غريب القرآن في شعر العرب

غريب القرآن في شعر العرب

المؤلف:


المحقق: محمّد عبدالرحيم وأحمد نصر الله
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

(١٧٠) وض ن [موضونة]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) (١).

قال : الموضونة : ما يوضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت حسّان بن ثابت (٢) وهو يقول :

أعددت للهيجاء موضونة

فضفاضة كالنّهى بالقاع (٣)

__________________

(١) سورة الواقعة ، الآية : ١٥.

(٢) حسان بن ثابت : سبق التعريف عنه في رقم ١٢.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت). الهيجاء : والهيجا : الحرب. فضفاضة : من فضفض العيش والثوب : اتّسع فهو فضفاض. ورجل فضفاض : كثير العطاء. النّهى : العقل.

٢٠١

(١٧١) خ ص م [الخصام]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) (١).

قال : الجدل المخاصم في الباطل وفي كل وجه.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت مهلهلا (٢) وهو يقول وينوح على كليب (٣).

إنّ تحت الأحجار حزما وجودا

وخصيما ألدّ ذا مغلاق (٤)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٠٤.

(٢) المهلهل : هو عدي بن ربيعة وقد سبق التعريف عنه في رقم ٩١.

(٣) كليب : بن عدي بن ربيعة شقيق المهلهل.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) ٢ / ١٣٨. و (رغبة الآمل) ١ / ١٤٩. و (الروض الأنف) ٢ / ١٧٢. قال الزمخشري في (أساس البلاغة) : قال المبرّد : من رواه بالعين (أي معلاق) فمعناه إذا علق خصما يتخلص منه ، ومن رواه بالغين (أي مغلاق) فتأويله أنه يغلق الحجة على الخصم.

٢٠٢

(١٧٢) ح ن ذ [حنيذ]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (١).

قال : الحنيذ : النضيج ، ما يشوى بالحجارة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

لهم راح وفدر المسك فيهم

وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا (٢)

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٦٩.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : ١ / ١٣١ فقد ورد بهذا النص :

لهم راح وفار المسك فيهم

وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا

٢٠٣

(١٧٣) ج د ث [الأجداث]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) (١).

قال : الأجداث : القبور.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت عبد الله بن رواحة (٢) وهو يقول :

حينا يقولون إذا مرّوا على جدثي

أرشده يا ربّ من عان وقد رشدا (٣)

__________________

(١) سورة يس ، الآية : ٥١.

(٢) عبد الله بن رواحة : سبق التعريف عنه في رقم ٥٦.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣١. وقد ورد هذا البيت في (سيرة ابن هشام) ٤ / ١٦ بهذا النص :

حتّى يقال إذا مرّوا على جدثي

أرشده الله من غاز وقد رشدا

واستشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن) : ٢٤٥. ولم يستشهد بما في (الإتقان) : ١ / ١٣١.

٢٠٤

(١٧٤) ه ل ع [هلوعا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) (١).

قال : ضجرا جزوعا ، نزلت في أبي جهل بن هشام (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت بشر بن أبي خازم (٣) وهو يقول :

لا مانعا لليتيم نحلته

ولا مكبّا لخلقه هلعا (٤)

__________________

(١) سورة المعارج ، الآية : ١٩.

(٢) أبو جهل بن هشام : هو عمرو بن هشام بن المغيرة وقد سبق التعريف عنه في رقم ٤٤.

(٣) بشر بن أبي خازم : سبق التعريف عنه في رقم ٩٣.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١. وليس البيت في (الديوان).

٢٠٥

(١٧٥) ن وص [مناص]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (١).

قال : ليس بحين فرار.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الأعشى (٢) وهو يقول :

تذكّرت ليلى حين لات تذكّر

وقد تبت عنها والمناص بعيدا (٣)

__________________

(١) سورة ص ، الآية : ٣.

(٢) الأعشى : سبق التعريف عنه في رقم ٣٢.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : ١ / ١٣١ فقد جاء بهذا النص :

تذكّرت ليلى حين لات تذكّر

وقد بنت منها والمناص بعيد

أما في (معجم غريب القرآن) ٢٨٦ فقد استشهد به الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي بهذا النص :

تذكّرت ليلى حين لات تذكّر

وقد نئت منها والمناص بعيد

وليس البيت في (ديوان الأعشى) بينما هو من ملحقات الديوان عن (الإتقان) ٢٤٠.

٢٠٦

(١٧٦) د س ر [دسر]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) (١).

قال : الدسر : الذي تخرز به السفينة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

سفينة نوتيّ قد أحكم صنعها

منحّته الألواح منسوجة الدسر (٢)

__________________

(١) سورة القمر ، الآية : ١٣.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣١. النوتي : الملّاح الذي يدير السفينة في البحر ، الجمع : نواتي ، ونوتيّة.

٢٠٧

(١٧٧) ر ك ز [ركزا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (١).

قال : حسّا ، يعني الحركة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر (٢) وهو يقول :

وقد توجّس ركزا مقفر ندس

ينتابه الصّوت ما في سمعه كذب (٣).

