النّكت في القرآن الكريم

أبي الحسن علي بن فضّال المجاشعي

النّكت في القرآن الكريم

المؤلف:

أبي الحسن علي بن فضّال المجاشعي


المحقق: الدكتور عبدالله عبدالقادر الطويل
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-5140-7
الصفحات: ٦١٦

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدمة

أحمدك ربي لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسّلام على خير البشر ، وصفوة الخلق ، إمام العلماء وقائدهم ، وقدوة المتعلمين ومرشدهم سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد :

فقد كان من لطف الله تعالى بي أن صرف همتي لطلب علم كتاب الله ، الذي هو أجلّ ما صرفت إليه أزمة همم العلماء ، وأعظم ما اشرأبت نحوه أفئدتهم ، وأسمى ما تطاولت لبلوغه أعناقهم ، هو المعين الذي لا ينضب ، والخير الذي لا ينفد ، فيه سعادة الدنيا ، وخير الآخرة ، قال تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء : ٩] ، ثم كان من عناية الله بي مرة أخرى ، أن جعلني في دراستي العليا (الدكتوراه) أولي همتي شطر دراسة كتاب الله عزوجل ، فكانت كتب معاني القرآن وإعرابه تستحوذ على عقلي ، ويرنو إليها بصري ، لما فيها من الذب عن حياض الكتاب العزيز ، وإظهار حجة الله للعالمين ، فرأيت أن من واجبي أن أنضم إلى قافلة المجاهدين في سبيله ، والمدافعين عن حماه ... وثمة أمر آخر دفعني لحلول ساحله ، وهو تحري الحياة معه وفي ظلاله ، وبين رياضه الغناء الآسرة.

فكان ما تمنيت ، واستخرت الله عزوجل ، فوقع اختياري على كتاب" النكت في القرآن" وقد رغبني في اختياره عدة أمور منها :

١ ـ إبراز أحد أعلام الإسلام ، الذين أفنوا نفوسهم ، وأخلصوا أفكارهم وعقولهم لخدمة الدين ، وقضوا حياتهم مجاهدين في سبيل إعزازه والتّمكين له في نفوس المسلمين ، والذّب عن

٣

حياضه عن طريق التّصنيف والتّأليف والتّدريس وإظهار مكانته اللائقة به بين علماء عصره المبرزين ، ولا سيما أنه ممن عفّى عليه الزمن ، فخفيت شخصيته ، وجهوده العلمية على كثير من العلماء وطلبة العلم في هذا العصر.

٢ ـ أنّ هذا الكتاب يعالج موضوعا من أهم الموضوعات التي عني بها العلماء قديما وحديثا ، ألا وهو موضوع" معاني القرآن وإعرابه".

٣ ـ أنّ هذا الكتاب يعد من الكتب القيمة التي ألّفت في بابه ، وقد لا أكون مبالغا إذا قلت : إنه جدير بالصّدارة بين كتب فنّه.

٤ ـ أنّ في إخراج هذا الكتاب ـ بعد سبات طويل تحت غياهب ظلمات المخازن ـ وإبرازه في حلة قشيبة ، وهيأة وضيئة ، سهلة التناول ، إثراء للمكتبة العربية الإسلامية بزاد فكري ثمين هو أحد تلك الكنوز التي دبجتها يراعة السلف الصالح من أبناء هذه الأمة.

٥ ـ أنّ هذا الكتاب جاء منسوبا إلى قوام السّنّة (ت ٥٣٥ ه‍) وبعنوان" إعراب القرآن" فكان لزاما علي أن أزيل هذا اللّبس الذي غلّف الكتاب عبر سنين طويلة ، وأثبت الحقيقة بنسبته إلى مؤلفه الحقيقي (ابن فضّال المجاشعي).

٦ ـ أنّ هذا الكتاب يعد الكتاب الثالث الذي يظهر للمؤلف ، نأمل أن تأخذ بقية طريقها كتبه إلى النور ليتسنى الانتفاع بها ، ويطلع القراء على ما فيها من روائع العلم وذخائر المعرفة.

وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يقسم على مقدمة وقسمين رئيسين :

قسم الدراسة ، وقسم التحقيق.

أمّا المقدمة فتناولت فيها الباعث على اختيار هذا الكتاب ، وخطة البحث. وأما قسم الدراسة فيتكون من ثلاثة فصول :

الفصل الأول : تناولت فيه حياة ابن فضال وآثاره ، وتضمن مبحثين :

أحدهما : حياته.

والآخر : منزلته العلمية وآثاره.

