الوجوه والنظائر - المقدمة

الوجوه والنظائر - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة لجنة إحياء التراث الإسلامى

نحمد الله الشاكرين ، ونصلى ونسلم على أشرف الخلق أجمعين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد.

فإن هذا الكتاب الذى نقدمه لقراء العربية ، من كتب «المشترك اللفظى» فى القرآن الكريم. وظاهرة «المشترك اللفظى» من الظواهر اللغوية ، التى تشيع فى كثير من ألفاظ اللغة. ويكفى أن نذكر مثالا على ذلك كلمة : «قثّ» ، التى تعنى فى قولنا مثلا : «قصّ الخيّاط الثوب» شيئا يختلف عما تعنيه ، فى مثل : «قصّ فلان علينا قصّة» ، أو فى مثل : «قص البدوىّ الأثر» بمعنى : تتبعه.

وقد جاءت على هذا النمط مجموعة من الألفاظ فى القرآن الكريم ؛ فمن ذلك كلمة : «أمة» التى تعنى : الصنف والجماعة من الناس ؛ فى مثل قوله تعالى : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ، فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) أى كانوا صنفا واحدا فى الضلال. كما تعنى : الحين ، أو المدة ، فى مثل قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) أى بعد حين. وتطلق «الأمة» فى القرآن الكريم كذلك على : الإمام والربانى ؛ كقوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً ، وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) أى إماما يقتدى به الناس.

ولم يفت علماء العربية ، منذ أقدم عصور التدوين فيها ، أن يؤلفوا فى هذه الظاهرة مؤلفات ، كانت تحمل فى معظمها عنوان : «الاشتباه والنظائر» أو «الوجوه والنظائر».

ومن بين الكتب المطبوعة فى هذا الموضوع : الأشباه والنظائر فى القرآن الكريم ، لمقاتل بن سليمان البلخى (المتوفى سنة ١٥٠ ه‍) ، والتصاريف : تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه ، ليحيى بن سلام (المتوفى سنة ٢٠٠ ه‍) ، وتحصيل نظائر القرآن ، للحكيم الترمذى (المتوفى بعد سنة ٣١٨ ه‍) ، والأشباه والنظائر فى الألفاظ القرآنية التى ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها ، للثعالبى (المتوفى سنة ٤٢٩ ه‍) ، والوجوه والنظائر ، لأبى عبد الله الحسين بن محمد الدامغانى (المتوفى فى سنة ٤٧٨ ه‍) وقرة العيون النواظر فى الوجوه والنظائر فى القرآن الكريم ، لابن الجوزى (المتوفى سنة ٥٩٧ ه‍) ، وبصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز ، للفيروزآباديّ (المتوفى سنة ٨١٧ ه‍) ، وكشف السرائر فى معنى الوجوه والأشباه والنظائر ، لابن العماد (المتوفى سنة ٨٨٧ ه‍).

٣

أما كتاب «الدامغانى» الذى نقدم له اليوم ، فقد نشر من قبل فى بيروت سنة ١٩٧٧ م ، بعنوان : «قاموس القرآن ، أو إصلاح الوجوه والنظائر فى القرآن الكريم» وفى هذه النشرة عيوب كثيرة ، منها ـ إلى جانب تغيير عنوان الكتاب ، أنه أعتمد على مخطوطة واحدة فقط ، من بين مخطوطات الكتاب الكثيرة ، وغيّر نص الكتاب عن عمد فأكمل الآيات القرآنية ، وجرّد الكلمات المذكورة عند الدامغانى تحت حرف الألف ، من الحروف الزوائد ، ثم فرقها بعد ذلك على الأبواب بحسب أصولها ، وحذف ما كرّره المؤلف مدّعيا أن الدامغانى ترك كتابه بلا تنقيح أو تدقيق.

وكل هذه الأمور لا يقرها المنهج العلمى فى تحقيق النصوص ؛ فلا يصح للمحقق أن يغيّر شيئا من عبارات المؤلف ، أو ترتيبه لكتابه بحال من الأحوال. ومجال التنبيه على اختلاف وجهات النظر بين المحقق والمؤلف ، هو المقدمة التى يكتبها المحقق للكتاب ، والهوامش التى ينثرها تحت النص هنا وهناك.

وقد استدرك الأستاذ محمد أبو العزم الزفيتى هذا الخلل الخطير ، فأخذ على عاتقه تحقيق الكتاب من جديد ، واعتمد فى هذا التحقيق على ست نسخ مخطوطة ، كلها فى مصر ، موزعة بين دار الكتب المصرية ، والمكتبة الأزهرية ، وقابل بينهما وأثبت الصواب فى المتن ، وأشار فى الحواشى إلى فروق النسخ ، كما خرّج نصىّ الكتاب ، ووقف عند مشكلاته ، وقدّم له ، وصنع له الفهارس النافعة المفيدة.

واللجنة حين تقدم للعالم الإسلامى هذه الطبعة الكاملة المحققة من كتاب : «الوجوه والنظائر» للدامغانى ، لترجو أن ينتفع بها العلماء فى مشارق الأرض ومغاربها ، وأن يوفق الله سبحانه وتعالى أعضاءها لنشر كل نافع مفيد من تراث هذه الأمة الإسلامية المجيدة.

والله هو الموفق للصواب.

