تراثنا ـ العدد [ 130 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 130 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٢٨٦

١

تراثنا

صاحب الامتیاز

مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العدد الثاني [١٣٠]

السنة الثانية والثلاثون

محتـويات العـدد

* النعماني ومصادر الغيبة (٤)

................................................... السيّد محمّد جواد الشبيري الزنجاني ٧

* الطبري وتفاسير الشيعة ـ التأثير والتأثّر.

................................................................. مرتضى كريمي نيا ٣٤

* التراث الحديثي لابن أبي جمهور.

................................................... السيّد حسن الموسوي البروجردي ٩٣

٢

ربيع الآخر ـ جمادى الآخر

١٤٣٨ هـ

* من ذخائر التراث :

* البحر الزاخر في أصول الأوائل والأواخر للسيّد محمّد مهدي القزويني.

................................... تحقيق : السيّد محمّد علي السيّد محمّد بحر العلوم ١٥١

* من أنباء التراث.

................................................................... هيـئة التحرير ٢٦٩

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (البحر الزاخر في أصول الأوائل والأواخر للسيّد محمّد مهدي القزويني) ، والمنشورة في هذا العدد.

٣
٤

٥
٦

النعماني ومصادر الغيبة (١)

(٤)

السيّد محمّد جواد الشبيري الزنجاني

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تناولنا في هذه السلسلة من المقالات تاريخ حياة النعماني وأساتذته وتلامذته ، وقد تعرّضنا إلى كتاب غيبة النعماني وتحديد تاريخ تأليفه ومباحث أخرى حول الكتاب.

وفي هذه الحلقة سنعمد إلى تعداد مؤلّفات النعماني ونتحدّث عن المعلومات المختلفة بشأنها ، وسوف نتحدّث بشكل رئيسي عن تفسير النعماني ، ونسبة رسالة المحكم والمتشابه إلى النعماني أو إلى السيّد المرتضى.

مؤلّفات النعماني :

١ ـ كتاب الغيبة :

يعتبر هذا النصّ من أشهر مؤلّفات النعماني ، وقد تحدّثنا آنفاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تعريب : السيّد حسن علي مطر الهاشمي.

٧

وسنتحدّث عنه مفصّلاً. أمّا هنا فنكتفي بالإشارة إلى أنّ العلاّمة الطهراني قال : «يتّضح من بعض المواطن أنّ هذا الكتاب كان يُسمّى بـ : (ملاء العيبة في طول الغيبة) ، أو أنّه كان معروفاً بهذه التسمية»(١) ، وقد جاء هذا العنوان في مدخل حرف (الميم) من كتاب الذريعة أيضاً(٢) ، وإنّ عدم معرفة المصدر الذي أخذ منه هذه التسمية يجعلنا عاجزين عن تقييم اعتبار مثل هذه المعلومة.

٢ ـ كتاب الفرائض :

لقد تعرّض أبو العبّاس النجاشي إلى ذكر هذا الكتاب في معرض ترجمته لأبي عبد الله النعماني(٣) ، ولكن ليس له من أثر اليوم بين أيدينا ، ولم أعثر على من تعرّض له ، وهنا سنكتفي ببيان موضوع هذا الكتاب : إنّ كلمة فرائض ـ جمع فريضة ـ تستعمل في العديد من المعاني ، فالفريضة والفرض قد تعني الواجب ـ دون أيّ قيد ـ ، جاء في كتاب العين : «الفرض : الإيجاب ، والفريضة : الاسم»(٤) ، وجاء في لسان العرب : «فرضت الشيء أفرضه فرضاً : أوجبته ... وافترضته كفرضه : والاسم : الفريضة ...(٥). والفرض والواجب سيّان عند الشافعي ، والفرض آكد من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج ١٦ ، ص ٧٩.

(٢) المصدر أعلاه ، ج ٢٢ ، ص ١٨٣.

(٣) رجال النجاشي ، ص ٣٨٣ / ١٠٤٣.

(٤) كتاب العين ، ج ٧ ، ص ٢٨.

(٥) لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٢.

٨

الواجب عند أبي حنيفة»(١).

ونسب النجاشي في ترجمة محمّد بن الحسن بن عبد الله الجعفري(٢) كتاب علل الفرائض والنوافل إليه ، وإنّ كلمة الفرائض في هذه العبارة تعني ـ بقرينة التقابل مع النوافل ـ مطلق الواجب.

