غريب القرآن في شعر العرب

غريب القرآن في شعر العرب

المؤلف:


المحقق: محمّد عبدالرحيم وأحمد نصر الله
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٨

(٧١) ز وج [زوج]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (١).

قال : الزوج : الواحد. والبهيج : الحسن.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الأعشى (٢) وهو يقول :

وكل زوج من الديباج يلبسه

أبو قدامة محبوا بذاك معا (٣)

__________________

(١) سورة الحج ، الآية : ٥.

(٢) الأعشى : سبق التعريف عنه في رقم ٣٢.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد في (الإتقان) ، وليس البيت في الديوان. والديباج : ثوب من الحرير ملون ألوانا ، وهو معرب ثم كثر حتى اشتقت العرب منه فقالوا (دبج) الغيث الأرض (دبجا) من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفة لأنه عندهم اسم للمنقش ، واختلف في الياء ، فقيل زائدة ووزنه فيعال ، ولهذا يجمع بالياء فيقال : (ديابيج) وقيل : هي أصل والأصل (دبّاج) (المصباح المنير : ١٨٨).

١٠١

(٧٢) م ر ر [مرّة]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) (١).

قال : ذو شدة في أمر الله عزوجل وهو جبريل (٢) عليه‌السلام.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٣) وهو يقول :

قد كنت أقريه إذا ضافني

وهنّا قرى ذي مرة حازم (٤)

__________________

(١) سورة النجم ، الآية : ٦.

(٢) جبريل : سبق التعريف عنه في رقم ٢٣.

(٣) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) ولم يرد البيت في الديوان. وأقرى الضيف : أضافه وأكرمه ، والقرى : ما يقدّم إلى الضيف. الوهن : الضعف في العمل أو الأمر أو البدن. والحازم : العاقل ذو الحنكة وضبط الأمور.

١٠٢

(٧٣) ع ص ر [المعصرات]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) (١).

قال : المعصرات : السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :

تجرّ بها الأرواح من بين شمأل

وبين صبا بالمعصرات الدوامس (٣)

__________________

(١) سورة النبأ ، الآية : ١٤.

(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. ولم يرد البيت في (الديوان).

١٠٣

(٧٤) ع ض د [عضدك]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) (١).

قال : العضد : المعين الناصر على أمره.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :

في ذمة من أبي قابوس منقذة

للخائفين ومن ليست له عضد (٣)

__________________

(١) سورة القصص ، الآية : ٣٥.

(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. وليس البيت في ديوان النابغة.

١٠٤

(٧٥) غ ب ر [الغابرين]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١).

قال : عجوز في الباقين.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت عبيد الله بن الأبرص (٢) وهو يقول :

ذهبوا وخلفني المخلف فيهم

فكأنني في الغابرين غريب (٣)

__________________

(١) سورة الشعراء ، الآية : ١٧١.

(٢) عبيد بن الأبرص : سبق التعريف عنه في رقم ١.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦.

١٠٥

(٧٦) ن ص ب [الأنصاب]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ) (١).

قال : الأنصاب : الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها ، والأزلام : القداح.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان (٢) وهو يقول :

فلا لعمر الّذي مسّحت كعبته

وما هريق على الأنصاب من جسد (٣)

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية : ٩٠.

(٢) نابغة بني ذبيان : هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم ٣٣.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان). وهريق : صبّ. ومعنى البيت : أي أقسم بالله أولا ثم بالدماء التي كانت تصب على الأنصاب. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة ٣٥ ، في قصيدة طويلة يمدح بها النابغة النعمان ويعتذر إليه عما رماه به (المنخل اليشكري) وأبناء قريع ويبرئ نفسه من وشايتهم والتي يقول في مطلعها :

يا دارميّة بالعلياء فالسّند ،

أقوت ، وطال عليها سالف الأبد

١٠٦

(٧٧) ص د ف [يصدفون]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (١).