مقرر اللجنة

أ. د. رمضان عبد التواب

رئيس اللجنة

أ. عبد المنعم محمد عمر

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدّمة المحقّق

القرآن الكريم هو الكتاب الذى أحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيم خبير. وهو الكتاب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

فالقرآن وهو الدّعامة الأولى للإسلام قد تعهّده المسلمون منذ نزوله بالحفظ والإتقان ، والتّدبّر والتّعقّل ؛ وصولا لما فيه من المعرفة والخير ، وسعادة الإنسان فى الدّنيا والآخرة.

والقرآن هو كتاب الله أنزله على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ ليكون حجّته فى الأرض على عباده ؛ وهو المعجزة الدّالّة على صدق محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى دعوته ، أعجز به الجنّ والإنس ، قال تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(١).

وقد تكفّل الله بحفظه إلى يوم الدّين ، فقال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٢) ، ويسّره على النّاس حفظا وتلاوة ؛ فقال تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)(٣) ، وحماه من الخلاف والتّناقض ؛ فقال تعالى : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(٤).

__________________

(١) سورة الإسراء / ٨٨

(٢) سورة الحجر / ٩.

(٣) سورة القمر / ٢٢.

(٤) سورة النساء / ٨٢.

٥

والقرآن الكريم يلقى أضواء على حياة الإنسان فى مختلف جوانبها ، وينظّم العلاقات العامّة والخاصّة بين الأفراد والجماعات ، وبين الناس وخالق النّاس ؛ فكان لهذا كلّه موضع عناية المسلمين منذ نزل على قلب النّبىّ الأمين ـ بالحفظ والإتقان ، والتدبّر والتعقّل ؛ فحفظه من الصّحابة فى عهد الرّسول الكريم جماعة ؛ فنقشوه على الحجارة ، وكتبوه على الجلود واللّخاف والعسب (١) ، وعارضه جبريل مع النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مرّتين فى السّنة الأخيرة قبل أن يلحق بالرّفيق الأعلى ، وجمعه الصّحابة فى عهد أبى بكر الصّدّيق ، وكتبوه فى عصر عثمان بخطّ يعرف لدى المسلمين بخطّ المصحف العثمانىّ ـ وكان على رأس الحفّاظ الخلفاء الأربعة ؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلىّ ـ رضى الله عنهم ـ وكان من أقرأ الصّحابة للقرآن الكريم بعد الرّسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زيد بن ثابت. وكان عبد الله بن مسعود حبر الأمّة وعالمها يلقّب بترجمان القرآن.

ومع ما كان عليه هؤلاء الصّحابة من الحفظ والإتقان ، وما كانوا يتمتّعون به من بصيرة نافذة فى إدراك معانيه ، وفهم أساليبه ـ كانوا شديدى التّحرّز من الإسراع بالفتوى ، أو تفسير شىء من القرآن الكريم.

فهذا عمر بن الخطّاب ـ رضى الله عنه ـ حينما قرأ قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا)(٢) على المنبر ، قال : هذه الفاكهة قد عرفناها .. فما الأبّ؟

بل إنّ عبد الله بن عبّاس ـ الذى لا يكاد يخلو مصنّف من كتب الأمّهات والموسوعات فى تفسير القرآن الكريم من فيض علمه ـ يقول : كنت لا أدرى ما (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٣) حتّى أتانى أعرابيّان يختصمان فى بئر ، فقال أحدهما : «أنا فطرتها». ـ فعلمها عبد الله بن عباس.

__________________

(١) اللخاف : حجارة بيض عريضة رقاق ، واحدتها : لخفة. والعسيب : جريد النخل إذا نحّى عنه خوصه : (اللسان ـ مادة : لخف ، عسب).

(٢) سورة عبس / ٣١.

(٣) سورة الأنعام / ١٤.

٦

وكان لا يدرى أيضا معنى قوله تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ)(١) حتى سمع بنت ذى يزن تقول لزوجها : «تعال أفاتحك» : أى أحاكمك.

ويحكى عكرمة عن ابن عباس ، أنه قال : «كلّ القرآن أعلمه إلّا أربعا : (غِسْلِينٍ)(٢) ، و (حَناناً)(٣) ؛ و (أَوَّاهٌ)(٤) ؛ و (الرَّقِيمِ)(٥)» ، وهذا قليل من كثير.

* * *

ومضى العصر الأوّل ... وتلاه عصر آخر ؛ عصر تقعيد القواعد ، واستنباط الأحكام الشّرعيّة ؛ وظهرت للعرب ثقافات جديدة ، ومفاهيم حديثة للحياة الجديدة فى الإسلام والمسلمين ، بعد أن فتح الله عليهم الأمصار والأقطار من قرطبة فى أقصى المغرب إلى سمرقند فى أقصى المشرق ؛ فانفسحت الآفاق أمام العقليّة العربيّة ؛ فنبغوا فى كثير من العلوم والفنون ، وفى مقدّمتها العلوم الإسلامية ؛ وأشهرها علوم : الحديث والتفسير ، وعلوم البيان والبديع ، والفقه وأصوله ، وكلّها علوم تدور فى فلك القرآن ، وتنضح من معينه.

وكما أشرنا سابقا بأنّ الصّحابة قد اهتمّوا بالقرآن الكريم اهتماما يلائم مكانة القرآن ، فإنّ من أتى بعدهم لم يقصر فى هذا الشّأو ؛ فيقول العلّامة ابن خلدون فى مقدّمته المشهورة :

«وأمّا التفسير فاعلم أنّ القرآن نزل بلغة العرب ، وعلى أساليب بلاغتهم ، فكانوا كلّهم يفهمونه ، ويعلمون معانيه فى مفرداته وتراكيبه ، وكان ينزل جملا جملا ، وآيات آيات ؛ لبيان التوحيد والفروض الدّينيّة بحسب الوقائع ؛ ومنها ما هو فى العقائد الإيمانيّة ؛

__________________

(١) سورة الأعراف / ٨٩.