وأحياناً تكون هذه الكلمة بمعنى العمل الواجب الذي يكون مجعولاً من قبل الله مباشرة(٣). في قبال السنّة بمعنى الحكم الذي يجعله النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وفقاً لبصيرته الإلهيّة والعناية التي حباه بها الله من معرفته(صلى الله عليه وآله) بالمصالح والمفاسد ، وبذلك تكون ممضاة من قبل الله سبحانه وتعالى.

هناك اختلافات في الأحكام بين الواجبات الإلهية المباشرة والواجبات الإلهية غير المباشرة ، وهذا يشير إلى أهمّية القسم الأوّل ، وقد تمّت الإشارة إلى هذه المسألة في الحديث المعروف : (لا تعاد الصلاة) أو عبارة : (لا تنقض السنّة الفريضة)(٤) ، بيد أنّ هذه الرسالة لا تتسع للتفصيل في هذا البحث.

وعلى كلا المعنيين فإنّ كتاب الفرائض للنعماني سوف يكون له مدخلية في العديد من أبواب الفقه. وبطبيعة الحال قد يمكن لنا اعتبار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) المصدر أعلاه ، ج ٧ ، ص ٢٠٣.

(٢) رجال النجاشي، ص ٣٢٤ / ٨٨٤.

(٣) هناك في الجزء الأوّل من الكافي ، ص ٢٦٥ باب تحت عنوان (باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى الأئمّة عليهم‌السلام في أمر الدين. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٧٨ و ٣٨٣ هناك بابان في هذا المضمون ، ومن خلال الكثير من الروايات الواردة فيهما نستنتج الولاية التشريعية للنبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار عليهم‌السلام.

(٤) الخصال ، ص ٢٨٤ / ٣٥ ؛ الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٩ / ٩٩١ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٥٢ / ٥٥ ويبدو أنّه قد أخذه عن الفقيه.

٩

الفرائض بمعنى مطلق الواجبات (العلمية والعملية والسلوكية والاعتقادية) ، وعندها يكون للكتاب مضمون كلامي ـ فقهي مثل كتاب الاقتصاد فيما يجب على العباد للشيخ الطوسي ، حيث اشتمل القسم الأوّل منه على المسائل الكلامية ، والقسم الثاني منه على المسائل الفقهية(١).

كما تستعمل الفرائض أحياناً في خصوص المواريث ، وذلك حيث نجد عنوان كتاب الفرائض(٢) ضمن آثار الكثير من المؤلّفين المدرجة في كتب الفهارس والمراد في الكثير منها هو المواريث ، وإنّ ذكر هذه التسمية إلى جانب الأبواب الفقهية الأخرى وخاصّة كتاب الوصايا خير شاهد على هذا المعنى. وإنّ كتاب الفرائض للمؤلّفين الآتي ذكرهم يتعلّق بخصوص هذا الكتاب الفقهي ، ومنهم : الحسن بن سعيد ، والحسين بن سعيد (مشتركان)(٣) ، وأحمد بن محمّد بن الحسين بن الحسن بن دول القمّي(٤) ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ومن الكتب الكلامية ـ الفقهية الأخرى يمكننا ذكر : جمل العلم والعمل ، للسيّد المرتضى ؛ ومختصر ما لا يسع المكلّف الإخلال به ، للشيخ الطوسي ؛ وواجب الاعتقاد ، للعلاّمة الحلّي (الذريعة ، ج ٢٥ ، ص ٤).

(٢) بالإضافة إلى الموارد التي سنذكرها تباعاً ، راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦ / ٧٣ ، ص ٩٧ / ٢٤٠ (لهذا المؤلّف كتاب في الغيبة ، مثل النعماني) ، ١٣٢ / ٣٣٩ ، ١٦٦ / ٤٣٨ ، ٢١٥ / ٥٦١ ، ٢٦٣ / ٦٨٨ ، ٢٨٣ / ٧٥٢ ، ٣٣٩ / ٩٠٨ ، ٣٤١ / ٩١٦ ، ٣٨٥ / ١٠٤٦ ، ٣٩٣ / ١٠٥١ ، ٣٩٩ / ١٠٦٧ ، ٤٣٣ / ١١٦٤ ، ٤٤٣ / ١١٩٤ ؛ فهرست الطوسي ، ص ٢٩ / ٣٤ ، ٧٢ / ٩١ ، ٣٢٥ / ٥٠٤ ، ٤٠١ / ٦١١ ، ٤٢٦ / ٦٦٣

كتاب الفرائض عن الصادق عليه السلام ، ٥١٩ / ٨٢٤.

