مختصر نهج البيان

محمّد بن علي النقي الشيباني

مختصر نهج البيان

المؤلف:

محمّد بن علي النقي الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٤

ومن سورة العصر

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)

[١] (وَالْعَصْرِ). أقسم الله تعالى بصلاة العصر. وقيل : بالدّهر. وقيل : بما تعصر السّحاب من الماء.

[٢] (إِنَّ الْإِنْسانَ) الكافر (لَفِي خُسْرٍ) : غبن وخسران.

[٣] (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ). قيل : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام. وقيل : عامّ. (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) : بالقرآن. أي : كلّ واحد منهم يوصي الآخر. (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) على البلاء ومصائب الدّنيا والتكليف والجهاد.

ومن سورة الهمزة

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)

[١] (وَيْلٌ) : واد في جهنّم. (لِكُلِّ هُمَزَةٍ) : عيّاب مغتاب أكّال للحوم النّاس. (لُمَزَةٍ). كذلك.

[٢ ـ ٣] (الَّذِي جَمَعَ مالاً) ـ الآيتين. قيل : نزلت السورة في الوليد بن المغيرة المخزوميّ. وقيل : في أخنس بن شريق المنافق كان يعيب النّاس مقبلين ويغتابهم مدبرين. (وَعَدَّدَهُ) : أحصاه. وقيل : ادّخره ، فيكون من العدّة.

[٤] (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) : ليطرحنّ. (فِي الْحُطَمَةِ) : في النّار. لأنّها تحطم كلّ ما يقع فيها ؛ أي : تأكله.

[٥] (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ). تهويلا وتعظيما لأمرها.

[٧] (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) : تبلغ إليها ولا تأكل منها شيئا. وقيل : إنّها تأكل اللّحوم والجلود دون العظام والقلوب ، فإذا بلغت إليها وقفت.

[٨] (مُؤْصَدَةٌ) : مطبقة الأبواب.

[٩] (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) : مشدودة بأوتاد من حديد.

ومن سورة الفيل

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)

[١] (أَلَمْ تَرَ) : ألم تعلم يا محمّد. (بِأَصْحابِ الْفِيلِ) : أبرهة بن الصبّاح ملك الحبشة. قصد بجنوده البيت الحرام ليخربه وينقل الحجر الأسود إلى كنيسة كان بناها ويصرف الحجّاج إليها. وكان راكبا فيلا.

[٢] (فِي تَضْلِيلٍ) : في باطل.

[٣] (طَيْراً أَبابِيلَ). أرسل الله على أبرهة وجنوده جماعة طيور بعضهنّ في أثر بعض. قيل : إنّها صعدت من البحر. واحدها إبّيل. وقيل : إبّول.

[٤] (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) : صلبة شديدة الضّرب. وقيل : مخلوطة بطين ، يحمل كلّ طير منها ثلاث حصيات ، واحدة في منقاره واثنتان في رجليه ، وكانت الحصاة تسقط على هامة الرجل فتخرج من دبره فيخرّ ميّتا ، يقتل كلّ طائر منها ثلاثة رجال.

[٥] (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) : كورق الزرع الّذي أخرج منه الحبّ وبقي لا حبّ فيه. قيل : صاروا كقشر الحنطة وكقشر الأرزّ المجوّف. وخرج أهل مكّة فغنموا أموالهم وكراءهم وسلاحهم ودوابّهم ورحالهم ومتاعهم.

٦٠١

ومن سورة قريش

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)

[١] (لِإِيلافِ). مصدر آلف. أهلك الله أصحاب الفيل لإيلاف قريش ؛ أي : لجمعهم لطلب الرزق.

[٢] (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ). كان لقريش رحلتان في الشّتاء والصّيف. الشّتاء إلى اليمن ، ورحلة الصّيف للشّام ، للتجارة وطلب الرزق. فعدّ الله إهلاك أصحاب الفيل لأجل ذلك نعمة على قريش.

[٣] (هذَا الْبَيْتِ) : بيت الله الحرام.

[٤] (مِنْ جُوعٍ) : من بعد الجوع. (مِنْ خَوْفٍ) : من بعد الخوف.