الفصل الثاني : تناولت فيه ابن فضّال المجاشعي والنّحاة ، وتضمن ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : موقفه من البصريين والكوفيين.

٤

المبحث الثاني : الترجيح والتضعيف في الأوجه الإعرابية.

المبحث الثالث : تفرده بوجوه إعرابية لبعض المسائل النّحوية.

الفصل الثالث : تناولت فيه توثيق الكتاب ومنهجه ، ومنهج التحقيق وتضمن ثلاثة مباحث.

المبحث الأول : اسم المؤلف ، وتوثيق نسبة الكتاب إليه.

المبحث الثاني : منهج المؤلف في الكتاب.

المبحث الثالث : وصف المخطوط ، ومنهج التحقيق ومصطلحاته.

أمّا القسم الثاني : فقد حوى نصّ الكتاب محققا ، وقد عانيت في سبيل إخراجه كثيرا من التّعب والمشقة ، وجاءت هوامش التحقيق مترجمة لهذا العمل.

وقبل أن نقول كلمة الختام في هذه المقدمة ، أرى من النّصفة والعرفان بالجميل أن أذيع ما في نفسي من شكر وامتنان أقدمه بين يدي الأستاذة الدكتورة (نهاد فليّح حسن العاني) التي أكرمتني بالإشراف على هذه الأطروحة ، وتلطفت برسم معالمها ، وأردفت بتقويم معوجها ، فجزاها الله عني خير الجزاء.

كما أتقدم بشكري الخالص وامتناني العظيم إلى فضيلة الأستاذ الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي الذي أولاني اهتماما بالغا ، فقد لمست فيه روح الأستاذ العالم الذي لا ينفكّ عن توجيه تلميذه بنصائح تثري موضوع البحث وترفع من قيمته ، فجزاه الله عنا كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناته.

وأتقدم بشكري الخالص إلى الأستاذ الدكتور عبد الله الجبوري الذي كان مشرفا على هذه الرسالة مدة عام كامل ، فجزاه الله الخير كله وأحسن إليه في الدارين.

ولا بد لي من إزجاء الشكر خالصا إلى الأستاذ الدكتور محمود جاسم الدّرويش ، الذي أفدت من غزير علمه ، واستهديت بسديد رأيه في سبيل الوصول إلى هذه الحصيلة ، أجزل الله مثوبته وأحسن إليه.

وأتقدم بأصدق الشكر وأخلصه وأزكاه إلى أستاذي الأول والدي الشيخ عبد القادر الطويل ، فقد كانت له في هذا العمل العلمي نظرات ثاقبة قوت سناده ، وأعانني على فتح

٥

مغاليق عبارات اعتاصت عليّ ، وكان كلّما اقتنى أثرا نفيسا أو كلفته به زودني به لأفيد منه في إعداد هذه الأطروحة ، أجزل الله مثوبته ، وأحسن إليه في الدارين.

وأتقدم بخالص شكري وامتناني إلى أشقائي الأعزاء الدكتور علي والدكتور أحمد والأستاذ محمد ، فقد كانوا لي عونا عند الشدائد ، فجزاهم الله عزوجل خير الجزاء.

ولا يفوتني أن أقدم خالص شكري إلى أخي الأستاذ عبد الرحمن ، فقد كان خير عون لي على إنجاز هذا العمل ، وتقوية بنيانه ، والمضي به نحو الكمال ، لم يأل في ذلك جهدا ، فجزاه الله تعالى خير الجزاء.

ولا بد لي من إزجاء الشكر خالصا إلى أساتذتي الأجلاء في كلية الآداب قسم اللغة العربية / الجامعة المستنصرية ، الذين تفقهت بهم ، وأخذت منهم ، وحملت من ينابيع علمهم وحكمتهم وفضلهم ، وإلى إخواني الفضلاء الذين مدوا إليّ يد العون ، وفتحوا لي أبواب مكتباتهم ، وهم كثر ، وأخصّ بالذكر منهم الأستاذ حسن عبد الله بستاني ، والأستاذ إسماعيل علي حمادي ، جزاهم الله عزوجل جميعهم خير الجزاء.

ويبقى في العنق دين لا يردّ بالكلمات وهو ما لاقيت من حسن الضيافة بين أهلي في العراق ، فقد تربيت في أكنافهم وتعلمت على مقاعد درسهم ، وربما قدمت في كثير من الأوقات على أبنائهم ، لا لشيء إلّا لكوني ضيفا عندهم ، أجزل الله مثوبتهم ، أحسن إليهم ، ورفع عن كاهلهم ما أصابهم من حيف الأعداء وظلمهم.