__________________

(١) سورة مريم الآية : ٩٨.

(٢) الشاعر : ذو الرمة : وهو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي من حضر ، أبو الحارث ، شاعر من فحول الطبقة الثانية في عصره ، قال أبو عمرو بن العلاء : فتح الشعر بامرىء القيس وختم بذي الرمة ، كان ذو الرمة شديد القصر ، دميما ، يضرب لونه إلى السواد ، وأكثر شعره تشبيب وبكاء وأطلال ، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين ، وكان مقيما في البادية ، ويحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا ، وامتاز بإجادة التشبيه. قال جرير : لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته : ما بال عينيك منها الماء ينسكب لكان أشعر الناس. توفي بأصبهان سنة (١١٧) ه الموافق (٧٣٥) م (انظر : وفيات الأعيان : ١ / ٤٠٤. والشعر والشعراء : ٢٠٦. ومعاهد التنصيص : ٣ / ٢٦٠. وخزانة الأدب للبغدادي : ١ / ٥١ ـ ٥٣. والأعلام : ٥ / ١٢٤).

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : ١ / ١٣٠ ، فقد جاء بهذا النص :

وقد توجّس ركزا مقفر ندس

بنبأة الصّوت ما في سمعه كذب

٢٠٨

(١٧٨) ب س ر [باسرة]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) (١).

قال : كالحة قاطبة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت عبيد بن الأبرص (٢) وهو يقول :

صبحنا تميما غداة النّسار

بشهباء ملمومة بأسره (٣)

__________________

(١) سورة القيامة ، الآية : ٢٤.

(٢) عبيد بن الأبرص : سبق التعريف عنه في رقم ١.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) ١٩ / ٧٤.

والنسار : يوم من أيام الجاهلية وقد سبق التعريف عنها في رقم ١٦٥. والشهباء : الأرض المغطاة بالثلوج.

٢٠٩

(١٧٩) ن س ل [ينسلون]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (١).

قال : النسل : المشي الخبب (٢) ، وهو يوم القيامة.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني جعدة (٣) وهو يقول :

عسلان الذئب أمسى مازنا

برد اللّيل عليه فنسل (٤)

__________________

(١) سورة يس ، الآية : ٥١.

(٢) الخبب : ضرب من العدو ، أو هو أن ينقل الفرس أيا منه وأيا سره جميعا في العدو.

(٣) نابغة بني جعدة : هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ٢٤.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان). وقد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب : (نسل) بهذا النص :

عسلان الذئب أمسى قاربا

برد الليل عليه فنسل

٢١٠

(١٨٠) ع ن ق [أعناقهم]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (١).

قال : العنق : الجماعة من الناس.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الحارث بن هشام (٢) وهو يقول ويذكر أبا جهل (٣) :

يخبرنا المخبر أن عمرا

أمام القوم في عنق مخيل (٤)

__________________

(١) سورة الشعراء ، الآية : ٤.

(٢) الحارث بن هشام : بن المغيرة المخزومي القرشي ، أبو عبد الرحمن ، صحابي كان شريفا في الجاهلية والإسلام ، يضرب المثل ببناته في الحسن والشرف وغلاء المهر ، مدحه كعب بن الأشرف ، وشهد بدرا مع المشركين ، فانهزم فعيّره حسان بن ثابت بأبيات ، فاعتذر الحارث بأبيات هي أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار ، وأسلم الحارث يوم فتح مكة ، وخرج في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأهله وماله من مكة إلى الشام ، فلم يزل مجاهدا بالشام إلى أن مات في طاعون عمواس ، وقد انتهت إليه سيادة بني مخزوم ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وهو أخو أبي جهل. (انظر : الإصابة في تمييز الصحابة ١ / ٢٩٣. والاستيعاب : ٣٠٧ م وثمار القلوب : ٢٣٨. والأعلام : ٢ / ١٥٨).

(٣) أبو جهل : هو عمرو بن هشام وقد سبق التعريف عنه في رقم ٤٤.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان).

٢١١

(١٨١) ض ي ز [ضيزى]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (قِسْمَةٌ ضِيزى) (١).

قال : قسمة جائرة حين وصفوا أن لله البنات لا إله إلّا الله.

قال : أو تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت امرأ القيس (٢) وهو يقول :

ضانت بنو أسد بحكمهم

إذ يعدلون الرّأس بالذّنب (٣)

__________________

(١) سورة النجم ، الآية : ٢٢.

(٢) امرؤ القيس : سبق التعريف عنه في رقم ٢٨.

(٣) كذا البيت في (الأصل المخطوط) وأعتقد أنه خطأ من الناسخ إذ إن الصحيح في (الإتقان) : ١ / ١٣١. إذ جاء بهذا النص :

ضازت بنو أسد بحكمهم

إذ يعدلون الرّأس بالذّنب

واستشهد به الشوكاني في (فتح القدير) ٥ / ١٠٩ بهذا النص. وأبو حيان في (البحر المحيط) ٨ / ١٥٤ ولم يرد هذا البيت في (ديوان امرئ القيس).