قال : يعرضون عن الحق ، نزلت في قريش (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (٣) وهو يقول :

عجبت لحلم الله عنا وقدا بدا

له صدفنا عن كل حق مترّك (٤)

__________________

(١) سورة الأنعام ، الآية : ٤٦.

(٢) قريش : قبيلة يرجع نسبها إلى قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة ، من عدنان ، جاهلي من أهل مكة ، كان دليل بني كنانة في تجاراتهم ، فإذا أقبل في القافلة يقال : قدمت عير قريش ، فغلب لفظ (قريش) على من كان في عهده من بني النضر بن كنانة ، والقرشيون قسمان : (قريش البطاح) وهم ولد قصي بن كلاب وبنو كعب بن لؤي ، و (قريش الظواهر) وهم من سواهم وقد تفرع منهما بطون كثيرة. (انظر : الروض الأنف : ١ / ٧٠ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٢. ومعجم قبائل العرب : ٩٢٧. والبداية والنهاية : ٢ / ٢٠٠ ، والسيرة الحلبية : ١ / ١٣. والأعلام : ٥ / ١٩٥.

(٣) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب : سبق التعريف عنه في رقم ٣.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦.

١٠٧

(٧٨) ا س ى [تأس]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَلا تَأْسَ) (١).

قال : لا تحزن يا موسى (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت امرأ القيس (٣) وهو يقول :

وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم

يقولون لا تهلك أسى وتحمّل (٤)

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية : ٢٦.

(٢) موسى : هو النبي موسى بن عمران وقد سبق التعريف عنه في رقم ١٨.

(٣) امرؤ القيس : سبق التعريف عنه في رقم ٢٨.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. وقد ورد البيت في معلقة امرئ القيس صفحة ٢٩. ومعنى البيت : وقف أصحابه رواحلهم عليه أي لأجله يأمرونه بالصبر وعدم الجزع.

١٠٨

(٧٩) ب س ل [تبسل]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ) (١).

قال : يعني أن تحبس نفس بما كسبت في النار.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت زهيرا (٢) وهو يقول :

وفارقتك برهن لا فكاك له

يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا (٣)

__________________

(١) سورة الأنعام ، الآية : ٧٠.

(٢) زهير : هو زهير بن أبي سلمى وقد سبق التعريف عنه في رقم ١٩.

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. أما في الديوان صفحة ٣٩ فقد جاء بهذا النص :

وفارقتك برهن لا فكاك له

يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا

١٠٩

(٨٠) ا ف ل [أفلت]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَلَمَّا أَفَلَتْ) (١).

قال : فلما زالت الشمس عن كبد السماء.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري (٢) وهو يرثيه عليه‌السلام :

فتغيّر القمر المنير لفقده

والشّمس كسفت وكادت تأفل (٣)

__________________

(١) سورة الأنعام ، الآية : ٧٨.

(٢) كعب بن مالك : بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي ، صحابي من أكابر الشعراء ، ومن أهل المدينة ، اشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد أكثر الوقائع ، ثم كان من أصحاب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأنجده يوم الثورة ، وحرّض الأنصار على نصرته ، ولما قتل عثمان قعد كعب عن نصرة الإمام علي كرم الله وجهه فلم يشهد حروبه ، وعمي في آخر عمره وعاش سبعا وسبعين سنة وتوفي سنة (٥٠) ه الموافق (٦٧٠) م.

قال روح بن زنباع : أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك :

نصل السيوف إذا قصرن بخطونا

يوما ونلحقها إذا لم تلحق

روى كعب ٨٠ حديثا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (انظر : الأغاني : ١٥ / ٢٩. والإصابة في تمييز الصحابة : رقم ٧٤٣٣. وخزانة البغدادي : ١ / ٢٠٠. والأعلام : ٥ / ٢٢٩).

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. و (الديوان) ص ٢٦١. و (شرح نهج البلاغة) ١٥ / ٤٠٤. و (سيرة ابن هشام) ٤ / ٢٨. وقد ورد عجز البيت في : (معجم غريب القرآن) ٢٣٩ بهذا النص :

فتغيّر القمر المنير لفقده

والشّمس قد كسفت وكادت تأفل

١١٠

(٨١) ص ر م [كالصّريم]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (١).