(٣) رجال النجاشي ، ص ٥٨ / ١٣٧ ؛ فهرست الطوسي ، ص ١٥٠ / ٢٣٠.

(٤) رجال النجاشي ، ص ٨٩ / ٢٢٣.

١٠

وصفوان بن يحيى(١) ، وعبد العزيز بن يحيى الجلودي(٢) ، وعليّ بن الحسن ابن عليّ بن فضّال(٣) ، ومحمّد بن أرومة(٤) ، وموسى بن الحسن بن عامر(٥) ، ويحتمل قويّاً : الحسن بن محمّد بن سماعة(٦) ، وعليّ بن الحسن الطاطري(٧) ، ومحمّد بن الحسن الصفّار(٨) ، ومعاوية بن حكيم(٩) ، والحسن ابن محبوب(١٠).

وقد نسب النجاشي ثلاثة كتب باسم الفرائض ، وهي : (الفرائض الكبير) ، و (الفرائض الأوسط) ، و (الفرائض الصغير) إلى الفضل بن شاذان(١١) ، ولابدّ من إرجاعها إلى مسائل المواريث وفقاً لما ذكرنا ، وإنّ الفتاوى المنقولة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رحال النجاشي ، ص ١٩٧ / ٥٢٤ ؛ فهرست الطوسي ، ص ٢٤٢ / ٣٥٦.

(٢) رجال النجاشي ، ص ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٣) رجال النجاشي ، ص ٢٥٧ / ٦٧٦.

(٤) رجال النجاشي ، ص ٣٢٩ / ٨٩١ ، وكذلك انظر : فهرست الطوسي ، ص ٤٠٧ / ٦٢١.

(٥) رجال النجاشي ، ص ٤٠٦ / ١٠٧٨.

(٦) رجال النجاشي ، ص ٤١ / ٨٤ ؛ فهرست الطوسي ، ص ١٣٤ / ١٩٣ ؛ رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٤.

(٧) رجال النجاشي ، ص ٢٥٥ / ٦٦٧.

(٨) رجال النجاشي ، ص ٣٥٤ / ٩٤٨.

(٩) رجال النجاشي ، ص ٤١٢ / ١٠٩٨.

(١٠) فهرست الطوسي ، ص ١٢٢ / ١٦٢.

(١١) رجال النجاشي ، ص ٣٠٧ / ٨٤٠ ؛ الشيخ الطوسي في الفهرست ، ص ٣٦١ / ٥٦٤ حيث نسب إليه كتابي الفرائض الكبير والفرائض الصغير فقط.

١١

عن هذا العالم في الكتب الروائية في باب الإرث(١) إنّما تمّ نقلها من أحد هذه الكتب ، كما نقلت في الكتب الروائية فتاوى عن يونس بن عبد الرحمن(٢) ، ولابدّ وأن تكون هذه الفتاوى مأخوذة عن كتاب الفرائض أو كتابه الآخر المسمّى بـ : (الفرائض الصغير)(٣).

علماً بأنّ كتاب الإيجاز في الفرائض تأليف الشيخ الطوسي(٤) ، واحتجاج الشيعة على زيد بن ثابت في الفرائض لسعد بن عبد الله(٥) كلاهما في المواريث.

ومن الجدير بالذكر أنّ واحداً من كتب المواريث كتاب من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ أمير المؤمنين عليه‌السلام(٦) ، وقد تمّ التعبير عنه بـ : (صحيفة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ، ج ٧ ، ص ٨٨ ـ ٩٠ ، ٩٥ ـ ٩٦ ، ٩٨ ـ ٩٩ ، ١٠٥ ـ ١٠٨ ، ١١٦ ـ ١١٨ ، ١٢٠ ـ ١٢٥ ، ١٤٢ ، ١٤٥ ـ ١٤٦ ، ١٤٨ ـ ١٤٩ ، ١٦١ ـ ١٦٢ ، ١٦٦ ـ ١٦٧ ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٥٧ ، ص ٢٦٧ ، ٢٦٩ ، ٢٧٤ ، ٢٧٦ ، ٢٨٦ ، ٢٩٢ ، ٢٩٥ ، ٣٢٠.