(٢) سورة الحاقة / ٣٦.

(٣) سورة مريم / ١٣.

(٤) سورة هود / ٧٥.

(٥) سورة الكهف / ٩.

٧

ومنها ما هو فى أحكام الجوارح ؛ ومنها ما يتقدّم ، ومنها ما يتأخّر ويكون ناسخا له ـ وكان النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يبيّن المجمل ، ويميّز الناسخ من المنسوخ ، ويعرّفه أصحابه فعرفوه ، وعرفوا سبب نزول الآيات ، ومقتضى الحال منها منقولا عنه.

ونقل ذلك عن الصّحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وتداول ذلك التابعون من بعدهم ، ونقل ذلك عنهم ؛ ولم يزل ذلك متناقلا بين الصّدر الأوّل والسّلف ، حتّى صارت المعارف علوما ، ودوّنت الكتب ونقلت الآثار فيه عن الصّحابة والتابعين ، وانتهى ذلك إلى الطبرىّ والواقدىّ والثعلبى ، وأمثال هؤلاء من المفسّرين ، فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار .. ثم صار التفسير على صنفين : صنف نقلىّ ـ مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف ؛ وهى معرفة الناسخ والمنسوخ ، وأسباب النّزول ، ومقاصد الآى ، وكلّ ذلك لا يعرف إلّا بالنّقل عن الصّحابة والتابعين.

والصّنف الآخر من التفسير وهو : ما يرجع إلى اللّسان فى معرفة اللّغة والإعراب ، والبلاغة فى تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب ؛ وهذا الصّنف من التفسير قلّ أن ينفرد عن الأوّل ؛ إذ الأوّل (أى التفسير النقلى) هو المقصود بالذّات ، بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة ... ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفنّ من التفاسير كتاب الكشّاف للزمخشرىّ من أهل خوارزم العراق» (١).

والمهتمون بالدّراسات الإسلاميّة يلاحظون فعلا مدى تباين هدف العلماء من تفسير القرآن الكريم ؛ فبعضهم يعظم اهتمامه بالناحية اللّغويّة ؛ وبعضهم تشتدّ عنايته بالأحكام الشّرعيّة ؛ وفريق ثالث يميل إلى جمع الأقوال حسبما يتيسّر له من طرق الإسناد ، وهذا المنهج يعرف باسم التفسير بالمأثور.

بينما نرى جماعة من العلماء يهتمّون بالألفاظ القرآنيّة الغريبة التى وردت فى القرآن الكريم ويندر استعمالها بين المتحدّثين بلغة الضّاد.

__________________

(١) انظر (مقدمة ابن خلدون ٥٥٣ ـ ٥٥٤).

٨

وهذا ما يعرف باسم غريب القرآن ؛ ومنه ما يكون الاهتمام فيه متّجها إلى الكلمة الواحدة ومدلولاتها ومعانيها ؛ وهو ما يسمّى بعلم الوجوه والنظائر.

ويعدّ هذا العلم من العلوم التى كانت نواة للمعاجم العربيّة الكبيرة فيما بعد ؛ فقد اتّجه العلماء منذ القرن الأوّل للهجرة إلى جمع هذا الفنّ «علم الوجوه والنظائر» ـ : أى علم اللّفظ الواحد المتعدّد المعنى ؛ فألّف فيه نخبة ممتازة من روّاد الثقافة نذكر بعضا منهم على سبيل المثال (١) :

١ ـ أبو الحسن البلخىّ ؛ مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدىّ الخراسانى ، المتوفّى سنة ١٥٠ هجريّة ؛ صنّف كتاب «وجوه القرآن» (٢).

٢ ـ أبو على الحسين بن واقد القرشىّ المروزىّ القاضى ، المتوفّى سنة ١٥٩ هجرية ، ويقال سنة ١٥٧ هجرية ، ألّف كتاب «وجوه القرآن» (٣).

٣ ـ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد بن هارون النقاش الموصلى ، المولود سنة ٢٦٦ هجرية ، والمتوفّى سنة ٣٥١ هجرية.

٤ ـ أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب ، أبو الحسين اللغويّ ، صاحب المجمل ، ومقاييس اللغة ، والصاحبى فى فقه اللغة ، وغيرها ، والمتوفّى سنة ٣٩٥ هجرية ، ألّف كتاب : «الأفراد» (٤).

__________________

(١) انظر (مفتاح السعادة ٢ : ٤١٥) و (كشف الظنون ١٠٦٧ ، ٢٠٠١) و (إيضاح المكنون ١ : ٣١٠) و (الإتقان للسيوطى ١ : ١٧٤) و (البرهان للزركشى ١ : ١٠٢).

(٢) توجد نسخة مصورة بجامعة الدول العربية ، رقم ٢٨٩ تفسير ، كما نشره الدكتور عبد الله شحاتة.

(٣) (طبقات المفسرين للداودى ١ : ١٦٠) ، وانظر ترجمته فى (خلاصة تذهيب الكمال : ٧٢) و (شذرات الذهب ١ : ٢٤١) و (العبر ١ : ٢٢٦) و (مرآة الجنان ١ : ٣٣٤) و (ميزان الاعتدال ١ : ٥٤٩) و (النجوم الزاهرة ٢ : ٣١).