قال : الصريم : الذاهب.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

غدوت إليه غدوة فوجدته

قعودا لديه بالصريم عواذله (٢)

__________________

(١) سورة القلم ، الآية : ٢٠.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. والعواذل : من عذل أي لام ، فهو عاذل ، والجمع : عذّل ، وعذّال ، وعذلة ، وعاذلون ، وهي عاذلة. والجمع : عواذل ، وعاذلات.

١١١

(٨٢) ف ت أ[تفتؤا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) (١).

قال : لا تزال تذكر يوسف (٢).

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا

وقد غاله ما غاله تبع قبل (٣)

__________________

(١) سورة يوسف ، الآية : ٨٥.

(٢) يوسف : هو النبي يوسف بن يعقوب عليهما‌السلام. رماه أخوته في البئر حسدا ، فأنقذه بعض التجار ، واستوزر لفرعون مصر ، وتولى شؤون الإعاشة أيام المجاعة ، جاء ذكره في التوراة ، وورد في القرآن الكريم في ٢٧ موضعا (انظر : المنجد في الأعلام ٧٥٥).

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : ١ / ١٢٦ :

لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا

وقد غاله ما غال من قبل تبع

وتبّع : نسبة إلى التبابعة ، وهم دولة عربية نشأت في اليمن بعد الدولة الحميرية ، وكان أول ملوكها الحرث الرائش ، وهو كذلك آخر ملوك سبأ الحميريين الذين غلب على دولتهم الترف ، فتراخت أحوالهم وفترت أيدي آخر ملوكهم حتى آل الملك إلى الحرث فعمل على تقوية الدولة وسميت من ثم دولة التبايعة ، ويقال إن عدد ملوكها ٢٦. آخرهم ذو نؤاس صاحب نجران في القرن السادس (انظر : المنجد في الأعلام : ١٨٢).

١١٢

(٨٣) م ل ق [إملاق]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) (١).

قال : مخافة الفقر.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

وإنّي على الإملاق يا قوم ماجد

أعدّ لأضيافي الشّواء المصهّبا (٢)

__________________

(١) سورة الإسراء ، الآية : ٣١.

(٢) كذا في (الإتقان) : ١ / ١٢٦. و (الأصل المخطوط). الشواء المصهب : ما كان لونه فيه حمرة أو شقرة.

١١٣

(٨٤) ح د ق [حدائق]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (حَدائِقَ وَأَعْناباً) (١).

قال : الحدائق : البساتين.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

بلاد سقاها الله أمّا سهولها

فقضب ودر مغدق وحدائق (٢)

__________________

(١) سورة النبأ ، الآية : ٣٢.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦. والقضب : كل شجرة طالت وامتدت أغصانها ، وكل نبت اقتطع فأكل طريا كالبقول. والدّر : اللبن. المغدق : من غدق : أي المتسع ، والماء المغدق : الماء الكثير الغامر ، لقوله تعالى في سورة الجن الآية ١٦ : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً).

١١٤

(٨٥) ق وت [مقيتا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (١).

قال : قادرا مقتدرا.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الزبير بن عبد المطلب (٢) وهو يقول :

وذي ضعن كففت النّفس عنه

وكنت على مساءته مقيتا (٣)

__________________

(١) سورة النساء ، الآية : ٨٥.

(٢) الزبير بن عبد المطلب : بن هاشم ، أكبر أعمام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أدركه النبي في طفولته ، وكان يعدّ من شعراء قريش إلا أن شعره قليل ، يقال منه البيتان :

إذا كنت في حاجة مرسلا

فأرسل حكيما ولا توصه

وإن باب أمر عليك التوى

فشاور كريما ولا تعصه

(انظر : الروض الأنف : ١ / ٧٨ ، وسمط الآلئ : ٧٤٣. والأعلام : ٣ / ٤٢).