(٢) الكافي ، ج ٧ ، ص ٨٣ ـ ٨٤ ، ١١٥ ـ ١١٦ ؛ وكذلك انظر : ص ١٤٥ و ١٦٤ و ١٢١ ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٩٣.

(٣) رجال النجاشي ، ص ٤٤٧ / ١٢٠٨/ وانظر أيضاً : فهرست الطوسي ، ص ٥١١ / ٨١٣.

(٤) تمّ نشر هذا الكتاب ضمن الرسائل العشر (ص ٢٦٧ ـ ٢٨١) من قبل دفتر انتشارات اسلامي ، قم ، حوالي عام ١٤٠٣ ق.

(٥) رجال النجاشي ، ص ١٧٧ / ٤٦٧ ؛ وانظر أيضاً : الكافي ، ج ٧٥ ، ص ٤٠٧ / ٢.

(٦) الكافي ، ج ٧ ، ص ٩٣ / ١ ، ٩٤ / ٣ ، ٩٨ / ٣ ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٣ / ٥٦١٤ ، ٢٦٨ / ٥٦١٦ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٧ / ٢ ، ص ٢٧٠ / ٤ و ....

١٢

الفرائض)(١) ، أو (صحيفة كتاب الفرائض)(٢). وقد قام الإمام محمّد الباقر عليه‌السلام بإظهار هذا الكتاب لزرارة ومحمّد بن مسلم ، ويحتمل أن يكون هذا الكتاب جزءاً من كتاب عليّ عليه‌السلام(٣) ، والذي نقل عنه الأئمّة عليهم‌السلام الكثير من الروايات المأثورة عنهم في مختلف الأبواب الفقهية وغير الفقهية(٤).

وفي موضع من كتاب الكافي تمّ نقل الكثير من الروايات التفصيلية بشأن ديات أعضاء جسم الإنسان عن أمير المؤمنين عليه‌السلام تحت عنوان (كتاب الفرائض) ، «عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه‌السلام على عليّ أبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ، ج ٧ ، ص ٨١ / ٤ ، ٩٤ / ٢ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٢ / ٦ ، ص ٢٧٣ / ٩ ، ٣٠٦ / ١٤.

(٢) الكافي ، ج ٧ ، ص ٩٣ / ١ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٧ / ٢ ، ٢٧٠ / ٤.

(٣) تمّ نقل بعض المسائل في كتاب الميراث من كتاب عليّ عليه‌السلام ، انظر : الكافي ، ج ٧ ، ص ٧٧ / ١ ، ١٣٦ / ١ ، وخاصّة ما رواه أبو بصير في ص ١١٩ / ١ عن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ، أنّ الإمام في معرض الإجابة عن أسئلة أبي بصير عن الفرائض ، أراه كتاب عليّ عليه‌السلام وهو (كتاب جليل). وأيضاً : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ / ٥٦٣٦ ، ص ٣٠٦ / ٥٦٥٦ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٠٨ / ٢٤ ، ٣٢٥ / ٩.

(٤) من باب المثال للحصول على المضامين غير الفقهية ـ كما هو الحال بالنسبة للمضامين الاعتقادية والأخلاقية ـ انظر : الكافي ، ج ١ ، ص ٤١ / ١ (لزوم بذل العلم) ، ص ٤٠٧ / ١ (باب أنّ الأرض كلّها للأئمّة) ، ج ٢ ، ص ٧١ / ٢ (باب حسن الظنّ بالله) ، ص ١٣٦ / ٢٢ (باب ذم الدنيا) ، ص ٢٥٩ / ٢٩ (باب شدّة الكبائر) ، ... وفي المضامين الفقهية ، الكافي ، ج ٣ ، ص ٩ / ٤ (باب الوضوء من سؤر الدواب) ، ص ١٧٥ / ٦ ، (باب جنائز الرجال والنساء) ، ص ٥٠٥ / ١٧ (باب منع الزكاة) ، ج ٤ ، ص ٣٤٠ / ٧ (باب ما يلبس المحرم من الثياب ، وما يكره له لباسه) ، ٣٦٨ / ٣ (باب المحرم يموت) ، ٣٨٩ / ٥ (باب كفّارة ما أصاب المحرم من الطير والبيض) ، وما إلى ذلك من الأبواب الفقهية.

