غريب القرآن في شعر العرب

غريب القرآن في شعر العرب

المؤلف:


المحقق: محمّد عبدالرحيم وأحمد نصر الله
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

(٢٠٩) ل ب س [لباس]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ) (١).

قال : هنّ سكن تسكنون إليهم بالليل والنهار.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :

إذا ما الضّجيج ثنى عطفها

تثنّت عليه فكانت لباسا (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٨٧.

(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، كذلك لم يرد الشعر في (ديوان النابغة الذبياني).

٢٤١

(٢١٠) ن س ل [والنّسل]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) (١).

قال : النسل : الطائر والدواب.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

كهولهم خير الكهول ونسلهم

كنسل الملوك لا يبور ولا يجري (٢)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٠٥.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان). الكهول : مفردها : الكهل وهو ما جاوز الثلاثين من عمره إلى نحو الخمسين أو هو من جاوز الشباب ولم يصل إلى الشيخوخة ، أو من كانت سنّة بين الثلاثين والستين. الجمع : كهول ، وكهّل ، وكهلان. النّسل : الخلق والولد والذّرّيّة. لا يبور : البور من الناس : الهالك لا يخر فيه قال تعالى في سورة الفتح الآية : ١٢ : (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً).

٢٤٢

(٢١١) ع ص ر [إعصار]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ) (١).

قال : الريح الشديدة التي تجري بالعذاب.

قال : فهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

فله في آثارهنّ خوار

وحفيف كأنّه إعصار (٢)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٦.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. الخوار : الضعيف. الخفيف : صوت مرّ النسيم على الغصون ، والصوت الخفيف ، ومنه حفيف الأشجار.

٢٤٣

(٢١٢) ن ع ق [ينعق]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) (١).

قال : شبّه الله أصوات المنافقين والكفّار بأصوات البهم أي لا يعقلون.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت بشر بن أبي خازم (٢) وهو يقول :

هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي

ولم تنعق بناحية الرّباق (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٧١.

(٢) بشر بن أبي خازم : سبق التعريف عنه في رقم ٩٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان). وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة ١٦٢ بهذا النص :

هضيم الكشح ما غذيت ببوس

ولا مدت بناحية الرباق

والرباق : جمع ربقة : وهي الحلقة تشدّ بها البهائم وهو عبارة عن حبل. يقال : حلّ ربقته أي فرّج كربته. ويقال أيضا : لا يرضى الحرّ في ربقة الذّلّ.

٢٤٤

(٢١٣) ش ج ر [شجر]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) (١).

قال : فيما أشكل عليهم.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت زهيرا (٢) وهو يقول :

متى يشتجر قوم يقل سرواتهم

هم بيننا فهم رضا وهم عدل (٣)

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٦٥.

(٢) زهير : هو زهير بن أبي سلمى ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ١٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) والبيت في (ديوان زهير) صفحة ٦١. من قصيدة طويلة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المري. يشتجر : يختلف. السّروات : جمع سراة ، والواحد : سري أي : السيد الشريف. أي إذا اختلف قوم بأمر رضوا بحكم هؤلاء لعدلهم وصحة حكمهم.

٢٤٥

(٢١٤) ر غ م [مراغما]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (مُراغَماً كَثِيراً) (١).

قال : فنفسحا كثيرا بلغة هذيل (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

وأترك أرض جهرة أنّ عندي

رجاء في المراغم والتّعادي (٣)

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ١٠٠.

(٢) هذيل : قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم ١٦٠.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٢.

٢٤٦

(٢١٥) ص ل د [صلدا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَتَرَكَهُ صَلْداً) (١).

قال : أملس لا شيء عليه ، وهذا مثل ضربه الله لمن ينفق ماله رئاء الناس.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أبا طالب (٢) وهو يقول :

وإنّي لقوم وابن قوم لهاشم

لآباء صدق مجدهم معقل صلد (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٤.

(٢) أبو طالب : هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ١٤٦.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. وقوم هاشم : نسبة إلى : هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة من قريش ، أحد من انتهت إليهم السيادة في الجاهلية ، ومن بنيه الرسول العربي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال بعض المؤرخين : اسمه عمرو ، وغلب عليه لقب هاشم ، لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة في إحدى المجاعات ، وهو أول من سنّ الرّحلتين لقريش للتجارة ، رحلة الشتاء إلى اليمن والحبشة ورحلة الصيف إلى غزة وبلاد الشام ، كان أحد الأجواد الذين ضرب بهم المثل في الكرم. ولد بمكة المكرمة سنة (١٢٧) ق. ه الموافق (٥٠٠) م وتوفي سنة (١٠٢) ق. ه الموافق (٥٢٤). (انظر : طبقات ابن سعد : ١ / ٤٣. وابن الأثير : ٢ / ٦ والطبري ؛ ٢ / ١٧٩ ، وثمار القلوب : ٨٩. والأعلام : ٨ / ٦٦).

