحد مثل الحطام والرفات. ومن قال (جذاذا) بالكسر فهو جمع ؛ كأنه جذيذ وجذاذ مثل خفيف وخفاف.

وقوله : (عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) [٦١] : على رءوس الناس (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) عليه بما شهد به الواحد. ويقال : لعلّهم يشهدون أمره وما يفعل به.

وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) [٦٣] هذا ، قال بعض (٧) الناس بل فعّله كبيرهم مشدّدة يريد : فلعلّه

__________________

(١) السرب : بيت فى الأرض لا منفذ له. والمراد المغارة التي ولدته أمه فيها خوفا من نمرود وكان يذبح الأبناء وقد مكث فيها زمنا. وانظر تاريخ الطبري (طبعة المعارف) ١ / ٢٣٤.

(٢) الآية ١٣ سورة السجدة.

(٣) ا : «فقال».

(٤) فى الآية ٦٠ من سورة الأنبياء.

(٥) سقط فى ا.

(٦) وهى قراءة الكسائي وافقه الأعمش وابن محيصن.

(٧) هو محمد بن السميقع فى النيسابورى

٢٠٦

كبيرهم ، وقال بعض الناس : بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون. فجعل فعل الكبير مسندا إليه إن كانوا ينطقون وهم لا ينطقون. والمذهب الذي العوامّ عليه : بل فعله كما قال يوسف (أَيَّتُهَا) (١) (الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) ولم يسرقوا. وقد أيّد الله أنبياءه بأكثر من هذا.

وقوله : (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) [٦٥] يقول : رجعوا عند ما عرفوا من حجّة إبراهيم فقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) (والعلم (٢) والظنّ بمنزلة اليمين. فلذلك لقيت العلم بما) فقال : (عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ) كقول القائل : والله ما أنت بأخينا. وكذلك قوله : (وَظَنُّوا (٣) ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ.) ولو أدخلت العرب (أن) قبل (ما) فقيل : علمت أن ما فيك خير وظننت أن ما فيك خير كان صوابا. ولكنهم إذا لقى شيئا من هذه الحروف أداة مثل (إن) التي معها اللام أو استفهام كقولك (٤) : اعلم لى (٥) أقام (٦) عبد الله أم زيد (أو لئن) (٧) ولو اكتفوا بتلك الأداة فلم يدخلوا عليها (أن) ألا ترى قوله (ثُمَّ بَدا (٨) لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) لو قيل : أن ليسجننّه كان صوابا ؛ كما قال الشاعر :

وخبّرتما أن إنّما بين بيشة

ونجران أحوى والمحلّ خصيب (٩)

فأدخل أن على إنما فلذلك أجزنا دخولها على ما وصفت لك من سائر الأدوات.

وقوله : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) (١٠) [٧٢] النافلة ليعقوب خاصّة لأنّه ولد الولد ، كذلك بلغني.

وقوله : (وَلُوطاً آتَيْناهُ) [٧٤] نصب لوط من الهاء التي رجعت عليه من (آتَيْناهُ) ، والنصب الآخر

__________________

(١) الآية ٧٠ سورة يوسف

(٢) سقط ما بين القوسين فى ا.

(٣) الآية ٤٨ سورة فصلت.

(٤) ش : «كقولهم».

(٥) ش : «أن لى». وفى ا : «أقام لى». وما هنا عن ج. وقوله : «أو لئن» سقط فى ا

(٦) ش : «أن لى». وفى ا : «أقام لى». وما هنا عن ج. وقوله : «أو لئن» سقط فى ا

(٧) ش : «أن لى». وفى ا : «أقام لى». وما هنا عن ج. وقوله : «أو لئن» سقط فى ا

(٨) الآية ٣٥ سورة يوسف

(٩) سبق هذا البيت فى تفسير قوله تعالى فى سورة يوسف «وشهد شاهد من أهلها» ص ٣٧.

(١٠) ا : «فالنافلة».

٢٠٧

على إضمار (واذكر لوطا) أو (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) أو ما يذكر فى أوّل السورة وإن لم يذكر فإنّ الضمير إنما هو من الرسالة أو من الذكر ومثله (وَلِسُلَيْمانَ (١) الرِّيحَ) فنصب (الريح) بفعل مضمر معلوم معناه : إمّا سخّرنا ، وإمّا آتيناه.