(٤) (البرهان للزركشى ١ : ١٠٢) وانظر (طبقات المفسرين للسيوطى : ٥) و (طبقات المفسرين للداودى ١ : ٥٩ ـ ٦١) وترجمته فى (إنباه الرواة ١ : ٩٢) و (الديباج المذهب ٣٦) و (شذرات الذهب ٣ : ١٣٢) و (طبقات النحاة لابن قاضى شهبة ١ : ٢٣٠) و (معجم الأدباء ٢ : ٦) و (الفهرست لابن النديم : ٨٠) و (مفتاح السعادة ١ : ١٠٩) و (النجوم الزاهرة ٤ : ١١٢) و (نزهة الألباء : ٣٢٠) و (وفيات الأعيان ١ : ١٠٠) و (يتيمة الدهر ٣ : ٤٠٠) وفى حواشى (إنباه الرواة) مراجع أخرى لترجمة أحمد بن فارس.

٩

٥ ـ أبو العباس أحمد بن على بن أحمد بن محمد بن عبد الله الرّبعىّ الباغانى المقرئ ، والمتوفى سنة ٤٠١ هجرية ، ألّف كتاب «توجيه القرآن» (١) ؛ وهو ممّا رواه بسند مشايخه عن عبد الله بن عباس.

٦ ـ إسماعيل بن أحمد بن عبد الله ، أبو عبد الرحمن الحيرى النّيسابورىّ الضّرير ، المولود سنة ٣٦١ هجرية ؛ والمتوفّى سنة ٤٣٠ هجرية ؛ صنّف كتاب «وجوه القرآن» (٢).

٧ ـ الإمام الثعلبى ، ألّف كتاب «الأشباه والنظائر» (٣).

٨ ـ الحسن بن البناء المقرئ الحنبلى ، المتوفّى سنة ٤٧١ هجرية.

٩ ـ أبو الحسن على بن عبد الله بن نصر الزاغوني الحنبلى البغدادى ، المتوفّى سنة ٥٢٧ هجرية (٤).

١٠ ـ أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن على بن الجوزى صاحب كتاب «المنتظم فى التاريخ» ، المتوفّى سنة ٥٩٧ هجرية (٥) ، ألّف كتاب : «قرة العيون النواظر فى الوجوه والنظائر فى القرآن الكريم».

__________________

(١) انظر (طبقات المفسرين للداودى ١ : ٥٣) وترجمته فى (ترتيب المدارك ٤ : ٦٨٠) و (الديباج المذهب : ٣٨) و (الصلة ١ : ٨٧). و «توجيه القرآن» توجد منه نسخ خطية بدار الكتب ، والمكتبة الأزهرية ، وتحت الطبع بتحقيقنا.

(٢) له ترجمة فى (طبقات المفسرين للسيوطى : ٧) و (طبقات المفسرين للداودى ١ : ١٠٤) و (تاريخ بغداد ٦ : ٣١٣) و (شذرات الذهب ٣ : ٢٤٥) و (طبقات الشافعية للسبكى ٤ : ٢٦٥) و (العبر ٣ : ١٧١) و (معجم الأدباء ٢ : ٥٦). وكتابه وهو «وجوه القرآن» يوجد منه ميكروفيلم بجامعة الدول العربية رقم ٢٨٨ تفسير عن المتحف البريطانى.

(٣) هذا الكتاب مصور (ميكروفيلم) بجامعة الدول العربية (رقم : ١٠ تفسير).

(٤) انظر ترجمته فى (شذرات الذهب ٤ : ٨٠).

(٥) انظر ترجمته فى (طبقات المفسرين للسيوطى : ١٧) و (طبقات المفسرين للداودى ١ : ٢٧٠ ـ ٢٧٤) و (البداية والنهاية ١٣ : ٢٨) و (تذكرة الحفاظ ٤ : ١٣٤٢) و (الذيل على طبقات الحنابلة ١ : ٣٩٩) و (شذرات الذهب ٤ : ٣٢٩) و (العبر ٤ : ٢٩٧) و (مرآة الجنان ٣ : ٤٨٩) و (مفتاح السعادة ١ : ٢٥٤) و (النجوم الزاهرة ٦ : ١٧٤) و (وفيات الأعيان ٢ : ٣٢١). وكتابه هذا مصور (ميكروفيلم ـ بجامعة الدول العربية ، رقم ٢٦٦ تفسير) وحققه : محمد السيد الصفطاوى ، وفؤاد عبد المنعم أحمد ـ الإسكندرية ١٩٧٩ م

١٠

١١ ـ محمد بن عبد الصّمد المصرىّ (١).

وقد نسب العلماء كتابا فى «الوجوه والنظائر» إلى عكرمة عن ابن عباس ، كما نسبوا كتابا آخر فى هذا الفنّ إلى علىّ بن أبى طلحة عن ابن عباس.

١٢ ـ أبو عبد الله الدّامغانىّ : مؤلّف هذا الكتاب : «الوجوه والنظائر»

وقد اختلفت المصادر فى ترجمته ؛ فتقتصر بعضها على «ابن الدّامغانى» (٢) ، وتروى أخرى أنّه : «أبو عبد الله الحسين بن الدّامغانىّ» (٣).