٢٤٧

(٢١٦) أص ر [إصرا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) (١).

قال : عهدا كما حملته على اليهود فعصوك فمسختهم قردة وخنازير.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أبا طالب (٢) وهو يقول :

أفي كلّ عام وافد وصحيفة

يشدّ بها أمر وثيق وأيصر (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٨٦.

(٢) أبو طالب : هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ١٤٦.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان).

٢٤٨

(٢١٧) ب وأ [تبوء]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) (١).

قال : أن ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت ، فتستوجب النار.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

من كان كاره عيشه فليأتنا

يلقى المنيّة أو يبوء له غنى (٢)

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية : ٢٩.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان).

٢٤٩

(٢١٨) م ن ن [ممنون]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (١).

قال : لهم الجنة جزاء غير منقوص.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت زهير بن أبي سلمى (٢) وهو يقول :

فضل الجواد على الخيل البطاء فلا

يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا (٣)

__________________

(١) سورة فصلت ، الآية : ٨. وسورة الانشقاق الآية : ٢٥. وسورة التين الآية : ٦.

(٢) زهير بن أبي سلمى : سبق التعريف عنه في رقم ١٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. وقد ورد في (ديوان زهير بن أبي سلمى) صفحة ٤٢ في قصيدة طويلة يمدح بها هرم بن سنان بهذا النص :

فضل الجياد على الخيل البطاء فلا

يعطي بذلك ممنونا ولا ترقا

أراد أن الممدوح فضل الناس فضل الجياد على البطاء من الخيل. الجياد : الواحد جواد ، الذي يجود بما عنده من الجري. الممنون : المقطوع. الترق : الذي يبطئ بعد الجري والذي يعطي ثم يكف.

٢٥٠

(٢١٩) ج وب [جابوا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ) (١).

قال : نقبوا الحجارة بالواد في الجبال ، فاتخذوا منها بيوتا.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت (٢) وهو يقول :

وشقّ أبصارنا كيما نعيش بها

وجاب للسّمع أصماخا وآذانا (٣)

__________________

(١) سورة الفجر ، الآية : ٩.

(٢) أمية بن أبي الصلت : سبق التعريف عنه في رقم ٢١.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. وقد ورد البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة ٦٣. الأصماخ : أو الصماخ قناة الأذن الخارجية التي تنتهي عند الطبلة ، وهي مدخل الصوت ، الجمع : أصمخة.

٢٥١

(٢٢٠) ج م م [جمّا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) (١).

قال : حبّا كثيرا.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت (٢) وهو يقول :

إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا

وأيّ عبد لك لا ألمّا (٣)

__________________

(١) سورة الفجر ، الآية : ٢٠.

(٢) أمية بن أبي الصلت : سبق التعريف عنه في رقم ٢١.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. وقد ورد البيت في (خزانة الأدب) للبغدادي ٢ / ٢٥٦. ولم يرد في (ديوان أمية بن أبي الصلت).

٢٥٢

(٢٢١) ك ث ر [الكوثر]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١).

قال : نهر في بطنان الجنّة ، حافتاه قباب الدر والياقوت.

قال : وبأي شيء ذكر ذلك؟

قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل باب المروة ، وخرج من باب الصفا : فاستقبله العاص بن وائل السهمي (٢) ، فرجع العاص إلى قريش (٣) ، فقالت له قريش : من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال : الأبتر ، يريد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما برح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أنزل هذه السورة : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (٤) ، نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدّرّ والياقوت فيها أزواجه وخدمه ، ثم قال :

__________________

(١) سورة الكوثر ، الآية : ١.

(٢) العاص بن وائل السهمي : من قريش ، أحد الحكام في الجاهلية ، كان نديما لهشام بن المغيرة ، وأدرك الإسلام ، وظل على الشرك ، ويعد من الزنادقة ومن المستهزئين الذين ماتوا كفارا وثنيين. كان على رأس بني سهم في حرب (الفجار) سنة (٣٣) ق. ه الموافق (٥٥١) م ، قيل في خبر موت العاص : خرج يوما على راحلته ، ومعه أبناء له يتنزه ، ونزل في أحد الشعاب ، فلما وضع قدمه على الأرض ، صاح ، فطافوا فلم يروا شيئا ، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير ومات ، فقالوا : لدغته الأرض. وهو الذي منع عمر بن الخطاب من قريش حين أظهر عمر بن الخطاب إسلامه. وأم العاص تدعى سلمى وفيه يقول ابن الزبعري :

أصاب ابن سلمى خلة من صديقه

ولولا ابن سلمى لم يكن لك راتق

وهو والد عمرو بن العاص فاتح مصر والصحابي الجليل. (انظر : المحبر : ١٣٣ / ١٥٨ و ١٦١ و ١٧٠ و ١٧٦. ونسب قريش : ٤٠٨ ـ ٤٠٩. والأعلام : ٣ / ٢٤٧).