وكذلك قوله : (وَنُوحاً (٢) إِذْ نادى) فهو على ضمير الذكر.

وقوله : (وَداوُدَ (٣) وَسُلَيْمانَ) وجميع ما يأتيك من ذكر الأنبياء فى هذه السورة نصبتهم على النسق على المنصوب بضمير الذكر.

وقوله : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) [٧٨] النفش بالليل ، وكانت غنما لقوم وقعت (٤) فى كرم آخرين ؛ فارتفعوا إلى داود ، فقضى لأهل الكرم بالغنم ، ودفع الكرم إلى أهل الغنم فبلغ ذلك سليمان ابنه ، فقال : غير هذا كان أرفق بالفريقين. فعزم عليه داود ليحكمنّ. فقال : أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الكرم فينتفعوا بألبانها وأولادها وأصوافها ، ويدفع الكرم إلى أرباب الشاء ١١٨ ا فيقوموا عليه حتى يعود كهيئته يوم أفسد ، فذكر أن القيمتين كانتا فى هذا الحكم مستويتين : قيمة ما نالوا من الغنم وقيمة ما أفسدت الغنم من الكرم. فذلك قوله : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ).

وقوله (٥) : (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ).

وفى بعض (٦) القراءة : (وكنّا لحكمهما شاهدين) وهو (٧) مثل قوله : (فَإِنْ كانَ (٨) لَهُ إِخْوَةٌ) يريد : أخوين فما زاد. فهذا كقوله : (لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) إذ جمع اثنين.

__________________

(١) الآية ٨١ سورة الأنبياء

(٢) الآية ٧٦ سورة الأنبياء

(٣) الآية ٧٨ سورة الأنبياء

(٤) ا : «فوقعت»

(٥) زيادة يقتضيها السياق

(٦) هى قراءة ابن عباس ، كما فى البحر ٦ / ٣٣١

(٧) أي قراءة الجمهور : «لحكمهم»

(٨) الآية ١١ سورة النساء

٢٠٨

وقوله : (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ) [٨٠] و (ليحصنكم) (١) و (لنحصنكم (٢)) فمن قال : (ليحصنكم) بالياء كان لتذكير الّلبوس. ومن قال : (لِتُحْصِنَكُمْ) بالتاء ذهب إلى ثأنيث الصنعة. وإن شئت جعلته لتأنيث الدروع لأنها هى اللبوس. ومن قرأ : (لنحصنكم) ، بالنون يقول : لنحصنكم نحن : وعلى هذا المعنى يجوز (ليحصنكم) بالياء الله من بأسكم أيضا.

وقوله : (تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ) [٨١] كانت تجرى بسليمان إلى كلّ موضع ؛ ثم تعود به من يومه إلى منزله. فذلك قوله (تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ).

وقوله : (وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) [٨٢] دون الغوص. يريد سوى الغوص. من البناء.

وقوله : (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) للشياطين (٣). وذلك أنهم كانوا يحفظون من إفساد ما يعملون فكان (٤) سليمان إذا فرغ بعض الشياطين من عمله وكّله بالعمل الآخر ، لأنه كان إذا فرغ ممّا يعمل فلم يكن له شغل كرّ على تهديم ما بنى فذلك قوله : (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ).

وقوله : (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) [٨٤] ذكر (٥) أنه كان لأيّوب سبعة بنين وسبع بنات فماتوا فى بلائه. فلمّا كشفه الله عنه أحيا الله له بنيه وبناته ، وولد له بعد ذلك مثلهم. فذلك قوله : (أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً) فعلنا ذلك رحمة.

وقوله : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [٨٧] يريد أن لن نقدر عليه من العقوبة ما قدرنا.

وقوله : (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) يقال : ظلمة البحر ، وبطن الحوت (٦) ومعاها (مقصور) الذي كان فيه يونس فتلك الظلمات.

__________________

(١) قراءة التاء لابن عامر وحفص وأبى جعفر وافقهم الحسن وقراءة النون لأبى بكر ورويس وقراءة الياء للباقين :

(٢) قراءة التاء لابن عامر وحفص وأبى جعفر وافقهم الحسن وقراءة النون لأبى بكر ورويس وقراءة الياء للباقين :

(٣) سقط فى ا

(٤) ا : «وكان»

(٥) ش : «ذلك»

(٦) أي معى الحوت وكأنه أنثه ذهابا به إلى السمكة

٢٠٩

وقوله : (وَكَذلِكَ نُنْجِي (١) الْمُؤْمِنِينَ) [٨٨] القراء يقرءونها بنونين ، وكتابها بنون واحدة. وذلك أن النون الأولى متحركة والثانية ساكنة ، فلا تظهر السّاكنة على اللسان ، فلمّا خفيت حذفت.

