المحقق: محمّد عبدالرحيم وأحمد نصر الله
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨
(١١١) ح ن ف [حنيفا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (لِلدِّينِ حَنِيفاً) (١).
قال : دينا مخلصا.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب (٢) وهو يقول :
حمدت الله حين هدى فؤادي |
|
إلى الإسلام والدّين الحنيف (٣) |
وقال أيضا رجل يذكر بني عبد المطلب وفضلهم :
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم |
|
لنا غاية قد يهتدي بالذوائب (٤) |
__________________
(١) سورة يونس ، الآية : ١٠٥.
(٢) حمزة بن عبد المطلب : سبق التعريف عنه في رقم ٣٨.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان).
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) والذوائب.
(١١٢) غ ر ر [غرور]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (١).
قال : ما الكافرون إلا في باطل.
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت حسان بن ثابت (٢) وهو يهجو أبي بن خلف (٣) ويقول :
تمنّيك الأماني من بعيد |
|
وقول الكفر يرجع في غرور (٤) |
__________________
(١) سورة الملك ، الآية : ٢٠.
(٢) حسان بن ثابت : سبق التعريف عنه في رقم ١٢.
(٣) أبي بن خلف سبق التعريف عنه في رقم ١١٠.
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) ؛ ١ / ١٢٨. ولم يرد البيت في (الديوان). واستشهد به ابن هشام في (سيرة ابن هشام) ٣ / ٩٠.
(١١٣) ح ص ر [حصورا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) (١).
قال : الحصور : الذي لا يأتي النساء.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
وحصور عن الخنا يأمر النا |
|
س بفعل الخيرات والتشمير (٢) |
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.
(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٨. والخنا : الفحش في الكلام.
(١١٤) ص ع ق [الصّاعقة]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) (١).
قال : الصاعقة : العذاب ، وأصله الموت.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة (٢) وهو يقول :
قد كنت أخشى عليك الحتوف |
|
وقد كنت آمنك الصاعقة (٣) |
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٥٥.
(٢) لبيد بن ربيعة : سبق التعريف عنه في رقم ٦.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان). الحتوف : من الحتف : وهو الموت يقال : مات فلان حتف أنفه أي : على فراشه بلا ضرب ولا قتل ، إذ كانوا يتخيلون أن الجريح تخرج روحه من جرحه ، وتخرج روح غيره من أنفه أو من فيه.
(١١٥) س وم [مسوّمين]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (مُسَوِّمِينَ) (١).
قال : الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة ، فتلك سيما الملائكة يا ابن أم الأزرق.
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
ولقد حميت الخيل تحمل شكتي |
|
جرداء صافية الأديم مسوّمة (٢) |
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٢٥.
(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان). شكتي : من الشّاكّ : رجل شاكّ السّلاح وشاكّ في السّلاح : لابس السّلاح التّامّ. الأديم : الجلد.
(١١٦) ق م ط ر [قمطريرا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (١).
قال : الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر (٢) وهو يقول :
ولا يوم الحساب وكان يوما |
|
عبوسا في الشّدائد قمطريرا (٣) |
__________________
(١) سورة الإنسان ، الآية : ١٠.
(٢) الشاعر : هو أمية بن أبي الصلت ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ٢١.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٨. وقد ورد في (الديوان) صفحة ٣٧.
(١١٧) س وق [ساق]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) (١).
قال : عن شدة الآخرة.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
أسلم عصام أنّه شر باق |
|
قبلك سر الناس ضرب الأعناق (٢) |
قد قامت الحرب بنا على ساق
__________________
(١) سورة القلم ، الآية : ٤٢.
(٢) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان) : ١ / ١٢٨ فقد ورد هذا الشطر :
قد قامت الحرب بنا على ساق وفي (معجم غريب القرآن) جاء بهذا النّص :
صبرا أمام إنّه شر باق |
|
وقامت الحرب بنا على ساق |
(١١٨) أوب [إيابهم]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) (١).
قال : الإياب : المرجع.
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت عبيد بن الأبرص (٢) وهو يقول :
وكلّ ذي غيبة يؤوب |
|
وغائب الموت لا يؤوب (٣) |
وقال :
فألقت عصاها واستقرت بها النوى |
|
كما قرّ عينا بالإياب المسافر (٤) |
__________________
(١) سورة الغاشية ، الآية : ٢٥.
(٢) عبيد بن الأبرص : سبق التعريف عنه في رقم ١.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٨. وقد استشهد بالبيت ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) ص ١٨٩.
