أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
المحقق: الشيخ إبراهيم محمّد رمضان
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
سورة التكوير (١)
١ ـ (كُوِّرَتْ) قال أبو عبيدة : «تكوّر ـ أي تلفّ ـ كما تكوّر العمامة».
وقال بعض المفسرين : «كوّرت» أي ذهب ضوؤها.
٢ ـ (انْكَدَرَتْ) : انتثرت وانصبّت.
٤ ـ و (الْعِشارُ) من الإبل : الحوامل. واحدتها : «عشراء» ، وهي : التي اتي عليها في الحمل عشرة أشهر ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع.
يقول : عطّلها أهلها من الشغل بأنفسهم.
٦ ـ (سُجِّرَتْ) : ملئت. يقال : يفضي بعضها إلى بعض ، فتصير شيئا واحدا.
٧ ـ (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) : قرنت بأشكالها في الجنة والنار.
٨ ـ و (الْمَوْؤُدَةُ) : البنت تدفن حية.
١١ ـ (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) أي نزعت فطويت كما يقشط الغطاء عن الشيء.
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة إذا الشمس كورت.
٣٤ ـ (وَكَأْساً دِهاقاً) أي مترعة ملأى.
١٣ ـ (أُزْلِفَتْ) : أدنيت.
١٥ ـ و ١٦ ـ و (بِالْخُنَّسِ [الْجَوارِ الْكُنَّسِ]) : النجوم الخمسة الكبار ، لأنها تخنس ـ أي ترجع في مجراها ـ وتكنس ـ [أي] تستتر ـ كما تكنس الظّباء [في المغار ، وهو : الكناس].
١٧ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) قال ابو عبيدة : إذا أقبل ظلامه.
وقال غيرة : إذا أدبر.
٢٤ ـ (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) ، أي بمتّهم على ما يخبر به عن الله عزوجل.
ومن قرأ : (بِضَنِينٍ) ، أراد : ببخيل. أي ليس بخيل عليكم ، يعلّم ما غاب عنكم : مما ينفعكم.
سورة الانفطار (١)
١ ـ (انْفَطَرَتْ) : انشقّت.
٣ ـ (فُجِّرَتْ) أي فجّر بعضها إلى بعض.
٤ ـ (بُعْثِرَتْ) : قلبت وأخرج ما فيها. يقال : بعثرت المتاع وبحثرته ، إذا جعلت أسفله أعلاه.
٧ ـ (فَعَدَلَكَ) : قوّم خلقك.
ومن قرأ : (فَعَدَلَكَ) بالتخفيف ، أراد : صرفك إلى ما شاء من الصّور في الحسن والقبح.
٩ ـ (تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) أي بالجزاء والحساب.
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة إذا السماء انفطرت.
سورة المطففين (١)
١ ـ (المطفف) : الذي لا يوفي الكيل. يقال : إناء طفّان ، إذا لم يك مملوءا.
٣ ـ (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) أي كالوا لهم ، [أ] ووزنوا لهم. يقال : كلتك ووزنتك ، بمعنى : كلت لك ، ووزنت لك. وكذلك : عددتك وعددت لك.
(يُخْسِرُونَ) : ينقصون.
٧ ـ (لَفِي سِجِّينٍ) : فعيل ، من «سجنت».
١٩ ، ٢٠ ـ (مَرْقُومٌ) : مكتوب. و «الرّقم» : الكتاب. قال أبو ذؤيب :
عرفت الديار كرقم الدوا |
|
ة يذبرها الكاتب الحميري |
١٤ ـ (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) أي غلب. يقال : رانت الخمر على عقله ، اي غلبت.
٢٥ ـ (الرحيق) : الشراب الذي لا غشّ فيه.
__________________
(١) هي مكية وقيل مدنية ، أو معظمها مدني. ويقال : «الرّحيق» : الخمر العتيقة.
٢٦ ـ (خِتامُهُ مِسْكٌ) أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب.