وقد قرأ عاصم (٢) ـ فيما أعلم ـ (نجّى) بنون واحدة ونصب (المؤمنين) كأنه احتمل اللحن ولا نعلم (٣) لها جهة إلّا تلك ؛ لأن ما لم يسمّ فاعله إذا خلا باسم رفعه ، إلا أن يكون (٤) أضمر المصدر فى نجّى فنوى به الرفع ونصب (المؤمنين) فيكون كقولك : ضرب الضرب زيدا ، ثم تكنى عن الضرب فتقول : ضرب زيدا. وكذلك نجّى النجاء المؤمنين.

وقوله : (وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) [٩٠] يقول : كانت عقيما فجعلناها تلد فذلك صلاحها.

وقوله : (أَحْصَنَتْ فَرْجَها) [٩١] ذكر المفسّرون أنه جيب درعها (٥) ومنه نفخ فيها.

وقوله : (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً) (ولم يقل آيتين) لأن شأنهما واحد. ولو قيل : آيتين لكان صوابا لأنها ولدت وهى بكر ، وتكلّم عيسى فى المهد ؛ فتكون آيتين إذ اختلفتا.

وقوله : (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) [٩٢] تنصب (أُمَّةً واحِدَةً) على القطع (٦). وقد رفع الحسن (أمتكم أمة واحدة) على أن يجعل الأمة خبرا ثم يكرّ على الأمة الواحدة بالرفع على نيّة الخبر أيضا ؛ كقوله : (كَلَّا إِنَّها (٧) لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى).

__________________

(١) رسمت فى المصحف بنون واحدة (نجى) ، كما ذكر المؤلف

(٢) هى رواية أبى بكر عنه أما رواية حفص عنه فتنجى بنونين وقد قرأ أيضا بنون واحدة ابن عامر

(٣) ا : «نعرف»

(٤) لم يرتض هذا الوجه ابن جنى وخرج القراءة على أن أصلها : ننحى بنون مضمومة فنون مفتوحة من التنجية ثم حذفت النون الثانية إذ لو كان ماضيا كما يقدر الفراء لا نقحت اللام. وانظر الخصائص ١ / ٣٩٨

(٥) درع المرأة : قميصها

(٦) ا : فقيل : آية»

(٧) الآيتان ١٥ ، ١٦ سورة المعارج وقراءة رفع (نزاعة) لغير حفص فعنده النصب

٢١٠

وفى قراءة أبىّ فيما أعلم : (إنّها لإحدى (١) الكبر نذير للبشر) الرفع على التكرير ومثله : (ذُو الْعَرْشِ (٢) الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ).

وقوله : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) [٩٥] قرأها ابن عباس. حدثنى بذلك غير واحد ، منهم هشيم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس ، وسفيان عن عمير وعن ابن عباس. وحدثنى عمرو بن أبى المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير (وحرم) وحدّثنى بعضهم عن يحيى بن وثاب وإبراهيم النخعىّ (وحرم على) وأهل المدينة والحسن (وَحَرامٌ) (٣) بألف. وحرام أفشى فى القراءة. وهو بمنزلة قولك : حلّ وحلال ، وحرم وحرام.

وقوله : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) [٩٦] والحدب كل أكمة (ومكان (٤) مرتفع).

وقوله : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) [٩٧] معناه ـ والله أعلم ـ : حتى إذا فتحت اقترب. ودخول الواو فى الجواب فى (حَتَّى إِذا) بمنزلة قوله (حَتَّى (٥) إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها). وفى قراءة عبد الله فلمّا جهّزهم بجهازهم (٦) جعل السّقاية) وفى قراءتنا بغير واو. ومثله فى الصافات (فَلَمَّا أَسْلَما (٧) وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ) معناه ناديناه ، وقال امرؤ القيس :

فلمّا أجزنا ساحة الحىّ وانتحى

بنا بطن خبت ذى قفاف عقنقل (٨)

يريد انتحى.