وأخيرا : فهذا جهد بذلته ، وعند الله تعالى ادخرته ، فإن كنت قد أصبت فذاك من فضل الله عزوجل عليّ ، وتوفيقه ، وإن كنت قد أخطأت فحسبي أني بذلت غاية الجهد وليس الكمال إلا لله عزوجل وحده ، ولكتابه الكريم ، وما أحسن ما قاله الإمام المزني ، صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنهما : (لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ أبى الله تعالى أن يكون كتاب صحيحا غير كتابه) نسأل الله أن يثيب على النيّة والجهد ، والحمد لله رب العالمين.

الباحث

٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)

صدق الله العظيم [الأنعام : ١٦٢]

٧

الإهداء

إلى النّبع الطّاهر والقلب الحنون ، والديّ الغاليين

أطال الله عمر هما اللذين لم ينأيا عن رفع أكفهما

بالدّعاء لي والابتهال إلى الله بأن يمنّ عليّ بالتّوفيق

ويكلّل عملي بالسّداد.

وإلى زوجتي العزيزة التي لم تدّخر وسعا في مساندتي،

فقد كانت عونا لي عند الشّدائد.

وإلى الذين آمل من الله تعالى أن يكونوا من حملة راية

الإسلام أبنائي : لميس ، وحسام الدين ، وأسامة.

أهدي ثمرة جهدي

عبد الله

٨

القسم الأوّل

الدّراسة

ابن فضّال المجاشعي وكتابه

النّكت في القرآن الكريم

الفصل الأوّل : ابن فضّال المجاشعي ، حياته وآثاره.

الفصل الثّاني : ابن فضّال المجاشعي والنّحاة.

الفصل الثّالث : توثيق الكتاب ومنهجه ، ومنهج التّحقيق.

٩
١٠

الفصل الأول

ابن فضّال المجاشعي ، حياته وآثاره

المبحث الأوّل : حياته.

المبحث الثّاني : منزلته العلمية وآثاره.

١١
١٢

المبحث الأول

حياته (١)

أولا ـ اسمه ونسبه وكنيته :

هو : أبو الحسن (٢) علي بن فضّال بن علي بن غالب بن جابر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن عيسى بن حسن بن زمعة بن هميم (٣) بن غالب بن صعصعة بن ناجيّة بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع (٤).

عرف ب : (المجاشعي) نسبة إلى مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم (٥).

وعرف ب : (الفرزدقي) نسبة إلى همّام بن غالب (الفرزدق) شاعر العربية المشهور (٦).

وعرف ب : (القيرواني) نسبة إلى مدينة القيروان مسقط رأسه (٧).

__________________

(١) سبقني إلى الكتابة عن المجاشعي الدكتور حنا جميل حداد في مقدمة تحقيقه لكتاب (شرح عيون الإعراب) للمجاشعي ، وهي دراسة موجزة.

(٢) في البداية والنهاية : ١٢ / ١٦٢ أبو علي ، وهو وهم.

(٣) قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء : ١٣ / ٩٠ هكذا وجدته : هميم ، والمعروف (همام) وهو الفرزدق الشاعر.

(٤) ينظر ترجمة المجاشعي في : دمية القصر : ٤٦٧ ، وخريدة القصر : ١ / ٩٧ ، والمنتظم : ٩ / ٣٣ ، ومعجم الأدباء : ١٣ / ٩٦ ، والمنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور : ١ / ٣١٩ ، وذيل تاريخ بغداد : ٥ / ٦٣ ، وإنباه الرواة : ٢ / ٢٩٩ ، وسير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٢٨ ، والبداية والنهاية : ١٢ / ١٦٢ ، والبلغة : ١٦١ ، والنجوم الزاهرة : ٥ / ١٢٤ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩ ، وبغية الوعاة : ٢ / ١٨٣ ، وطبقات المفسرين للسيوطي : ٧٠ ، وكشف الظنون : ٢ / ١٠٢٧ ، و ٢ / ١١٧٤ ، و ٢ / ١١٧٩ ، شذرات الذهب : ١٢ / ١٣٢ ، وإيضاح المكنون : ١ / ٨٥ ، و ١ / ١١٦ ، و ٢ / ٥٠٤ ، و ٢ / ٥٤٤ ، وهدية العارفين : ١ / ٦٩٢ ، و ١ / ٦٩٣ ، ومعجم المؤلفين : ٧ / ١٦٥ ، والأعلام : ٤ / ٣١٩.