٢٧ ـ (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) يقال : أرفع شراب في الجنة.
ويقال : يمزج بماء ينزل من تسنيم ، أي من علو.
وأصل هذا من «سنام البعير» ومنه : «تسنيم القبور».
وهذا اعجب إليّ ، لقول المسيّب بن علس في وصف امرأة :
كأنّ بريقتها ـ للمزا |
|
ج من ثلج تسنيم شيبت ـ عقارا |
أراد : كأن بريقتها عقارا شيبت للمزاج من ثلج تسنيم ، يريد جبلا.
٣٦ ـ (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ [ما كانُوا يَفْعَلُونَ]؟) أي هل جزوا بما كانوا يعلمون؟!.
سورة الإنشقاق (١)
٢ ـ قوله : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) : استمعت ، (وَحُقَّتْ) أي حقّ لها.
٦ ـ (إِنَّكَ كادِحٌ) ، أي عامل ناصب في معيشتك ، (إِلى) لقاء (رَبُّكَ).
١١ ـ (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) أي بالثبور ، وهو : الهلكة.
١٤ ـ (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) أي لن يرجع ويبعث.
١٦ ـ (بِالشَّفَقِ) : الحمرة [التي ترى] بعد مغيب الشمس.
١٧ ـ (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) أي جمع وحمل. ومنه : «الوسق» ، وهو : الحمل.
١٨ ـ (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) أي امتلأ في الليالي البيض.
١٩ ـ (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي حالا بعد حال (٢). قال الشاعر :
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة إذا السماء انشقت.
(٢) قال الطبري ، لتلاقون إيها الناس من شدائد يوم القيامة وأهواله حالا بعد حال وأمرا بعد أمر. قال ابن عباس : لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال هذا نبيكم صلىاللهعليهوسلم. أخرجه البخاري.
كذلك المرء : إن ينسأ له أجل |
|
يركب على طبق من بعده طبق |
٢٣ ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) أي يجمعون في صدورهم وقلوبهم يقال : أوعيت المتاع ، [إذا جعلته في الوعاء].
٢٥ ـ (غَيْرُ مَمْنُونٍ) أي غير مقطوع.
سورة البروج (١)
١ ـ (الْبُرُوجِ) : بروج النجوم ، وهي اثنا عشر برجا.
ويقال : «البروج» : القصور.
٢ ـ و (الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) : يوم القيامة.
٣ ـ (وَشاهِدٍ) في يوم الجمعة. كأنه أقسم بمن يشهده. (وَمَشْهُودٍ) : يوم الجمعة ، ويوم عرفة.
٤ ـ (الْأُخْدُودِ) : الشقّ [العظيم المستطيل] في الأرض. وجمعه : «أخاديد» (٢).
وكان رجل من الملوك خدّ لقوم في الأرض أخاديد ، وأوقد فيها نارا ، ثم ألقي قوما من المؤمنين في تلك الأخاديد.
١٠ ـ (فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ) أي عذبوهم.
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة والسماء ذات البروج.
(٢) قال مجاهد : الأخدود شق في الأرض.
سورة الطارق (١)
١ ـ (الطَّارِقِ وَ) : النجم ، سمي بذلك : لأنه يطرق ـ أي يطلع ـ ليلا وكلّ من أتاك ليلا : فقد طرقك.
٣ ـ و (الثَّاقِبُ) : المضيء.
٧ ـ (التَّرائِبِ) : معلّق الحليّ من الصدر. واحدتها «تربية».
٩ ـ (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) أي تختبر سرائر القلوب.
١١ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) أي المطر (٢). قال الهذليّ يذكر سيفا :
أبيض كالرّجع رسوب ، إذا |
|
ماثاخ في محتفل يختلي |
أي أبيض كالماء.
١٢ ـ (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) أي تصدّع بالنبات.
١٥ ـ (يَكِيدُونَ كَيْداً) : يحتالون حيلة.