__________________

(١) الآيتان ٣٥ ، ٣٦ سورة المدثر

(٢) الآيتان ١٥ ، ١٦ سورة البروج

(٣) وهى قراءة أبى بكر وحمزة والكسائي وافقهم الأعمش والباقون بفتح الحاء والراء وبألف بعد هى (حرام).

(٤) فى ا : «مرتفعة»

(٥) الآية ٧٣ سورة الزمر

(٦) الآية ٧٠ سورة يوسف

(٧) الآيتان ١٠٣ ، ١٠٤ من سورة الصافات

(٨) البيت من معلقته. وانتحى : اعترض. والخبت : المتسع من بطون الأرض. والقفاف جمع القف : ما ارتفع من الأرض والعقنقل : الوادي العظيم المتسع وانظر الديوان ١٥

٢١١

وقوله : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) تكون (هى) عمادا يصلح فى موضعها (هو) فتكون كقوله : (إِنَّهُ أَنَا (١) اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ومثله قوله : (فَإِنَّها (٢) لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) فجاء التأنيث لأن الأبصار مؤنّثة والتذكير للعماد. وسمعت بعض العرب يقول : كان مرّة وهو ينفع الناس أحسابهم فجعل (هو) عمادا. وأنشدنى بعضهم :

بثوب ودينار وشاة ودرهم

فهل هو مرفوع بما هاهنا راس

وإن شئت جعلت (هى) للأبصار كنيت عنها ثم أظهرت الأبصار لتفسرها ؛ كما قال الشاعر (٣) :

لعمر أبيها لا تقول ظعينتى

ألا فرّعنى مالك بن أبى كعب

فذكر الظعينة وقد كنى عنها فى (لعمر) (٤).

وقوله : (حَصَبُ جَهَنَّمَ) [٩٨] ذكر أن الحصب فى لغة أهل اليمن الحطب. حدّثنا أبو العباس قال حدّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدّثنى قيس بن الربيع عن محمد بن الحكم الكاهلىّ عن رجل سمع عليّا يقرأ (حطب) بالطاء. حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى ابن أبى يحيى المدنىّ عن أبى الحويرث رفعه إلى عائشة أنها قرأت (٥) (حطب) كذلك. وبإسناد لابن أبى يحيى عن ابن عباس أنه قرأ (٦) (حضب) بالضاد. وكلّ ما هيّجت به النار أو أوقدتها به فهو حضب. وأمّا الحصب فهو فى معنى لغة نجد : ما رميت به فى النار ، كقولك : حصبت الرجل أي رميته.

__________________

(١) الآية ٩ سورة النمل

(٢) الآية ٤٦ سورة الحج.

(٣) هو مالك بن أبى كعب من شعر يقوله فى حرب كانت بينه وبين رجل من بنى ظفر وانظر الأغانى الدار ١٦ / ٢٣٤ وما بعدها.

(٤) أي في قوله. «لعمر أبيها»

(٥) ا : «قرأته»

(٦) ا : «قرأها»

٢١٢

وقوله : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ) [١٠٤] بالنون وبالتاء (تطوى (١)) ولو قيل (يطوى) كما قيل (نَطْوِي) بالنون جاز.

واجتمعت القراء على (السِّجِلِ) (٢) بالتثقيل.

وأكثرهم يقول (للكتاب) وأصحاب (٣) عبد الله (لِلْكُتُبِ) والسّجلّ : الصّحيفة. فانقطع الكلام عند الكتب ، ثم استأنف فقال (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) فالكاف للخلق (٤) كأنك قلت (٥) : نعيد الخلق كما بدأناهم (أَوَّلَ مَرَّةٍ (٦)).

وقوله (وَعْداً عَلَيْنا) كقولك حقّا علينا.

وقوله : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) [١٠٥] يقال : أرض الجنّة. ويقال : إنها الأرض التي وعدها بنو إسرائيل ، مثل قوله : (وَأَوْرَثْنَا (٧) الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا).

وقوله : (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً) [١٠٦] أي فى القرآن.

وقوله : (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ) [١٠٨] وجه الكلام (فتح أنّ (٨)) لأن (يُوحى) يقع عليها.