ومن سورة الماعون

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (٧)

[١] (الَّذِي يُكَذِّبُ) : العاص بن وائل. (بِالدِّينِ) : بالبعث والنشور والجزاء على الأعمال.

[٢] (يَدُعُّ الْيَتِيمَ) : يدفعه عن حقّه. وقيل : اليتيم هاهنا هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. لأنّه كان يدعى يتيم أبي طالب ـ لأنّه كفله وربّاه ـ وكان العاص لعنة الله عليه يمنعه من تأدية الرسالة إلى قريش وغيرهم.

[٣] (وَلا يَحُضُّ) : ولا يحثّ.

[٤] (فَوَيْلٌ) : واد في جهنّم.

[٥] (ساهُونَ) : لاهون. وقيل : تاركون لها. وقيل : مؤخّرون لها من أوّل الوقت إلى آخره من غير عذر.

[٦] (يُراؤُنَ) : يراءون النّاس وينافقونهم.

[٧] (الْماعُونَ). قيل : الزكاة. وقيل : المال والزكاة. وقيل : المعروف. وقيل : قرض المؤمن عند حاجته.

ومن سورة الكوثر

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)

[١] (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) يا محمّد (الْكَوْثَرَ). نهر في الجنّة أحلى من العسل وأبرد من الثلج ، وعليه أقداح عدد النجوم. خصّ به ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ تشريفا له ؛ كما خصّ بالشّفاعة. وقيل : الخير الكثير. وقيل : القرآن. وقيل : الصّلاة المكتوبة. وقيل : هو ما أعطى الله نبيّه من الخير والنبوّة والقرآن والإيمان.

[٢] (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) الفجر من يوم النحر. (وَانْحَرْ) البدنة. وكان ذلك واجبا عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله. قيل : ثلاثة أشياء واجبة عليه دون أمّته : الأضحيّة ، والسّواك ، والوتر. وقيل : ارفع يديك بالتكبير إلى نحرك. وقيل : استقبل القبلة بنحرك.

[٣] (إِنَّ شانِئَكَ) : مبغضك ؛ وهو العاص بن وائل. وقيل : أبو جهل وعاص بن وائل وعقبة ابن أبي معيط كانوا يبغضون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون هو أبتر ؛ أي : لا ولد له ولا عقب. فردّ الله عليهم. (هُوَ الْأَبْتَرُ) : المقطوع من عفو الله وثوابه ورحمته.

٦٠٢

ومن سورة الكافرون

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)

[٢] (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ). قالوا له : اعبد آلهتنا شهرا ، حتّى نعبد إلهك دهرا. واعبد آلهتنا يوما ، حتّى نعبد إلهك شهرا أو سنة. وأصل العبادة : التذلّل والخضوع للمعبود. أي : لا أعبد ما تعبدون في الحال.

[٣] (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في الحال.

[٤] (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) في الماضي.

[٥] (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في المستقبل.

[٦] (لَكُمْ دِينُكُمْ) : عبادتكم. (وَلِيَ دِينِ) : عبادتي. وقيل : إنّها منسوخة بآية القتال.

ومن سورة النّصر

مدنيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣)

[١] (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) : نصر نبيّه على العرب. (وَالْفَتْحُ) : فتح مكّة. وقيل : نصره على أهل خيبر وكانت قبل فتح مكّة. وقيل : نزلت هذه السّورة بعد فتح الطّائف وعاش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك سنتين. وقيل : لمّا نزلت ، نعى نفسه إلى النّاس.

[٢] (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ). لأنّهم عند الفتح أذعنوا كلّهم له بالطّاعة طوعا وكرها واتّفقت كلمتهم. (أَفْواجاً) : جماعات ؛ جماعة بعد جماعة.

[٣] (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : صلّ له واعبده. (وَاسْتَغْفِرْهُ) لأمّتك. (إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) : يتقبّل التوبة ممّن أخلص له فيها.

ومن سورة المسد

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)

[١] (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) : خسرت يداه وخسر. وكنيته أبو لهب ، لحسن وجنتيه وتلهّبهما. واسمه عبد العزّى. والعزّى صنم لهم. أراد أن يرمي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بحجر ، فيبست يداه.