(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦ لكن السيوطي نسبه إلى أحيحة الأنصاري ، والصحيح ما أثبتناه. وقد استشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) ٢ / ١٧٨. والطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) ٤ / ١٨٨ أما الزمخشري في (الكشاف) ١ / ٢٨٦ فاستشهد به بهذا النص :

وذي ضغن نفيت السوء عنه

وكنت على إساءته مقيتا

وفي اللسان (قوت) نسب للزبير عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونسب كذلك إلى أبي قيس بن رفاعة ، وأنشده الفراء في معاني القرآن. (جامع البيان ٤ / ١٨٨).

١١٥

(٨٦) س ر ى [سريّا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) (١).

قال : السري : النهر الصغير وهو الجدول.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

سهل الخليقة ماجد ذو نائل

مثل السريّ تمدّه الأنهار (٢)

__________________

(١) سورة مريم ، الآية : ٢٤.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٧. الخليقة : السليقة والطبيعة والعادة.

الماجد : الشريف الخيّر ، والحسن الخلق السّمح : الجمع : أمجاد وماجدون ومجدة. النائل : ما ينال والجود والعطاء.

١١٦

(٨٧) ا ود [يؤده]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) (١).

قال : لا يثقله حملهما عزوجل.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

يعطي المئين فلا يؤده حملها

محض الضرائب ماجد الأخلاق (٢)

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٦.

١١٧

(٨٨) د ه ق [دهاقا]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَكَأْساً دِهاقاً) (١).

قال : الكأس : الخمر. والدهاق : الملآن.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

أتانا عامر يرجو قرانا

فأترعنا له كأسا دهاقا (٢)

__________________

(١) سورة النبأ ، الآية : ٣٤.

(٢) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٧. وقد استشهد القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) ١٩ / ١٨١ بهذا البيت بالنص التالي :

أتانا عامر يرجو قرانا

فأترعنا له كأسا دهاقا

١١٨

(٨٩) ك ن د [لكنود]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (١).

قال : الكفور النعم : وهو الذي يكفر وجده (٢) ، ويمنع رفده (٣) ، ويجيع عبده.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

شكرت له يوم العكاظ نواله

ولم أك للمعروف ثمّ كنودا (٤)

__________________

(١) سورة العاديات ، الآية : ٦.

(٢) الوجد : اليسار والسّعة.

(٣) الرّفد : العطاء والصّلة ، الجمع : أرفاد.

(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٧. وعكاظ : من أسواق العرب في الجاهلية ، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة والطائف يبعد عن مكة ثلاثة أيام ، كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر (انظر : المنجد في الأعلام ٤٧٢).

١١٩

(٩٠) ن غ ض [فسينغضون]

قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) (١).

قال : يحركون رؤوسهم استهزاء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال : وهل تعرف العرب ذلك؟

قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

أتنغض لي يوم الفجار وقد ترى

خيولا عليها كالأسود ضواريا (٢)

__________________

(١) سورة الإسراء ، الآية : ٥١.

(٢) كذا في (الإتقان) : ١ / ١٢٧. أما في (الأصل المخطوط) فقد جاء بهذا النص وأعتقد أنه خطأ من الناسخ :

أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى

خيولا عليها كالأسود ضواريا

يوم الفجار : قالوا أيام الفجار أربعة أفجرة : (الأول) : بين كنانة وعجز هوازن. و (الثاني) : بين قريش وكنانة. و (الثالث) : بين كنانة وبني نصر بن معاوية ، ولم يكن فيه كبير قتال.

و (الرابع) : وهو الأكبر بين قريش وهوازن ، وكان بين هذا ومبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ست وعشرون سنة ، وشهده صلى‌الله‌عليه‌وسلم وله أربع عشرة سنة. والسبب في ذلك أن البرّاض بن قيس الكناني قتل عروة الرّحّال ، فهاجت الحرب ، وسمت قريش هذه الحرب فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم ، فقالوا : فجرنا إذ قاتلنا فيها أي فسقنا. (انظر : مجمع الأمثال : ٢ / ٤٣٠).

١٢٠