(٥) المجاشعي : بضم الميم ، وفتح الجيم ، وكسر الشين المعجمة وفي آخرها العين المهملة. ينظر : الأنساب : ٥ / ١٩٨ ، ولب اللباب في تحرير الأنساب : ٢٣٦ ، ومعجم قبائل العرب : ١ / ٤ ، وتحرفت نسبته إلى (المشاجعي) في البداية والنهاية : ١٢ / ١٦٢.

(٦) ينظر سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٢٨ ، والبلغة : ١٥٥.

(٧) ينظر لسان الميزان : / ٢٤٩ ، وطبقات المفسرين للسيوطي : ٧٠.

١٣

ثانيا ـ ولادته ونشأته وأسرته :

لقد ضنّت علينا موارد ترجمة المجاشعي في تحديد سنة ولادته ، ولكن اتفق معظم من ترجموا له أو ممن عرّفوا به على أن ولادته ونشأته الأولى كانتا في القيروان ، سوى الداوودي والسيوطي وعمر كحالة (١) ، فقد قالوا (ولد بهجر وطوّف الأرض ، وأقرأ ببغداد مدة ...).

وواضح أنّ الداوودي والسيوطي وعمر كحالة قد وهموا في نقلهم عن أهل السير والتّراجم حينما ذكروا أنّ (هجر مسقط رأسه). إذ عدوا مدينة (هجر) (٢) كانت مسقط رأسه.

والحقيقة أن (هجر) فعل بمعنى (ترك) وليست هي المدينة المقصودة (٣).

ومن العجب أن ليس له ترجمة عند من اهتموا في ترجمة الأعلام من أهل افريقية والقيروان ، ولا مع الأندلسيين ممن دخلوها من الغرباء ، ولا في طبقات المالكية ولا غيرها.

والسبب ـ فيما أعتقد ـ أنّ المجاشعي لم يكن مشهورا في تلك الديار لرحيله عنها وهو طالب للعلم ، وإنّما جاءت شهرته بعد نبوغه في المشرق وتصدره للإقراء والتأليف ، ومخالطته فحول علمائها.

كما ضنت علينا موارده ، فلم تعنّا على رسم صورة واضحة المعالم لنشأته في القيروان ، وأساتذته فيها ، والعلوم التي تلقاها عنهم ، غير ما ذكره ابن مكتوم وابن حجر (٤) في سياق حديثهم عن المجاشعي رواية جاء فيها : قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن ابن هبة الله بن محاسب البغدادي (٥) ـ رحمه‌الله ـ قرأت على الأنجب أبي السعادات عن أبي العلاء وجيه ابن هبة الله بن المبارك السّقطي (٦) ، حدثنا أبي (٧) ـ ونقلته من خطه ـ حدثنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن فضّال بن علي بن غالب ، حدثنا أبو محمد مكي بن أبي

__________________

(١) طبقات المفسرين للداوودي : ١ / ٤٢٥ ، وطبقات المفسرين للسيوطي : ٧٠ ، ومعجم المؤلفين : ٧ / ١٦٥.

(٢) هجر : هي ناحية البحرين. معجم البلدان : ٥ / ٤٩٣.

(٣) ينظر مقدمة تحقيق شرح عيون الإعراب : ١٥.

(٤) تلخيص ابن مكتوم : ١ / ١٢٥ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩.

(٥) المعروف بابن النجار (ت ٦٤٣ ه‍) ينظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ : ٤ / ١٤٢٨ ، وسير أعلام النبلاء : ١٥ / ٩٢ ، ومختصر تاريخ ابن الدبيثي : ٧٦ ، وهدية العارفين : ٢ / ١٢٢.

(٦) (ت ٥٦٧ ه‍) / ينظر ترجمته في ميزان الاعتدال : ٤ / ٣٣١ ، ومختصر تاريخ الدبيثي : ٧٦.

(٧) هو أبو البركات هبة الله المبارك بن موسى البغدادي السقطي (ت ٥٠٩ ه‍). ينظر ترجمته في : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : ١ / ١٩٠ ، وسير أعلام النبلاء : ١٩ / ٢٨٢.

١٤

طالب (١) بقرطبة في منزله ... ورفع السند إلى أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : " الصوم جنة من النار" (٢).

وبخلت علينا مرة أخرى فلم تسعفنا بشيء ذي بال عن أسرته التي نشأ في أكنافها سوى ما ذكره في هذا الكتاب من روايته عن أبيه (٣) ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنه من أسرة علمية ملتزمة ، لها مكانة مرموقة بين العلماء.