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان). النوى : البعد. واستقرت بها النوى : أي أقامت. قرّ عينا : سرّ ورضي. وقد جاء في (لسان العرب) باب (ع ص و) : قال ابن برّي : البيت لعبد ربه السّلمي.
(١١٩) ص وع [صواع]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (صُواعَ الْمَلِكِ) (١).
قال : الصواع : الكأس الذي كان يشرب به قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الأعشى (٢) وهو يقول :
له درمك في رأسه ومشارب |
|
وقدر وطباخ وصاع وديسق (٣) |
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية : ٧٢.
(٢) الأعشى : سبق التعريف عنه في رقم ٣٢.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وقد ورد البيت مع الذي يليه في (الديوان) صفحة ٢١٧ على النحو الآتي :
له درمك في رأسه ومشارب |
|
ومسك وريحان وراح تصفق |
وحور كأمثال الدمى ومناصف |
|
وقدر وطباخ وصاع وديسق |
والدرمك : هو التراب الناعم. والديسق : الخوان من الفضة وهو فارسي معرّب.
(١٢٠) ح وب [حوبا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) (١).
قال : إثما كبيرا بلغة الحبشة.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الأعشى (٢) وهو يقول :
فإنّي وما كلّفتموني من أمركم |
|
ليعلم من أمسى أعقّ وأحوبا (٣) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٢.
(٢) الأعشى : سبق التعريف عنه في رقم ٣٢.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٨. أما في (الديوان) ص ١١٥ جاء بهذا النص :
وإنّي وما كلّفتموني وربّكم |
|
لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا |
(١٢١) ع ن ت [العنت]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) (١).
قال : ذلك لمن خشي الإثم منكم فيتزوج الأمة (٢) وإن لم يفعل فهو خير.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
رأيتك تبتغي عنتي وتسعى |
|
على السّاعي عليّ بغير ذحل (٣) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٢٥.
(٢) الأمة : المرأة المملوكة خلاف الحرة ، الجمع : إماء. وأميّة : مصغّر الأمة. يقال : يا أمة الله.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : ١ / ١٢٨ فقد جاء بهذا النص :
رأيتك تبتغي عنتي وتسعى |
|
على السّاعي عليّ بغير ذحل |
والعنت : المكابرة عنادا ، والخطأ والفجور ، والوقوع في أمر شاق.
(١٢٢) ف ت ل [فتيلا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (١).
قال : لا ينقصون من الخير والشرّ مثل الفتيل ، وهو الذي يكون في شقّ النّواة.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو |
|
ثمّ لا يرزأ الأعادي فتيلا (٣) |
وقال الأول :
أعاذل بعض لومك لا تلجي |
|
فإن اللوم لا يغني فتيلا (٤) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٤٩.
(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية ، وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٨. أما في (الديوان) صفحة ٩٩ :
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو |
|
ثمّ لا يرزأ العدوّ فتيلا |
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان).
(١٢٣) ق ط م ر [قطمير]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (١).
قال : القطمير : الجلدة البيضاء التي على النواة ، وهكذا من عبد غير الله فإنه لا ينفعه قدر قطمير (٢).
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت (٣) وهو يقول :
لم أنل منهم فسيطا ولا زبدا |
|
ولا فوقة ولا قطميرا (٤) |
__________________
(١) سورة فاطر ، الآية : ١٣.
(٢) سئل أبو يزيد البسطامي عن النقير والقطمير والفتيل فأجاب : النقير : هو النقرة التي في ظهر النواة ، والقطمير : هي القشرة البيضاء. والفتيل : الذي يكون في بطن النواة (انظر) كتاب أبو يزيد البسطامي وقصته مع راهب دير سمعان) صفحة ٨٨ تأليف : محمد عبد الرحيم.
(٣) أمية بن أبي الصلت : سبق التعريف عنه في رقم ٢١.
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩. و (الديوان) صفحة ٣٦.
(١٢٤) ث ب ت [ثبات]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) (١).
قال : الثبة : عشرة فما فوق ذلك.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت عمرو بن كلثوم (٢) وهو يقول :
فأمّا يوم خشيتنا عليهم |
|
فتصبح خيلنا عصبا ثبينا (٣) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٧١.
(٢) عمرو بن كلثوم : سبق التعريف عنه في رقم ٦٩.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان).
(١٢٥) ر ك س [أركسهم]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) (١).
قال : حسبهم في جهنم بما عملوا.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت (٢) وهو يقول :
فأركسوا في حميم النّار أنّهم |
|
كانوا عصاة وقالوا الإفك والزّورا (٣) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٨٨.