و (إنّما) بالكسر يجوز. وذلك أنها أداة كما وصفت لك من قول الشاعر :

... أن إنّما بين بيشة

فتلقى (أن) كأنه قيل : إنما يوحى إلى أن إنّما إلهكم إله واحد.

__________________

(١) هى قراءة أبى جعفر

(٢) عن الحسن فيه تسكين الجيم وتخفيف اللام كما فى الإتحاف والسين أيضا مكسورة كما فى القاموس

(٣) هى قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف. وافقهم الأعمش.

(٤) يريد أنها متعلقة في المعنى بضمير الخلق فى (نعيده).

(٥) ا : «كأنك قدمتها فقلت».

(٦) سقط فى ا.

(٧) الآية ١٣٧ سورة الأعراف.

(٨) ا : «الفتح».

٢١٣

وقوله : (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) [١١٢] جزم (١) : مسألة سألها ربّه. وقد قيل (٢) : قل ربّى (٣) أحكم بالحق ترفع (أحكم) وتهمز ألفها. ومن قال قل ربى (٤) أحكم بالحق كان موضع ربى رفعا ومن قال : ربّ احكم موصولة كانت فى موضع نصب بالنداء.

وقوله : (إِنْ أَدْرِي) [١١١] رفع على معنى ما أدرى.

سورة الحج

ومن سورة الحج بسم الله الرحمن الرحيم

قوله : (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) [٢] رفعت القراء (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) لأنّهم جعلوا الفعل لهما. ولو قيل : تذهل كلّ مرضعة وأنت تريد الساعة أنها تذهل أهلها كان وجها. ولم أسمع (٥) أحدا قرأ به والمرضعة : الأمّ (٦). والمرضع : التي معها صبّى ترضعه. ولو قيل (٧) فى الأمّ : مرضع لأنّ الرضاع لا يكون إلا من الإناث فيكون مثل قولك : طامث (٨) وحائض. ولو قيل فى التي معها صبى : مرضعة كان صوابا.

وقوله : (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) اجتمع الناس والقراء على (سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى هشيم عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (٩) (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) وهو وجه

__________________

(١) سقط فى ا. وهو يريد سكون الميم فى احكم وقد جرى على (قل) بصيغة الأمر وهى قراءة غير حفص. أما هو فيقرأ بصيغة الماضي.

(٢) هى قراءة ابن عباس وعكرمة والجحدري وابن محيصن كما فى البحر ٦ / ٣٤٥.

(٣ و ٤) رسم فى ش : «رب».

(٥) قرأ به ابن أبى عبلة واليماني كما فى البحر ٦ / ٣٥٠.

(٦) سقط فى ا.

(٧) الجواب محذوف أي جاز. وقوله : «لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث» دليل عليه.

(٨) الطامث : الحائض.

(٩) هى قراءة حمزة والكسائي وخلف ، وافقهم الأعمش.

٢١٤

جيّد فى العربية : (لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى ، وليس بمذهب النشوان والنّشاوى (١). والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع أو الجريح فيجمعونه على الفعلى فجعلوا الفعلى علامة لجمع كل ذى زمانة وضرر وهلاك. ولا يبالون أكان واحده فاعلا أم (٢) فعيلا أم (٣) فعلان فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه. ولو قيل (سكرى) على أن الجمع يقع عليه (٤) التأنيث فيكون كالواحدة كان وجها ، كما قال الله : (وَلِلَّهِ (٥) الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (الْقُرُونِ (٦) الْأُولى) والناس. جماعة فجائز أن يقع ذلك عليهم. وقد قالت العرب : قد جاءتك الناس :

وأنشدنى بعضهم :

أضحت بنو عامر غضبى أنوفهم

أتى عفوت فلا عار ولا بأس

فقال : غضبى للأنوف على ما فسّرت لك.

وقد ذكر أن بعض القراء قرأ (وَتَرَى النَّاسَ) وهو وجه جيد يريد : مثل قولك رئيت (٧) أنك قائم ورئيتك قائما فتجعل (سُكارى) فى موضع نصب لأن (ترى) تحتاج إلى شيئين تنصبهما. كما يحتاج الظنّ.

وقوله : (كُتِبَ عَلَيْهِ) [٤] الهاء للشيطان المريد فى (عليه) وفى (أنّه يضلّه) ومعناه قضى عليه أنه يضلّ من اتّبعه.