ثالثا ـ رحلاته :

أجمعت المظان التي ترجمت للمجاشعي أنّه كثير الترحال في البلاد طلبا للعلم وخدمته له ، فقد ذكر القفطي (٤) في ترجمة مطولة له أنه : " هجر مسقط رأسه ، ودوّخ الأرض ذات الطّول والعرض ، مصر وشاما ، وعراقا وعجما ، حتى وصل إلى مدينة المشرق : (غزنة) (٥) فتقدّم بها ، وأنعم عليه أماثلها ، واختاروا عليه التّصانيف ، وشرع في ذلك ، وصنف لكل رئيس منهم ما اقتضاه ، ثم انكفأ راجعا إلى العراق وانخرط في جماعة نظام الملك الحسن بن إسحاق الطوسي الوزير (٦) ، ولم تطل أيامه بعد ذلك حتى ناداه اللطيف الخبير فأجاب".

والواضح من هذا النّص أن المجاشعي ـ رحمه‌الله ـ كان عالما جليل القدر ، قريبا من العامة والخاصة ، طوافا في البلاد لخدمة دينه ولغته.

ويستفاد أيضا منه أنّ الزعامة العلمية التي تبوأتها مصر والشام والعراق ومدينة الشرق (غزنة) هي التي جعلت فؤاد المجاشعي يهوي إلى هذه البلاد ، ويختلف إلى علمائها وفقهائها وقرائها كأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيره.

__________________

(١) (ت ٤٣٧ ه‍). ينظر ترجمته في البداية النهاية : ٢ / ٣٠٩.

(٢) ينظر المعجم الأوسط : ١ / ٢١ ، وكنز العمال : ٨ / ٤٥٤.

(٣) النكت : ٢٥٥ ، و ٢٩٤ ، و ٣٨٠ ، و ٤٠٩ ، و ٥٤٨ ، و ٥٧٨.

(٤) إنباه الرواة : ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠١.

(٥) غزنة ، ضبطها ياقوت في معجم البلدان : ٤ / ٢٠١ : (بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون ، هكذا يتلفظ بها العامة ، والصحيح عند العلماء غزين) ، ثم قال : (وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان ، وهي الحد بين خراسان والهند وقد نسب إلى هذه المدينة من لا يعد ولا يحصى من العلماء).

(٦) الوزير المشهور في الشرق والغرب ، صاحب المدارس والخيرات من المساجد والرابطات (ت ٤٨٥ ه‍). ينظر ترجمته في : الأنساب : ٥ / ٥٩٩.

١٥

وذكر الباخرزي لقبا مهما للمجاشعي في دمية القصر (١) هو (شاعر الحرمين) ، كما ذكر أنه قصد الحضرة النظامية من مكة ، سنة ثلاث وستين وأربعمئة.

وكانت إحدى محطاته العلمية أيضا (نيسابور) ، فقد ذكر تلميذه عبد الغافر الفارسي (٢) أنه" ورد نيسابور في سني نيف وستين وأربعمئة (٣) ، وعاد إلى نيسابور سنة سبعين وأربعمائة" (٤). أي أن المجاشعي دخلها مرتين ، مرة في الذهاب ومرة في العودة.

في المرتين اللتين دخلهما تتلمذ على يديه عدد من طلبة العلم ، وهذا ما أكده تلميذه عبد الغافر في معرض حديثه عن الإمام أبي المعالي الجويني (٥) ، قال (٦) : " ولقد سمعت الشيخ أبا الحسن علي بن فضّال بن علي المجاشعي النّحوي القادم علينا سنة تسع وستين وأربعمائة ، يقول : وقد قبله الإمام ، وقابله بالإكرام وأخذ في قراءة النّحو عليه والتلمذة له ، بعد أن كان إمام الأئمة في وقته ، وكان يحمله كل يوم إلى داره ويقرأ عليه كتاب (إكسير الذهب في صناعة الأدب) ـ من تصنيفه ـ فكان يحكي يوما ويقول : ما رأيت عاشقا للعلم ـ أي نوع كان ـ مثل هذا الإمام ، فإنّه يطلب العلم للعلم".

وفي رواية أخرى غريبة تتنافى ومكانة العالمين الجليلين (الجوينيّ والمجاشعيّ) أوردها القفطي (٧) ، قال : " لما دخل أبو الحسن علي بن فضّال النّحوي نيسابور اقترح عليه الأستاذ أبو المعالي الجويني أن يصنف باسمه كتابا في النّحو ، فصنفه وسماه (الإكسير) ووعده بأن يدفع إليه ألف دينار ، فلمّا صنفه وفرغ منه ابتدأ بقراءته عليه ، فلمّا فرغ من القراءة انتظر أياما أن يدفع إليه

__________________

(١) بنظر دمية القصر : ١٧٤.