١٣

الحسن عليه‌السلام فقال : هو صحيح»(١). ولكن تمّ التعبير عن عرض هذا الكتاب في موضع آخر بلفظ : (عرضت كتاب الديات)(٢) ، وذكر في موضع آخر بعبارة : (عرضت الكتاب) أو (عرضت كتاب عليّ عليه‌السلام)(٣) ، وهي تعبيرات صحيحة ، ويبدو أنّ التعبير بكتاب الفرائض عن كتاب الديات غير صحيح ، وأنّه قد نشأ من خلط الرواة.

وقد استعملت للفرائض في اللغة معاني أخرى أيضاً(٤) ، ولكن على فرض صحّة هذه المعاني(٥) يبعد أن يكون المراد من كتاب الفرائض واحداً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الكافي ، ج ٧ ، ص ٣٣٠ / ١ ؛ التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٨٥ / ٩ نقلاً عن الكافي.

(٢) الكافي ، ج ٧ ، ص ٣١١ / ١ ؛ التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٤٥ / ١ نقلاً عن الكافي.

(٣) الكافي ، ج ٧ ، ص ٣٢٧ / ٥ بعبارة (عرضت الكتاب) ، وذُكر أنّ هذه الرواية نقلت في التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٩٢ / ١١٣٥ بعبارة : (عرضت كتاب علي) ، ويحتمل أن يكون هذا نقل بالمعنى.

(٤) جاء في لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٣ : الفريضة من الإبل والبقر ما بلغ عدد الزكاة ... والفريضة ما فرض في السائمة من الصدقة ... وفي حديث حنين : (فإنّ له علينا ستّ فرائض ، وهو البعير المأخوذ من الزكاة ، سمّي فريضة ؛ لأنه واجب على ربّ المال ، ثمّ اتسع فيه حتّى سُمّي البعير فريضة في غير الزكاة). وقد ذكرت عدّة معاني للفرض ، ولا ندري ما إذا كانت كلمة الفريضة قد استعملت فيها أم لا ، من باب المثال : ١ ـ التوقيت ، وكلّ واجب مؤقّت فهو مفروض. ٢ ـ القراءة ، يقال فرضت جزئي أي قرأته. ٣ ـ الهبة. ٤ ـ العطية المرسومة وما إلى ذلك.

(٥) من باب المثال ، جاء في لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٣ : الفرض : السنّة ، فرض رسول الله (صلى الله عليه وآله)أي سنّ. وإن كان المراد من السنّة هو الاستحباب ، فإنّ مثل هذا الاستعمال غير واضح.

١٤

من هذه المعاني.

هذا ويمكن لنا من خلال كتاب الفرائض لأبي عبد الله النعماني أن نشهد على فقاهته.

٣ ـ كتاب الردّ على الإسماعيلية :

كذلك نسب أبو العبّاس النجاشي هذا الكتاب إلى النعماني في معرض ترجمته(١) ، ولكن نسخته مفقودة وليس لها من وجود حاليّاً ، ولم نرَ من نقل عن هذا الكتاب. يمكن القول بشأن موضوع هذا الكتاب : إنّ اتّساع رقعة نفوذ الإسماعيلية ووصولهم إلى السلطة في شمال أفريقية ، مع ادّعاء المهدوية من قبل الخلفاء الفاطميّين ، يمكن أن يكون هو الدافع وراء النعماني في تأليف هذا الكتاب ، وقد سبق ـ في معرض تعريفنا بغيبة النعماني ـ أن ذكرنا أنّ النعماني من خلال تأليفه لكتاب الغيبة واصل جهاده الفكري في مواجهة الأفكار المنحرفة وخاصّة الأفكار الإسماعيلية ، كاشفاً النقاب عن بطلان دعوى المهدوية من قبل القائم الفاطمي. فقد خصّص باباً مستقلاًّ من كتاب الغيبة لإثبات عدم إمامة إسماعيل ابن الإمام الصادق عليه‌السلام ، ولم يتعرّض في كتاب الغيبة لأيّ فرقة منحرفة أخرى بهذه الصراحة ، ولم يبادر إلى الإجابة عن شبهاتها ، وهذا يعكس الحجم الكبير لنفوذ الإسماعيلية ، وضرورة التصدّي لهم فكريّاً في تلك الفترة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رجال النجاشي ، ص ٣٨٣ / ١٠٤٣.