ويقول ابن الجوزىّ والزبيدىّ : إنّه «أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى» (٤). ويذكر إسماعيل البغدادى ، وعمر رضا كحالة أنّه : «أبو عبد الله الحسين ابن محمد بن إبراهيم الدّامغانى» (٥).

ويحكى كارل بروكلمان (٦) والزركلى (٧) أنّه : «أبو عبد الله الدّامغانى محمد بن على بن محمد بن حسين بن عبد الملك ...» ، ويصفانه بأنّه شيخ الحنفيّة فى زمانه ، وأنّه ولد بدامغان سنة ٣٩٨ ، وتوفّى سنة ٤٧٨ هجرية.

وخالفهما جمع من العلماء والمصنّفين الذين ترجموا لهذا الاسم «أبى عبد الله

__________________

(١) ذكره السيوطى فى (الإتقان ١ : ١٤١).

(٢) انظر (مفتاح السعادة ٢ : ٤١٥) و (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ١٧٤) وهو فى (البرهان للزركشى ١ : ١٠٢) «ابن الدامغانى الواعظ».

(٣) انظر (كشف الظنون مجلد ٢ : ٢٠٠٠).

(٤) انظر مقدمة كتاب (الوجوه والنظائر لابن الجوزى ـ الورقة الأولى) ومقدمة كتاب (تاج العروس للزبيدى).

(٥) انظر (هدية العارفين ١ : ٣٠١) و (معجم المؤلفين ٤ : ٤٤).

(٦) انظر (بروكلمان الأصل ١ : ٣٣٣ ، الملحق ١ : ٦٣٧).

(٧) انظر (الأعلام للزركلى ٧ : ١٦٣).

١١

الدّامغانى ، محمد بن على بن حسين ...» فبعضهم ينسب له كتاب : «شرح مختصر الحاكم فى الفروع (١)» فقط ، والبعض الآخر لم ينسب له مؤلّفا أصلا (٢).

* * *

أمّا العلماء والمصنّفون الذين نسبوا كتاب «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز» إلى «أبى عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانىّ» فنذكر منهم :

أبو الفرج عبد الرحمن بن على الجوزىّ ، المتوفّى سنة ٥٩٧ هجرية ، يقول فى مقدّمة كتابه (٣) : «لمّا نظرت فى كتب الوجوه والنظائر التى ألّفها أرباب الاشتغال بعلوم القرآن ؛ وقد نسب كتاب فى «الوجوه والنظائر» إلى ... أبى عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى ...».

محبّ الدّين أبو الفيض السيد محمد مرتضى الحسين الزبيدىّ ، الإمام اللّغوىّ يذكر فى صدر كتابه «تاج العروس» الكتب «التى يسرّ الله تعالى الأخذ منها ، ونقل عنها مباشرة ... الوجوه والنظائر لأبى عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى».

جلال الدّين السيوطىّ ، وبدر الدّين محمد بن عبد الله الزركشىّ ، وطاش كبرى زاده ، يقولون : «ومن المتأخرين الذين صنّفوا فى «علم الوجوه والنظائر» ابن الجوزى ، وابن الدّامغانى».

__________________

(١) انظر (الفوائد البهية فى تراجم الحنفية ١٨٢ ـ ١٨٣) و (كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ـ الورقة ١٨٤ ـ ١٨٥) و (هدية العارفين ٢ : ٧٤).

(٢) انظر (الأنساب للسمعانى ـ الورقة ١٢٩ / ظ) و (المنتظم لابن الجوزى ٩ : ٢٢ ـ ٢٤) و (تاريخ بغداد ٣ : ١٠٩) و (الكامل فى التاريخ ١٠ : ٥٩) و (اللباب فى تهذيب الأنساب ١ : ٤٠٦) و (مرآة الزمان ٣ : ١٢٢) و (الوافى بالوفيات ج ٤ ، أعلام ١٦٥٥) و (البداية والنهاية ٢ : ٤٧٤) و (النجوم الزاهرة ٥ : ١٢١) و (الطبقات السنية ـ الورقة ٤٦٠ / و) و (الكنى والأنساب والألقاب ـ الورقة ٤٣) و (شذرات الذهب ٣ : ٣٦٢) و (معجم البلدان ٢ : ٤٣٣).

(٣) انظر (قرة العيون النواظر فى الوجوه والنظائر ـ الورقة الأولى)

١٢

حاجى خليفة يقول ـ عند الحديث عن علم الوجوه والنظائر : «وممّن ألّف فيه : أبو عبد الله الحسين بن الدّامغانى» (١).

عمر رضا كحالة ، يقول : «الدّامغانى ، الحسين بن محمد بن إبراهيم الدّامغانى ، أبو عبد الله» له : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» و «شوق العروس وأنس النفوس» مطبوع ، ويذكر أنّه توفّى سنة ٤٧٨ هجرية ، ١٠٨٥ ميلادية (٢).

إسماعيل باشا البغدادى ، يقول : «الدّامغانى ، أبو عبد الله الحسين بن محمد بن إبراهيم الدّامغانى ، الفقيه الحنفىّ ، توفّى سنة ٤٧٨ هجرية ، من تصانيفه : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر فى القرآن» ، ويسمّى أيضا : «الوجوه والنظائر» فى مجلد ، و «شوق العروس وأنس النفوس» (٣).