(٢) هو أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي (ت ٥٢٩ ه‍). ينظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٤٩ ، وشذرات الذهب : ٤ / ٩٣.

(٣) وفي رواية لعبد الغافر الفارسي في طبقات الشافعية : ٥ / ١٧٩ يقول : " ولقد سمعت الشيخ أبا الحسن علي ابن فضّال المجاشعي النحوي القادم علينا سنة تسع وستين وأربعمائة".

(٤) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور : ١ / ٣١٩ ، و ١ / ٤٣٢.

(٥) هو عبد الملك بن يوسف أبو المعالي الجويني الفقيه الشافعي ، المعروف بإمام الحرمين ، ولد بجوين من قرى نيسابور ، وتفقه على والده وسمع بالبلاد ، وحج وجاور ، ثم عاد إلى نيسابور ، ودرس بها ثلاثين سنة ، وصنف في الكلام كتبا كثيرة (ت ٤٧٨ ه‍). ينظر ترجمته في : طبقات الشافعية : ٥ / ١٧٤.

(٦) طبقات الشافعية : ٥١٧٩.

(٧) إنباه الرواة : ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ ، وينظر سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٢٨.

١٦

ما وعده أو بعضه ، فلم يدفع إليه شيئا ، فأنفذ إليه يقول : إن لم تف بما وعدت ، وإلّا هجوتك ، فأنفذ الأستاذ إليه رسالة على يد رسول كتب فيها : (عرضي فداك). ولم يدفع إليه حبة واحدة".

وإنّي أرى في هذه الرواية غرابة من وجهين :

أحدهما : ما لمكانة الرجلين من منزلة عظيمة بين العلماء ، فالجويني عرف بإمام الحرمين ، والمجاشعي شيخ النّحو في زمانه.

والآخر : أن المجاشعي ـ رحمه‌الله ـ قد شهد بكرم هذا العالم في هذه المسألة حصرا ـ كما سبق ـ ووصفه بأوصاف جليلة.

وفي سنة سبعين وأربعمائة حينما دخل المجاشعي نيسابور مرة أخرى ، تتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم ، نذكر مثلا على هذا ما أورده تلميذه عبد الغافر في سياق ترجمته لأبي محمد البكري (١) ، قال (٢) : " وحضر معنا مجلس الاستفادة من الإمام أبي الحسن علي بن فضّال المجاشعي النحوي القادم إلينا سنة سبعين وأربعمئة ، وسمع من تصانيفه (نكت القرآن) (٣) وانتسخها ثم توفي".

وفي محطات ترحاله الأخيرة يقول عبد الغافر : " ثم ارتحل وعاد إلى بغداد وأقام بها مستوطنا إلى أن جاءنا نعيه ، ولم يخلف في وقته مثله ، أجازني بجميع مسموعاته ، ومجموعاته وتصانيفه".

تذكر المصادر أنّه لمّا عاد إلى بغداد صحب نظام الملك ، وانخرط في سلك الخدمة النّظامية مع أفاضل الأفاق ، فدرس النّحو واللغة والأدب (٤) ، وتخرج على يديه العديد من طلبة العلم أمثال : الحريري صاحب المقامات (٥) ، وأبي العلاء الإسحاقي (٦).

__________________

(١) هو : عبد الله بن عمر بن الحسين الشريف البكري (ت ٤٧٢ ه‍). ينظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء : ١٩ / ١٥٢.

(٢) المنتخب من كتاب السياق : ١ / ٣١٩.

(٣) اتفق جميع من ذكر مؤلفات المجاشعي على أن اسم الكتاب هو : (النكت في القرآن) ، وربما جاء هنا بهذه الصيغة للاختصار.

(٤) ينظر إنباه الرواة : ٢ / ٢٩٩ ، وجريدة القصر : ١ / ٩٧ ، وطبقات المفسرين للداوودي : ١ / ٤٢٥ ، وطبقات المفسرين للسيوطي : ٧٠ ، وبغية الوعاة : ٢ / ١٤٠ ، ومعجم المؤلفين : ٧ / ١٦٥.

(٥) هو أبو محمد القاسم بن محمد بن عثمان البصري ، صاحب المقامات (ت ٥١٦). ينظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء : ١٩ / ٤٦١.