١٥

كما نلاحظ كتباً أخرى للنعماني ـ غير كتبه الثلاثة ـ من خلال قراءتنا في تضاعيف الكتب الرجالية والروائية :

٤ ـ كتاب الدعاء :

في رسالة أبي غالب الزراري ـ ضمن الكتب الموجودة في مكتبته التي أجاز لولده روايتها عنه ـ تحدّث عن «أجزاء بخطّي فيها دعاء السرّ» ، وأضاف أنّ النعماني قد رواها له عن المحدّثين المذكورين في تلك الكتب(١).

يبدو أنّ النعماني قد ألّف كتاباً في الدعاء ، وأنّ جميعه أو بعضاً منه يمثّل الأجزاء المشار إليها في العبارة المتقدّمة.

ويمكن لنا في تأييد نسبة تأليف كتاب الدعاء إلى النعماني أن نستشهد بعدد من الروايات المنقولة في المصادر الحديثية عن النعماني وقد ورد فيها ذكر دعاء أو عدد من الأدعية ، فقد روى علي بن محمّد بن يوسف الحرّاني دعاء الاعتقاد عن النعماني بسنده إلى الإمام الكاظم عليه‌السلام(٢) ، ونقلاً عن محمّد ابن هارون التلعكبري في مجموع دعوات غازي بن محمّد الطرائقي أنّه يروي أدعية أيّام الأسبوع بخطّ النعماني ، وهذه الأدعية منقولة عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام(٣).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) رسالة أبو غالب ، ص ١٧٩.

(٢) مهج الدعوات ، ص ٢٣٣ ؛ بحار الأنوار ، ج ٩٤ ، ص ١٨٢.

(٣) بحار الأنوار ، ج ٩٠ ، ص ١٤٣.

١٦

روى العلاّمة المجلسي عن كتاب قديم ـ عثر على نسخته في النجف ـ(١) ، رواية في سندها أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ، تشتمل هذه الرواية على كرامة لإمام العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، وقد انساق الحديث هناك إلى كلام الإمام الصادق عليه‌السلام في دعاء الإلحاح ، ودعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد صلاة الفريضة وفي سجدة الشكر ، ودعاء الإمام السجّاد عليه‌السلام أثناء السجود في حجر إسماعيل عند الميزاب.

ويمكن أن تكون هذه الرواية مأخوذة من كتاب الدعاء ، كما يمكن أن تكون مأخوذة عن كتاب الدلائل الذي سنذكره في العنوان الآتي(٢).

٥ ـ كتاب الدلائل :

إنّ الدلائل تعني الكرامات والمعاجز التي تثبت إمامة الأئمّة عليهم‌السلام. وقد نسب ابن طاووس هذا الكتاب للنعماني ، ونقل عنه روايتين(٣). وقد توصل جيلبرغ ـ باعتبار ورود دلائل الإمام الرضا في الجزء التاسع ـ إلى الحدس بأن يكون الجزء الأوّل منه مختصّ بدلائل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وأنّ سائر الأجزاء ترتبط بسائر الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام على ترتيب إمامتهم(٤).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ١٦ ، ٤٧.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٩٤ ، ص ١٩٠ / هامش ح ٢ ومختصرها في ج ٨٦ ، ص ٢٠٢ / هامش ح ١٥.

(٣) فرج المهموم ، ص ٩٥ ؛ الأمان ، ص ١١٩.

(٤) مكتبة ابن طاووس ، ص ٢٢٨.

١٧

هناك رواية مروية في غيبة الطوسي نقلاً عن النعماني يمكن أن تكون منقولة عن كتاب الدلائل ؛ إنّ هذه الرواية تشتمل على واحدة من دلائل إمام العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) والتي حدثت في فترة الغيبة الصغرى وذلك في عام ٣٠٩ للهجرة ، وقد ورد فيها لفظ (الدلائل) ولفظ (الدلالة) صراحة.

وقد تمّت الإشارة في هامش كتاب الدعاء إلى رواية أخرى يحتمل أن تكون مأخوذة من هذا الكتاب.

وقد سبق في البحث عن تلامذة النعماني أن ذكرنا رواية عنه نقلاً عن تاريخ دمشق لابن عساكر ، اشتملت على فضيلة من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام برواية عمر بن الخطّاب ، ويحتمل أن تكون هذه الرواية مأخوذة من هذا الكتاب ، وبطبيعة الحال فإنّ الفضائل لم تعدّ من مصاديق الدلائل طبقاً لمصطلح ذلك العهد ، بيد أنّ كتب الدلائل ـ كما هو الحال بالنسبة إلى دلائل الإمامة للطبري ـ كانت تتعرّض في بعض المناسبات لفضائل الأئمّة عليهم‌السلام أيضاً.