١٦ ـ (وَأَكِيدُ كَيْداً) : أجازيهم جزاء كيدهم.
__________________
(١) هي مكية.
(٢) قال مجاهد : ذات الرجع سحاب يرجع بالمطر.
سورة الأعلى (١)
٥ ـ (فَجَعَلَهُ غُثاءً) أي يبسا ، (أَحْوى) : أسود من قدمه واحتراقه.
٨ ـ (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى) لم يرد ان معنى السورة في الصحف الأولى ، ولا الألفاظ بعينها. وإنما أراد : «الفلاح لمن تزكّي ، وذكر اسم ربه فصلي» في الصحف الأولى ، كما هو في القرآن.
__________________
(١) هي مكية.
سورة الغاشية (١)
١ ـ (الْغاشِيَةِ) : القيامة ، لأنها تغشاهم.
٦ ـ (الضريع) : نبت [يكون] بالحجاز ، يقال لرطبة : الشّبرق.
١١ ـ (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) أي قائلة لغوا ، ويكون اللغو بعينه.
١٥ ـ و (النمارق) : الوسائد واحدتها : «نمرقة» و «نمرقة».
١٦ ـ (والزرابي) : الطّنافس. ويقال : هي البسط. واحدتها : «زربية».
(مَبْثُوثَةٌ) : كثيرة متفرقة [في المجالس].
٢٠ ـ (سُطِحَتْ) أي بسطت.
٢٢ ـ (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) أي بمسلّط.
٢٥ ـ (إِيابَهُمْ) : رجوعهم (٢).
__________________
(١) هي مكية.
(٢) قال ابن عباس : إيابهم : مرجعهم.
سورة الفجر (١)
٢ ـ (وَلَيالٍ عَشْرٍ) يعني : عشر الأضحى.
٣ ـ (وَالشَّفْعِ) : يوم الأضحى. (وَالْوَتْرِ) : يوم عرفة.
و «الشّفع» في اللغة : اثنان ، و «الوتر» : واحد.
قال قتادة : «الخلق كله شفع ووتر ، فأقسم بالخلق».
وقال عمران بن حصين (٢) : «الصلاة المكتوبة منها شفع ووتر».
[و] قال ابن عباس : «الوتر آدم ، [والشفع]. شفع بزوجه حواء عليهماالسلام».
وقال ابو عبيدة : «الشّفع : الزّكا ، وهو : الزّوج. والوتر : الخسا ، وهو : الفرد».
__________________
(١) هي مكية ، ومدنية عند علي بن أبي طلحة.
(٢) هو عمران بن حصين الخزاعي كثير المناقب ومن أهل السوابق ، بعثه عمر يفقه أهل البصرة وتولى قضاءها ، وكان الحسن يحلف بالله ما قدمها خير لهم من عمران بن حصين ، وهو الراوي لحديث وصف المتوكلين الذين لا يرتون ولا يسترتون ولا يتطيرون وكان يسمع تسليم الملائكة عليه حتى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما ثم أكرمه الله برد ذلك ، أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر واستقضاه عبد الله بن عامر على البصرة ثم استعفاه فاعفاه. توفي سنة إثنين وخمسين. (انظر شذرات الذهب ص ٥٨).
٤ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) أي يسرى فيه. كما يقال : ليل نائم ، أي ينام فيه.
٥ ـ (لِذِي حِجْرٍ) أي لذي عقل.
٩ ـ (جابُوا الصَّخْرَ) : نقبوه واتّخذوا منه بيوتا.
١٦ ـ (فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) أي ضيّق عليه. يقال : قدرت عليه رزقه ، قثرته.
١٩ ـ و (التُّراثَ) : الميراث. والتاء فيه منقلبة عن واو. كما قالوا : تجاه ، والأصل : وجاه وقالوا : تخمة ، والأضل : وخمة.