(٦) هو صاعد بن يسار بن محمد بن عبد الله المحدث الحافظ (ت ٥٢٠ ه‍). ينظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء : ١٩ / ٥٩٠.

١٧

وروى الصفدي (١) أن ابن ناقياء (٢) دخل دار العلم ببغداد ، فوجد ابن فضّال يدرس النحو فقال : (وكان يوما باردا).

اليوم يوم قارس بارد

كأنّه نحو ابن فضّال

لا تقربوا النّحو ولا شعره

فيعتري الفالج في الحال

وأظن هذا من باب الملاطفة بين العلماء.

ذكر ياقوت في معجم الأدباء (٣) بعد أن ذكر قصة المجاشعي مع الجويني : " بلغني أنه عقيب ذلك ورد بغداد ، وأقام بها ولم يتكلم بعد بالنّحو وصنف كتابه في التاريخ". ورأيه هذا جاء مخالفا لما أوردته المصادر التي ترجمت للمجاشعي ، والذي ذكرناه دليل على تكلمه في النّحو ولا سيما في المدرسة النظامية.

ومهما يكن من أمر فانّ الرّجل برع في العلوم ، ومهر في الفضائل ، ألف ودرس سنين ، وانتفع به خلق كثير.

رابعا ـ شيوخه :

لقد أهمل أهل السير والتراجم من أهل المغرب ذكر المجاشعي فلم يشيروا إليه في تصانيفهم ، فكأنّما رحيله عن المغرب قد قطع الصلة بينهم فعدّوه غريبا عنهم. فلم نجد فيما وقفنا عليه من أخبار الرجل ذكرا لأساتذته الأول وأشياخه الذين تتلمذ عليهم في بلاده ، إلّا النزر اليسير ، وسأذكر من استطعت الوقوف عليه منهم وفقا لترتيب وفياتهم :

أولا ـ علي بن إبراهيم بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوي الحوفي (ت ٤٣٠ ه‍) (٤).

ثانيا ـ مكي بن أبي طالب القيسي المقرئ ، أبو محمد (ت ٤٣٧ ه‍) (٥).

ثالثا ـ عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي ، أبو محمد (٤٤٨ ه‍) (٦).

__________________

(١) الوافي بالوفيات : ٤ / ١١٥.

(٢) هو أبو القاسم عبد الله ، وقيل : عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن ناقياء ، الشاعر. (ت ٤٨٥ ه‍). ينظر ترجمته في سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٤٦٣.

(٣) معجم الأدباء : ١٣ / ٩٦.

(٤) أسند المجاشعي عن الحوفي الرواية في أربعة مواضع في النكت : ١٦ ، و ٧٠ ، و ٧١ ، و ٤٢٦ ، وينظر ترجمته في : إنباه الرواة : ٢ / ٢١٩.

(٥) ذكر المجاشعي روايتين عن مكي في النكت : ٣٨ ، و ٩٥ ، وينظر مقدمة تحقيق شرح عيون الإعراب : ١٦ ، وتلخيص ابن مكتوم : ١ / ١٢٥ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩ ، وترجمته في غاية النهاية : ٢ / ٣٠٩ ـ ٣٠١.

(٦) روى عنه المجاشعي في موضع واحد من كتاب النكت : ٤٧٩ ، وينظر ترجمته في : فهرسة ابن عطية : ٦٩.

١٨

رابعا ـ والده فضّال بن علي بن غالب المجاشعي (١). لم نقف على وفاته.

خامسا ـ تلاميذه :

كانت مجالس المجاشعي وحلقاته الدراسية عامرة بعدد كبير من طلبة العلم والعلماء ، فتخرج عليه كثير من حملة العلم ، فكانت لهم ـ فيما بعد ـ حلقات دراسية في مختلف علوم ذلك العصر ، وأشهر تلاميذه هم :

١ ـ شجاع بن فارس الشهرزوري ، أبو غالب (ت ٤٦٠ ه‍) (٢).

٢ ـ عبد الله بن عمر بن الحسين الشريف البكري ، أبو محمد ، (ت ٤٧٣ ه‍) (٣).

٣ ـ عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي البغدادي ، أبو منصور (ت ٤٧٨ ه‍) (٤).

٤ ـ عبد الملك بن يوسف أبو المعالي الجويني ، إمام الحرمين ، (ت ٤٧٨ ه‍) (٥).

٥ ـ المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري ، أبو الحسين ، (ت ٥٠٠ ه‍) (٦).