(٢) أمية بن أبي الصلت : سبق التعريف عنه في رقم ٢١.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩. و (الديوان) صفحة ٣٦. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان) ٥ / ١٩٢. والطبرسي في (مجمع البيان) ، وأبو حيان في (البحر المحيط) ٥ / ٣١٣. الإفك : الكذب أو أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء. والزّور : الباطل أو شهادة الباطل ، أو الكذب.
(١٢٦) أم ر [أمرنا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) (١).
قال : سلّطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة (٢) يقول :
إن يغبطوا ييسّروا وإن أمروا |
|
يوما يصيروا للهلك والنّكد (٣) |
__________________
(١) سورة الإسراء ، الآية : ١٦.
(٢) لبيد بن ربيعة : سبق التعريف عنه في رقم ٦.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩. أما رواية (الديوان) صفحة ١٦٠ ، و (أساس البلاغة) ٢ / ٥٣٣ :
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا |
|
يوما يصيروا للهلك والنّكد |
ورواية (الأغاني) ١٥ / ١٣٣ :
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا |
|
يوما يصيروا للهلك والفند |
ورواية (لسان العرب) باب : (هبط) :
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا |
|
يوما يصيروا للهلك والنّقد |
(١٢٧) ف ت ن [يفتنكم]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١).
قال : إن يضلكم الذين كفروا بالعذاب والجهد بلغة هوازن (٢).
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت امرأ القيس (٣) وهو يقول :
كلّ امرئ من عباد الله مضطهد |
|
ببطن مكّة مقهور ومفتون (٤) |
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ١٠١.
(٢) هوازن : نسبة إلى هوازن بن منصور بن قيس عيلان ، من عدنان. نبوه بطون كثيرة ، كانت منازلهم بين غور تهامة إلى وراء (بيشة) وناحية السّراة والطائف. من بطونهم : بنو سعد ، وثقيف ، وعامر ، وكلاب ، وعقيل ، وخفاجة ، وهلال بن عامر ، وغزية ، وجشم بن بكر.
(انظر : معجم ما استعجم : ١ / ٨٧ ، وجمهرة الأنساب : ٢٥٢. ومعجم قبائل العرب : ١٢٣١. والأعلام : ٨ / ١٠١.
(٣) امرؤ القيس : سبق التعريف عنه في رقم ٢٨.
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩. ولم يرد البيت في الديوان.
(١٢٨) خ ن ق [والمنخنقة]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالْمُنْخَنِقَةُ) (١).
قال : كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها.
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت امرأ القيس (٢) وهو يقول :
يغط غطيط البكر شدّ خناقه |
|
ليقتلني والمرء ليس بقتال (٣) |
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٣.
(٢) امرؤ القيس : سبق التعريف عنه في رقم ٢٨.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في الإتقان. وليس البيت في (الديوان). غطّ النائم : صات وردد النّفس في خياشيمه وحلقه حتى يسمعه من حوله. غطيط النائم أو المخنوق : نخيره.
(١٢٩) غ ن ي [يغنوا]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) (١).
قال : كأن لم يكونوا في الدنيا حين عذّبوا.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة (٢) وهو يقول :
وغنيت سبتا قبل مجرى داحس |
|
لو كان للنّفس اللّجوج خلود (٣) |
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٩٢.
(٢) لبيد بن ربيعة : سبق التعريف عنه في رقم ٦.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩. و (الديوان) صفحة ٣٥. واستشهد بهذا البيت الزبيدي في (تاج العروس) باب : سبت. وأبو حيان في (البحر المحيط). والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن الكريم) ٨ / ٣٢٨. وسبتا : وقتا من الدهر. داحس والغبراء ، أو حرب السباق ، حرب جرت بين عبس وذبيان لخلاف على سباق خيل بين فرسين وعرفت باسميهما : داحس والغبراء ، استمرت ٤٠ سنة ، ذكرها الشاعر زهير بن أبي سلمى بمعلقته ، أشهر أيامها المريقيب وبطله عنترة بن شداد. (انظر : المنجد في الأعلام : ٢٧٧).
(١٣٠) ه ون [الهون]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (عَذابَ الْهُونِ) (١).
قال : الهون : الدائم الشديد.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
إنّا وجدنا بلاد الله واسعة |
|
تنجي من الذّلّ والمخزاة والهون (٢) |
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية : ٩٣.
(٢) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٢٩.