ضازت بنو أشد بحكمهم

إذ يعدلون الرأس كالذّنب

٢١٢

(١٨٢) أن ي [إناه]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِناهُ) (١).

قال : الأنا : النضج. يعني إذا أدرك الطعام ، وذلك أن أمراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيحدثون قبل أن يدرك الطعام ويكلمون نساءه ، وذلك قبل الحجاب ، فشق ذلك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

يفعم ذاك الأنا العبيط كما

يفعم عزب المجالة الجمل (٣)

__________________

(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٥٣.

(٢) المرجع السابق.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان). يفعم : يملأ ويبالغ في ملئه. العبيط : من عبط. عبط الشاة : ذبحها وهي سمينة لا علة فيها. عزب الشيء : عزوبا : بعد وغاب فهو عازب ، أي بعيد. قال النابغة الذبياني :

وصدر أراح اللّيل عازب همّه

تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب

٢١٣

(١٨٣) س ن ه [يتسنّه]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) (١).

قال : لم تغيره السنون عن حاله ، لأنه كان وضع في دن (٢) العصير ليبل به الخبز ، فأماته الله مائة عام.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

طاب منه الطعم والريح معا

لن تراه يتغيّر من أسن (٣)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٩.

(٢) الدّن : الجرّة الضخمة للخمر والزيت والخلّ وغيرها. الجمع : دنان.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١.

٢١٤

(١٨٤) خ ت ر [ختّار]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (١).

قال : الختّار : العذّار الغشوم (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

لقد علمت واستيقنت ذات نفسها

بأن لا تخاف الدّهر حرمي ولا ختري (٣)

__________________

(١) سورة لقمان الآية : ٣٢.

(٢) الغشوم : الشديد الظّلم.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣١. حرم : قطع.

٢١٥

(١٨٥) ق ط ر [القطر]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) (١).

قال : أعطى الله داود (٢) عليه‌السلام عينا من صفر كما يسيل الماء.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

فألقى في مراجل من حديد

قدور القطر ليس من البراة (٣).

__________________

(١) سورة سبأ ، الآية : ١٢.

(٢) داود : عليه‌السلام ، والد النبي سليمان عليه‌السلام وأحد أجداد السيد المسيح. ورد ذكره في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١.

٢١٦

(١٨٦) خ م ط [خمط]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أُكُلٍ خَمْطٍ) (١).

قال : الخمط : الأراك (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

ما مغزل فرد تراعى بعينها

أغن غضيض الطرف من خلل الخمط (٣)

__________________

(١) سورة سبأ ، الآية : ١٦.

(٢) الأراك : شجر كثير الفروع من الفصيلة الزيتونية ينبت في شبه جزيرة العرب وفي فلسطين ، وتتّخذ المساويك من فروعه ومن عروقه ، واحدته أراكة.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١. غضّ الطرف : صوته. الخلل : الوهن في الأمر والنساء والضّعف. يقال : في رأيه خلل.

٢١٧

(١٨٧) ج د د [جدد]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (جُدَدٌ بِيضٌ) (١).

قال : الجبال طريقة بيضاء ، وطريقة خضراء ، وهذا مثل ضربه الله للعباد لكي يخافوه.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

قد غادر النّسع في صفحاتها جددا

كأنّها طرق لاحت على أكم (٢)

__________________

(١) سورة فاطر ، الآية : ٢٧.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٣١. النّسع : سير مضفور تشدّ به الحقائب أو الرّحال. القطعة منه نسعة وقد تجعل النّسعة زماما للبعير وغيره ، أو تنسج عريضة ، وتجعل على صدر البعير. الجمع : نسوع ، وأنساع.

٢١٨

(١٨٨) ش م ز [اشمأزّت]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (١).

قال : نفرت قلوب الكفّار من ذكر الله عزوجل.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي (٢) وهو يقول :

إذا عضّ الثّقاف بها اشمأزّت

وولّتهم عشوزنة زبونا (٣)

__________________

(١) سورة الزمر ، الآية : ٤٥.

(٢) عمرو بن كلثوم التغلبي : سبق التعريف عنه في رقم ٦٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٠. وقد استشهد به التبريزي في (القصائد العشر) صفحة ٢٢٧ ، كما استشهد به ابن حيان في (البحر المحيط). والعشوزنة : الصلبة القويمة.

٢١٩

(١٨٩) أب و [آباءنا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) (١).

قال : وجدنا آباءنا على ملّة غير الملّة التي تدعونا إليها.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي

أني امرؤ سأموت إن لم أقتل (٣)

__________________

(١) سورة الزخرف ، الآية : ٢٢.

(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٣) البيت هو لعنترة بن شداد وقد ورد في (ديوان عنترة) صفحة ٥٨ في قصيدة طويلة مطلعها :

طال الثّواء على رسوم المنزل

بين اللّكيك وبين ذات الحرمل

وفاقني : ألزمني. لا أب لك : تقال في مواضع التعجب والحث والزّجر.

٢٢٠