نستنتج من هذا العرض عدّة نقاط :

١ ـ أنّ هذه المصادر ـ كما أشرنا ـ لم تتّفق فيما بينها بصورة إيجابية وحاسمة على اسم المؤلّف ؛ فبعضها يذكر «ابن الدّامغانى» فقط ، وبعضها يذكر أنّه : «أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى» ، وبعضها يحكى أنّه : «أبو عبد الله الحسين بن الدّامغانى» ؛ والآخر يروى أنّه : «الحسين بن محمد بن إبراهيم الدّامغانى ، أبو عبد الله» ، والخامس يذكر أنّه : «محمد بن على بن محمد بن حسين بن عبد الملك ، أبو عبد الله الدّامغانى».

ومن خلال هذه الأقوال المتناثرة هنا وهناك نميل إلى أنّ اسم مؤلّف كتاب : «الوجوه والنظائر» هو : «أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى» لعدّة أسباب منها :

__________________

(١) انظر (كشف الظنون ٢ : ٢٠٠٠).

(٢) انظر (معجم المؤلفين ٤ : ٤٤) و (كشف الظنون ١٠٦٧ ، ٢٠٠١) و (إيضاح المكنون ١ : ٣١٠).

(٣) انظر (هدية العارفين ، أسماء المؤلفين وأثار المصنفين ١ : ٣١٠).

١٣

أولا : إنّ محقّقا مثل صاحب كتاب : «تاج العروس» ، وكذا ابن الجوزىّ ، المتوفّى سنة ٥٩٧ هجرية ـ وهو قريب نسبيّا إلى عصر المؤلّف ـ يذكران أنّه : «أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى» ، وأنّهما ينسبان إليه كتاب «الوجوه والنظائر».

ثانيا : نجد إسماعيل البغدادىّ يفصّل القول تفصيلا بين اثنين من العلماء ينتسبان إلى «دامغان» ، وينسب كتابا إلى «أبى عبد الله الحسين بن محمد بن إبراهيم الدّامغانى» يسمّى «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر فى القرآن» ، ويسمّى أيضا : «الوجوه والنظائر».

والشخصية الثانية هى : «الدّامغانى ـ محمد بن على بن الحسين بن عبد الوهاب ، أبو عبد الله الدّامغانى» ، ويصفه بأنّه «قاضى بغداد ، وينسب إليه كتابا آخر غير كتاب «الوجوه والنظائر» هو كتاب : «شرح مختصر الحاكم فى الفروع».

ثالثا : إنّ هذا الاسم : «أبو عبد الله الحسين بن محمد بن إبراهيم الدّامغانى» يذكره عمر رضا كحالة فى كتابه (١) ، وينسب له ـ أيضا ـ «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» : أى «الوجوه والنظائر».

رابعا : إنّ هذا الاسم جاء على الصّفحات الأولى لجميع النّسخ الخطية لكتاب «الوجوه والنظائر» عدا النّسخة القديمة ، فإنّه كتب عليها بخطّ الرقعة الحديث «للدّامغانى» فقط.

فإذا كنت أرجّح مبدئيّا أنّ اسم المؤلّف : «أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى» بناء على ما تقدّم ـ فإنّنى أستطيع أن أتخطّى مراحل التّرجيح إلى مرحلة الجزم ، فأقول بيقين ـ معتمدا على ما جاء فى مقدّمة هذا الكتاب ما نصّه :

__________________

(١) (معجم المؤلفين ٤ : ٤٤).

١٤

«بسم الله الرّحمن الرّحيم ... الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، الحمد لله وحده ، وصلواته على محمّد وآله ـ قال الشيخ الإمام أبو عبد الله الحسين بن محمّد الدّامغانى» ـ وهى عبارة مألوفة عند قدماء المؤلّفين ، ففى كتاب «تفسير الطبرى» نراه يقول : «قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبرىّ» ، ونرى الإمام أبا يحيى محمد بن صمادح التّجيبي يقول كذلك فى مقدّمة كتابه «مختصر من تفسير الإمام أبى جعفر الطبرىّ» (١).

وإن كانت المصادر لم تذكر لنا شيئا عن سنة ميلاده ، فإنّها كلّها متّفقة على سنة وفاته ، وهى سنة ٤٧٨ هجرية ، كما لم تذكر لنا المصادر كثيرا عن نشاطه الفكرى وتواليفه ، غير أنّهم يقولون : إنه كان فقيها حنفيّا ، ويذكرون بالإجماع أنّ من تصانيفه : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر فى القرآن الكريم» ، ويطلقون ـ أيضا ـ على هذا الكتاب «الوجوه والنظائر» ، كما يذكرون له مؤلّفا آخر هو «شوق العروس وأنس النفوس» ، ولم يتيسّر لنا الاطلاع عليه ، وإن كان حاجى خليفة يذكر أنّ كتاب : «شوق العروس وأنس النفوس» مطبوع.

وكما اختلف العلماء والمصنّفون فى نسبة هذا الكتاب إلى مؤلّفه نجدهم يختلفون ـ أيضا ـ فى تحديد اسم الكتاب على النحو الآتى :

أ ـ يقول كارل بروكلمان : «إنّ للإمام الدّامغانى مؤلّفين ؛ أحدهما : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» ، وثانيهما : «الوجوه والنظائر».

ب ـ ويذكر خير الدّين الزركلى : أنّ اسمه «الزوائد والنظائر فى غريب القرآن» ، وينسب فيما نقل إلى «بروكلمان».

ج ـ ويقول عمر رضا كحالة : بأنّ اسمه : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر».

__________________

(١) نشر هذا الكتاب فى جزءين بالهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام (١٩٧٠ م ـ ١٩٧١ م) ثم أعيد طبعه بالهيئة المصرية للكتاب ـ بتحقيقنا.