٦ ـ كتاب التسلّي والتقوّي :

ورد في المسألة الحادية عشرة من كتاب جوابات المسائل الطرابلسيّات الثانية للسيّد المرتضى ، بحث حول المُسوخ. وقد عرض السائل هذا البحث وأضاف قائلا : هناك الكثير من الروايات التي تحدّثت عن مسخ الناس قبل يوم القيامة ، وقد أكّد الشيخ المفيد صحّتها ، ورواها في كتابه التمهيد ، بيد أنّه

١٨

عدّ نظريّة التناسخ من المحالات ، وقال : ما ورد من الأخبار المعتبرة لا يفيد إلا مسخ الله لجماعات من الناس قبل يوم القيامة.

وقد استطرد السائل قائلاً :

إنّ النعماني قد روى الكثير من هذه الروايات والتي تحتمل معنى النسخ ـ بمعنى التناسخ ـ كما تحتمل معنى المسخ ، وإنّ إحدى تلك الروايات هي التي رواها في كتاب التسلّي والتقوّي وأسندها إلى الإمام الصادق عليه‌السلام ، وهي رواية طويلة جاء في آخرها أن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وجبرائيل عليه‌السلام ومَلَك الموت عليه‌السلام يحضرون الكافر عند قبض روحه.

ثمّ نقل من هذه الرواية ما يزيد على صفحة تحدّثت عن مسخ أعداء أهل البيت عليهم‌السلام على شكل ديدان ، ومسخ عمر بن سعد على شكل قرد ، وقد طلب السائل من السيّد المرتضى توضيح هذا النوع من الأحاديث.

إنّ عنوان الكتاب والرواية المنقولة يوحي أنّ للكتاب مضموناً مشابهاً لمضمون كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليه‌السلام) ؛ حيث تحدّث عن مكافأة من يعتقد بولاية أهل البيت عليهم‌السلام ، وعقوبة أعدائهم.

جدير ذكره أنّه ورد في كتاب كنز الفوائد حديث له مضمون مشابه لمضمون حديث التثليث : «أيّها الناس ، حلالي حلال إلى يوم القيامة ، وحرامي حرام إلى يوم القيامة ، وبينهما شبهات من الشيطان ...»(١) ، وقد ورد في ذيلها عبارة في ذمّ إيذاء المؤمن ، ووصف المؤمنين ومحبّتهم لبعضهم البعض ، وهو يذكّرنا بالأبيات التي قالها الشاعر المعروف سعدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) كنز الفوائد ، ج ١ ، ص ٣٥٣.

١٩

الشيرازي :

بني آدم أعضاى يك ديگرند

كه در آفرينش زيك گوهرند

چو عضوى به درد آورد روزگار

دگر عضوها را نماند قرار(١).

ويحتمل أن يكون حديث «حلالي حلال إلى يوم القيامة ...» مأخوذاً من هذا الكتاب ، كما أنّه يحتمل أن يكون من الروايات التي نقلها النعماني مشافهة ، أو يكون أساس نقل هذه الرواية من كتاب مثل كتاب ابن محبوب وما جاء فيه من ذكر النعماني ما هو إلاّ لوقوعه في طريق الكراجكي إلى هذا الكتاب.

٧ ـ تفسير النعماني :

تضمّن الجزء الثالث والتسعين من كتاب بحار الأنوار على رسالة مستقلّة في (أصناف آيات القرآن وأنواعها وتفسير بعض آياتها برواية النعماني) وقد جاء نصّها بشكل كامل ، وقد طبعت هذه الرسالة تحت عنوان (المحكم والمتشابه) طبعة حجرية في بيروت (عام ١٣١٢ للهجرة) بخطّ محمّد تقي ، ولكن يُنسب تأليفها إلى السيّد المرتضى علم الهدى. وبعد ذكر مقدّمة مشتملة على خطبة الكتاب وأهمّية القرآن ، واقتران القرآن وأهل البيت عليهم‌السلام ، وضرورة أخذ علم القرآن عن أهل البيت وأتباعهم ، قال :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وهذا الشعر مقتبس من الحديث النبويّ الشريف : «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمّى» ، انظر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ ، ص١٥٠ ، الحديث رقم : ٢٨.

٢٠