[٢] (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) : ما أغنى عنه من عذاب الله شيئا.

[٣] (سَيَصْلى ناراً) فيشوى بها بعد إدخاله فيها. (ذاتَ لَهَبٍ) : اشتعال وتلهّب.

[٤] (وَامْرَأَتُهُ) : عمّة معاوية واسمها أمّ جميل. (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). كانت تحمل النمائم إلى قومها في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحطب عليه. وقيل : كانت تترك الحطب ذا الشّوك في طريقه لتؤذيه به.

[٥] (فِي جِيدِها) : في عنقها. (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) : من ليف مفتّل ـ ممسود ؛ أي : مفتول ـ تقاد به إلى النّار. وقيل : هو السّلسلة الّتي ذكرها الله تعالى في سورة الحاقّة يدخل في فمه ويخرج من دبره ويلوى سائرها على جسده.

٦٠٣

ومن سورة التّوحيد

مكّيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)

[١] (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). قالت جماعة من قريش ـ وقيل من اليهود ـ للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : صف لنا ربّك. فنزلت السّورة فتلاها عليهم.

[٢] (الصَّمَدُ) : الّذي يصمد إليه الخلق كلّهم ؛ أي : يقصده في حوائجهم. وقيل : الباقي بعد فناء الخلق. وقيل : السيّد الّذي كمل سؤدده. وقيل : الّذى ليس فوقه أحد.

[٤] (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ). الكفو والندّ : المثل. وخلافه الضّدّ.

ومن سورة الفلق

مدنيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)

[١] (الْفَلَقِ) : الصبح إذا انفلق من الظّلمة. وقيل : سجن في جهنّم. وقيل : واد فيها. وقيل : الخلق كلّهم.

[٢] (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) : من شرّ كلّ ذي شرّ. وقيل : من شرّ الجنّ والإنس. وقيل : من شرّ إبليس وذرّيّته وأعوانه.

[٣] (غاسِقٍ إِذا وَقَبَ). هو اللّيل إذا أقبل بظلامه. وقيل : إذا أدبر. وقيل : القمر إذا دخل في غلافه فخسف. وقيل : الشّيطان إذا أقبل.

[٤] (النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) : السّواحر اللّاتي ينفثن في عقد الخيط إذا سحرن.

[٥] (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ). قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعوذ بالله من شرّ الحاسد وعينه. وروي أنّ العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر.

ومن سورة النّاس

مدنيّة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)

[١] (أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) : أمتنع بالله وألتجئ إليه. والربّ : المالك والمدبّر والسيّد والمصلح.

[٢] (مَلِكِ النَّاسِ) : مالك تدبيرهم. والفرق بين ملك ومالك أنّ صفة ملك تدلّ على تدبير من يشعر بالتدبير وهو العاقل ، وليس كذلك مالك. لأنّه يقال مالك الثوب ، ولا يقال ملكه ؛ ويقال ملك العراق ، ولا يقال مالكهم.

[٣] (إِلهِ النَّاسِ) : معبودهم المستحقّ للعبادة دون الأصنام والأوثان والآلهة. لأنّها لا تستحقّ إلّا بأصول النعم.

[٤] (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) : الشّيطان. وقيل : الشّيطان في صورة خنزير. وقيل : له خرطوم كخرطوم الكلب.

[٥] (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) ؛ وإذا ذكر الله خنس. وفي الأخبار عن الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام أنّ شيطانا يقال له الولهان يقعد بين أليتي المصلّي فينفخ بينهما فيظنّ المصلّي أنّه قد خرج منه ريح فيشكّكه ويثبّطه. فورد عنهم عليهم‌السلام أنّه لا يلتفت المصلّي إلى ذلك إلّا أن يشمّ ريحا أو يسمع صوتا.

[٦] (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ). قيل : إنّه يوسوس في صدور الجنّ والإنس. وفي [المعوّذتين من] القلاقل خلاف بين المفسّرين والقرّاء هل هما من القرآن أو لا. والصّحيح أنّهما منه ؛ لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(١) ؛ أي من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل.

__________________

(١) ـ الحجر (١٥) / ٩.

٦٠٤