(أَكْلاً لَمًّا) أي شديدا. وهو من قولك : لممت الشيء ، إذا جمعته.
٢٠ ـ (حُبًّا جَمًّا) أي كثيرا.
٢١ ـ (دُكَّتِ الْأَرْضُ) : دقّت جبالها وأنشازها ، حتى استوت.
سورة البلد (١)
٣ ـ (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) : آدم وولده.
٤ ـ (فِي كَبَدٍ) أي في شدة غلبة ، ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة.
٦ ـ (مالاً لُبَداً) أي كثيرا. وهو من «التلبّد» : كأن بعضه على بعض.
١٠ ـ (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) و «النّجد» : الطريق في ارتفاع. يريد : طريق الخير والشر.
وقال ابن عباس : الثّديين.
١١ ـ (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) أي فلا هو اقتحم العقبة.
١٣ ـ (فَكُّ رَقَبَةٍ) أي عتقها وفكّها من الرّق.
١٤ ـ (ذِي مَسْغَبَةٍ) اي ذي مجاعة. : [و «السّغب» : الجوع ، و «الساغب» : الجائع]. يقال : سغب الرجل يسغب [سغبا و] سغوبا ، إذا جاع.
١٥ ـ (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) أي ذا قرابة.
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة لا أقسم.
١٦ ـ (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) أي ذا فقر ، كأنه لصق بالتراب [من الفقر].
٢٠ ـ (نارٌ مُؤْصَدَةٌ) أي مطبقة [مغلقة]. يقال : أوصدت الباب ، إذا أطبقته [وأغلقته].
سورة الشمس (١)
١ ـ (ضُحاها) : نهارها كلّه.
٢ ـ (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) أي تبع الشمس.
٣ ـ (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) يعني : جلّي الظّلمة ، او الدنيا.
٦ ـ (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) أي بسطها. يقال : حيّ طاح ، أي كثير متسع.
٨ ـ (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) أي عرّفها في الفطرة.
٩ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) أي من زكي نفسه بعمل [البر] ، واصطناع المعروف.
١٠ ـ (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) أي دسّ نفسه ـ أي أخفاها ـ بالفجور والمعصية.
والأصل من «دسّست» ، فقلبت السين ياء. كما قالوا : قصّيت أظفاري ، أي قصّصتها.
١١ ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) أي كذبت الرسول إليها بطغيانها.
__________________
(١) هي مكية.
١٢ ـ (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) أي الشقيّ منها ، [أي نهض] لعقر الناقة.
١٣ ـ (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ : ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) ، أي احذروا ناقة الله وشربها.
سورة الليل (١)
٤ ـ (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) أي [إن] عملكم لمختلف.
٧ ـ (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) أي للعود إلى العمل الصالح.
(وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) أي بالجنة والثواب.
١١ ـ (تَرَدَّى) في النار ، أي سقط.
ويقال : «تريّ» : تفعّل ، من «الرّدي» وهو : الهلاك.
__________________
(١) هي مكية. وتسمى سورة والليل إذا يغشى.
سورة الضحى (١)
٢ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) : إذا سكن. وذلك عند تناهي ظلامه وركوده.
٣ ـ (وَما قَلى) : ما أبغضك.
٨ ـ (عائِلاً) : فقيرا. و «العائل» : الفقير كان له عيال ، او لم يكن. يقال : عال الرجل ، إذا افتقر. وأعال : إذا كثر عياله.
__________________
(١) هي مكية.
سورة الإنشراح (١)
١ ـ (نَشْرَحْ) : نفتح.
٢ ـ و (الوزر) : الإثم في الجاهلية.
٣ ـ (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) : أثقله حتى سمع نقيضه ، أي صوته. وهذا مثل.
٧ ـ ، ٨ ـ (فَإِذا فَرَغْتَ) من صلاتك : (فَانْصَبْ ...) في الدعاء ، وأرغب إلى الله.
__________________
(١) هي مكية.