وقوله : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) [٥] يقول : تماما (٨) وسقطا. ويجوز ١١٩ ب مخلّقة وغير مخلّقة على الحال :

__________________

(١) ا : «النشوي».

(٢) ش ، ب : «أو».

(٣) ش ، ب : «أو».

(٤) ش ، ب : «على».

(٥) الآية ١٨٠ سورة الأعراف.

(٦) الآية ٤٣ سورة القصص.

(٧) كذا. وكأن الصواب : أريت. وكذا قوله بعد : «رئيتك قائما» كأن الصواب : أريتك قائما.

(٨) ضبط فى ا بكسر التاء وفيها الفتح أيضا. يقال ولدته لتمام بالوجهين.

٢١٥

والحال تنصب فى معرفة الأسماء ونكرتها. كما تقول : هل من رجل يضرب مجرّدا. فهذا حال وليس بنعت.

وقوله : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) استأنف (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ) ولم يرددها على (لنبيّن) ولو قرئت (ليبيّن) يريد الله ليبيّن لكم كان صوابا ولم أسمعها (١).

وقوله : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) : إلى أسفل العمر (لِكَيْلا يَعْلَمَ) يقول لكيلا يعقل من بعد عقله الأوّل (شَيْئاً).

قوله : (وَرَبَتْ) قرأ (٢) القراء (وربت) من تربو. حدثنا أبو العبّاس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى أبو عبد الله التميمي عن أبى جعفر المدني أنه قرأ (اهتزّت وربأت) مهموزة فإن كان ذهب إلى الرّبيئة الذي يحرس القوم فهذا مذهب ، أي ارتفعت حتى صارت كالموضع للربيئة. فإن لم يكن أراد (من (٣) هذا) هذا فهو من غلط قد تغلطه العرب فتقول : حلأت (٤) السّويق ، ولبّأت (٥) بالحجّ ، ورثأت (٦) الميّت. وهو كما قرأ الحسن (ولأدرأتكم (٧) به) يهمز. وهو ممّا يرفض من القراءة.

وقوله : (ثانِيَ عِطْفِهِ) [٩] منصوب على : يجادل ثانيا عطفه : معرضا عن الذكر.

وقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) [١١] نزلت فى أعاريب من بنى أشد انتقلوا إلى المدينة بذراريّهم ، فامتنّوا بذلك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : إنما يسلم الرجل (بعد (٨) الرجل) من القبيلة. وقد أتيناك بذراريّنا. وكانوا إذا أعطوا من الصّدقة وسلمت مواشيهم وخيلهم قالوا : نعم الدين هذا. وإن لم يعطوا من الصّدقة ولم تسلم مواشيهم انقلبوا عن الإسلام. فذلك قوله

__________________

(١) هى قراءة ابن أبى عبلة كما فى البحر.

(٢) ا : «قرأت»

(٣) سقط في ا.

(٤) أي حليت السويق وليست بالحج ورثيت الميت. والسويق طعام يتخذ من الحنطة والشعير.

(٥) أي حليت السويق وليست بالحج ورثيت الميت. والسويق طعام يتخذ من الحنطة والشعير.

(٦) أي حليت السويق وليست بالحج ورثيت الميت. والسويق طعام يتخذ من الحنطة والشعير.

(٧) الآية ١٦ سورة يونس

(٨) سقط فى ا.

٢١٦

(يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به) يقول : أقام عليه (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ) (١) ورجع.

وقوله : (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ) غبنهما. وذكر عن حميد الأعرج وحده أنه قرأ (خاسر الدنيا والآخرة) وكلّ صواب : والمعنى واحد.

وقوله : (يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) [١٢] يعنى الأصنام.

ثم قال : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ) [١٣] فجاء التفسير : يدعو من ضرّه أقرب من نفعه. وقد حالت اللام بينهما. وكذلك هى فى قراءة عبد الله (يدعو من ضرّه) ولم نجد العرب تقول ضربت لأخاك ولا رأيت لزيدا أفضل منك. وقد اجتمعت القراء على ذلك. فترى أن جواز ذلك لأن (من) حرف لا يتبيّن فيه الاعراب ، فأجيز (٢) ب : فاستجيز الاعتراض باللام دون الاسم ؛ إذ لم يتبيّن فيه الإعراب. وذكر عن العرب أنهم قالوا : عندى لما غيره خير منه ، فحالوا باللام دون الرافع. وموقع اللام كان ينبغى أن يكون فى (ضرّه) وفى قولك (٣) : عندى ما لغيره خير منه. فهذا وجه القراءة للاتّباع. وقد يكون قوله : (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ يَدْعُوا) فتجعل (يَدْعُوا) من صلة (الضَّلالُ الْبَعِيدُ) وتضمر فى (يَدْعُوا) الهاء ، ثم تستأنف الكلام باللام ، فتقول لمن ضرّه أقرب من نفعه لبئس المولي) كقولك فى مذهب الجزاء لما فعلت لهو خير لك. وهو وجه قويّ فى العربيّة.