(٣) قريش : سبق التعريف عنها في رقم ٧٨.

(٤) سورة الكوثر ، الآية : ١.

٢٥٣

(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (٥) البدن (٦) (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٧). يعني : إن عدوّك هو العاص بن وائل السهمي الأبتر من الخير لا أذكر مكانا إلا ذكرت معي يا محمد ، فمن ذكرني ولم يذكرك ليس له في الجنة نصيب.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت حسان بن ثابت (٨) وهو يقول :

وحباه الإله بالكوثر

الأكبر فيه النعيم والخيرات (٩)

__________________

(٥) سورة الكوثر ، الآية : ٢.

(٦) البدن : مفردها : بدنة أي الناقة أو البقرة تنحر بمكة قربانا وكانوا يسمنونها لذلك.

(٧) سورة الكوثر ، الآية : ٣.

(٨) حسان بن ثابت : سبق التعريف عنه في رقم ١٢.

(٩) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت).

٢٥٤

(٢٢٢) غ س ق [غاسق]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (١).

قال : الغاسق : الظلمة. والوقب : شد سواده إذا دخل في كل شيء.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت زهيرا (٢) وهو يقول :

ظلّت تجوب يداها وهي لاهية

حتّى إذا أصبح الإظلام والغسق (٣)

وقال في الوقب :

وقب العذاب عليهم فكأنّما

لحقتهم نار السماء فأخمدوا (٤)

__________________

(١) سورة الفلق ، الآية : ٣.

(٢) زهير : هو زهير بن أبي سلمى وقد سبقت ترجمته في رقم ١٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : ١ / ١٣٢ فقد جاء بهذا النص :

ظلّت تجوب يداها وهي لاهية

حتّى إذا جنح الإظلام والغسق

وليس البيت في (الديوان) :

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم يرد هذا البيت في (الإتقان). وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) : ٨ / ٥٢٩ بهذا النص :

وقب العذاب عليهم فكأنّهم

لحقتهم نار السموم فاحصدوا

٢٥٥

(٢٢٣) ع م ه [يعمهون]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١).

قال : في ضلالتهم يلعبون.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الأعشى (٢) وهو يقول :

أراني قد عمهت وشاب رأسي

وهذا اللّعب شين بالكبير (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٥.

(٢) الأعشى : سبق التعريف عنه في رقم ٣٢.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. والشّين : العيب والقبح.

٢٥٦

(٢٢٤) م ر ض [مرض]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (١).

قال : في قلوبهم النفاق.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :

أجامل أقواما حياء وقد أرى

صدورهم تغلي عليّ مراضها (٢)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ١٠.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. جامل : أحسن عشرته ولم يصفه الإخاء. الحياء : الحشمة ، وانقباض النفس عن القبائح والاستحياء.

٢٥٧

(٢٢٥) ب ر أ[بارئكم]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) (١).

قال : توبوا إلى خالقكم.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت تبعا (٢) وهو يقول :

شهدت على أحمد أنّه

رسول من الله باري النّسم (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٥٤.

(٢) تبع : سبق التعريف عنه في رقم ١٩٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣٣. وقد استشهد به الألوسي في (بلوغ الأرب) : ٢ / ١٧٠. وأبو حيان في (البحر المحيط) : ٨ / ٣٨. والنّسم : نفس الروح ، والخلق والناس. الجمع : أنسام.

٢٥٨

(٢٢٦) ر ي ب [ريب]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (لا رَيْبَ فِيهِ) (١).

قال : لا شك فيه أنه جاء من عند الله يعني به القرآن.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت عبد الله بن الزبعري (٢) وهو يقول :

ليس في الحقّ يا أمامة ريب

إنّما الرّيب ما يقول الكذوب (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢.

(٢) عبد الله بن الزبعري : سبق التعريف عنه في رقم ١١.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٣. وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) باب : ريب.

٢٥٩

(٢٢٧) غ ي ب [بالغيب]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (١).

قال : ما غاب عنهم من أمر الجنة والنار.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث (٢) وهو يقول :

وبالغيب آمنّا وقد كان قومنا

يصلّون للأوثان قبل محمّد (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٣.

(٢) أبو سفيان بن الحارث : بن عبد المطلب ، سبق التعريف عنه في رقم ٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان).

٢٦٠