٦ ـ هبة الله بن المبارك بن موسى البغدادي السقطي ، (ت ٥٠٩ ه‍) (٧).

٧ ـ محمد بن أحمد بن جوامرد الشيرازي النحوي ، (ت ٥١١ ه‍) (٨).

٨ ـ سالم بن محمد بن منصور العمراني ، أبو منصور ، (ت ٥١٣ ه‍) (٩).

٩ ـ القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري (صاحب المقامات) ، (ت ٥١٦ ه‍) (١٠).

١٠ ـ صاعد بن يسار بن محمد الإسحاقي ، أبو العلاء ، (ت ٥٢٠ ه‍) (١١).

١١ ـ عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الذهلي الشيباني ، (ت ٥٢٢ ه‍) (١٢).

__________________

(١) ذكر المجاشعي ست روايات عن أبيه في كتاب النكت : ٢٥٥ ، و ٢٩٤ ، و ٣٨٠ ، و ٤٠٩ ، و ٥٤٨ ، و ٥٧٨.

(٢) لسان الميزان : ٤ / ٢٤٩. وينظر ترجمته في : إكمال الإكمال : ٣ / ٢٣٧.

(٣) المنتخب من كتاب السياق : ١ / ٣١٩.

(٤) تلخيص ابن مكتوم : ١٤٨. وينظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء : ١٩ / ١٥٢.

(٥) إنباه الرواة : ٢ / ٣٠٠ ، وطبقات الشافعية : ٥ / ١٧٩.

(٦) تلخيص ابن مكتوم : ١٤٨ ، وميزان الاعتدال : ٣ / ٤٣١.

(٧) لسان الميزان : ٤ / ٢٤٩ ، وينظر ترجمته في شذرات الذهب : ٤ / ٢٦.

(٨) تلخيص ابن مكتوم : ١٤٨ ، وينظر ترجمته في : معجم السفر : ١ / ٣٦٠.

(٩) بغية الطلب في تاريخ حلب : ٥ / ٢٢٦٩ ، وينظر ترجمته في : الأنساب : ٤ / ٤٣٧.

(١٠) سير أعلام النبلاء : ١٩ / ٤٦١ ، وطبقات الشافعية : ٧ / ٢٦٧.

(١١) الأنساب : ١ / ١٣٥ ، وتذكرة الحفاظ : ٤ / ١٢٧ ، وسير أعلام النبلاء : ١٩ / ٥٩٠.

(١٢) ذيل تاريخ بغداد : ٥ / ٦٣.

١٩

١٢ ـ عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ، (ت ٥٢٥ ه‍) (١).

١٣ ـ ابن الشجري ، هبة الله بن علي الحسيني البغدادي ، (ت ٥٤٢ ه‍) (٢).

سادسا ـ وفاته :

ذكرت جلّ المصادر التي ترجمت للمجاشعي أنه توفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين (٣) من شهر ربيع الأول ، سنة تسع وسبعين وأربعمئة ، ودفن في باب أبرز في بغداد (٤). إلّا أنّ ابن تغري بردى ذهب إلى أن وفاته كانت في مدينة غزنة (٥). وهذا وهم واضح من أمرين :

أحدهما : إن تلامذة المجاشعي هم أقرب الناس إليه ، وألصقهم به ، وأعرفهم بسيرته ، ومن هؤلاء التلاميذ النابهين البارعين الحذاق عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، إذ أكد وفاته في بغداد بعد أن ترك نيسابور ، قال (٦) : " ... ثم ارتحل وعاد إلى بغداد ، وأقام بها مدة مستوطنا ، إلى أن جاءنا نعيه ...".

الآخر : ذكرت مظان ترجمة الرجل الأخرى أن وفاته كانت في بغداد ، بلا خلاف.

__________________

(١) المنتخب من كتاب السياق : ١ / ٥٤٢ ، وشذرات الذهب : ٤ / ٩٣ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩.

(٢) سير أعلام النبلاء : ٢٠ / ١٩٤.

(٣) في معجم الأدباء : ٣ / ٩٧ ، ثاني عشر.

(٤) ينظر مثلا : جريدة القصر : ١ / ٩٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٢٩ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩.

أبرز : محلة ببغداد ، بها قبور جماعة من الأئمة ، منهم : أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآباذي الفقيه الإمام. ينظر معجم البلدان : ١ / ٥١٨.

(٥) النجوم الزاهرة : ٥ / ١٢٤.

(٦) المنتخب من كتاب السياق : ١ / ٤٣٢.

٢٠