ووجه آخر لم يقرأ به. وذلك أن تكسر اللام فى (لمن) وتريد يدعو إلى من ١٢٠ ا ضرّه أقرب من نفعه ، فتكون اللام بمنزلة إلى ، كما قال (الْحَمْدُ (٤) لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) وإلى هذا وأنت قائل فى الكلام : دعوت إلى فلان ودعوت لفلان بمعنى واحد. ولو لا كراهية خلاف الآثار والاجتماع

__________________

(١) سقط فى ا

(٢) ا : «فاستجيز»

(٣) ا : «قوله»

(٤) الآية ٤٣ سورة الأعراف

٢١٧

لكان وجها جيّدا من القراءة. ويكون (١) قوله (يَدْعُوا) التي بعد (الْبَعِيدُ) مكرورة على قوله (يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) يدعو مكرّرة ، كما تقول : يدعو يدعو دائبا ، فهذا قوّه لمن نضب اللام ولم يوقع (يدعو) على (من) والضّلال البعيد الطويل.

وقوله : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) [١٥] جزاء جوابه فى قوله (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ) والهاء فى (قوله (٢)) (يَنْصُرَهُ اللهُ) للنبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أي من كان منكم يظنّ أن الله لن ينصر محمدا بالغلبة حتى يظهر دين الله فليجعل فى سماء بيته حبلا ثم ليختنق به (٣) فذلك (٤) قوله (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) اختناقا وفى قراءة عبد الله (ثم ليقطعه) يعنى السّبب وهو الحبل : يقول (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) إذا فعل ذلك غيظه. و (ما يَغِيظُ) فى موضع نصب :

وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) [١٧] إلى قوله (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) ثم قال (إِنَّ اللهَ) فجعل فى خبرهم (إنّ) وفى أوّل الكلام (إنّ) وأنت لا تقول فى الكلام : إن أخاك إنّه ذاهب ، فجاز ذلك لأنّ المعنى كالجزاء ، أي من كان مؤمنا أو على شىء من هذه الأديان ففصل بينهم وحسابهم على الله. وربما قالت العرب : إنّ أخاك إن الدّين عليه لكثير ، فيجعلون (إنّ) فى خبره إذا كان إنما يرفع باسم مضاف إلى ذكره (٥) ؛ كقول الشّاعر (٦) :

إنّ الخليفة إن الله سربله

سربال ملك به ترجى الخواتيم

ومن قال (٧) هذا لم يقل : إنك إنك قائم ، ولا يقول : إنّ أباك إنه قائم لأن الأسمين قد اختلفا فحسن رفض الأول ، وجعل الثاني كأنه هو المبتدأ فحسن للاختلاف وقبح للاتّفاق.

__________________

(١) هذا الوجه غير ما قبله.

(٢) ا : «أن لن ينصره».

(٣) سقط في ا.

(٤) ش ، ب : «كذلك».

(٥) أي الضمير العائد عليه.

(٦) هو جرير من قصيدة يمدح بها بنى مروان والرواية فى الديوان ٤٣١ (طبع بيروت) :

يكفى الخليفة أن الله سربله

(٧) ا : «ذلك».

٢١٨

وقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) [١٨] يريد : أهل السموات (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) يعنى كلّ خلق من الجبال ومن الجنّ وأشباه ذلك (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) من أهل الطاعة (وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) فيقال. كيف رفع الكثير وهو لم يسجد؟ فالجواب فى ذلك أنّ قوله (حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) يدلّ على أنه : وكثير أبى السّجود ، لأنه لا يحقّ عليه العذاب إلّا بترك (١) السجود والطاعة. فترفعه بما عاد من ذكره فى قوله (حَقَّ عَلَيْهِ) فتكون (حَقَّ عَلَيْهِ) بمنزلة أبى. ولو نصبت : وكثيرا حقّ العذاب كان وجها بمنزلة قوله (فَرِيقاً هَدى (٢) وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) ينصب (٣) إذا كان فى الحرف واو وعاد ذكره بفعل قد وقع عليه. ويكون فيه الرفع لعودة ذكره كما قال الله (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) (٤) وكما قال (وَأَمَّا ثَمُودُ (٥) فَهَدَيْناهُمْ).