١٥

د ـ أما إسماعيل البغدادى : فقد ذكر أنّ اسمه : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» ، ويسمّى أيضا «الوجوه والنظائر».

ه ـ ويقول ابن الجوزى والسيد محمد مرتضى الزبيدى : بأنّ اسمه : «الوجوه والنظائر».

أما النّسخ الخطية للكتاب فقد دوّنت عناوينها على الوجه الآتى :

النّسخة الأولى : وعنوانها : «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» ، وهو مكتوب بخطّ الرقعة الحديث ، وهى بدار الكتب المصرية (رقم ١٣٠ تفسير) ومنسوخة سنة ٤٦٧ هجرية.

النّسخة الثانية : وعنوانها : «الوجوه والنظائر» ؛ وهى بدار الكتب المصرية (رقم ٨٢٤ تفسير) وهى مكتوبة سنة ١٠٦٧ هجرية.

النّسخة الثالثة : وعنوانها : «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز» وهى بدار الكتب المصرية (رقم ٢٣٠٥١) ومكتوبة سنة ١١٥٤ هجرية.

النّسخة الرابعة : وعنوانها «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها» وهى بالمكتبة التيمورية (رقم ٦٦ لغة) ومكتوبة سنة ١١٨٩ هجرية.

النّسخة الخامسة : وعنوانها : «الوجوه والنظائر» وهى بمكتبة طلعت (رقم ٤٢٧ تفسير) ومكتوبة سنة ١٢٧٥ هجرية.

النّسخة السادسة : وعنوانها : «الوجوه والنظائر فى غريب القرآن وعجائبه» وهى بالمكتبة الأزهرية (رقم ٢٨٥ إمبابى) ومكتوبة سنة ١٢٧٥ هجرية.

ومن خلال هذا العرض المجمل ، وهذه الأقوال المتناثرة هنا وهناك ، نقول على سبيل

١٦

الترجيح ـ وبالله التوفيق ـ : بأنّ اسم الكتاب هو : «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز» للأسباب الآتية :

أولا : إنّ إسماعيل البغدادى يقول : إنّه «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» ويسمّى «الوجوه والنظائر».

ثانيا : إنّ محقّقا مثل صاحب كتاب «تاج العروس» ، وكذلك ابن الجوزىّ يذكران أنّه : «الوجوه والنظائر».

ثالثا : إنّ جميع النّسخ الخطية للكتاب ـ عدا النّسخة القديمة والتى كتب عنوانها بخطّ حديث الكتابة ـ قد دوّن عليها «الزوائد والنظائر» ، وبخاصة أن نسختين اتفقتا على ذكر هذا العنوان : «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز».

الوجوه والنظائر :

معنى الوجوه والنظائر : أن تكون الكلمة واحدة ذكرت فى مواضع متفرّقة من القرآن الكريم على لفظ واحد وحركة واحدة ، ولكن يراد بها فى كلّ مكان ذكرت فيه معنى يخالف معناها فى المكان الآخر. فكلّ كلمة ذكرت فى موضع وذكر نظيرها فى موضع آخر هو ما يعرف أو ما يسمّى بالنظائر. أمّا تفسير الكلمة بمعانيها المختلفة فهو ما يعرف أو ما يسمّى بالوجوه (١).

وبناء على هذا يكون المراد بالنظائر إنّما هو اسم للألفاظ ، ويكون المراد بالوجوه إنّما هو اسم للمعانى.

وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن ؛ حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها أو أكثر أو أقلّ ، ولا يوجد ذلك فى كلام البشر (٢).

__________________

(١) اقتباس من كتابى (الاتفاق للسيوطى ١ : ١٧٤) و (البرهان للزركشى ١ : ١٠٢ ، ١٠٣)

(٢) انظر (البرهان فى علوم القرآن ١ : ١٠٢).

١٧

وذكر مقاتل فى صدر كتابه حديثا مرفوعا (١) : «لا يكون الرّجل فقيها كلّ الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة» (٢).

فمثلا جاء «تفسير الأمر على ستة عشر وجها.

الدّين* القول* العذاب* عيسى* القتل ببدر* فتح مكّة* قتل بنى قريظة* القيامة* القضاء* الوحى* الأمر بعينه* الذّنب* النّصر* الشان والفعل* الغرق* الكثرة* المنكر*

وانظر تفصيل هذه الوجوه فى هذا الكتاب بعد ذلك. (٣)

سبب اختيار هذا الكتاب :

يقول الشيخ الإمام العلّامة ، أبو عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى فى صدر كتابه : «إنّى تأمّلت كتاب وجوه القرآن لمقاتل بن سليمان وغيره ، فوجدتهم أغفلوا حروفا من القرآن لها وجوه كثيرة ، فعمدت إلى عمل كتاب مشتمل على ما صنّفوه ، وما تركوه منه ، وجعلته مبوّبا على حروف المعجم ؛ ليسهل على النّاظر فيه مطالعته ، وعلى المتعلّم حفظه ، ..»

ولهذين السببين الشّمول ، والتّرتيب ، اهتممت بكتاب «الوجوه والنظائر ...» لأبى عبد الله الحسين بن محمد الدّامغانى ، مع تقديرى العظيم للجهود التى بذلها العلماء السابقون واللاحقون للإمام الدّامغانى.