وقوله (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) يقول : ومن يشقه الله فما له من مسعد. وقد تقرأ (٦) (فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) يريد : من إكرام.

وقوله : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) [١٩] فريقين (٧) أهل دينين. فأحد الخصمين المسلمون ، والآخر اليهود والنصارى.

وقوله (اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فى دين ربّهم. فقال اليهود والنصارى للمسلمين : ديننا خير من دينكم ؛ لأنّا سبقناكم. فقال المسلمون : بل ديننا خير من دينكم. لأنّا آمنّا بنبيّنا والقرآن ، وآمنّا بأنبيائكم وكتبكم ، وكفرتم بنبيّنا وكتابنا. فعلاهم المسلمون بالحجّة وأنزل الله هذه الآية.

__________________

(١) ا : «بتركه».

(٢) الآية ٣٠ سورة الأعراف.

(٣) ا : «فينصب».

(٤) الآية ٢٢٤ ، سورة الشعراء.

(٥) الآية ١٧ سورة فصلت.

(٦) هى قراءة ابن أبى عبلة كما فى البحر ٦ / ٣٥٩.

(٧) هو حال من الضمير فى «اختصموا».

٢١٩

وقوله : (اخْتَصَمُوا) ولم يقل : اختصما لأنهما جمعان ليسا برجلين ، ولو قيل : اختصما كان صوابا. ومثله (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) يذهب إلى الجمع. ولو قيل (١) اقتتلتا لجاز ، يذهب إلى الطائفتين.

وقوله : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) : [٢٠] يذاب به. تقول : صهرت الشحم بالنار.

وقوله : (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) [٢١] ذكر أنهم يطمعون (فى الخروج) (٢) من النار حتى إذا همّوا بذلك ضربت الخزنة رءوسهم بالمقامع (٣) فتخسف رءوسهم فيصبّ فى أدمغتهم الحميم فيصهر شحوم بطونهم ، فذلك قوله فى إبراهيم (وَيُسْقى (٤) مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) ممّا يذوب من بطونهم وجلودهم.

وقوله : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) يكره عليه.

وقوله : (وَلُؤْلُؤاً) [٢٣] قرأ (٥) أهل المدينة هذه والتي فى الملائكة (٦) (وَلُؤْلُؤاً) بالألف (٧) وقرأ الأعمش (٨) كلتيهما بالخفض. ورأيتها فى مصاحف عبد الله والتي فى الحج خاصّة (ولؤلأ) (ولا تهجّأه). (٩) وذلك أن مصاحفه قد أجرى الهمز فيها بالألف فى كل حال إن كان ما قبلها مكسورا أو مفتوحا أو غير ذلك. والتي فى الملائكة كتبت فى مصاحفنا (ولؤلؤ) بغير ألف والتي فى الحج (وَلُؤْلُؤاً) بالألف فخفضهما ونصبهما جائز. ونصب التي فى الحج أمكن ـ لمكان الألف ـ من التي فى الملائكة.

وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) [٢٥] ردّ يفعلون (١٠) على فعلوا (١١) لأن

__________________

(١) ا : «قال».

(٢) ا : «بالخروج».

(٣) سقط فى ا.

(٤) الآيتان ، ١٦ ، ١٧ من سورة إبراهيم.

(٥) ش : «قرأها».

(٦) أي سورة فاطر.

(٧) وهى قراءة نافع وعاصم وأبى جعفر ، وقراءة يعقوب هنا.

(٨) وهى قراءة غير من ذكر.

(٩) سقط فى ا. أي لا تراع فى النطق هجاء هذه الحروف فتقول : لو لا بالألف من غير همز.

(١٠) يريد بيفعلون المضارع ويفعلوا الماضي.

(١١) يريد بيفعلون المضارع ويفعلوا الماضي.

٢٢٠