__________________

(١) الحديث المرفوع : ما أضيف إلى النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خاصة ، من فعل أو تقرير ؛ سواء كان متصلا أو منقطعا ؛ لسقوط الصحابى منه أو غيره. (قواعد التحديث ١٠٤) وحاشية (البرهان فى علوم القرآن للزركشى ١ : ١٠٣).

(٢) قال السيوطى : أخرجه ابن سعد وغيره عن أبى الدرداء موقوفا ، ولفظه : «لا يفقه الرجل كل الفقه» ؛ وقد فسّره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معانى متعددة فيحمله عليها إذا كانت غير متضادة ، ولا يقتصر به على معنى واحد. انظر (الإتقان ١ : ١٧٤ ـ ١٧٥).

(٣) راجع صفحة (٧ ـ ١١) من هذا الجزء.

١٨

وقد يسرّ الله لى الاطلاع على كثير من هذه المصنّفات فوجدت كتابا مثل : «وجوه القرآن عن مقاتل» يعتمد على الكلمات فحسب ، ولم يعتمد فى ترتيبه على حروف المعجم ؛ فبدأه ب «تفسير الهدى» ، ثم أعقبه ب «تفسير الكفر» ثم ب «تفسير الشّرك» ، وختمه ب «تفسير الفسق» ؛ وفسّر كلمة «الصّيحة» مثلا «على وجهين» ، وفسّرها الإمام الدّامغانى «على ثلاثة أوجه».

وكتابا آخر مثل «الأشباه والنظائر فى مفردات القرآن» للثعلبى ؛ فإنّ مادّته تنقص كثيرا عن مادّة كتاب الدّامغانى ، ولم يرتّبه على حروف المعجم ؛ فبدأه بكلمة «الاتباع» ، وختمه ب «اليمين» ؛ وهو عنده على «خمسة أوجه» ؛ وعند الدّامغانى على «تسعة أوجه».

وكتابا ثالثا هو «توجيه القرآن العظيم» لأبى العبّاس أحمد بن على بن أحمد .. الرّبعى المقرئ ؛ فإنّ مادّته تقلّ كثيرا عن مادّة كتاب الإمام الدّامغانى ؛ ولم يرتّبه على حروف المعجم ؛ فقد بدأه ب «باب الوحى» وأعقبه ب «باب الحسنى» ، ثم ب «باب العلم» ، وختمه ب «باب الدّين» ؛ وهو عنده «على ثلاثة أوجه» وعند الدّامغانى «على خمسة أوجه».

وكتابا رابعا هو «قرّة العيون النواظر فى الوجوه والنظائر» لابن الجوزىّ ، فإن مادّته تنقص عن مادّة كتاب الدّامغانى ؛ وبدأه ب «الأب» ثم أعقبه ب «الأمّ» ، ثم ب «أم» ، وأتبعه ب «الآذان» ؛ وفسّر ابن الجوزىّ «الأخذ على ستّة أوجه» ؛ وهو عند الدّامغانى «على ثلاثة عشر وجها».

ولكى نزيد الأمر وضوحا نقول : إنّ المؤلّف رتّب كتابه حسب أحرف الهجاء التسعة والعشرين حرفا ؛ وعقد لكلّ حرف بابا ، ثم ذكر الموادّ التى تبدأ بحرف الألف جملة ، ثم فسّر كلّ مادّة على حدة ، على حسب تنوّع معانيها ؛ متتبّعا ذكرها فى القرآن الكريم.

١٩

ومع أن المؤلف كرّر «تفسير الأزواج» فى «باب الألف» (صفحة ٩٩) ، و «باب الزاى» (صفحة ٣٩٤) ، كما جعل «الوجه الثالث والرابع» فى «تفسير الزوال» من «زول» لا من «ز ل ل»

فهو يعدّ بمثابة قاموس يجمع الأسماء والأفعال والحروف التى تكرّر ذكرها فى القرآن الكريم ، وتعدّدت معانيها.

* * *

نسخ «الوجوه والنظائر»

اطلعت على ست نسخ خطيّة لهذا الكتاب ؛ وهى :

١ ـ النّسخة الأولى :

بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٣٠ تفسير) وهى بعنوان «الزوائد والنظائر وفوائد البصائر» كما هو مكتوب على الورقة الأولى منها بخطّ الرقعة الحديث ، وتقع فى ١٤٤ ورقة فى مجلد من القطع المتوسّط ، وعدد سطورها ٢١ سطرا ، فى كلّ صفحة ؛ وهى مكتوبة بخطّ يمكن قراءته ؛ ومضبوطة ضبطا ليس كاملا. أما رءوس الموضوعات فهى مكتوبة بخطّ مميّز ، وعليها مقابلات قد تآكل بعضها ؛ وهى بقلم «الفقيه أبى الحسين عبد الرحمن بن محمد أبى نصر الرّازى» ، فرغ من كتابتها يوم الأربعاء السادس من شوال سنة سبع وستين وأربعمائة ، كما جاء بآخر النسخة.

وأوّل هذه النّسخة مبتور. ضاعت منها صفحة العنوان ، وخطبة المؤلّف ، وأكثر «باب الألف» ؛ فهى تبتدئ من أوّل «الوجه الثانى : ألقى» ، كما ضاعت ورقة أخرى عند أوّل قوله : «والقبض إليه فى السماء» من «تفسير التّوفّى» فى «باب التاء» إلى أوّل قوله : «وقال فى حم المؤمن : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) عند آخر «الوجه الأوّل» ، من «تفسير التسكين».

٢٠